«الإسكندرية للفيلم القصير» يقدم عروضاً للمكفوفين للمرة الأولى

عبر الترجمة الصوتية لـ5 أفلام

جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
TT

«الإسكندرية للفيلم القصير» يقدم عروضاً للمكفوفين للمرة الأولى

جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)

استحدثت الدورة العاشرة من مهرجان «الإسكندرية للفيلم القصير» تقديم عروض سينمائية للمكفوفين للمرة الأولى، في عرض الفيلم السينمائي القصير مصحوباً بترجمة صوتية وصفية للأحداث التي تُعرَض على الشاشة.

وتحت عنوان «سينما المكفوفين» احتضنت سينما مترو في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية، التجربة الأولى من نوعها في المهرجانات السينمائية المصرية، التي تضمّنت عرض 5 أفلام قصيرة هي «نور عيني»، و«تربية ستات»، و«مكالمة خاصة»، و«هذا اليوم»، و«تمنتاشر خمسة وعشرين» في مدة تقترب من 40 دقيقة.

وتقام الدورة العاشرة من المهرجان خلال الفترة من 25 إلى 30 أبريل (نيسان) الحالي، وتضمّ ورشاً وفعاليات سينمائية عدة من بينها، ورش للمونتاج والحكي، بجانب عروض أفلام في مسابقات المهرجان.

وحظيت تجربة «سينما المكفوفين» بتفاعل كبير بين الحضور مع إتاحتها بشكل مجاني، ولم يقتصر الحضور على المكفوفين المكفولين بالرعاية من الجمعيات الأهلية فحسب، ولكن شهد وجود بعض الأفراد مع ذويهم بعد الإعلان عن العرض وتسليط الضوء عليه.

عروض الأفلام تصاحبها ترجمة صوتية وصفية للأحداث (الشرق الأوسط)

«فكرة العرض بدأت قبل عامين»، وفق محمد جلال، منسق عام المهرجان ومسؤول البرنامج، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «المناقشات حوله جاءت بعد مشاهدته لهذه التجربة في المغرب، ومعرفته بتقديمها في دول عدة أخرى، ورغبته في تكرارها بمصر»، مشيراً إلى «دور الإعلامية المغربية هنا العايدي، التي قامت بالترجمة الصوتية الوصفية للأفلام، ومساعدتهم على خروجها للنور».

وأضاف أن «التّحضيرات للفكرة تواصلت خلال العامين الماضيين، وجرى التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لدعم الفكرة، حتى بدأوا بترجمة الأفلام الخمسة المعروضة قبل أكثر من أسبوع على عرضها».

وأوضح جلال أن الترجمة الخاصة للمكفوفين «لا تقتصر على الوصف الصوتي فقط لما يحدث، ولكنها تخضع لمعايير عدة، وتجري بشكل دقيق يعتمد على الوصف الصوتي في أماكن السّكون بالأحداث وقياسها بشكل دقيق».

وأشاد الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق بالتجربة التي حضرها ووصفها بـ«الإيجابية» مع وجود عددٍ كبيرٍ من المكفوفين الذين حرصوا على الحضور والتفاعل مع الأفلام المعروضة، وسط تصفيق وإشادات بالأفلام وترجمتها.

وأضاف عبد الخالق أن «فكرة وصف الأفلام بشكلٍ مسموعٍ سبق أن قُدّمت عبر أثير الإذاعة في تسعينات القرن الماضي بعنوان (من السينما للإذاعة)، عبر استخدام التعليق الصوتي لنقل الأفلام والمسرحيات والمستمعين، لكنها المرة الأولى التي تُنقل للسينما بشكل كامل، وهو الأمر الذي يستحق التقدير من صُنّاع المهرجان لإتاحة الفرصة أمام المكفوفين من أجل الاستمتاع بتجربة السينما بشكل كامل».

ويلفت مدير المهرجان محمد سعدون الانتباه إلى ردود الفعل الإيجابية التي تلقوها عن التجربة الأولى، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الردود ستحفّزنا لتكرارها مع الاستفادة من بعض الملاحظات التي جاءتنا من الحضور»، معرباً عن أمله في أن «يتحقق حلم المكفوفين بتنفيذ التجربة على نطاق أوسع في صالات السينما».

