أي مدينة تضاهي باريس في الاحتفاء بالحب وجمالياته؟ إنها العاصمة التي عرفت على مدى العصور كيف تحمل رمانتين في كف واحدة: الحب والجمال. ومن هنا لم يكن غريبًا أن يخصص متحف الفنون البدائية معرضًا كبيرًا عن هذا الموضوع، مخصصًا للمقتنيات التاريخية والفنون التزيينية لشعوب عاشت في حوض نهر «آمور»، من ساخالين في سيبيريا وحتى جزيرة هوكايدو في الشرق الأقصى. فالمتحف الواقع على رصيف «برانلي» المطل على السين، غير بعيد عن برج إيفل، يقدم مجموعة من أروع ما أبدعه فنانو تلك المنطقة البعيدة خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن الماضي.
يعتبر نهر «آمور» من أهم أنهار آسيا حيث يشكل الحدود الطبيعية التي تفصل بين روسيا والصين من جهة الشمال الشرقي. ومن اسمه الذي يعني الحب في اللغة اللاتينية، اشتق المشرفون على المتحف اسم هذا المعرض. وقد عاش في حوض النهر أقوام تنوعوا في وسائل تعبيرهم الفني والجمالي. إن الزينة لم تكن تقتصر على الأنسجة والأواني والحلي بل تعدتها إلى الأدوات التي يستخدمها السكان في حياتهم اليومية ويؤثثون بها بيوتهم بحيث تضفي جمالاً على طبيعة صعبة وموحشة وبدائية. ويمكن لزائر المعرض أن يتفرج على أكثر من 100 قطعة تتنوع ما بين التصاميم والتطريزات الراقية والتمائم التي كان لها دورها في روحانيات شعوب تعيش على الصيد ومغالبة الطبيعة.
يتبع مسار العرض خطا يستفيد من التقنيات المشهدية الحديثة ويهتم بإبراز الخطوط والألوان والخامات لفنون تزيينية لا تخلو من حسية، تعكس شفافية صانعيها. وهي فنون ما زالت تلهم المصممين المعاصرين وتشكل رافدًا لإبداعاتهم. ومن تلك المعروضات معطف مصنوع من جلد السمك وحقائب من الحراشف وآنية نحاسية ورماح خشبية وكل ما يشكل علاقة الإنسان ويعكس حبه للمحيط ولما يراه رؤية العين أو ما يهجس به في ليالي الصقيع والعتمة.
يستمر المعرض حتى منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل.
8:58 دقيقه
متحف الفنون البدائية يحتفي بكنوز أبدعتها أنامل عاشقة للفن
https://aawsat.com/home/article/496426/%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%83%D9%86%D9%88%D8%B2-%D8%A3%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A3%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%82%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%86
متحف الفنون البدائية يحتفي بكنوز أبدعتها أنامل عاشقة للفن
معرض باريسي يطلب جماليات الحب ولو في سيبيريا
نسيج من حوض نهر آمور - معطف من جلد الأسماك وحراشفها
متحف الفنون البدائية يحتفي بكنوز أبدعتها أنامل عاشقة للفن
نسيج من حوض نهر آمور - معطف من جلد الأسماك وحراشفها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

