بايدن في صمت... الاحتجاجات الطلابية تضعه في موقف حساس انتخابياً

طلاب مؤيدون للفلسطينيين يستلقون على الأرض أثناء تظاهرهم في حرم جامعة ولاية بورتلاند في أوريغون (أ.ف.ب)
طلاب مؤيدون للفلسطينيين يستلقون على الأرض أثناء تظاهرهم في حرم جامعة ولاية بورتلاند في أوريغون (أ.ف.ب)
TT

بايدن في صمت... الاحتجاجات الطلابية تضعه في موقف حساس انتخابياً

طلاب مؤيدون للفلسطينيين يستلقون على الأرض أثناء تظاهرهم في حرم جامعة ولاية بورتلاند في أوريغون (أ.ف.ب)
طلاب مؤيدون للفلسطينيين يستلقون على الأرض أثناء تظاهرهم في حرم جامعة ولاية بورتلاند في أوريغون (أ.ف.ب)

يلتزم الرئيس الأميركي جو بايدن الصمت بشكل شبه كامل إزاء التعبئة الطلابية في العديد من الجامعات ضد الحرب في غزة، متجنباً حتى الآن الحديث عن هذا الموضوع الذي من شأنه أن يقوض حملته الانتخابية، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولم يتحدث الديمقراطي البالغ 81 عاماً الذي سيواجه الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، علناً إلا مرة واحدة وباقتضاب عن هذه المظاهرات.

وقال جو بايدن في 22 أبريل (نيسان)، رداً على سؤال طرحه أحد الصحافيين: «أدين مظاهر معاداة السامية (...). وأدين أيضاً أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين».

ومنذ ذلك الحين، التزم بايدن الصمت وسط صدامات بين الطلاب والشرطة التي أوقفت المئات في الجامعات في أنحاء البلاد، وهو ما لاحظه دونالد ترمب.

وقال رجل الأعمال البالغ 77 عاماً خلال تجمع الأربعاء: «هناك بلبلة كبيرة في بلادنا، وهو لا يقول شيئاً».

ودعا الجمهوري رؤساء الجامعات إلى «استرداد الحرم الجامعي»، ووصف المتظاهرين في جامعة كولومبيا في نيويورك بأنهم «مجانين مسعورون ومتعاطفون مع (حماس)».

الشرطة تواجه الطلاب المؤيدين للفلسطينيين بعد أن اقتحمت معسكرهم في حرم جامعة كاليفورنيا (أ.ف.ب)

«نسبة صغيرة»

من جهتها، أدانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، أمس (الأربعاء)، «النسبة الصغيرة من الطلاب الذين يسببون الفوضى» بعد ليلة من الاشتباكات والاعتقالات في بعض الجامعات.

وتابعت: «للطلاب الحق في الذهاب إلى الفصل والشعور بالأمان... ويجب علينا إدانة معاداة السامية».

لكنها أقرّت أن الحرب في غزة «لحظة مؤلمة»، مؤكدة أن جو بايدن يدعم الحق في الاحتجاج السلمي.

ويرى أليكس كينا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث يونيفرسيتي، أن «الاحتجاجات وضعت بايدن في موقف حساس لأنه اعتمد كثيراً للفوز في عام 2020 على الشباب، وعلى المسلمين والأميركيين من أصل عربي».

لكن جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي، وهي منظمة تمثل الأميركيين من أصول عربية، يقدّر أن البيت الأبيض «على ما يبدو مقتنع بأنه سيصمد أمام هذه العاصفة وسينتصر رغم كل شيء على دونالد ترمب في نوفمبر... وهذا سوء تقدير خطير».

ومنذ بداية الحرب الأخيرة في غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كان جو بايدن هدفاً لانتقادات شديدة بسبب دعمه غير المشروط للدولة العبرية.

وأظهر استطلاع للرأي نشرته جامعة هارفارد في منتصف أبريل الماضي، أنه يحظى بأفضلية بين الأميركيين تحت سن الثلاثين: 45 في المائة من نوايا التصويت مقابل 37 في المائة لدونالد ترمب، بفارق 8 نقاط مئوية.

لكن هذه النسبة أدنى بكثير مما كانت عليه قبل 4 سنوات. ففي ربيع عام 2020: كان الديمقراطي يتقدم بـ23 نقطة على خصمه الجمهوري.

عام 1968... «انظر إلى هؤلاء الحمقى»

ومن الممكن أن يستعيد الرئيس الأميركي رضا بعض الناخبين الشباب بحلول شهر نوفمبر، إذا تم التوصل إلى اتفاق بين «حماس» والسلطات الإسرائيلية بشأن وقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين.

ورأى أليكس كينا أن ذلك «سيكون أمراً جللاً ويسهم ربما في وضع حد لبعض الاحتجاجات واستعادة الاستقرار» في الجامعات.

وتضغط الإدارة الأميركية منذ أسابيع من أجل التوصل إلى اتفاق. ورأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في إسرائيل، الأربعاء، أن «(حماس) يجب أن تقول نعم» لمقترح الهدنة الأخير المقدم لها.

إذا فشل الاتفاق، واستمرت الاحتجاجات في الجامعات، فسوف يعقد الديمقراطيون مؤتمرهم في ظل توتر شديد للغاية هذا الصيف.

ومن المنتظر أن يرشح الحزب جو بايدن رسمياً في أغسطس (آب) في شيكاغو.

في عام 1968، انعقد في المدينة مؤتمر ديمقراطي سادته الفوضى على خلفية المظاهرات ضد حرب فيتنام، بعد فترة وجيزة من تخلي الرئيس المنتهية ولايته ليندون جونسون عن الترشح.

