«صداقة أبدية»... الصين وكوريا الشمالية تدشنان «فصلاً جديداً» في العلاقاتhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/4963121-%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%B4%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%81%D8%B5%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA
«صداقة أبدية»... الصين وكوريا الشمالية تدشنان «فصلاً جديداً» في العلاقات
رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية تشوي ريونغ هاي (يمين) يلتقي بنظيره الصيني تشاو له جي خلال مأدبة عشاء في بيونغ يانغ (د.ب.أ)
بكين:«الشرق الأوسط»
TT
بكين:«الشرق الأوسط»
TT
«صداقة أبدية»... الصين وكوريا الشمالية تدشنان «فصلاً جديداً» في العلاقات
رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية تشوي ريونغ هاي (يمين) يلتقي بنظيره الصيني تشاو له جي خلال مأدبة عشاء في بيونغ يانغ (د.ب.أ)
أكد كبير المشرعين الصينيين ومسؤول كوري شمالي بارز على فتح «فصل جديد» في العلاقات بين بكين وبيونغ يانغ، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية كورية شمالية، خلال لقاء يعد من الأرفع مستوى بين البلدين الحليفين منذ سنوات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ويقوم تشاو له جي، المسؤول الثالث في الصين والعضو في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بزيارة إلى الدولة المسلحة نووياً بالتزامن مع إحياء البلدين ذكرى مرور 75 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
والصين أكبر شريك اقتصادي وحليف دبلوماسي لكوريا الشمالية، وتعطل إلى جانب روسيا، الجهود التي تقودها واشنطن في مجلس الأمن الدولي بهدف تشديد العقوبات على نظام الزعيم كيم جونغ أون رداً على تجارب الأسلحة المتزايدة التي يجريها.
وحضر تشاو ونظيره الكوري الشمالي تشوي ريونغ هاي مراسم انطلاق «عام الصداقة بين الصين وكوريا الديمقراطية» في بيونغ يانغ أمس (الجمعة)، على ما ذكرت «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية».
أفراد من الشرطة الصينية يقومون ببناء سياج في حين يظهر العَلَمان الكوري الشمالي والصيني جانباً (أ.ب)
وقال تشاو في كلمة إن «السياسة الاستراتيجية المتسقة» لبكين هي «الدفاع بنجاح عن العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية وتوطيدها وتطويرها»، وفق الوكالة.
وأضاف أن الصين على استعداد «لتنفيذ التوافق المهم» الذي توصل له البلدان، و«كتابة فصل جديد من فصول الصداقة» بين البلدين.
من ناحيته، قال تشوي ريونغ هاي إن العلاقة بين البلدين «بلغت ذروة جديدة في ظل القيادة الحكيمة» لقادتهما، حسبما أوردت الوكالة.
وجلس تشوي وتشاو إلى جانب بعضهما لمتابعة عروض «فرق فنية عريقة»، وفق الوكالة.
وارتدى بعض الفنانين أزياء كورية وصينية تقليدية، وفي نهاية الفعالية على ما يبدو عُرض رسم ضخم لعلمَي البلدين أُرفق بعبارة: «صداقة أبدية».
وتشاو ثالث أكبر مسؤول صيني بعد الرئيس شي جينبينغ، ورئيس الوزراء لي تشيانغ.
ويعود آخر لقاء بين شي والزعيم الكوري الشمالي إلى 2019 قبل تفشي جائحة «كورونا»، ما يجعل اللقاء بين تشاو وتشوي أحد أبرز الاجتماعات في سنوات.
تشاو له جي (يسار) يجري محادثات مع تشوي ريونغ هاي في بيونغ يانغ (إ.ب.أ)
وذكرت تقارير وسائل إعلام محلية في كوريا الجنوبية أن زيارة تشاو قد تتضمن التخطيط لزيارة دولة محتملة مقبلة لكيم إلى بكين.
وسعى كيم لتعزيز العلاقات مع بكين بموازاة رفعه النبرة العدائية تجاه كوريا الجنوبية.