جانب من النقاش الذي أعقب عرض الأفلام (الشرق الأوسط)

وأضاف سعدون، أنهم استمعوا إلى مقترحات عدة من الحضور، منها «رغبتهم في أن يكون الاستماع للوصف الصوتي عبر سمّاعات خاصة تجنباً لشعورهم بالحرج بين باقي الحضور، مع طلب تعميم الفكرة لتشمل الأفلام المعروضة في دور العرض، بجانب بعض التفاصيل الفنية الخاصة بحاجتهم لمزيد من الوصف الصوتي لبعض الأمور التي لم تكن واضحة».


مقالات ذات صلة

هاجر النعيم... سينمائية سعودية تدعم مناصب الأفلام «غير المرئية»

يوميات الشرق هاجر النعيم (الشرق الأوسط)

هاجر النعيم... سينمائية سعودية تدعم مناصب الأفلام «غير المرئية»

يعتقد الكثيرون أن المناصب المهنيّة الرئيسية في صناعة الأفلام تشمل فقط المخرج والمنتج والممثل، في حين هناك أدوار محورية أخرى لا يُنظر إليها بقدر كبير من الاهتمام

إيمان الخطاف (الدمام)
ثقافة وفنون عبد الله حبيب: لا مكان للشاعر في هذا العالم

عبد الله حبيب: لا مكان للشاعر في هذا العالم

عُرف الشاعر والسينمائي العُماني عبد الله حبيب بوصفه واحداً من أهم محركات الحداثة في الخليج، زاوج بين الشعر والسينما

ميرزا الخويلدي (حوار)
يوميات الشرق عمر فاروق في مشهد من الفيلم (الشرق الأوسط)

عمر فاروق لـ«الشرق الأوسط»: «الجانب المظلم لليابان» ينظُر إلى المستقبل

يحاول الفيلم الإضاءة على النظرة المختلفة، غيرها الراسخة في أذهان العالم عن اليابان بسبب تطوّرها، فيجد عمر فاروق نفسه عالقاً في أعماق الجانب المظلم.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق المخرجة ويندي بيدنارز تأثرت بالعمل (الشركة المنتجة)

«باص 22»... الحياة بعين أم فقدت ابنتها

إنها قصة عن الحزن والحب والغفران واللوم... فماذا يقول صنّاعها؟

محمود الرفاعي (القاهرة )
الوتر السادس أبدت مي حماسها لتكرار التعاون مع الفنانة نسرين طافش في أعمال أخرى (حسابها على «فيسبوك»)

مي سليم: شائعات زواجي وخلافاتي مع الفنانين تؤرقني

عبّرت الفنانة مي سليم عن سعادتها بردود فعل الجمهور على دور «ملك» الذي قدمته في فيلم «بنقدّر ظروفك» الذي استقبلته دور العرض أخيراً

أحمد عدلي (القاهرة)

الحفلات الفلكلورية تضفي أجواء من البهجة في القاهرة الفاطمية

العروض الفنية لراقصي التنورة تجذب الجمهور (قصر الأمير طاز)
العروض الفنية لراقصي التنورة تجذب الجمهور (قصر الأمير طاز)
TT

الحفلات الفلكلورية تضفي أجواء من البهجة في القاهرة الفاطمية

العروض الفنية لراقصي التنورة تجذب الجمهور (قصر الأمير طاز)
العروض الفنية لراقصي التنورة تجذب الجمهور (قصر الأمير طاز)

بين أرجاء المباني الأثرية بالقاهرة التاريخية، تنثر الحفلات الفلكلورية البهجة على المنطقة من خلال الموسيقى والغناء والرقص والإنشاد.

وكان أحدث هذه الحفلات فعاليات المهرجان الدولي للطبول، الذي اختتم حفلاته، السبت، على مسرح سور القاهرة الشمالي، وضمّ نحو 40 فرقة للطبول والفنون التراثية من 8 دول، وشهدت حفلات المهرجان حضوراً جماهيرياً كبيراً تفاعل مع الحدث الفني الذي يقام للعام الحادي عشر.

يقول الدكتور انتصار عبد الفتاح، مؤسس ورئيس المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية، إن أكثر ما لفت انتباهه هو «البهجة والسعادة التي ظهرت على الجمهور، وهو يتابع فعاليات المهرجان»، مضيفاً، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يستهدف الحفاظ على التراث الشعبي والتواصل بين ثقافات الشعوب، فضلاً عن التواصل الإنساني بين شعوب العالم».

