مهرجانات سينمائية مصرية تدعم كوادرها بـ«خبرات عربية»

«القاهرة» و«الإسكندرية» و«الغردقة» أبرزها

ليندا بالخيرية تدير برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما (صفحتها بموقع «فيسبوك»)
ليندا بالخيرية تدير برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما (صفحتها بموقع «فيسبوك»)
TT

مهرجانات سينمائية مصرية تدعم كوادرها بـ«خبرات عربية»

ليندا بالخيرية تدير برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما (صفحتها بموقع «فيسبوك»)
ليندا بالخيرية تدير برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما (صفحتها بموقع «فيسبوك»)

اتجهت مهرجانات سينمائية مصرية للاستعانة بـ«خبرات عربية» لدعم كوادرها وبرمجة أفلامها وتولي مسؤوليات إدارية وفنية بها، لا سيما بعد ما حققه الناقد العراقي انتشال التميمي من نجاح في إدارة مهرجان الجونة السينمائي على مدى 6 سنوات.

كان مهرجان القاهرة السينمائي، برئاسة الفنان حسين فهمي، استعان خلال دورته قبل الماضية بالجزائرية ليندا بالخيرية مديرةً لبرنامج أيام القاهرة لصناعة السينما «كايرو كونيكشن»، التي عملت على تطويره، ويتواصل دورها في المهرجان المصري بدورته المقبلة المقرر تنظيمها خلال الفترة من 13 - 22 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وأعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عن اختيار المخرجة والممثلة العراقية السويسرية عايدة شليفر مديراً للمسابقة الرسمية للأفلام الروائية لدول البحر المتوسط خلال دورته الأربعين المقرر تنظيمها في الفترة ما بين 1 - 5 أكتوبر(تشرين الأول) المقبل، وللمخرجة الشابة رصيد من الأفلام القصيرة والطويلة، وقد تم أرشفة فيلمها «نون» في أحد أكبر وأهم الأرشيفات السينمائية، وهو «جوسسفيلموند» بروسيا، كما تأهل فيلمها «أرواح عابرة» لتصفيات الأوسكار، وشاركت شيلفر في لجان تحكيم عدد كبير من المهرجانات، وهي مديرة وأحد مؤسسي «مهرجان الفيلم العربي الدولي» بزيورخ.

المخرجة العراقية السويسرية عايدة شليفر تترأس المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالإسكندرية السينمائي (إدارة المهرجان)

كما اختار الناقد الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية، المخرج والمنتج اللبناني سام لحود مديراً لمسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة لدول البحر المتوسط خلال الدورة المقبلة أيضاً، ولحود هو مؤسس ورئيس جمعية مجمع بيروت السينمائي، ويعد شخصية بارزة في صناعة السينما والمسرح بلبنان.

وكشف أباظة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «اختار شخصيات عربية مرموقة لها خبرة واسعة في تنظيم المهرجانات وعلاقات بصناع الأفلام ليتولى كل منهم إحدى مسابقات المهرجان بدلاً من الاستعانة بمدير فني واحد كما كان معتاداً لمسابقات المهرجان»، مشيراً إلى أن «عايدة شليفر تقيم في سويسرا، وتتابع السينما الأوروبية التي تمثل جانباً من أفلام البحر المتوسط المختص بها المهرجان، وأن سام لحود يعد بمثابة مؤسسة سينمائية».

اللبناني سام لحود مديراً لمسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة بمهرجان الإسكندرية (إدارة المهرجان)

كما كشف أباظة عن اختيار مهرجان الإسكندرية التونسية نورس الرديسي التي تعمل منذ سنوات بمهرجان قرطاج السينمائي لرئاسة مسابقة أفلام الطفل التي يقيمها مهرجان الإسكندرية لأول مرة في دورته المقبلة مراهناً على «قدرتهم في إحداث تغيير بالمهرجان».

فيما أعلن اليوم الاثنين مهرجان الغردقة لأفلام الشباب عن اختيار الإعلامية الجزائرية رابحة عشيت مستشاراً فنياً للمهرجان في دورته الثانية المقررة في الفترة 19 - 25 سبتمبر (أيلول) المقبل، وكانت رابحة تولت لعدة سنوات إدارة المكتب الفني والإعلامي لمهرجان وهران للفيلم العربي، كما شاركت كمبرمجة أفلام بمهرجانات دولية وعربية.