هذا العام، أعلن كيم أن سيول هي «العدو الرئيسي» لبلاده، وقام بحل وكالات تعمل لإعادة التوحيد مع الجنوب والتواصل، وهدد بالحرب إذا تعدى الجنوب «حتى على 0.0001 ملم» من أراضي كوريا الشمالية.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس أن تشاو وتشوي ناقشا «الوضع في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفة أن تشاو عبر عن استعداد بكين لـ«تكثيف التبادل والتعاون التشريعي».
أعلنت طوكيو، اليوم (الجمعة)، أن وزيري الدفاع الياباني شينجيرو كويزومي، ونظيره الأميركي بيت هيغسيث، اتفقا خلال مكالمة هاتفية بينهما لبحث الأمن في المنطقة، على…
تحت ضغط صيني... آخر حزب معارض في هونغ كونغ يحلّ نفسهhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5219299-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%B6%D8%BA%D8%B7-%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D9%88%D9%86%D8%BA-%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA-%D9%8A%D8%AD%D9%84%D9%91-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87
لو كين هي رئيس الحزب الديمقراطي في هونغ كونغ وأعضاء آخرون من الحزب يعقدون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماع عام استثنائي للتصويت على حل الحزب (رويترز)
هونغ كونغ:«الشرق الأوسط»
TT
هونغ كونغ:«الشرق الأوسط»
TT
تحت ضغط صيني... آخر حزب معارض في هونغ كونغ يحلّ نفسه
لو كين هي رئيس الحزب الديمقراطي في هونغ كونغ وأعضاء آخرون من الحزب يعقدون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماع عام استثنائي للتصويت على حل الحزب (رويترز)
صوَّت أعضاء آخر حزب معارض رئيسي في هونغ كونغ اليوم (الأحد) لصالح حل الحزب، ما يشكل نتيجة للضغوط التي تمارسها الصين على الأصوات الليبرالية المتبقية في المدينة، في حملة أمنية مستمرة منذ سنوات.
ويمثل الحزب الديمقراطي الذي تأسس قبل 3 سنوات من عودة هونغ كونغ من بريطانيا إلى الحكم الصيني في عام 1997، المعارضة الرئيسية في المدينة. وعادة ما كان يكتسح الانتخابات التشريعية على مستوى المدينة، ويضغط على بكين من أجل الإصلاحات الديمقراطية ودعم الحريات.
ولكن دفعت احتجاجات شعبية مؤيدة للديمقراطية عام 2019، اندلعت احتجاجاً على ما اعتبره البعض تشديداً لقبضة الصين على المدينة، إلى سن بكين قانوناً شاملاً للأمن القومي لقمع المعارضة.
وقال رئيس الحزب لو كين هي للصحافيين، عقب اجتماع عام غير عادي اليوم (الأحد) إن أعضاء الحزب الديمقراطي صوَّتوا لصالح حل الحزب وتصفيته.
وأضاف: «لقد كان شرفاً عظيماً لنا أن نسير جنباً إلى جنب مع شعب هونغ كونغ طوال هذه العقود الثلاثة. وعلى مر هذه السنوات، كان هدفنا الأسمى هو مصلحة هونغ كونغ وشعبها».
ومن بين 121 صوتاً، صوت 117 عضواً لصالح حل الحزب، بينما امتنع 4 أعضاء عن التصويت.
وقال أعضاء كبار في الحزب لـ«رويترز» في وقت سابق، إنه جرى التواصل معهم من قبل مسؤولين صينيين أو وسطاء، وحثهم على الموافقة على الحل أو مواجهة عواقب وخيمة، منها احتمالية تعرضهم للاعتقال.
ولم يرد مكتب الاتصال في هونغ كونغ بعد على طلب من «رويترز» للتعليق. والمكتب هو الجهة الرئيسية التي تمثل الصين في هونغ كونغ.
ويأتي التصويت على إنهاء سياسات الحزب المعارض التي دامت 3 عقود في المدينة التي تديرها الصين، بعد أسبوع من إجراء هونغ كونغ انتخابات المجلس التشريعي «للوطنيين فقط» وقبل يوم واحد من صدور حكم على قطب الإعلام جيمي لاي الذي دأب على توجيه انتقادات للصين، في محاكمة تاريخية تتعلق بالأمن القومي.