تفاعل جماهيري كبير مع مهرجان الطبول الدولي بالقاهرة (إدارة المهرجان)

وعدَّ «استقبال الجمهور للفعاليات بسعادة وتفاؤل من أهم الأهداف التي يسعى المهرجان لتحقيقها، إلى جانب هدفه الرئيسي في مد جسور التواصل بين الثقافات المتنوعة».

وأضاف: «هناك أيضاً مهرجان سماع للإنشاد والموسيقى الروحية، وملتقى الأديان، وفرقة إرساء السلام الدولية، وفرقة سماع للرقص الصوفي المولوي التي أنشأتها بهدف إحياء الفنون التراثية، واستطاعت هذه الفرق التعبير عن الطابع المميز للقاهرة التاريخية بعمقها الثقافي والحضاري».

وتزخر خطة مراكز الإبداع والقصور والبيوت التراثية في القاهرة الفاطمية بحفلات متنوعة؛ من بينها حفلة إنشاد ديني، يوم 6 يونيو (حزيران) الحالي، بمناسبة موسم الحج في بيت السحيمي، وحفلان لفرقة النيل للفنون الشعبية بالمكان نفسه، بالإضافة لعروض الأراجوز وخيال الظل لفرقة «ومضة» أسبوعياً، يوم الجمعة.

في حين تشهد قبة الغوري حفلين لفرقة التنورة، كل أسبوع، وتضم أيضاً حفلات لفرقة رضا للفنون الشعبية، والفرقة القومية للفنون الشعبية، بالإضافة إلى حفل إنشاد ديني بمناسبة موسم الحج، وحفلات لفرق شبابية.

فرقة التنورة التراثية تقدم حفلات أسبوعية في قبة الغوري بالقاهرة التاريخية (قبة الغوري)

ويُعدّ مركز الإبداع بقبة الغوري، وفقاً لمديره الدكتور عامر التوني، «برنامجاً فنياً للمكان الأثري في قلب القاهرة الفاطمية يتناسب مع القيمة التراثية لقبة الغوري». ويقول التوني، لـ«الشرق الأوسط»: «نحافظ على الفنون التراثية، ومن أكثر تجلياتها الموسيقى الشرقية الخاصة بنا، والإنشاد الصوفي، والإنشاد الديني، وحتى لا يشعر الجمهور بالانفصال عن الواقع، هناك بعض الفرق الشبابية التي تقدم أغاني حديثة مختلفة».

وأشار إلى أن «فرقة التنورة موجودة على الأجندة السياحية المصرية، أسبوعياً كل سبت وأربعاء، وهناك أيضاً فرقتان للفنون الشعبية هما فرقة رضا والفرقة القومية».

فرق الفنون الشعبية تقدم عروضاً متنوعة بالقاهرة التاريخية (قصر الأمير طاز)

وأوضح أن «طبيعة الجمهور الموجود في حي الحسين إما أجنبي يريد مشاهدة المزارات المصرية، أو من أبناء البلد الذين يأتون من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية للتعرف على المكان ومشاهدة العروض المختلفة».

وذكر أن «تقديم الفنون التراثية يجذب الجمهور كثيراً، ويبث البهجة في صفوفه، وتمتد هذه الفنون لتعبر عن التنوع الموجود في مصر، فقبل فترة قريبة كانت لدينا فرقة للإنشاد الصوفي من أسوان (فرقة السباعية)، وفرق الطنبورة البورسعيدية، والسمسمية السويسية، والشهر الماضي كان معنا أحفاد أحمد منيب من النوبة».

في حين يشهد قصر الأمير باشتاك بشارع المعز فعاليات؛ منها صالون مقامات بيت الغناء العربي، بحضور فرق موسيقية، بالاشتراك مع البرنامج الثقافي في الإذاعة المصرية، وحفل بعنوان «ليلة من دويتوهات السينما المصرية» لفرقة نجوم مصرية.

وتقدم فرقة «المولوية» عرضاً في قصر الأمير طاز بالقاهرة الفاطمية أيضاً، كما يستضيف المكان نفسه عرضاً لفرقة «أنغامنا الحلوة»، بالإضافة إلى الورش الفنية للكورال ولمدرسة الإنشاد الديني، بإشراف المنشد محمود التهامي.