واشنطن تستقبل بحفاوة زعيمَي اليابان والفلبين

لتعزيز العلاقات العسكرية من أجل مواجهة طموحات الصين في «آسيا والمحيط الهادي»

عَلما أميركا واليابان جنباً إلى جنب (رويترز)
عَلما أميركا واليابان جنباً إلى جنب (رويترز)
TT

واشنطن تستقبل بحفاوة زعيمَي اليابان والفلبين

عَلما أميركا واليابان جنباً إلى جنب (رويترز)
عَلما أميركا واليابان جنباً إلى جنب (رويترز)

يستعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، لاستقبال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، والرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس، خلال الأسبوع الحالي بحفاوة كبيرة في واشنطن، بينما تسعى الولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها العسكرية مع البلدين من أجل مواجهة طموحات الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

ونظم الحلفاء الثلاثة وأستراليا مناورات بحرية مشتركة، الأحد في بحر الصين الجنوبي، ردت عليها بكين بإجراء «دوريات قتالية» في المنطقة.

بايدن وكيشيدا يتصافحان بعد مؤتمر صحافي في كامب ديفيد في 18 أغسطس 2023 (رويترز)

وتتصاعد الخلافات بين مانيلا وبكين بشأن المناطق البحرية التي يطالب بها البلدان. كما تخوض بكين نزاعاً مع طوكيو حول مناطق في بحر الصين الشرقي، وزادت في السنوات الأخيرة أعمال الترهيب ضد تايوان التي تعدّها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها تريد إعادتها طوعاً أو بالقوة.

وسيستقبل بايدن، الأربعاء، فوميو كيشيدا الذي يقوم بأول زيارة دولة يخصصها البيت الأبيض لرئيس حكومة يابانية منذ زيارة شينزو آبي في 2015.

وسيلقي كيشيدا الخميس كلمة أمام الكونغرس الأميركي، ثم يشارك في قمة ثلاثية مع بايدن وماركوس.

وأعلنت الرئاسة الأميركية في مارس (آذار) أن هذه الصيغة غير المسبوقة ستسمح «بالدفع قدماً بشراكة ثلاثية قائمة على روابط صداقة تاريخية عميقة وعلاقات اقتصادية قوية ومتنامية» والدفاع عن «رؤية مشتركة لمنطقة حرة ومفتوحة للمحيطين الهندي والهادي».

عَلما اليابان وأميركا على مبنى أيزنهاور بواشنطن (أرشيفية - رويترز)

وسيجري بايدن وماركوس محادثات خلال اجتماع ثنائي.

ودعا ماركوس، الاثنين، الصين إلى إجراء محادثات للحيلولة دون وقوع المزيد من الحوادث مثل الاصطدام بالسفن واستخدام مدافع المياه في بحر الصين الجنوبي.

وقال ماركوس إن الفلبين تواصل التحدث مع الصين، وتستنفد جميع الخيارات للتحدث مع القيادة الصينية حتى لا تزيد من حدة التوتر في الممر المائي. وأضاف أنه يأمل أن يؤدي النشاط البحري الذي شاركت فيه بلاده مع اليابان وأستراليا والولايات المتحدة إلى تقليل الحوادث في البحر مع الصين، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

عصر جديد للدفاع الياباني

أكد عدد كبير من المسؤولين الأميركيين التزام الولايات المتحدة «الثابت» بالدفاع عن الفلبين في بحر الصين الجنوبي في حالة وقوع هجوم مسلح.

من المناورات البحرية الأميركية - الأسترالية - اليابانية - الفلبينية الأحد (أ.ف.ب)

وكان الرئيس الأميركي استقبل كيشيدا ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول في أغسطس (آب) الماضي في مقر إقامته في كامب ديفيد بالقرب من واشنطن، في قمة هدفها هي أيضاً، توجيه رسالة حازمة للوحدة في مواجهة الصين.

في الوقت نفسه، يواصل بايدن الحوار مع بكين. فقد تحدث هاتفياً مطولاً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ مطلع أبريل (نيسان)، بعدما التقاه شخصياً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في كاليفورنيا.

وأجرت اليابان مراجعة جذرية لمبادئها للأمن القومي في نهاية 2022، ولا سيما لامتلاك القدرة على «هجوم مضاد»، على الرغم من دستورها السلمي. ويندرج شراؤها مؤخراً 400 صاروخ توماهوك أميركي في إطار هذه الرؤية.

كما خفف الأرخبيل قيوده على صادرات الأسلحة إلى حلفائه وينوي رفع إنفاقه العسكري إلى 2 في المائة من إجمالي ناتجه المحلي بحلول 2027، بينما كان سقفه لا يتجاوز الواحد في المائة.

وتريد طوكيو أيضاً إنشاء قيادة موحدة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية لتبسيط عملياتها في حالة الطوارئ.

الصلب الأميركي موضع خلاف

لجعل التعاون بين قوات الدفاع الذاتي اليابانية ونحو خمسين ألف جندي أميركي متمركزين في اليابان أكثر فاعلية، قد يعلن بايدن وكيشيدا عن تكامل أكبر لبناهما للقيادة والمراقبة كما ذكر عدد من وسائل الإعلام.

سفينة حربية فلبينية خلال مشاركتها بمناورات مشتركة مع أميركا وأستراليا واليابان الأحد (أ.ف.ب)

وقال يي كوانغ هينغ، المتخصص في الأمن الدولي في كلية الدراسات العليا للسياسة العامة في جامعة طوكيو، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «القوات الأميركية في اليابان والقوات المسلحة اليابانية تعملان حالياً تحت قيادتين منفصلتين».

إلى ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتنسيق مع القوات اليابانية، تتبع القوات الأميركية في اليابان القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي ومقرها هاواي، على بعد أكثر من ستة آلاف كيلومتر عن طوكيو.

ويرى هينغ أن هذه العملية «لا تتناسب مع احتياجات القرن الحادي والعشرين».

وبموجب المنطق نفسه، يتوقع الإعلان عن إنتاج مشترك لمعدات عسكرية بين اليابان والولايات المتحدة، وكذلك صيانة وإصلاح معدات أميركية على الأراضي اليابانية.

لكن على المستوى الاقتصادي، تهدد المعارضة التي عبر عنها بايدن لمشروع استحواذ الشركة اليابانية «نيبون ستيل» على شركة صناعة الصلب الأميركية «يو إس ستيل» بإضعاف صورة علاقة متناغمة بين واشنطن وطوكيو.

ويفترض أن يزور كيشيدا، الجمعة، ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق الولايات المتحدة)، حيث تقوم «تويوتا» ببناء مصنع ضخم للبطاريات للسيارات الكهربائية والهجينة.

وهي على الأرجح وسيلة لتذكير الرئيس الأميركي بأن الشركات اليابانية في الولايات المتحدة قيّمة وتخلق فرص عمل.