وأدت الخطوة التي اتخذتها بكين في عام 2021 لإصلاح النظام الانتخابي في المدينة، والتي سمحت لمن جرى تصنيفهم على أنهم «وطنيون» فقط بالترشح للمناصب العامة، إلى تهميش الحزب من خلال إبعاده عن الساحة السياسية.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، قالت مجموعة أخرى مؤيدة للديمقراطية -وهي رابطة الديمقراطيين الاشتراكيين- إنها ستحل نفسها وسط «ضغوط سياسية هائلة».
وانتقدت بعض الحكومات -ومنها حكومتا الولايات المتحدة وبريطانيا- القانون، قائلة إنه يُستخدم لقمع المعارضة وتقويض الحريات، بينما تؤكد الصين أن لا حرية مطلقة، وأن قانون الأمن القومي أعاد الاستقرار إلى هونغ كونغ.
باكستان وإيران ترحّلان نحو 6 آلاف مهاجر أفغاني في يوم واحدhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5219295-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D9%91%D9%84%D8%A7%D9%86-%D9%86%D8%AD%D9%88-6-%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF
خريج من شرطة «طالبان» يحضر حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار بأفغانستان يوم 11 ديسمبر 2025... وتخرجت دفعة من المجندين الجدد لقوات الشرطة التي تقودها «طالبان» في أكاديمية شرطة ولاية ننكرهار مُنهية بذلك شهراً من التدريب الآيديولوجي والعسكري الإلزامي في الولاية الشرقية (إ.ب.أ)
كابل- إسلام آباد :«الشرق الأوسط»
TT
كابل- إسلام آباد :«الشرق الأوسط»
TT
باكستان وإيران ترحّلان نحو 6 آلاف مهاجر أفغاني في يوم واحد
خريج من شرطة «طالبان» يحضر حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار بأفغانستان يوم 11 ديسمبر 2025... وتخرجت دفعة من المجندين الجدد لقوات الشرطة التي تقودها «طالبان» في أكاديمية شرطة ولاية ننكرهار مُنهية بذلك شهراً من التدريب الآيديولوجي والعسكري الإلزامي في الولاية الشرقية (إ.ب.أ)
أفادت لجنة شؤون اللاجئين التابعة لحركة «طالبان» بأن باكستان رحّلت نحو 4800 مهاجر أفغاني، في حين أعادت إيران أكثر من 1100 آخرين، يوم السبت 13 ديسمبر (كانون الأول)، في إطار استمرار عمليات الطرد واسعة النطاق من الدول المجاورة.
وبحسب التقرير اليومي للجنة، عبرت 860 أسرة، تضم نحو 4780 شخصاً، إلى داخل أفغانستان قادمة من باكستان عبر معابر سبين بولدك في ولاية قندهار، وتورخم في ننغرهار، وبهرامتشا في ولاية هلمند.
خريجو شرطة «طالبان» يحضرون حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار بأفغانستان يوم 11 ديسمبر 2025... وتخرجت دفعة من المجندين الجدد لقوات الشرطة التي تقودها «طالبان» في أكاديمية شرطة ولاية ننكرهار (إ.ب.أ)
وأوضحت اللجنة أن أكبر عدد من العائدين من باكستان جاء عبر معبر تورخم، حيث تم تسجيل 533 أسرة، تضم 2934 شخصاً. كما عبرت 256 أسرة أخرى، تضم 1430 شخصاً، عبر معبر سبين بولدك، في حين عبرت 71 أسرة، تضم 419 شخصاً، عبر معبر بهرامتشا.
أما من إيران، فأشارت اللجنة إلى أن 53 أسرة، تضم نحو 208 أشخاص، عادوا عبر معبرَي إسلام قلعة في ولاية هرات وطريق الحرير في ولاية نيمروز، كما أضافت أن 954 مسافراً فردياً آخرين دخلوا إلى أفغانستان أيضاً عبر «نيمروز».
