هل يدخل يورغن كلوب عصراً جديداً وجريئاً من الحرب النفسية؟

المدير الفني لليفربول وجه رسالة غامضة إلى آرسنال بعد تعادل فريقه مع مانشستر يونايتد

يتعين على كلوب أن يعرف الأسباب التي أدت إلى خسارة فريقه لنقطتين ثمينتين على ملعب «أولد ترافورد» بلا داع (رويترز)
يتعين على كلوب أن يعرف الأسباب التي أدت إلى خسارة فريقه لنقطتين ثمينتين على ملعب «أولد ترافورد» بلا داع (رويترز)
TT

هل يدخل يورغن كلوب عصراً جديداً وجريئاً من الحرب النفسية؟

يتعين على كلوب أن يعرف الأسباب التي أدت إلى خسارة فريقه لنقطتين ثمينتين على ملعب «أولد ترافورد» بلا داع (رويترز)
يتعين على كلوب أن يعرف الأسباب التي أدت إلى خسارة فريقه لنقطتين ثمينتين على ملعب «أولد ترافورد» بلا داع (رويترز)

لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة استمتع فيها جمهور الدوري الإنجليزي الممتاز بلعبة الحرب النفسية، لكن رد فعل المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، بعد تعادل فريقه أمام مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق يوم الأحد الماضي يشير إلى أننا قد نكون على وشك الدخول في عصر جديد وجريء من هذه الحرب النفسية. ويجب الاعتراف بأن الحرب النفسية هذه المرة بعيدة كل البعد عن تلك التي أشار فيها المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون إلى أن ليدز يونايتد قد يلعب برعونة أمام نيوكاسل لأنه يريد من دون وعي أن يمنع مانشستر يونايتد من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بل وربما بعيدة كل البعد أيضاً عن الاستفزازات الصارخة التي كان يمارسها المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو. لكن ما قاله كلوب لا يزال لافتاً للنظر، خاصة وأن المديرين الفنيين في هذه الأيام يلتزمون بقواعد عدم التصريح بأي شيء سلبي ولو من بعيد عن الفرق الأخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وقال كلوب عند سؤاله عن مباراة آرسنال، الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري، أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد»: «آرسنال فريق جيد. وإذا لعب مانشستر يونايتد بنفس الطريقة التي لعب بها أمامنا اليوم، فإن آرسنال سيفوز بالمباراة. أنا متأكد من ذلك بنسبة 100 في المائة. أنا آسف لقول ذلك». في الحقيقة، تُعد هذه التصريحات بمثابة تأكيد بسيط لحقيقة واضحة: «كان ليفربول هو من سدد أول 17 تسديدة في المباراة، وبالطبع كان يتعين عليه أن يحقق الفوز». لكن من جهة أخرى، فإن هذه هي متعة الحرب النفسية والألعاب الذهنية: فهي تحول العبارات العادية غير المثيرة للجدل إلى شياطين تطارد فريقاً وتُلهم فريقاً آخر. ومن المؤكد أن تصريحات كلوب تضع ضغوطاً كبيرة على آرسنال، وأيضاً، من وجهة نظره، تعطي دفعة كبيرة لمانشستر يونايتد لتقديم أداء أفضل، على أمل أن يساعد ذلك في تعثر آرسنال.

وفي الوقت نفسه، بدا كلوب هادئاً، على الرغم من خسارته لصدارة جدول الترتيب، وقال: «أنا لست سعيداً بشأن هذا الأمر. إنها ليست أفضل نتيجة ممكنة، لكن لا بأس. لا يجب أن نفعل ما نفعله اليوم باستمرار، فهذا لن يكون كافياً بالطبع. لكنني أطالب الجميع في ليفربول بأن يتحلوا بالهدوء». ويجب على كلوب نفسه أن يتحلى بالهدوء، خاصة وأنه لا يزال هناك سبع مباريات متبقية في الموسم. وإذا حدثت تقلبات ونتائج غير متوقعة خلال الشهر ونصف الأخير من الموسم، فإن المدير الفني الذي سيحافظ على ثباته وهدوئه وتركيزه، وقدرته على توصيل أفكاره للاعبيه، هو الذي سيقود فريقه للفوز باللقب في نهاية المطاف، وخير مثال على ذلك ما حدث مع كيفن كيغان في موسم 1995-1996، عندما قال في البداية إنه يحب هذه الحرب النفسية، رداً على تصريحات فيرغسون، قبل أن يسقط فوق لوحة الإعلانات في ملعب «أنفيلد» بعد الهزيمة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة!