حينذاك، نأى طالب القانون جو بايدن بنفسه عن الاحتجاجات. وفي كتاب نشره عام 2007، يستذكر رؤيته طلاباً يحتلون مبنى في جامعته في سيراكيوز (شمال شرقي البلاد) وتعليقه «انظر إلى هؤلاء الحمقى»، مضيفاً: «إلى تلك الدرجة كنت بعيداً عن الحراك المناهض للحرب».


مقالات ذات صلة

«الأونروا» تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل

المشرق العربي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني خلال اجتماع دولي مخصص للشرق الأوسط في أوسلو (أ.ف.ب)

«الأونروا» تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل

أكد المفوض العام لوكالة «الأونروا»، فيليب لازاريني، أن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية رغم الحظر الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
المشرق العربي رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى (أ.ب)

رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو العالم لمواصلة الضغط على إسرائيل حتى بعد هدنة غزة

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الأربعاء، إن المجتمع الدولي يجب أن يواصل الضغط على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
المشرق العربي تفقّد الناس دماراً خلفته الغارة الإسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة تؤوي عدداً من النازحين اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)

هدنة غزة: المفاوضات باتت في «مراحلها النهائية»

يسعى المفاوضون المجتمِعون، اليوم الأربعاء، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة، إذ باتت المباحثات بشأنه في «مراحلها النهائية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي رجل إسعاف ينقل طفلا أصيب نتيجة قصف إسرائيلي في دير البلح وسط غزة (إ.ب.أ)

مقتل 22 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة

أفادت قناة (الأقصى) الفلسطينية اليوم الأربعاء بأن 22 شخصا لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي 
فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

«هدنة غزة» تختمر... وتنتظر الإعلان

اختمرت على نحو كبير، حتى مساء أمس، ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل بعد 15 شهراً من الحرب، وسط ترجيحات كبيرة بقرب إعلانه.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (غزة) علي بردى (واشنطن)

انطلاق صاروخ يحمل مركبتين فضائيتين من أميركا واليابان إلى القمر

انطلقت مهمة «Blue Ghost Mission 1» على متن صاروخ «SpaceX Falcon 9» من مجمع الإطلاق «A39» التابع لوكالة «ناسا» في مركز كيندي للفضاء التابع للوكالة في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
انطلقت مهمة «Blue Ghost Mission 1» على متن صاروخ «SpaceX Falcon 9» من مجمع الإطلاق «A39» التابع لوكالة «ناسا» في مركز كيندي للفضاء التابع للوكالة في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
TT

انطلاق صاروخ يحمل مركبتين فضائيتين من أميركا واليابان إلى القمر

انطلقت مهمة «Blue Ghost Mission 1» على متن صاروخ «SpaceX Falcon 9» من مجمع الإطلاق «A39» التابع لوكالة «ناسا» في مركز كيندي للفضاء التابع للوكالة في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
انطلقت مهمة «Blue Ghost Mission 1» على متن صاروخ «SpaceX Falcon 9» من مجمع الإطلاق «A39» التابع لوكالة «ناسا» في مركز كيندي للفضاء التابع للوكالة في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)

انطلق اليوم (الأربعاء) من مركز كيندي الفضائي على ساحل الولايات المتحدة الشرقي، صاروخ واحد يحمل مركبتين فضائيتين، لمهمتين إلى القمر لحساب شركتين خاصتين، إحداهما أميركية والأخرى يابانية، على ما أظهرت مشاهد من بث حي للعملية.

وقد أُرسلت المركبتان الفضائيتان المحملتان بالأدوات العلمية إلى الفضاء، بواسطة صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» الأميركية، المملوكة للملياردير إيلون ماسك.

انطلقت مهمة «Blue Ghost Mission 1» على متن صاروخ «SpaceX Falcon 9» من مجمع الإطلاق «A39» التابع لوكالة «ناسا» في مركز كيندي للفضاء التابع للوكالة في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)

وانطلق الصاروخ بنجاح، الأربعاء، عند الساعة 01:11 صباحاً بالتوقيت المحلي (06:11 بتوقيت غرينيتش) من مركز كيندي للفضاء بولاية فلوريدا، في جنوب شرقي الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أُرسلت المركبتان الفضائيتان المحملتان بالأدوات العلمية إلى الفضاء بواسطة صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» الأميركية المملوكة للملياردير إيلون ماسك (إ.ب.أ)

ويضم الصاروخ الروبوت الفضائي «بلو غوست» Blue Ghost الذي طورته شركة «فايرفلاي إيروسبيس» Firefly Aerospace لحساب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، والروبوت الفضائي «ريزيلينس» Resilience التابع لشركة «آي سبيس» ispace اليابانية.

مصورون في مركز كيندي للفضاء التابع للوكالة في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)

وتأمَل الوكالتان في تكرار الإنجاز الذي حققته شركة «إنتويتيف ماشينز» Intuitive Machines الأميركية، بعد نجاحها في إرسال مركبة فضائية إلى سطح القمر في أوائل عام 2024، في سابقة على مستوى العالم لشركة خاصة.

وقبل ذلك، لم تنجح في إتمام هذه المناورة المحفوفة بالمخاطر إلا حفنة من البلدان، بدءاً بالاتحاد السوفياتي في عام 1966.

وستكون هذه المحاولة الأولى لشركة Firefly Aerospace، والثانية لشركة ispace التي فشلت مركبتها في الهبوط بأمان على سطح القمر في عام 2023.