مقالات ذات صلة

تدريبات عسكرية فلبينية أميركية تحاكي تصدي «غزو» في بحر الصين الجنوبي

العالم قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

تدريبات عسكرية فلبينية أميركية تحاكي تصدي «غزو» في بحر الصين الجنوبي

أطلقت قوات أميركية وفلبينية صواريخ وقذائف مدفعية في إطار مناورات تحاكي التصدي لعملية «غزو» عسكري أقيمت على الساحل الشمالي للفلبين الاثنين.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
آسيا ماريا كريستينا روكاس مسؤولة العلاقات الخارجية في البحرية الفلبينية تشرح لفريقها خطة تدريب تمهيداً للتدريب العسكري «باليكاتان» (موقع السفارة الأميركية في الفلبين)

مناورات فلبينية أميركية قرب مناطق متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي

بدأ آلاف من أفراد القوّات الفلبينيّة والأميركيّة مناورات عسكريّة مشتركة في الفلبين في وقت يُثير نفوذ بكين المتزايد في المنطقة مخاوف من نشوب نزاع.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
شؤون إقليمية رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الفريق هرتسي هاليفي يتحدث إلى ضباط في قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات على سيناريوهات حرب على جبهتي سوريا ولبنان معاً

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن القيادة الشمالية تجري تدريبات تتضمن سيناريوهات تشمل العمل على الجبهتين اللبنانية والسورية في وقت واحد.

«الشرق الأوسط» (القدس)
آسيا خلال المناورات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان في المياه الجنوبية الشرقية قبالة جزيرة جيجو الجنوبية لكوريا الجنوبية 11 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

كوريا الجنوبية وأميركا واليابان تجري مناورات بمشاركة حاملة طائرات

أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان تدريبات بحرية شاركت فيها حاملة طائرات أميركية، لتحسين قدرتها على العمل المشترك لمواجهة التهديدات العسكرية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم حاملة الطائرات التابعة للبحرية الملكية "إتش.إم.إس. برينس أوف ويلز" (أرشيفية)

بريطانيا ستشارك دوريا في تدريبات عسكرية مع أميركا واليابان

قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الأربعاء إن بريطانيا ستشارك في تدريبات عسكرية منتظمة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع الولايات المتحدة واليابان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دعماً للفلسطينيين... خريجون بجامعة «ييل» الأميركية ينسحبون من حفل تخرجهم

خريجون من جامعة ييل يرتدون قفازات حمراء ترمز إلى الأيدي الملطخة بالدماء في حرب إسرائيل على غزة (رويترز)
خريجون من جامعة ييل يرتدون قفازات حمراء ترمز إلى الأيدي الملطخة بالدماء في حرب إسرائيل على غزة (رويترز)
TT

دعماً للفلسطينيين... خريجون بجامعة «ييل» الأميركية ينسحبون من حفل تخرجهم

خريجون من جامعة ييل يرتدون قفازات حمراء ترمز إلى الأيدي الملطخة بالدماء في حرب إسرائيل على غزة (رويترز)
خريجون من جامعة ييل يرتدون قفازات حمراء ترمز إلى الأيدي الملطخة بالدماء في حرب إسرائيل على غزة (رويترز)

انسحب العشرات من الخريجين من حفل بجامعة ييل الأميركية أمس (الاثنين)، احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية في غزة والعلاقات المالية بين الجامعة وشركات تصنيع أسلحة، فضلاً عن طريقة تعاملها مع المظاهرات المناصرة للفلسطينيين، بحسب «رويترز».

بدأ الانسحاب عندما شرع بيتر سالوفي رئيس جامعة ييل في الإعلان عن العرض التقليدي للمرشحين للحصول على الدرجات العلمية لكل كلية بحضور آلاف الخريجين الذين كانوا يرتدون قبعات وعباءات التخرج. ووقف ما لا يقل عن 150 طالباً كانوا يجلسون بالقرب من مقدمة المسرح وأداروا ظهورهم له وخرجوا من الحفل عبر إحدى البوابات.

أعضاء من هيئة التدريس وإداريون يحتجون على الحرب الإسرائيلية على غزة في حفل تخرج بجامعة ييل (رويترز)

وحمل كثير من المحتجين لافتات صغيرة تحمل شعارات مثل «الكتب لا القنابل» و«لا تستثمروا في الحرب». وارتدى البعض قفازات مطاطية حمراء اللون ترمز إلى الأيدي الملطخة بالدماء. وكُتب على لافتات أخرى «أسقطوا التهم» و«احموا حرية التعبير»، في إشارة إلى 45 شخصاً اعتقلوا في حملة قمع نفذتها الشرطة الشهر الماضي، استهدفت المظاهرات داخل وحول حرم نيو هيفن بولاية كونيتيكت.

خريجون من جامعة ييل يرفعون الكوفية الفلسطينية تضامناً مع الفلسطينيين في حرب غزة (رويترز)

وأثار الانسحاب عاصفة من هتافات التشجيع من طلاب آخرين داخل الحرم، لكن الاحتجاج كان سلمياً ولم يوقف المراسم. كما لم تتم الإشارة إليه من على المسرح.


أميركا: لم نتمكن من تلبية طلب إيراني للمساعدة بعد تحطم طائرة رئيسي

أميركا: لم نتمكن من تلبية طلب إيراني للمساعدة بعد تحطم طائرة رئيسي
TT

أميركا: لم نتمكن من تلبية طلب إيراني للمساعدة بعد تحطم طائرة رئيسي

أميركا: لم نتمكن من تلبية طلب إيراني للمساعدة بعد تحطم طائرة رئيسي

قالت الولايات المتحدة، يوم الاثنين، إنها لم تتمكن، لأسباب لوجستية إلى حد كبير، من تلبية طلب إيراني للمساعدة في أعقاب تحطم طائرة هليكوبتر أسفر عن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، فيما قدمت واشنطن تعازيها.

وكشفت وزارة الخارجية الأميركية عن هذا الطلب النادر من إيران، التي تعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل خصمين رئيسيين لها، في مؤتمر صحافي.

وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين «لقد طلبت منا الحكومة الإيرانية المساعدة. وأوضحنا لهم أننا سنقدم المساعدة، وهو ما نفعله رداً على أي طلب من حكومة أجنبية في هذا النوع من المواقف».

وأضاف ميلر دون الخوض في تفاصيل «في نهاية المطاف، ولأسباب لوجستية إلى حد كبير، لم نتمكن من تقديم تلك المساعدة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال المتحدث إن وفاة رئيسي لم تغير الموقف الأميركي الأساسي تجاه إيران.


واشنطن: رئيسي يداه ملطختان بالدماء

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بطهران 18 يونيو 2021 (رويترز)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بطهران 18 يونيو 2021 (رويترز)
TT

واشنطن: رئيسي يداه ملطختان بالدماء

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بطهران 18 يونيو 2021 (رويترز)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بطهران 18 يونيو 2021 (رويترز)

قال البيت الأبيض، اليوم (الاثنين)، إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي لاقى حتفه في تحطم طائرة هليكوبتر أمس الأحد «يداه ملطختان بالدماء» لدعمه جماعات متطرفة في المنطقة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحافيين إن الولايات المتحدة ستواصل محاسبة إيران على ما وصفه بالنشاط المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف «لا شك أن هذا كان رجلا يداه ملطختان بدماء كثيرة».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق إن الولايات المتحدة ستواصل مواجهة الدعم الإيراني للإرهاب وانتشار الأسلحة الخطيرة والتقدم في برنامجها النووي بعد وفاة رئيسها في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.