لكن في الوقت نفسه، يتعين على كلوب أن يعرف الأسباب التي أدت إلى خسارة فريقه نقطتين ثمينتين على ملعب «أولد ترافورد» بلا داعٍ. لقد تفوق ليفربول على مانشستر يونايتد بشكل كاسح يوم الأحد الماضي، وسدد 28 تسديدة على المرمى مقابل 11 تسديدة لأصحاب الأرض. وكانت إحصائية الأهداف المتوقعة أيضاً في صالح ليفربول بـ3.6 مقابل 0.7. وكان ليفربول قادراً على حسم المباراة تماماً قبل أن يحرز برونو فرنانديز هدف التعادل لمانشستر يونايتد من مسافة 45 ياردة، وهو الهدف الذي جاء من أول تسديدة لمانشستر يونايتد على مرمى ليفربول. لكن الأسوأ من ذلك حقاً هو أن ما حدث في هذه المباراة يعد جزءاً من نمط سائد لليفربول في الآونة الأخيرة.

يأتي ليفربول في صدارة إحصائية الأهداف المتوقعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لكنه مع ذلك سجل ثلاثة أهداف أقل من آرسنال. ووفقاً لإحصائية الأهداف المتوقعة، كان يجب أن يفوز ليفربول على مانشستر سيتي على ملعبه بأكثر من هدف، لكن المباراة انتهت بالتعادل. وكان يجب أن يفوز أيضاً على مانشستر يونايتد على ملعبه بأكثر من هدف، لكن المباراة انتهت بالتعادل أيضاً. لم يكن الأمر صارخاً بنفس القدر في المباراة التي لعبها ليفربول على ملعبه أمام آرسنال، لكن لاعبي ليفربول أهدروا الكثير من الفرص السهلة أيضاً. وإذا لم يفز ليفربول بلقب الدوري هذا الموسم، فسوف يلقي باللوم على تقنية «الفار»، التي ألغت هدفاً صحيحاً تماماً للفريق في مرمى توتنهام، لكن يتعين على الفريق أن يلوم نفسه أيضاً على إهدار الكثير من الفرص السهلة والمحققة في مباريات حاسمة. ويجب الإشارة أيضاً إلى أن غياب ديوغو جوتا عن مباراة فريقه أمام مانشستر يونايتد يوم الأحد على ملعب «أولد ترافورد»، وكذلك عن تلك المباريات الثلاث الحاسمة لليفربول على ملعبه، كان مؤثراً للغاية، لأن اللاعب البرتغالي يتميز بالقدرة على إنهاء الفرص أمام مرمى المنافسين.

لم يستعِدْ محمد صلاح مستواه المعروف منذ عودته من الإصابة التي تعرض لها أثناء مشاركته مع منتخب مصر في نهائيات كأس الأمم الأفريقية. وبالتالي، افتقد ليفربول بشدة لوجود جوتا في ظل ابتعاد صلاح عن مستواه. ويلعب داروين نونيز ولويس دياز دوراً كبيراً في مساعدة ليفربول على سحق المنافسين، لأنهما يبذلان مجهوداً خرافياً ولا يتوقفان عن الركض طوال الوقت. ويعتمد ليفربول على خلق حالة من الفوضى في صفوف المنافسين من خلال تغيير مراكز اللاعبين باستمرار، على عكس السيطرة التي يفرضها آرسنال ومانشستر سيتي على المنافسين. ومن الممتع مشاهدة ليفربول وهو يلعب بهذه الطريقة التي تساعده على إرباك المنافسين، كما حدث في نهاية المطاف أمام برايتون وشيفيلد يونايتد بعد أن سجل كل منهما هدفاً على ملعب أنفيلد.