وأوضح الكاتب محمد الباسوسي، رئيس مهرجان الغردقة لسينما الشباب، أنه «في ظل التطلع لإقامة مهرجان دولي، فمن المهم وجود خبرة عربية تتمتع برؤى جديدة وعلاقات قوية، حيث يسعى للتوسع في فعاليات الدورة القادمة»، لافتاً إلى أن «الاستعانة بخبرات خارجية ليس تقليلاً من الكفاءات المصرية، وإنما ستكون إضافةً بلا شك للمهرجانات المصرية».

ويرى الناقد الفني المصري أشرف غريب أن «الاستعانة بخبرات عربية أمر طبيعي ولا ينطوي على أي حساسية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من حق أي مهرجان الاستعانة بالخبرات التي تسهم في تطوره ونجاحه»، لافتاً إلى نجاح انتشال التميمي في تجربته بمهرجان الجونة السينمائي، وعدّ «توجه مهرجانات القاهرة والإسكندرية والغردقة للاستعانة بخبرات عربية وأجنبية ستثبت في النهاية إذا كان الشخص الذي تم اختياره مؤهلاً وعلى قدر المسؤولية أم لا بصرف النظر عن جنسيته»، مؤكداً أن «الأصل في المهرجانات العربية التكامل وتبادل الخبرات وليس التنافس».


مقالات ذات صلة

نانسي عجرم أطلَّت كما «باربي» في «مهرجانات بيبلوس» وغنّت بين أهلها

يوميات الشرق أطلت بفستان زهري لمّاع له روح فساتين «باربي» (خاص الشرق الأوسط)

نانسي عجرم أطلَّت كما «باربي» في «مهرجانات بيبلوس» وغنّت بين أهلها

ما كان لهذا الحفل اللبناني أن ينتهي من دون أن تختمه بأغنيتها «بيروت الأنثى» التي أبكت يوم صدورها بسبب الظروف العصيبة التي مرَّ بها لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق نجوم الأغنية المصرية في التسعينات غنّوا روائع الذاكرة (الشرق الأوسط)

نجوم التسعينات في مصر أشعلوا الذاكرة وأبهجوا بيروت

نجوم الأغنية المصرية في التسعينات، حسام حسني وحميد الشاعري ومحمد فؤاد وهشام عباس وإيهاب توفيق، غنّوا روائع الذاكرة في حفل بيروتي حضره الآلاف.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق رياض في المؤتمر الصحافي للمهرجان (إدارة المهرجان)

«القومي للمسرح» يمنح أولوية لتكريم الفنانين على قيد الحياة

دافع الفنان المصري محمد رياض، رئيس المهرجان القومي للمسرح عن قرارته التي أحدثت جدلاً في الأوساط المسرحية ومن بينها أسماء المكرمين في الدورة الـ17 من المهرجان.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل (الشرق الأوسط)

المايسترا مارانا سعد تقود الموسيقى نحو الحبّ الأعظم

في حفل المايسترا اللبنانية الأخت مارانا سعد، يحدُث التسليم للحبّ. ليس بهيئته المُتدَاولة، بل بكينونته. بالعظمة الكامنة في نبضه وجوهره وسُلطته على العناصر.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
TT

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)

«هذه هي فرنسا»، غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معرباً عن فخره وسعادته بنجاح حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس أمس. وجاءت تغريدة ماكرون لتوافق المشاعر التي أحس بها المشاهدون الذين تابعوا الحفل الضخم عبر البث التلفزيوني. جمع الحفل مشاهير الرياضة مثل زين الدين زيدان الذي حمل الشعلة الأولمبية، وسلمها للاعب التنس الإسباني رافاييل نادال والرياضيين الأميركيين كارل لويس وسيرينا وليامز والرومانية ناديا كومانتشي، وتألق في الحفل أيضاً مشاهير الغناء أمثال ليدي غاغا وسلين ديون التي اختتمت الحفل بأداء أسطوري لأغنية إديث بياف «ترنيمة للحب». وبالطبع تميز العرض بأداء المجموعات الراقصة وباللقطات الفريدة للدخان الملون الذي تشكل على هيئة العلم الفرنسي أو لراكب حصان مجنح يطوي صفحة نهر السين، وشخصية الرجل المقنع الغامض وهو يشق شوارع باريس تارة، وينزلق عبر الحبال تارة حاملاً الشعلة الأولمبية ليسلمها للاعب العالمي زين الدين زيدان قبل أن يختفي.

الرجل المقنع الغامض حامل الشعلة الأولمبية (رويترز)

الحفل وصفته وسائل الإعلام بكثير من الإعجاب والانبهار بكيفية تحول العاصمة باريس لساحة مفتوحة للعرض المختلفة.