وبحسب «رويترز»، قال متحدث باسم وزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن هويته «نهجنا لم يتغير»، مضيفاً أن واشنطن ستواصل الدفاع عن حقوق الإنسان للشعب الإيراني.

وأردف «سنواصل مواجهة دعم النظام الإيراني للإرهاب، وانتشار الأسلحة الخطيرة، وتطوير برنامجها النووي».

تعازي أميركية

في سياق متصل، قدمت الولايات المتحدة الاثنين «تعازيها» اثر مصرع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بحادث تحطم مروحية، مستبعدة ان يكون لهذا الامر «تأثير اوسع نطاقا على الامن الاقليمي».وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان «تعرب الولايات المتحدة عن تعازيها الرسمية بوفاة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين امير عبداللهيان واعضاء آخرين في وفدهم في حادث مروحية في شمال غرب ايران».واضاف «في وقت تختار ايران رئيساً جديداً، نكرر دعمنا للشعب الايراني ونضاله من اجل حقوق الانسان والحريات الاساسية».

من جهته، صرح وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن للصحافيين «لا ارى تأثيرا أوسع نطاقا على الامن الاقليمي» بعد مصرع رئيسي. واضاف «نواصل متابعة الوضع، ولكن ليس لدينا أي فكرة عن سبب الحادث»، مشدداً على عدم «ضلوع» الولايات المتحدة فيه وموضحاً ان القوات الاميركية لم تغير وضعيتها بعد الحادث.


محاكمة ترمب إلى المرافعات بعد استجواب ناري لـ«الشاهد الملك»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قاعة محكمة الجنايات بنيويورك (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قاعة محكمة الجنايات بنيويورك (رويترز)
TT

محاكمة ترمب إلى المرافعات بعد استجواب ناري لـ«الشاهد الملك»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قاعة محكمة الجنايات بنيويورك (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قاعة محكمة الجنايات بنيويورك (رويترز)

أعلن القاضي خوان ميرشان، الذي يشرف على محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بقضية «أموال الصمت» في نيويورك، أنه يمكن لوكلاء الادعاء والدفاع تقديم ما تبقى من إفاداتهم بدءاً من الثلاثاء على أن يقدموا مرافعاتهم الختامية، الأسبوع المقبل، فيما ينذر بدخول أول محاكمة جنائية لرئيس أميركي سابق إلى منعطف حرج لتحديد ما إذا كان «مذنباً» أو «غير مذنب» في أي من التهم الـ34 التي يواجهها.

ويوحي هذا الإعلان أن وكلاء الدفاع عن الرئيس ترمب قرروا عدم استدعاء أي شهود من جانبهم لتقديم إفادات أمام محكمة الجنايات في مانهاتن، حيث انتهت هيئة المحلفين المؤلفة من 12 شخصاً و6 بدلاء من الاستماع إلى استجوابات محامي ترمب السابق مايكل كوهين، الذي اهتزت صدقيته بسبب ثغرة في إفاداته حول صلة ترمب بدفع «أموال الصمت» البالغة 130 ألف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز لإسكاتها خلال الحملات الانتخابية لعام 2016 عن علاقة وجيزة مزعومة معه عام 2006. ورغم أن ترمب صرح بنفسه أنه يريد تقديم روايته حول القضية، فإن محاميه الرئيسي تود بلانش أفاد بأنه غير متأكد من ذلك. ومع ذلك، يمكن ترمب أن يطلب من القاضي ميرشان الاستماع إلى إفادته في أي وقت قبل المرافعات الختامية.

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب جالساً في قاعة محكمة الجنايات في مانهاتن حيث يحاكَم بتهم التستر على دفع أموال للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز (أ.ف.ب)

وخلال جلسة عاصفة، استكمل وكلاء الدفاع عن ترمب، الاثنين، استجواباتهم النارية لكوهين، الذي يعد «الشاهد الملك» في قضية «أموال الصمت» هذه، بعدما تمكنوا، الأسبوع الماضي، من إحداث فجوات في كلام كوهين عن تورط المرشح الرئاسي الوحيد للجمهوريين في الانتخابات المقبلة في دفع مبالغ مالية لدانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، ونساء أخريات بغية شراء سكوتهن عن علاقات غير مشروعة أقامها معهن، ما قاد إلى التهم الجنائية الـ34 التي يواجهها ترمب أمام محكمة الجنايات في نيويورك، وتتركز على الادعاءات عن تزوير وثائق وسجلات تجارية لإخفاء هذه المعلومات عن الرأي العام الأميركي قبل الانتخابات التي فاز فيها ترمب ضد المرشحة الديمقراطية عام 2016.

«إجرام» كوهين

ويسود اعتقاد أن شهادة كوهين المحورية يمكن أن تحدد مصير ترشيح ترمب مقابل المرشح الديمقراطي الرئيس جو بايدن في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وركز وكلاء الدفاع عن ترمب ساعات طويلة، الأسبوع الماضي، على ما يصفونه بـ«التاريخ الإجرامي» لكوهين وأكاذيبه الماضية لتصويره على أنه كاتب خرافات متسلسل يقوم بحملة انتقامية تهدف إلى إطاحة ترمب.

واعترف كوهين - وهو محامٍ مفصول من الخدمة - أمام منصة الشهود بأنه كذب في السابق تحت القسم، لكنه ادعى أن أكاذيبه كانت تهدف إلى حماية ترمب. وأمضى كوهين عقوبة بالسجن بعد اعترافه بالذنب في كثير من التهم الفيدرالية، بما في ذلك الكذب على الكونغرس وأحد المصارف، والتورط في انتهاكات تمويل الحملات الانتخابية المتعلقة بمخطط «أموال الصمت»، وقد جنى ملايين الدولارات من إصدار كتب تنتقد ترمب، فضلاً عن انتقاداته بانتظام لترمب على وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات بذيئة في كثير من الأحيان.

وخلال استجوابه أمام هيئة المحلفين، أفاد كوهين بأن ترمب تورط بشكل مباشر في مخطط دفع أموال لدانيالز لمنعها من الظهور علناً في أواخر حملته الرئاسية عام 2016 بمزاعم عن لقاء مع ترمب عام 2006، وأخبر المحلفين باجتماعات ومحادثات مع ترمب، بما في ذلك لقاء في عام 2017 قال فيه كوهين إنه وترمب والمدير المالي لـ«منظمة ترمب» آنذاك ألان ويسلبرغ ناقشوا كيف سيسترد كوهين نفقاته مقابل دفعة دانيالز، وكيف سيجري تسديد المبلغ على أنه «خدمات قانونية».