الصين في استراتيجية الأمن القومي الأميركية: استبعاد فوريّ وصراع مؤجّلhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5219243-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%91-%D9%88%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%A4%D8%AC%D9%91%D9%84
الصين في استراتيجية الأمن القومي الأميركية: استبعاد فوريّ وصراع مؤجّل
تشكيل بحري من سفن أميركية وأسترالية خلال مناورة في بحر الصين الجنوبي (أرشيفية - رويترز)
لا تحتاج قراءة استراتيجية الأمن القومي التي كشفتها واشنطن في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) إلى تحليل عميق للغوص بين سطور توجهاتها الآسيوية، وتحديداً الصينية. بل يمكن تلخيصها بكلمتين: «استبعاد الصين»، وهذا لا يعني اتخاذ قرار استعدائها لأنه في الواقع اتُّخذ قبل سنوات والعمل على تنفيذه لا يتوقف، فالولايات المتحدة تضع في رأس سلّم أولوياتها تقييد نفوذ الصين على مستوى العالم.
كان متوقعاً صدور وثيقة الاستراتيجية في أغسطس (آب) أو سبتمبر (أيلول)، لكنه تأخر حتى الشهر الأخير من العام. ويُقال إن ذلك يعود إلى سعي وزير الخزانة سكوت بيسنت لتليين لغة الوثيقة تجاه الصين وتسهيل المحادثات التجارية. وقد دفع هذا كثراً لتوقع وثيقة أقل تصادمية، لكن ذلك لم يتحقق. فالنبرة العامة للوثيقة تعكس إجماعاً على التشدد حيال بكين في المكاتب والأروقة التي تُصنع فيها القرارات الاستراتيجية الأميركية.
في قراءة سريعة للوثيقة، لا تظهر منطقة المحيطين الهندي – الهادئ كنقطة محورية إلا في منتصف النَص تقريباً. وتلتزم الاستراتيجية بأن «تظفر الولايات المتحدة بالمستقبل الاقتصادي، وتمنع الصراع العسكري»، وأن تنافس بنشاط في المنطقة. وتعارض أي تغييرات أحادية للوضع الراهن في مضيق تايوان، وتدعم حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وتؤيد مجموعة الرباعية (Quad) التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، وتلتزم العمل مع الحلفاء والشركاء في دول الجنوب.
المثير للاستغراب أن كوريا الشمالية «النووية» لا تَرِد في الوثيقة. كما لا تزال الطريقة التي تعتزم بها الإدارة تحقيق التوازن بين أهدافها الاقتصادية والاستراتيجية في هذه المنطقة من العالم غير واضحة، الأمر الذي يجعل الزيارة المقررة للرئيس دونالد ترمب إلى الصين في الربيع المقبل ذات أهمية حاسمة.
وحدة تايوانية في تدريب عسكري بالذخيرة الحية في 2 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
أما بشأن الصين، فتدعو الاستراتيجية إلى استعادة التوازن فيما تراه علاقة اقتصادية غير عادلة. ويتماشى هذا الموقف إلى حد كبير مع التيار السائد في السياسة الأميركية تجاه منطقة الهندي - الهادئ، والذي يحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
*أولويتان
ومن اللافت أن الصين لا تُذكر مباشرة عند مناقشة نصف الكرة الغربي، لكن بكين هي حتماً الهدف المقصود عندما تشير الوثيقة إلى «المنافسين غير القاريين» الذين يجب دفع نفوذهم خارج المنطقة. يضاف إلى ذلك التشديد على أن منع نشوب صراع حول تايوان هو أولوية أساسية.
وإذا دلّ التركيز على الصين على شيء، فإنما يُثبت أن الصراع الحقيقي الراهن والمقبل سيكون بين واشنطن وبكين، فيما أدوار القوى الأخرى ثانوية في أفضل الأحوال، مع احتلال روسيا موقع «المتقدّم بين متساوين». لكن التركيز رافقه تبدّل في اللهجة حيال العملاق الأصفر، فقد غابت كلمات سبق أن وصفت الصين بأنها «أخطر تحدٍ جيوسياسي تواجهه الولايات المتحدة»، كما جاء في استراتيجية إدارة الرئيس السابق جو بايدن. كذلك، لم تتضمن الوثيقة اللغة الأكثر حدّة التي وردت في استراتيجية الأمن القومي خلال الولاية الأولى لترمب، والتي قالت عن الصين عام 2017 إنها تتحدى «القوة والنفوذ والمصالح الأميركية».