هل يمارس كلوب لعبة الحرب النفسية مع أرتيتا؟ (إ.ب.أ)

لكن ربما يتمثل الجانب الآخر لهذا الشعور بالفوضى في الافتقار إلى الشراسة والفعالية الهجومية. لقد حصل ليفربول على 27 نقطة من المباريات التي تأخر فيها أولاً في النتيجة هذا الموسم: من الواضح أن هذا أمر إيجابي لأنه يعكس قوة شخصية الفريق وقدرته على العودة بعد التأخر في النتيجة، لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات عن الأسباب التي تجعل الفريق يتأخر في النتيجة في كثير من الأحيان. وهناك سؤال يجب طرحه الآن وهو: كيف يمكن لليفربول، الذي لم يخسر سوى مرتين فقط في الدوري طوال الموسم، أن يتأخر في النتيجة في 15 مباراة؟ ربما لا يستطيع أي فريق آخر أن يلعب بنفس حماس وقوة ليفربول عندما يكون في أفضل حالاته، لكن هناك أوقات تنخفض فيها طاقة الفريق بشكل ملحوظ، كما حدث خلال بداية الشوط الثاني أمام مانشستر يونايتد يوم الأحد الماضي.

وربما لهذا السبب فتح كلوب جبهة جديدة. على أرض الملعب، هناك تقارب كبير للغاية في المنافسة على لقب الدوري، لكن ميكيل أرتيتا لم يواجه منافسة على اللقب مثل هذه من قبل، في حين أن العلاقة بين كلوب وجوسيب غوارديولا كانت قائمة دائماً على الاحترام المتبادل بحيث لا يمكن أن يسخر أي منهما من الآخر في وسائل الإعلام. وبالتالي، فإن هذه الحرب النفسية تضيف عنصراً إضافياً إلى هذا السباق الشرس على لقب الدوري!


مقالات ذات صلة

سيتي للعودة لسكة الانتصارات... وليفربول للابتعاد في الصدارة

رياضة عالمية لاعبو مانشستر سيتي وأحزان الهزيمة الثالثة على التوالي في كل المسابقات أمام سبورتينغ البرتغالي (رويترز)

سيتي للعودة لسكة الانتصارات... وليفربول للابتعاد في الصدارة

عُدّت عودة «مايسترو» خط الوسط دي بروين لصفوف سيتي الإيجابية الوحيدة في الخسارة أمام سبورتينغ.

رياضة عالمية تولَّى فان نيستلروي المهمة بعد إقالة إريك تن هاغ من تدريب الفريق (إ.ب.أ)

أونانا: لاعبو مانشستر يونايتد يريدون بقاء فان نيستلروي

ينتهي دور رود فان نيستلروي مدرباً مؤقتاً لمانشستر يونايتد، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بوصول روبن أموريم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أحزان وحسرة لاعبي مانشستر سيتي بعد هدف سبورتينغ الرابع (رويترز)

ليس لغياب رودري وحده تراجع أداء مانشستر سيتي

هل كان من الحكمة أن يبيع مانشستر سيتي خوليان ألفاريز البديل الحقيقي لهالاند في مركز رأس الحربة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سجل قائد كلوب بروغ هانس فاناكن هدف المباراة الوحيد من ركلة جزاء (رويترز)

دوري أبطال أوروبا: كلوب بروغ يلطخ سجل أستون فيلا المثالي

ألحق كلوب بروغ البلجيكي الخسارة الأولى بأستون فيلا الإنجليزي بالفوز عليه 1 - 0 الأربعاء ضمن الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بروغ )
رياضة عالمية يقضي قدوس بالفعل عقوبة إيقاف تلقائية لثلاث مباريات (رويترز)

تغريم قدوس لاعب وست هام وإيقافه مباراتين إضافيتين

قال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اليوم الأربعاء إنه غلظ عقوبة إيقاف محمد قدوس جناح وست هام يونايتد لتصبح خمس مباريات مع تغريمه 60000 جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)