لحظة للدفاع

وظل كوهين، المعروف بمزاجه الحاد، هادئاً في الغالب على منصة الشهود رغم الاستجوابات النارية أحياناً من وكلاء الدفاع حول أخطائه والادعاءات في القضية.

مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متوجهاً من منزله في مانهاتن إلى محكمة الجنايات بنيويورك (رويترز)

وجاءت لحظة مهمة، الخميس الماضي، عندما اتهم وكيل الدفاع عن ترمب المحامي تود بلانش كوهين بالكذب في شأن الغرض من مكالمة هاتفية مع حارس ترمب الشخصي قبل أيام من قيام كوهين بإرسال 130 ألف دولار لمحامي دانيالز. وأخبر كوهين المحلفين بأنه تحدث مع ترمب في تلك المكالمة بشأن دفع «أموال الصمت». ولكن بلانش واجه كوهين برسائل نصية تفيد بأن كوهين كان يتحدث بالفعل مع حارس ترمب الشخصي حول مضايقة مكالمات من أحد المراهقين المخادعين. وقال بلانش لكوهين: «كانت تلك كذبة. لم تتحدث مع الرئيس ترمب في تلك الليلة... هل يمكنك الاعتراف بذلك؟». ورد كوهين: «لا يا سيدي، لا أستطيع»، مضيفاً أنه يعتقد أنه تحدث أيضاً مع ترمب بشأن صفقة دانيالز.

المدفوعات لكوهين

وبعد أكثر من 4 أسابيع من الشهادات حول العلاقات المزعومة لترمب، والأموال التي دُفعت لنساء، ومكائد الصحف الشعبية، وتفاصيل حفظ سجلات شركة «منظمة ترمب»، ينهي مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براغ قضيته بمجرد خروج كوهين من منصة الشهود، لكن سيكون لدى المدعين العامين فرصة لاستدعاء شهود الطعن إذا قرر محامو ترمب استجواب شهود من جهتهم. وبعد ذلك، يمكن أن تبدأ هيئة المحلفين في مداولاتها، الأسبوع المقبل، لتحديد ما إذا كان ترمب «مذنباً» أو «غير مذنب» بالتهم الـ34 التي تنبع من السجلات الداخلية لـ«منظمة ترمب» حيث صنف المدفوعات لكوهين بوصفها نفقات قانونية، بينما يقول المدعون إنها كانت في الواقع تعويضات مقابل مبلغ 130 ألف دولار دفعها كوهين لدانيالز. ودفع ترمب بأنه غير مذنب. ويقول محاموه إنه لم يكن هناك أي شيء إجرامي في صفقة دانيالز أو الطريقة التي حصل بها كوهين على أمواله.

هل هناك مفاجآت؟

وما لم تحدث مفاجآت في المحاكمة فيما يتعلق باستدعاء أي شهود إضافيين، سيكون على محامي الطرفين الاستعداد للمرافعات الختامية. وقال وكلاء الدفاع عن ترمب إنهم قد يتصلون بأستاذ القانون الجمهوري الذي عينه الرئيس السابق بيل كلينتون في لجنة الانتخابات الفيدرالية برادلي سميث لدحض الادعاء بأن مدفوعات «أموال الصمت» ترقى إلى انتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية.

وغالباً ما تكون هناك حواجز حول شهادة الخبراء في المسائل القانونية، على أساس أن الأمر متروك للقاضي، وليس لخبير يعيَّن من جانب أحد الفريقين، توجيه المحلفين بشأن القوانين المعمول بها في القضية. وحكم ميرشان بأنه يمكن لسميث تقديم معلومات أساسية عامة عن لجنة الانتخابات الفيدرالية والقوانين التي تطبقها وتعريفات مصطلحات مثل «مساهمة الحملة». لكنه لا يستطيع تفسير كيفية تطبيق قوانين تمويل الحملات الفيدرالية على وقائع قضية ترمب، أو إبداء الرأي حول ما إذا كانت تصرفات الرئيس السابق المزعومة تنتهك تلك القوانين.


إحياء مساعي إصلاح الهجرة في الكونغرس

مشاهد لمهاجرين على الحدود بمواجهة قوى أمن في ولاية تكساس (أ.ف.ب)
مشاهد لمهاجرين على الحدود بمواجهة قوى أمن في ولاية تكساس (أ.ف.ب)
TT

إحياء مساعي إصلاح الهجرة في الكونغرس

مشاهد لمهاجرين على الحدود بمواجهة قوى أمن في ولاية تكساس (أ.ف.ب)
مشاهد لمهاجرين على الحدود بمواجهة قوى أمن في ولاية تكساس (أ.ف.ب)

جدد الديمقراطيون جهود إصلاح ملف الهجرة في الكونغرس، وأعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر نيته طرح مشروع قانون لإصلاح الأزمة هذا الأسبوع رغم حظوظه الباهتة بالإقرار.

فبينما يتصدر ملف الهجرة وأمن الحدود لائحة اهتمامات الناخب الأميركي في موسم انتخابي محتدم، يسعى فيه الحزبان لتعزيز أغلبيتهما في مجلسي الشيوخ والنواب، يحاول الديمقراطيون جاهدين توظيف هذا الملف لصالحهم في مساعي لإنقاذ بعض أعضاء الحزب من براثن الخسارة خاصة في الولايات الحدودية والحمراء.

شومر يتحدث في مؤتمر صحافي في الكونغرس في 15 مايو 2024 (أ.ف.ب)

ومن هذا المنطلق، قرر شومر طرح الملف على النقاش والتصويت مجدداً رغم اعترافه الضمني بأن جهوده ستبوء مرة أخرى بالفشل، على غرار ما حصل خلال المفاوضات الشاقة بين الحزبين للتوصل إلى تسوية في فبراير (شباط) والتي اصطدمت بحائط مسدود بعد معارضة الرئيس السابق دونالد ترمب لها.

فحينها قرر ترمب إحباط المساعي كي لا يسلّم الديمقراطيين، وخصمه الرئيس الحالي جو بايدن، فوزاً تشريعياً يمكنهم من التفوق على حزبه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولن تختلف المعادلة اليوم، على العكس فسوف يخسر زعيم الأغلبية الديمقراطية بعض الأصوات الديمقراطية كذلك، من المشرعين من أصول لاتينية الذين يرفضون مساعيه بحجة أنها منحازة ضد المهاجرين. لكن هذا لم يمنع شومر من المضي قدماً بمحاولاته فقال في رسالة لأعضاء حزبه مساء الأحد: «سأكون صريحاً، لا أتوقع أن يدعم كل الديمقراطيين هذا المشروع، فالكثيرون منهم يعارضون بعض البنود فيه، كما لا أتوقع من كل الجمهوريين الموافقة على كل البنود»، وتابع شومر: «في نهاية الأمر، يستحق الشعب الأميركي زعماء سياسيين يعملون نحو حلول يدعمها الحزبان وهذا ما سنفعله في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع».