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والجنرال ستيفن غيلاند في أكاديمية وست بوينت العسكرية بولاية ميريلاند (أ.ف.ب)
وبدلاً من ذلك، ركّزت الوثيقة الأخيرة على التنافس الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين بوصفه المحور الأساسي، مع إشارات محدودة للغاية إلى قضايا السلطوية أو انتهاكات حقوق الإنسان التي لطالما شكّلت عنصراً ثابتاً في تقارير الإدارات السابقة.
في هذا السياق، قال ديفيد ساكس، الباحث في شؤون آسيا لدى مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، لـ«سي إن إن»: «لا يوجد أي ذكر لصراع النفوذ مع الصين التي تُصوَّر إلى حدّ كبير على أنها منافس اقتصادي».
و يبدو أن التحوّل في النبرة، والتركيز على البعد الاقتصادي، لقيا ترحيباً في بكين. وعندما سُئل عن استراتيجية الأمن القومي خلال مؤتمر صحافي، شدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، كوه جياكون، على فوائد «الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة».
وهذا التوجه ليس بعيداً عن دوالد ترمب، رجل الأعمال البراغماتي الذي يجيد لعبة شد الحبال والترغيب والتصلب، بهدف عقد الصفقات المجزية. وهكذا يعمل على مقايضة الرسوم الجمركية باتفاقات تجارية، وبيع الصين رقائق إلكترونية متقدمة مقابل الحصول على المعادن النادرة، فضلاً عن الحد من مستوى الانخراط مع تايوان بهدف طمأنة القيادة الصينية التي لم تتراجع عن سياسة «صين واحدة» الرامية إلى ضم الجزيرة بالحسنى أو بالقوة.
وفي المقابل تقوم إدارة ترمب بخطوات أخرى ضمن رؤية بعيدة المدى، من بينها الإعلان عن نظام دفاع صاروخي استراتيجي جديد تحت اسم «القبة الذهبية»، والالتزام ببيع أستراليا غواصات نووية، والتنسيق مع الحلفاء لتقليص الاعتماد التكنولوجي على الصين.
*مواجهة أم استيعاب؟
هل تسعى الولايات المتحدة إلى احتواء القوة الصينية أم إلى الاستعداد لمنافسة طويلة الأمد؟ هل تفكّ ارتباطها الاقتصادي بالصين وتخوض معها حرباً تجارية مفتوحة أم تعيد التفاوض على شروط الانخراط معها؟ هل ستواجه أم ستستوعب؟ حتى الآن، يبدو أن الجواب هو كل ذلك في آنٍ واحد.
مقاتلة صينية تحلق قرب الأجواء الفلبينية في أغسطس الماضي (رويترز)
هنا يجدر السؤال: إذا كانت سياسة «أميركا أولاً» تعني تقديم مصالح الشعب الأميركي على الالتزامات المتوارثة في إطار نظام دولي آخذ في التراجع، فما الذي يتطلبه ذلك تحديداً من الاستراتيجية الأميركية تجاه الصين؟
يبدو أن هناك رأيين في واشنطن، الأول لا يمانع خوض حرب باردة مع الصين لاحتوائها، والثاني متعقّل أكثر ويدرك أن الصين لم تعد قوة صاعدة، بل صارت قوة هائلة، تتمتع بتفوق اقتصادي وتكنولوجي وعسكري يفوق ما امتلكه الاتحاد السوفياتي في ذروة قوته. وهي لن تنهار، ولن تخضع للإرادة الأميركية.
والواضح أن الغلبة لم تُكتب لأحد الرأيين حتى الآن، بل إن ترمب قد يعتمد خطاً وسطياً بين الاثنين فيمضي بقية ولايته في أخذ ورد مع نظيره الصيني شي جينبينغ، وخلاف من هنا وتسوية من هناك.
أما على المدى الأبعد، فلا يمكن أن تستمر علاقة «التنافس المضبوط» بين الولايات المتحدة والصين. وبينما ينادي البعض ويسعى إلى «تعايشٍ طبيعي»، يشي المسار العام بمستقبلٍ يقوم على صراعٍ حاد وشرس من دون قرقعة سلاح، إلا إذا حدث ما ليس في الحسبان، مثل غزو صيني لتايوان أو حرب بين الصين وإحدى الدول المشاطئة لبحر الصين الجنوبي من حلفاء الولايات المتحدة.