ناقش رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، الثلاثاء، في العاصمة طرابلس، دعم جهود الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وفق قوانين عادلة. وقالت منصة «حكومتنا» الليبية إن الدبيبة وميلوني بحثا أيضاً جهود البلدين لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وعدداً آخر من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وشهد الاجتماع أيضاً توقيع مذكرات تفاهم للتعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الليبية، ووزارة الجامعات والبحث العلمي الإيطالية، واتفاقية بين وزارتَي الصحة بالبلدين، وأخرى بين وزارة الرياضة الليبية ووزارة الشباب والرياضة الإيطالية، وفق ما أوردته منصة «حكومتنا». وأضافت المنصة أنه «جرى الاتفاق على عقد المنتدى الاقتصادي الإيطالي - الليبي في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) في العاصمة طرابلس لدعم القطاع الخاص بالبلدين».
ومن المقرر أن تتوجه ميلوني إلى بنغازي، ثانية المدن الليبية وعاصمة شرق البلاد، حيث ستلتقي القائد العام للقوات المسلحة في الشرق، المشير خليفة حفتر، حسب بعض المصادر الإعلامية. وقال رئيس حزب «صوت الشعب»، فتحي الشبلي: «ما يهم ميلوني في السابق واليوم أيضاً هو المحافظة على ملفي الطاقة والهجرة. أما مسائل مساعدة الليبيين والتوجه نحو الانتخابات فكلها حجج واهية».
وأوضح الشبلي في تصريح لـوكالة الصحافة الألمانية أن «تفسير هذه الزيارة الخاطفة في الوقت الحالي يعود إلى شعور الإيطاليين بأن تأثيرهم في ليبيا بدأ يقل في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع بين الروس في شرق ليبيا والأميركيين في غربها». وأضاف الشبلي موضحاً: «تبعاً لذلك فإن ما يهم ميلوني هو أن تعمل على ضمان استمرار تدفق الغاز الليبي إلى بلادها، والعمل بأي شكل من الأشكال على الحد من الهجرة إلى الشواطئ الإيطالية»، لافتاً إلى أن «خطورة هذا الموضوع تكمن في السعي الأوروبي، والإيطالي تحديداً، إلى توطين الأفارقة في ليبيا».
وتابع الشبلي قائلاً إن «الخطير في هذه الزيارة هو توقيع وزراء من الدولتين (إعلان نوايا) لتنفيذ (خطة ماتي)، وهي تسمية اشتُقت من عملاق الطاقة الإيطالي إيني إنريكو ماتي، التي عرضتها ميلوني في اجتماع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وفي القمة الإيطالية - الأفريقية التي عُقدت مؤخراً، والتي عدَّها الكثير من النقاد والسياسيين عبارة عن صندوق فارغ».
وحسب الشبلي، فإن الخطة تتركز على «وقف تدفق الهجرة غير النظامية من سواحل شمال أفريقيا، لا سيما ليبيا وتونس، وكذلك تنويع سلاسل الإمداد لضمان أمن الطاقة وتحقيق أكبر مكاسب اقتصادية لإيطاليا». وتعد هذه الزيارة الثانية لميلوني نحو طرابلس، بعدما ترأست في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي وفداً رفيع المستوى، وأشرفت مع الدبيبة على توقيع مؤسسة النفط الليبية وشركة «إيني» الإيطالية عقد بقيمة 8 مليارات دولار لغرض الاستثمار في حقلَي غاز بحريين، سيضيفان قرابة 800 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً إلى السلة الليبية.