ترمب دعا الجمهوريين إلى عدم دعم التسوية الحدودية في الكونغرس (أ.ب)

ورقة انتخابية حاسمة

وسرعان ما هب البيت الأبيض لدعم جهود شومر، رغم حظوظها الضئيلة بالنجاح، فمستقبل بايدن السياسي قد يعتمد على سياساته المتعلقة بالهجرة، خاصة في ظل التقارب الكبير في استطلاعات الرأي بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري. وقالت المتحدثة باسم بايدن كارين جان بيار في بيان: «منذ يومه الأول في المكتب البيضوي دعا الرئيس بايدن الكونغرس إلى إصلاح نظام الهجرة المكسور، لهذا فقد طرح خطة إصلاح شاملة منذ اليوم الأول... نحن ندعم بقوة مشروع القانون المطروح في مجلس الشيوخ وندعو كل سيناتور لوضع الخلافات الحزبية جانباً والتصويت لدعم الحدود».

لكن هذه الدعوة لن تبصر النور، فمن الواضح أن الجمهوريين لن يرموا بسترة نجاة للديمقراطيين في هذا الموسم الانتخابي الذي يراهنون فيه على انتزاع الأغلبية في مجلس الشيوخ، خاصة مع وجود مقاعد ديمقراطية حساسة في ولايات حمراء كمونتانا وأوهايو، حيث يحظى ملف الهجرة باهتمام الناخبين.

وفي ظل هذه المعارضة الجمهورية، يسعى الديمقراطيون للتذكير بعرقلة الجمهوريين لتسوية الأزمة الحدودية، التي توصل إليها الحزبان خلال المفاوضات لإقرار المساعدات الخارجية الطارئة، بعد رفض ترمب لها، فقال السيناتور الديمقراطي براين شاتز: «سوف نستمر بالحديث عن الملف. فقد تعبنا من أن نكون في موقع دفاعي، وبصراحة فإن حجتنا أفضل من حجتهم، فقد أحبطوا إقرار تسوية حدودية لأن زعيمهم طلب منهم ذلك».


بايدن: ما يحدث في غزة «مفجع» وأزمة إنسانية لا بد من وقفها

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب التخرج في كلية مورهاوس اليوم الأحد في أتلانتا بولاية جورجيا (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب التخرج في كلية مورهاوس اليوم الأحد في أتلانتا بولاية جورجيا (أ.ب)
TT

بايدن: ما يحدث في غزة «مفجع» وأزمة إنسانية لا بد من وقفها

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب التخرج في كلية مورهاوس اليوم الأحد في أتلانتا بولاية جورجيا (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب التخرج في كلية مورهاوس اليوم الأحد في أتلانتا بولاية جورجيا (أ.ب)

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن ما يحدث في غزة أمر مفجع وأزمة إنسانية لا بد من وقفها، كما طالب بإطلاق سراح الرهائن وعودتهم إلى ديارهم.

وفي خطاب ألقاه بكلية مورهاوس بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا، صباح الأحد، قال بايدن: «سنعمل على مدار الساعة، لكننا نحتاج إلى جهد دولي للحصول على مزيد من المساعدة لإعادة بناء غزة، وأنا أعمل على مدار الساعة من أجل وقف إطلاق النار، وبناء سلام دائم، لأن السؤال الآن: ماذا بعد؟ ماذا بعد (حماس)؟ ماذا سيحدث في غزة؟ وما هي حقوق الشعب الفلسطيني؟».

وشدّد بايدن على حلّ الدولتين، وقال: «أعمل على التأكد من مسار لحلّ الدولتين، وهو الحلّ الوحيد لواحدة من أصعب المشاكل وأكثرها تعقيداً في العالم».

وشدّد الرئيس الأميركي، الذي يواجه غضب واحتجاجات متزايدة في الجامعات الأميركية، أنه يشعر بالغضب والإحباط لدى شباب الجامعات، وقال: «أعلم أن هناك غضباً وإحباطاً لدى كثير منكم، بما في ذلك عائلتي، لكن القيادة تتعلق بتحدي الغضب والإحباط والبحث عن حل».

طالب من خريجي كلية مورهاوس في أتلانتا هذا العام يحمل العلم الفلسطيني مديراً ظهره للرئيس الأميركي جو بايدن أثناء إلقائه خطاب التخرج الأحد (أ.ف.ب)

وقام عدد من طلبة كلية مورهاوس برفع العلم الفلسطيني، بينما كان بايدن يتحدث، كما قام البعض الآخر بإدارة ظهورهم للرئيس أثناء إلقائه خطاب التخرج.

تأتي كلمة بايدن بينما كان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يعقد اجتماعاته مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وتساحي هانغبي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وكبار المسؤولين الحكوميين في تل أبيب، حيث تستهدف نقاشات سوليفان الحصول على رؤية واضحة لخطط نتنياهو، فيما يتعلق بعمليات اجتياح رفح، وفرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات لاستعادة الرهائن لدى «حماس»، وما يتعلق بخطط اليوم التالي بعد انتهاء العمليات العسكرية، وإنهاء الحرب.

ووصفت مصادر أميركية زيارة سوليفان ونقاشاته مع نتنياهو ووزراء حكومته بأنها الفرصة الأخيرة لاختبار مدى استجابة نتنياهو لمطالب الإدارة الأميركية، ما قد يعني النظر في خيار حكومة إسرائيلية بديلة.

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان (أ.ف.ب)

وتتزامن زيارة الوفد الأميركي مع الانتقادات الداخلية التي أحدثت زلزالاً في حكومة الحرب الإسرائيلية، وتزايد الاحتجاجات الغاضبة في شوارع تل أبيب على فشل حكومة نتنياهو في استعادة الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، مع المطالبة باستقالة رئيس الوزراء، والدعوة لإجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة، وهو المطلب الذي دعا إليه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، مارس (آذار) الماضي، مشيراً إلى أن إجراء انتخابات جديدة هو السبيل الوحيدة للسماح بعملية صنع قرار صحية حول مستقبل إسرائيل.

مشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج عن محتجزين إسرائيليين بقطاع غزة أمام فرع السفارة الأميركية بتل أبيب في أبريل الماضي (أ.ف.ب)

وشدّد روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، على أن الولايات المتحدة لديها مصلحة قوية في أن تكون هناك خطة لليوم التالي، تقترحها على إسرائيل وتوافق عليها إسرائيل والعواصم العربية والمنظمات الدولية الرئيسية. وأضاف: «هذا يتطلب قيادة وإبداعاً ورؤية دبلوماسية هادئة لأن الفشل في تحقيق ذلك يخاطر بإدخال سكان غزة والجنود الإسرائيليين في حرب لا نهاية لها وغير ضرورية».

رفح واليوم التالي

على مدى أسابيع، لم تستمع حكومة نتنياهو لمطالب إدارة بايدن بتقديم خطة ذات مصداقية لإجلاء المدنيين من مدينة رفح، مع القلق الأميركي من عدم وجود مساحات لمناطق آمنة يلجأ إليها الفلسطينيون مع الوضع الإنساني المتدهور وضعف وصول المساعدات الإنسانية، رغم تعهد نتنياهو بتسهيل وصول المساعدات عبر المعابر.

