السينما السعودية تسيطر على جوائز مهرجان «هوليوود للفيلم العربي»

«إلى ابني» و«هجان» في المقدمة

ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)
ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)
TT

السينما السعودية تسيطر على جوائز مهرجان «هوليوود للفيلم العربي»

ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)
ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)

حصدت السينما السعودية النصيب الأكبر من جوائز الدورة الثالثة لمهرجان «هوليوود للفيلم العربي» بفيلمي «إلى ابني» لظافر العابدين و«هجان» لأبو بكر شوقي، في حين فاز الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» لمحمد كردفاني بجائزة المهرجان الذهبية بوصفه أفضل فيلم.

وشهد حفل الختام الذي أقيم مساء (الأحد) توجيه تحية خاصة للفنان الراحل صلاح السعدني؛ تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة، فيما نعته الفنانتان ليلى علوي وإلهام شاهين على خشبة المسرح، بالحديث عنه وعن ذكرياتهما معه بعدما عُرض مقطع قصير عن مسيرته الفنية، ووقف الحضور دقيقة صمت حداداً على رحيله.

وفي حين تحدثت إلهام شاهين عن تميز صلاح السعدني على المستوى الفني والإنساني وتقديمه العديد من الأدوار المتميزة، تطرقت ليلى علوي إلى الجانب الإنساني في حياة الراحل، واهتمامه بعائلته في المقام الأول ورعاية أسرته وأبنائه، بجانب الروح الإيجابية التي كان يضيفها خلال وجوده في موقع تصوير أي عمل يشارك فيه.

ليلي علوي وإلهام شاهين تتحدثان عن صلاح السعدني في ختام المهرجان (الشرق الأوسط)

وأكدت ليلى علوي أن مواقف السعدني السياسية والمبادئ التي تمسّك بها في حياته شكّلت جزءاً مهماً في تكوين شخصيته التي نقلها لأبنائه، لافتة إلى أنه رغم الأعمال المتميزة التي اشترك بها فإنه لم يحصل على المكانة التي تتناسب مع موهبته الفنية.

وعقب الانتهاء من تأبين صلاح السعدني، بدأ أعضاء لجنة التحكيم في الإعلان عن جوائز الدورة الثالثة التي شهدت منافسة 6 أفلام، هي: «مقسوم» للمخرجة كوثر يونس، و«هجان» من السعودية للمخرج أبو بكر شوقي، ومن السودان «وداعاً جوليا» للمخرج محمد كردفاني، بجانب فيلم «العودة إلى الإسكندرية» للمخرج السويسري المصري تامر روغلي، و«إلى ابني» لظافر العابدين.

وترأست لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، ساندرين فوشر كاسيدي المديرة الأولى لمهرجانات تنمية المواهب في كلية الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا، وضمّت في عضويتها كلاً من المنتجين طارق الجنايني، وكريم زريق، بجانب الممثل جهاد عبده، والمنتج والمخرج جورجي جوجو شمشوم.

ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)

وحصد الفيلم السعودي «إلى ابني» جائزة «لجنة التحكيم الخاصة بالسيناريو» مناصفة بين كاتبي سيناريو الفيلم ظافر العابدين وصفاء المسعدي، بالإضافة إلى الجائزة البلاتينية، وهي الجوائز التي تسلمها ظافر العابدين وسط تصفيق حادٍ من الحضور، في حين نال المخرج أبو بكر شوقي جائزة الإخراج عن فيلمه «هجان» الذي حصد بطله عمر العطاوي جائزة أفضل ممثل، وهما الجائزتان اللتان تسلّمهما المنتج طارق الجنايني نيابة عن أسرة الفيلم.

طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)

وفاز فيلم «وداعاً جوليا» بالجائزة الذهبية للمهرجان، ونال فيلم «مقسوم» جائزة تصويت الجمهور، وهي الجائزة التي تسلمتها الفنانة ليلى علوي التي حضرت الفيلم مع الجمهور وشاركت في الندوة الخاصة به بعد انتهاء عرضه.

وعبرت ليلى خلال تسلمها الجائزة عن شكرها للمهرجان والقائمين عليه بوصفه يمثّل فرصة للتواصل بين صُنّاع السينما العربية والجمهور في لوس أنجليس، مؤكدة أن فريق الفيلم سيكون سعيداً عندما تعود إليهم بالجائزة في القاهرة.

ليلى علوي خلال تسلّم جائزة «مقسوم» (الشرق الأوسط)

وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير لفيلم «وذكرنا وأنثانا» للمخرج أحمد الياسر، فيما نال فيلم «خطى أب» جائزة أفضل فيلم طلبة في المهرجان، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم «بول يتحدث» للمخرجة روزانا قاسم، وهو التنويه نفسه الذي ناله الفيلم اللبناني القصير «إذا غرقت الشمس في بحر الغمام» للمخرج وسام شرف.


مقالات ذات صلة

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

يوميات الشرق ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

فنان الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
يوميات الشرق «عن الكلاب والرجال» (AE Content)

رسالة احتجاج من 300 فنان ضد المشاركة الإسرائيلية بمهرجان «ڤينيسيا»

بدا الأمر نشازاً عرض فيلمين إسرائيليين في مهرجان «ڤينيسيا» في حين أن الأحداث لا تزال في أوجها، وأن إدارة المهرجان لم تشأ أي اشتراك روسي بسبب الحرب الأوكرانية.

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا )

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».