موراتا «المصاب» يثير أزمة بين مدربا الميلان وإسبانيا

موراتا سينضم للمنتخب الاسباني رغم إصابته (إ.ب.أ)
موراتا سينضم للمنتخب الاسباني رغم إصابته (إ.ب.أ)
TT

موراتا «المصاب» يثير أزمة بين مدربا الميلان وإسبانيا

موراتا سينضم للمنتخب الاسباني رغم إصابته (إ.ب.أ)
موراتا سينضم للمنتخب الاسباني رغم إصابته (إ.ب.أ)

قال باولو فونسيكا مدرب ميلان الجمعة إن المهاجم الشاب فرانشيسكو كاماردا سيبدأ مباراته الأولى مع الفريق بدلا من المصاب ألفارو موراتا وذلك أمام كالياري في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم السبت.

وتعرض موراتا لإصابة في الرأس خلال التدريبات الخميس وتم نقل المهاجم الإسباني إلى المستشفى حيث أجريت له أشعة بالرنين المغناطيسي، ورغم عدم الكشف عن وجود أي ضرر فإنه لن يشارك في مباراة السبت خارج أرض فريقه.

وقال فونسيكا للصحفيين: كان موقفا غريبا. خلال التدريب اصطدم مع (ستراينيا) بافلوفيتش. في البداية، لم أكن أعتقد أن الأمر يمثل مشكلة كبيرة كما اتضح، لكنه ليس جاهزا للعب . إنه بخير، لكنه ليس جاهزا.

ومع ذلك، تم اختيار موراتا ضمن تشكيلة إسبانيا في دوري الأمم الأوروبية، حيث قال لويس دي لا فوينتي مدرب إسبانيا إن اللاعب لائق، وهو الأمر الذي فاجأ فونسيكا.

وقال فونسيكا: لا أعرف لماذا قال ذلك. هناك بروتوكول ينص على أن اللاعب يجب أن يتوقف عن اللعب لمدة 10 أيام. لا أعرف كيف يمكنه أن يقول إنه سيلعب. هذا ليس خيارا، بل هو أمر إلزامي (عدم اللعب). لا أعرف كيف يمكن لدي لا فوينتي أن يفعل هذا.

وفي ظل غياب موراتا، ومعاناة لوكا يوفيتش من مشكلات تتعلق باللياقة، من المتوقع أن يقود تامي أبراهام خط الهجوم أمام كالياري بعد تعافيه من إصابة في الكتف، لكن فونسيكا كشف أنه اختار كاماردا البالغ من العمر 16 عاما.

وقال فونسيكا: موراتا يلعب حاليا دورا محددا للغاية. موراتا ليس مهاجما بشكل دائم، لكنه في كثير من الأحيان يكون لاعبا يفتح خطوط التمرير. أعتقد أن كاماردا الآن أكثر جاهزية من أبراهام للعب هذا الدور.

في الموسم الماضي، أصبح كاماردا أصغر لاعب على الإطلاق يشارك في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، حيث شارك كبديل في اللحظات الأخيرة من المباراة ضد فيورنتينا في نوفمبر تشرين الثاني 2023 بعمر 15 عاما وثمانية أشهر و16 يوما.

وفي الشهر الماضي، شارك كاماردا بديلا لموراتا خلال فوز ميلان 3-1 في دوري أبطال أوروبا على كلوب بروج، حيث اعتقد أنه سجل هدفه الأول للنادي لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل، والآن سيحصل الشاب على فرصته الأولى منذ البداية. وقال فونسيكا: بالنسبة لي، هذا ليس مفاجئا. إنه يعمل معنا كل يوم. أعتقد أن الجميع في النادي يؤمنون به كثيرا، فهو يعمل بشكل جيد ويفهم دوره جيدا. بالنسبة لي، مشاركة اللاعبين لا ترتبط بعمر، بل الأمر يرتبط بجودة الأداء. يُظهر (كاماردا) كل يوم أنه يتمتع بالجودة".