وتتسع الفجوة بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي حول خطط اليوم التالي، حيث ترى الإدارة الأميركية أن السلطة الفلسطينية هي جزء من الحل، في حين ترفض حكومة نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية، وترفض كل عنصر فلسطيني. وقد وضعت الإدارة الأميركية رؤية تستهدف إعادة الرهائن وهزيمة «حماس» في غزة وتقليص نفوذها، وإنهاء العمليات العسكرية، وإعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية مع «حزب الله» اللبناني وإشراك القوى العربية والأممية في إرساء فترة انتقالية مؤقتة لحكم غزة، وتنفيذ خطط لإعادة الإعمار.

محتجون في تل أبيب السبت يطالبون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باالعمل على لإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس» ( ا.ب)

وتبدو كل الأهداف الأميركية بعيدة عن التحقيق، مع عودة «حماس» إلى مناطق في شمال قطاع غزة وعدة مناطق استولت عليها القوات الإسرائيلية. ولا يبدو أن هناك تفاؤلاً باستئناف مفاوضات إطلاق سراح الرهائن مقابل هدنة لوقف إطلاق النار، بعد زيارة مستشار الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى الدوحة، الأربعاء الماضي، الذي انضم إلى رحلة الوفد الأميركي مع سوليفان وهاموس هوكشتاين إلى إسرائيل، دون آفاق لفرص استئناف المفاوضات.

وقال جدعون رهط، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية لشبكة «إن بي سي» الأميركية، إن «العسكريين في إسرائيل يدركون أنه في ظل عدم وجود خطة، فإن الحرب ستستمر وتستغرق سنوات في حرب استنزاف تدفع فيها إسرائيل ثمناً باهظاً».

وتخشي واشنطن أن تستغل إيران هذا الإحباط والخلاف الداخلي بين وزراء حكومة الحرب الإسرائيلية، وتقوم بزيادة التوترات والهجمات من وكلائها في المنطقة.

ويواجه بايدن ضغوطاً متزايدة مع تصريحاته السابقة التي وضعت خطاً أحمر حول اجتياح رفح والتلويح بقطع الإمدادات العسكرية لإسرائيل، ثم الصمت ومحاولات مسؤولي البيت الأبيض الدفاع عن الخطط الإسرائيلية في رفح بأنها عملية محدودة وجراحية، والدفاع عن العلاقات الحتمية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتركيز الأضواء على الرصيف العائم، وزيادة شحنات المساعدات الإنسانية للفلسطينيين من خلاله.

خيارات واشنطن

في الأثناء، أجرت الولايات المتحدة مباحثات مع عدد من الدول العربية لمناقشة فكرة تشكيل قوة متعددة الجنسيات تقوم بمهام الحكم في غزة، فور انتهاء الحرب، لكن المحادثات لم تصل إلى خطة نهائية مكتملة.

ويقول مسؤول أميركي كبير إن الدول العربية لديها مطالب وتخوفات، وتطالب الإدارة الأميركية بالتعامل معها، منها مطلب رئيسي في اعتراف إسرائيلي بحلّ الدولتين، والتزام أميركي بالتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية. وأشار المسؤول إلى أن بعض الدول أبدت موافقة مبدئية على المشاركة بقوات في حكم غزة، واشترطت أن تشارك قوات أميركية وأممية في هذه القوات المتعددة الجنسيات.

وأشار المتحدث الصحافي للبنتاغون، باتريك رايدر، بشكل واضح، إلى أن الولايات المتحدة لن تضع قوات أميركية على الأرض في غزة، سواء للمشاركة في هذه القوات أو في حماية الرصيف الذي بناه الجيش لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ما يعني وجود عقبة رئيسية في تشكيل القوة متعددة الجنسيات.

فلسطينيون ينقلون عبوات الدقيق فوق ظهر عربة تحمل مساعدات إلى قطاع غزة في مارس الماضي (أ.ف.ب)

ومع بداية تشغيل الرصيف العائم، الذي أنشأه الجيش الأميركي، تصرّ الإدارة الأميركية على وضع خطة واضحة المعالم لليوم التالى في غزة، لتكون مرجعية موثوقاً بها لخطط توصيل المساعدات الإنسانية، وتهتم بالحصول على إيضاحات من الجانب الإسرائيلي بشرح معنى ومعايير الانتصار على «حماس» التي يتمسك بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في إصراره على اجتياح رفح.


أميركا تستكمل سحب قواتها من النيجر بحلول 15 سبتمبر

صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)
TT

أميركا تستكمل سحب قواتها من النيجر بحلول 15 سبتمبر

صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)

قالت النيجر والولايات المتحدة في بيان مشترك إنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الأميركية من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وهي عملية بدأت بالفعل، وستنتهي بحلول 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

وطلب المجلس العسكري الحاكم في النيجر، الشهر الماضي، من الولايات المتحدة سحب جنودها وعددهم نحو 1000. وحتى وقوع انقلاب العام الماضي كانت النيجر شريكاً رئيسياً في حرب واشنطن على المتمردين في منطقة الساحل الأفريقي.

وجرى التوصل إلى الاتفاق بين وزارة الدفاع في النيجر ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد اجتماعات على مدى 5 أيام. ويضمن الاتفاق حماية القوات الأميركية حتى انسحابها، ويحدد إجراءات لتسهيل دخول وخروج الأفراد الأميركيين خلال عملية الانسحاب.

وجاء في البيان المشترك أن «وزارة دفاع النيجر ووزارة الدفاع الأميركية تعتزان بالتضحيات المشتركة لقوات النيجر والولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، وترحبان بالجهود المشتركة المبذولة في بناء القوات المسلحة في النيجر».

وأضاف: «انسحاب القوات الأميركية من النيجر لا يؤثر بأية حال من الأحوال في مواصلة العلاقات بين الولايات المتحدة والنيجر في مجال التنمية. كما أن البلدين ملتزمان بحوار دبلوماسي مستمر لتحديد مستقبل علاقاتهما الثنائية».

وجاء قرار النيجر بطلب سحب القوات الأميركية بعد اجتماع في نيامي في منتصف مارس (آذار) عندما أثار مسؤولون أميركيون كبار مخاوف إزاء مسائل منها الوصول المتوقع لقوات روسية، وظهور تقارير عن سعي إيران للحصول على مواد خام في البلاد منها اليورانيوم.

ومنذ ذلك الحين، يوجد عسكريون روس في قاعدة جوية بالنيجر تستضيف قوات أميركية.


