أعلنت الولايات المتحدة وباكستان عن اختتام جولتهما الأخيرة من محادثات مكافحة الإرهاب، واتفقتا على تكثيف تعاونهما في الحرب ضد المنظمات الإرهابية، مثل حركة «طالبان باكستان» والفرع الإقليمي المعروف باسم «داعش خراسان».
وأصدر البلدان بياناً مشتركاً، الاثنين، أشار إلى أن الحوار الثنائي الذي استضافته الولايات المتحدة في 10 مايو (أيار) الحالي، ركز على معالجة التحديات الأكثر إلحاحاً للأمن الإقليمي والعالمي.
وقال البيان إن السفيرة إليزابيث ريتشارد، منسقة وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب، والدبلوماسي الباكستاني سيد حيدر شاه، ترأسا الحوار الأميركي - الباكستاني لمكافحة الإرهاب. وأضاف البيان أن المناقشات تمحورت حول مشهد مكافحة الإرهاب في المنطقة، مع التركيز على المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وشدد كبار المسؤولين الأميركيين والباكستانيين على أهمية توسيع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وبناء القدرات، بما في ذلك تبادل الخبرات الفنية وأفضل الممارسات، والمساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية، وتوفير البنية التحتية لأمن الحدود والتدريب، بما في ذلك تدريب الولايات المتحدة لأكثر من 300 من رجال الشرطة وعناصر الخطوط الأمامية المستجيبين، منذ الحوار الأخير بين الولايات المتحدة وباكستان لمكافحة الإرهاب في مارس (آذار) 2023، وتعزيز المشاركة المتعددة الأطراف كما هو الحال في الأمم المتحدة والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وجاء في البيان: «تدرك باكستان والولايات المتحدة أن الشراكة لمواجهة (داعش خراسان) وحركة (طالبان) الباكستانية وغيرهما من المنظمات الإرهابية، ستعزز الأمن في المنطقة، وتكون بمثابة نموذج للتعاون الثنائي والإقليمي للتصدي للتهديدات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية».
وسط تصاعد موجة الإرهاب
ويأتي الاجتماع وسط تصاعد الإرهاب أخيراً في باكستان، مما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، بما في ذلك عناصر من قوات الأمن الباكستانية. وتعلن حركة «طالبان باكستان» مسؤوليتها عن معظم أعمال العنف، والتي يعتقد أنها تعمل من ملاذات في أفغانستان المجاورة.
واستخدم البيان اختصاراً لفرع تنظيم «داعش» المتمركز في أفغانستان المعروف باسم «داعش خراسان»، والذي ينفذ بشكل روتيني هجمات إرهابية في البلاد وخارج حدودها.
وأكدت محادثات، الجمعة، في واشنطن تكثيف الاتصالات ومواصلة التعاون «لكشف وردع التطرف العنيف من خلال أساليب تشمل الحكومة بأكملها».
تكثفت الهجمات منذ سيطرة «طالبان» على أفغانستان
وتؤكد إسلام آباد أن الهجمات الإرهابية التي تقودها حركة «طالبان» الباكستانية على الأراضي الباكستانية تكثفت منذ سيطرة «طالبان» على أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، بعد انسحاب قوات «الناتو» بقيادة الولايات المتحدة بعد مهمة لمكافحة الإرهاب استمرت 20 عاماً.
وتزعم السلطات الباكستانية أن أعضاء حركة «طالبان» الأفغانية يسهلون لمقاتلي حركة «طالبان» الباكستانية تنفيذ هجمات عبر الحدود. وتنفي حكومة «طالبان» في كابل هذه الاتهامات، قائلة إنها لا تسمح لأي شخص بتهديد دول أخرى، بما في ذلك باكستان، من الأراضي الأفغانية.
وفي تقرير جديد ينشر، الثلاثاء، حذر المعهد الأميركي للسلام من أن أفغانستان «توفر مساحة متزايدة للجماعات الإرهابية، مقارنة بالفترة التي سبقت الانسحاب الأميركي».
ونشر المعهد ملخصاً للدراسة على موقعه على الإنترنت، مشيراً إلى أن تنظيم «داعش خراسان»، يشكل «تهديداً متزايداً يمتد إلى ما هو أبعد من المنطقة المباشرة، أكبر مما كان عليه خلال فترة ما قبل الانسحاب»، كما عادت حركة «طالبان» الباكستانية «تهديداً أمنياً إقليمياً». وذكر التقرير أيضاً أن تنظيم «القاعدة» وفروعه في جنوب آسيا «يواصلون الحفاظ على العلاقات مع حكام (طالبان) في أفغانستان ويتلقون الدعم منهم».
وجرت المحادثات في خضم تصاعد هجمات المسلحين التي تشنها «طالبان» الباكستانية، الفرع الأفغاني لـ«داعش».
جدير بالذكر أن «طالبان» الباكستانية حليفة لحركة «طالبان» الأفغانية، التي استولت على السلطة في أفغانستان عام 2021.
وأعلن الجيش الباكستاني، حديثاً، أن تفجيراً انتحارياً أدى إلى مقتل خمسة مهندسين صينيين وسائق باكستاني في مارس، كان مخططاً له في أفغانستان، وأن المهاجم مواطن أفغاني. في المقابل، نفت كابل هذا الاتهام.