رغم تركيز وسائل إعلام عربية وعالمية على كواليس الحرب في غزة ورصد مآسي سكان القطاع الذين يتعرضون للقصف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 200 يوم، فإن هناك قصصاً وحكايات مروعة لم تروَ بعد، يعمل مجموعة من شباب المخرجين والمصورين على سردها لتوضيح الصورة كاملة.
تلك الحكايات يقدمها مشروع «السينما من المسافة صفر» الذي يشرف عليه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي قال إنهم «نجحوا في إنتاج 22 فيلماً توثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة».
وتحدث مشهراوي، خلال عرض نماذج من الأفلام التي لم يكتمل مونتاج بعضها، ضمن فعاليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، الثلاثاء، عن كيفية اختيار الأفكار وتطويرها مع الشباب.
وقال مشهراوي: «إن المعاناة التي يعيشها أهل غزة تم رصدها من خلال الحكايات التي لم تحك، حيث لا نحكي ما يعرفه العالم من خلال نشرات الأخبار، هناك ضحايا تحت الأنقاض بخلاف أكثر من 33 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والنازحين، لكن القصص الإنسانية والتجارب الشخصية هي موضوع أفلامنا».
وأشار إلى «استخدام المشروع خيمة بجوار مستشفى الأقصى، كان يعمل بها 5 أشخاص لصناعة الأفلام، إلا أن الاحتلال قصف الخيمة عقب انصراف فريقنا منها بعد الفجر».
وذكر مشهراوي أن «بعض الأفلام تم مونتاجها في غزة وسط ظروف صعبة ومروعة، فبعضها تم تصويره على أضواء الموبايل، حيث لا توجد كهرباء أو وسائل طاقة لتساعد على المونتاج أو صناعة الفيلم عموماً، لكنهم كانوا يتحايلون على ذلك بطرق شتى». ولفت إلى «مونتاج نصف الأفلام في الخارج، وتحديداً في فرنسا».
ويسعى المخرج الفلسطيني إلى «خروج هذه الأفلام بجودة عالية لتعجب الجمهور والنقاد والسينمائيين، ويعرف العالم من خلالها حجم الجرائم التي ارتكبت في غزة، وقد تم عرض مقدمة عنها في سويسرا قبل يومين أمام 700 شخص من المتخصصين، وسنعرضها في خيمة مستقلة بمهرجان كان، في دورته المقبلة بعد 3 أسابيع»، مؤكداً أنهم سيحرصون على أن تكون هذه الخيمة شبيهة بخيام النازحين في مخيمات رفح.
وعرض مشهراوي نماذج من الأفلام التي تم مونتاجها، والتي تعبر عن حياة الشباب وأهل غزة داخل المخيمات ووسط القصف الإسرائيلي المستمر ومعاناتهم اليومية هناك.
وقال مشهراوي، وهو من أبناء غزة: «جميعنا فقدنا أهالينا وأقاربنا، معظم الشباب كان محبطاً ويفكر في الهجرة، الآن أصبح أملهم أن يخرجوا بصورة وحكايات أهل غزة من أرض الواقع، يعبرون عن حياتهم وعن معاناتهم الشخصية».
وشكرت ليالي بدر، المخرجة والمنتجة الفلسطينية التي أدارت الندوة، مهرجان أسوان لإلقاء الضوء على «هذا المشروع الذي يوثق المذبحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني»، مؤكدة أن «السينما هي أحد أشكال التعبير التي تقدم حكايات مختلفة عن الرواية الإسرائيلية التي تصدّرها للعالم»، وأوضحت أن «الفلسطينيين يعبرون بالمقاومة وبالسينما وبكل وسائل التعبير».
وذكرت أن المشروع له طابع عربي، فهناك كثير من الفنانين العرب أرادوا المشاركة فيه، مثل الفنان العراقي نصير شمة الذي وضع موسيقى لـ10 أفلام حتى الآن، والشاعر المصري زين العابدين فؤاد، الذي كتب الأشعار لبعض الأفلام.