بايدن يزور جامعة مارتن لوثر كينغ وتظاهرات متوقَّعة تأييداً للفلسطينيين

الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في أتلانتا (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في أتلانتا (أ.ب)
TT

بايدن يزور جامعة مارتن لوثر كينغ وتظاهرات متوقَّعة تأييداً للفلسطينيين

الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في أتلانتا (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في أتلانتا (أ.ب)

يحلّ الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الأحد) في الجامعة التي درس فيها مارتن لوثر كينغ، رمز النضال من أجل الحقوق المدنية، ساعياً إلى جذب أصوات الناخبين السود، رغم أنّه قد يواجه تظاهرات تأييداً للفلسطينيين، ورفضاً للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

وسيمثّل خطابه في كلية «مورهاوس» في أتلانتا بولاية جورجيا (جنوب شرق) المواجهة الأكثر مباشرة بين الرئيس والطلاب منذ موجة التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي عمّت الجامعات الأميركية خلال الأسابيع الماضية، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان طلاب «مورهاوس» -وهي جامعة يرتادها الأميركيون السود تاريخياً- قد دعوا إدارتهم إلى إلغاء خطاب الرئيس الديمقراطي، على خلفية دعمه الواسع لإسرائيل منذ اندلاع الحرب ضد «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول)، والذي بات عرضة لانتقادات واسعة في خضم عام انتخابي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيار، الجمعة، إنّ بايدن «سيحترم التظاهرات السلمية»، مضيفة أنّ «الأمر متروك لـ(مورهاوس) لتقرّر كيفية التعامل مع هذا الأمر والمضي قدماً».

وأضافت: «أعتقد بأنّه سيكون خطاباً مؤثراً... سيكون على قدر الحدث».

والتقى مسؤول في البيت الأبيض مؤخراً مع طلاب ومسؤولين في الجامعة، لتخفيف حدّة التوترات قبل زيارة الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً، حسب قناة «إن بي سي» الأميركية.

من خلال حضوره إلى «مورهاوس»، يريد بايدن الساعي إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض، وأن يكرّم بطل حركة الحقوق المدنية الذي درس في الجامعة، غير أنّ المتظاهرين يؤكدون أنّ مارتن لوثر كينغ كان معارضاً للحرب؛ خصوصاً حرب فيتنام في الستينات.

والتزم بايدن الصمت بدايةً حيال التظاهرات ضدّ الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، قبل أن يعلن أنّ «النظام يجب أن يسود» في حرم الجامعات؛ حيث تدخّلت الشرطة مراراً لفضَ الاعتصامات وتوقيف محتجين.

استطلاعات مثيرة للقلق

وتعكس هذه المعارضة القوية الصعوبات التي يواجهها المرشّح الديمقراطي في الحصول على دعم الناخبين السود والشباب في الولايات المتحدة، وهما المجموعتان اللتان ساعدتاه على هزيمة دونالد ترمب في عام 2020.

وستكون المجموعتان حاسمتين مجدداً في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، في سياق مساعي الديمقراطيين لمنع خصمهم الجمهوري من العودة إلى البيت الأبيض.

ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع مركز «سيينا»، من المرجّح أن ينال ترمب 20 في المائة من أصوات السود في انتخابات الخامس من نوفمبر، أي نحو ضعف الأصوات التي حصل عليها في عام 2020. وسيكون هذا رقماً قياسياً لمرشح جمهوري، ما يعكس نفور هذه الفئة الناخبة من الخصم الديمقراطي.

وفي مسعاه لتفادي حصول ذلك، انتقد بايدن في خطاب ألقاه بالمتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية، في واشنطن، الجمعة: «تطرّف» منافسه وأنصاره الذين «يهاجمون التنوّع والمساواة والشمول في جميع أنحاء البلاد».

كذلك، التقى الخميس في البيت الأبيض شخصيات وعائلات المدّعين في القضية المسمّاة «براون ضدّ مجلس التعليم في توبيكا» والتي أدّت إلى صدور حكم تاريخي من قبل المحكمة العليا في الولايات المتحدة عام 1954، يحظر الفصل العنصري في المدارس، وهو قانون شكّل نقطة تحوّل في حركة الحقوق المدنية بالولايات المتحدة.

ومن المقرّر أن يواصل الرئيس الأميركي حملته الانتخابية الأحد في ديترويت (شمال شرقي البلاد)؛ حيث سيلقي كلمة أمام جمعية الحقوق المدنية الرئيسية في البلاد «إن إيه إيه سي بي» (NAACP).


حول الرئاسة وحيازة الأسلحة... تراشق كلامي بين ترمب وبايدن

جو بايدن ودونالد ترمب (رويترز)
جو بايدن ودونالد ترمب (رويترز)
TT

حول الرئاسة وحيازة الأسلحة... تراشق كلامي بين ترمب وبايدن

جو بايدن ودونالد ترمب (رويترز)
جو بايدن ودونالد ترمب (رويترز)

شنّ دونالد ترمب هجوماً جديداً بكلمات عدوانية على جو بايدن، خلال إلقائه، أمس (السبت)، خطاباً أمام المؤتمر السنوي للرابطة الوطنيّة للبنادق، سعياً لحشد التأييد لحملته الرئاسيّة، بينما حذّر الرئيس الحالي في ولاية جورجيا المتأرجحة والحاسمة من أنّ منافسه الجمهوري «المضطرب» يشكّل تهديداً للديمقراطيّة الأميركيّة.

وعُلّقت لمدّة أسبوع جلسات محاكمة ترمب أمام محكمة في نيويورك في قضيّة جنائيّة، وقد اغتنم هذه الفرصة لإلقاء خطاب السبت أمام الرابطة الوطنيّة للبنادق (إن آر إيه) في مدينة دالاس بولاية تكساس، حسبما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي خطابه الذي ألقاه أمام آلاف من أعضاء الرابطة، قال ترمب إنّ بايدن «هو أسوأ رئيس في تاريخ بلدنا»، واصفاً الديمقراطي بأنّه رجل «مليء بالهراء». وأضاف: «أنت مطرود، اخرج من هنا جو!»، مثيراً ضحك الحاضرين، ومحذّراً إياهم من أنّ بايدن يريد حرمانهم من أسلحتهم الناريّة.

وقال ترمب للحشد إنّ بايدن «محتال»، واصفاً إيّاه بأنّه «تهديد للديمقراطيّة».

من جهته، وصل بايدن أمس إلى جورجيا التي تُعدّ من الولايات المتأرجحة التي فاز فيها خلال انتخابات 2020. وهو سيسعى فيها إلى حشد تأييد الأميركيين السود، ومن المقرّر أن يُلقي خطاباً في كلّية «مورهاوس» الجامعيّة المعروفة تاريخياً بأنها مؤسّسة للسود.

وردّ بايدن السبت على تصريحات ترمب، قائلاً: «خصمي ليس خاسراً جيداً؛ لكنّه خاسر»، مضيفاً أمام عدد من أنصاره: «إنّ ديمقراطيّتنا على المحكّ حقاً».

وتابع بايدن: «إنّه ليس مهووساً بالخسارة في عام 2020 فحسب. من الواضح أنّه مضطرب»، مضيفاً أنّ شيئاً ما قد «حدث» لترمب بعد تلك الانتخابات.