«مخالف للأعراف» كان وصفاً متداولاً أمس لحفل خرج من أسوار الملعب الأولمبي للمرة الأولى لتصبح الجسور وصفحة النهر وأسطح البنايات وواجهاتها هي المسرح الذي تجري عليه الفعاليات، وهو ما قالته صحيفة «لوموند» الفرنسية مشيدة بمخرج الحفل توماس جولي الذي «نجح في التحدي المتمثل في تقديم عرض خلاب في عاصمة تحولت إلى مسرح عملاق».

انتقادات

غير أن هناك بعض الانتقادات على الحفل أثارتها حسابات مختلفة على وسائل التواصل، وعلقت عليها بعض الصحف أيضاً، فعلى سبيل المثال قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن الحفل كان «عظيماً، ولكن بعض أجزائه كان مبالغاً فيها»، مشيرة إلى مشاهد متعلقة بلوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دافنشي. واللوحة التمثيلية حظيت بأغلب الانتقادات على وسائل التواصل ما بين مغردين من مختلف الجنسيات. إذ قدمت اللوحة عبر أداء لممثلين متحولين، واتسمت بالمبالغة التي وصفها الكثيرون بـ«الفجة»، وأنها مهينة للمعتقدات. وعلق آخرون على لوحة تمثل الملكة ماري أنطوانيت تحمل رأسها المقطوعة، وتغني بأنشودة الثورة الفرنسية في فقرة انتهت بإطلاق الأشرطة الحمراء في إشارة إلى دم الملكة التي أعدمت على المقصلة بعد الثورة الفرنسية، وكانت الوصف الشائع للفقرة بأنها «عنيفة ودموية».

مشهد الملكة ماري أنطوانيت وشرائط الدم الحمراء أثار التعليقات (رويترز)

كما لام البعض على الحفل انسياقه وراء الاستعراض وتهميشه الوفود الرياضية المشاركة التي وصلت للحفل على متن قوارب على نهر السين. وتساءلت صحيفة «الغارديان» عن اختيار المغنية الأميركية ليدي غاغا لبداية الحفل بأداء أغنية الكباريه الفرنسية، التي تعود إلى الستينات «مون ترونج أن بلومز» مع راقصين يحملون مراوح مزينة بالريش الوردي اللون.

ليدي غاغا وأغنية الكباريه الفرنسية (أ.ف.ب)

في إيطاليا، قالت صحيفة «لا جازيتا ديلو سبورت»، حسب تقرير لـ«رويترز»، إن الحفل كان «حدثاً غير مسبوق، وغير عادي أيضاً. عرض رائع أو عمل طويل ومضجر، يعتمد حكمك على وجهة نظرك وتفاعلك». وشبهت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» واسعة الانتشار العرض بأداء فني معاصر، مشيرة إلى أن «بعض (المشاهدين) كانوا يشعرون بالملل، والبعض الآخر كان مستمتعاً، ووجد الكثيرون العرض مخيباً للآمال». وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا»، ذات التوجه اليساري، أن الحفل طغى على الرياضيين وقالت: «قدم الكثير عن فرنسا، والكثير عن باريس، والقليل جداً عن الألعاب الأولمبية»، من جانب آخر أشادت صحف فرنسية بالحفل مثل صحيفة «ليكيب» التي وصفته بـ«الحفل الرائع»، وأنه «أقوى من المطر»، واختارت صحيفة «لو باريزيان» عنوان «مبهر».

سيلين ديون والتحدي

على الجانب الإيجابي أجمعت وسائل الإعلام وحسابات مواقع التواصل على الإعجاب بالمغنية الكندية سيلين ديون وأدائها لأغنية إديث بياف من الطبقة الأولى لبرج إيفل، مطلقة ذلك الصوت العملاق ليصل كل أنحاء باريس وعبرها للعالم. في أدائها المبهر تحدت ديون مرضها النادر المعروف باسم «متلازمة الشخص المتيبّس»، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية لا علاج شافٍ له. وقد دفعها ذلك إلى إلغاء عشرات الحفلات حول العالم خلال السنوات الأخيرة.

سيلين ديون وأداء عملاق (أ.ف.ب)

وعلّق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على إطلالة سيلين ديون في افتتاح الأولمبياد، معتبراً عبر منصة «إكس» أنها «تخطت الكثير من الصعاب لتكون هنا هذه الليلة. سيلين، من الرائع أن نراكِ تغنّين مجدداً».