وأردف: «ترمب لا يترشّح لقيادة أميركا. إنه يترشّح للانتقام. لا يمكننا أن نسمح لهذا الرجل بأن يصبح رئيساً. مستقبل أطفالنا على المحكّ... علينا أن نفوز بهذا السباق، ليس من أجلي بل من أجل أميركا».

وتتمتّع الرابطة الوطنيّة للبنادق بنفوذ سياسي كبير في الولايات المتحدة؛ لكنّ محكمة مدنيّة في نيويورك دانت، الجمعة، بتهمة سوء الإدارة والفساد، رئيسها السابق واين لابيير الذي استقال في يناير (كانون الثاني).

وقبل 3 أيّام من محاكمته في يناير، أعلن هذا الزعيم البالغ 74 عاماً استقالته من منصب رئيس الرابطة، بعد 3 عقود على ترؤّسه المنظّمة التي تضمّ 5 ملايين عضو، ولها تأثير قوي جداً على أعضاء في الكونغرس وعلى السياسة الأميركيّة.

والجمعة، قال ترمب خلال مأدبة عشاء لجمع التبرّعات في مينيسوتا، إنّ مناصري حقّ حمل الأسلحة يجب أن يصوّتوا للجمهوريين؛ لأنّ الديمقراطيين «يريدون سحب أسلحتهم، وسيحرمونهم منها».

وأضاف: «لهذا السبب سألقي خطاباً أمام الرابطة الوطنية للبنادق، للقول: عليكم أن تصوّتوا».

وكان ترمب قد احتجّ مجدداً، الجمعة، على محاكمته، قائلاً: «يا لها من احتيال! هذه العمليّة برمّتها». وأضاف: «أنا هنا منذ نحو 4 أسابيع، وما زال أمامنا طريق طويل لنجتازه»، واصفاً خصمه بأنّه «إنسان فظيع» و«رهيب» وغير ذلك من التوصيفات البذيئة.

وكان بايدن قد دعا مراراً إلى إعادة فرض حظر طويل الأمد على الأسلحة الهجوميّة، إضافة إلى قيود أخرى.

كذلك، أعاد ترمب، الجمعة، في مينيسوتا، التشديد على نظريّته التي لم تُثبَت أبداً، ومفادها أنّ الانتخابات الرئاسيّة لعام 2020 التي فاز بها منافسه بايدن، كانت مزوّرة.

وقال ترمب إنّه مقتنع بأنّه فاز بالتصويت؛ خصوصاً في ولاية مينيسوتا، في عامي 2016 و2020، في حين أنّ المرشّحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون ومن ثمّ بايدن هما من فازا فيها.

من جهتها، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس، في بيان، السبت: «سنواصل أنا والرئيس بايدن مواجهة لوبي السلاح للحفاظ على سلامة الأميركيين، بينما يواصل دونالد ترمب التضحية بسلامة أطفالنا ومجتمعاتنا، لتلبية مصالحه الخاصّة».

وتُظهر استطلاعات الرأي أن اللوائح الخاصة بحيازة الأسلحة قضية مثيرة للخلاف في الولايات المتحدة، على الرغم من أن أغلبية كبيرة من الأميركيين تدعم وضع بعض القيود على الأقل. وفي استطلاع أجرته «رويترز/ إبسوس» في مارس (آذار)، قال 53 في المائة ممن جرى استطلاع آرائهم، إنه يجب على الحكومة أن تنظم حيازة الأسلحة، في حين عارض ذلك 38 في المائة. ومن بين الجمهوريين، قال 35 في المائة فقط إنه ينبغي تدخل الحكومة.

وفي الشهر الماضي، أطلق البيت الأبيض حملة ضدّ مبيعات الأسلحة الناريّة، في معارض الأسلحة وعلى الإنترنت التي تتهرّب من عمليّات التحقّق من وجود مخالفات فيدراليّة للراغبين في الشراء. وقد سارعت ولايات عدّة يقودها جمهوريّون إلى رفع دعاوى قضائيّة ضدّ الإجراء الرئاسي.

ويُحاكم ترمب في نيويورك بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً، يُفترض أنّها استُخدمت لإخفاء مبلغ مالي دُفع للتستّر على فضيحة جنسيّة، خلال حملته للانتخابات الرئاسيّة لعام 2016 التي فاز فيها على منافسته الديمقراطيّة هيلاري كلينتون.

ويواجه ترمب في إطار هذه المحاكمة خطر صدور إدانة جنائيّة، هي الأولى بحقّ رئيس أميركي سابق، كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدّد حملته.


خطاب لترمب أمام «الرابطة الوطنية للبنادق» سعياً لحشد التأييد

ترمب يلقي كلمة خلال تجمع للرابطة الوطنية للبنادق في إنديانابوليس في أبريل (نيسان) 2023 (أ.ب)
ترمب يلقي كلمة خلال تجمع للرابطة الوطنية للبنادق في إنديانابوليس في أبريل (نيسان) 2023 (أ.ب)
TT

خطاب لترمب أمام «الرابطة الوطنية للبنادق» سعياً لحشد التأييد

ترمب يلقي كلمة خلال تجمع للرابطة الوطنية للبنادق في إنديانابوليس في أبريل (نيسان) 2023 (أ.ب)
ترمب يلقي كلمة خلال تجمع للرابطة الوطنية للبنادق في إنديانابوليس في أبريل (نيسان) 2023 (أ.ب)

يلقي دونالد ترمب، السبت، خطاباً أمام المؤتمر السنوي للرابطة الوطنية للبنادق، سعياً لحشد التأييد لحملته الرئاسية، غداة توجيهه انتقادات لاذعة لمحاكمته ولخصمه الرئيس جو بايدن.

وعلّقت لمدة أسبوع جلسات محاكمة ترمب أمام محكمة في نيويورك في قضية جنائية، وهو يغتنم هذه الفرصة لإلقاء خطاب السبت أمام الرابطة الوطنية للبنادق (إن آر إيه) في مدينة دالاس في ولاية تكساس، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتتمتّع الرابطة بنفوذ سياسي كبير في الولايات المتحدة. لكن محكمة مدنية في نيويورك أدانت، الجمعة، بتهمة سوء الإدارة والفساد رئيس الرابطة السابق واين لابيير الذي استقال في يناير (كانون الثاني).

وقبل ثلاثة أيام من محاكمته في يناير، أعلن هذا الزعيم البالغ (74 عاماً) استقالته من منصب رئيس الرابطة بعد ثلاثة عقود على ترؤسه المنظمة التي تضم خمسة ملايين عضو ولها تأثير قوي جداً على أعضاء في الكونغرس وعلى السياسة الأميركية.

ملصق يصور ترمب وهو يمسك ببندقية آلية خلال المؤتمر السنوي للرابطة الوطنية للبنادق (رويترز)

والجمعة، قال ترمب، خلال مأدبة عشاء لجمع التبرعات في مينيسوتا، إن مناصري حق حمل الأسلحة يجب أن يصوتوا للجمهوريين لأن «الديموقراطيين يريدون سحب أسلحتهم، وسيحرمونهم منها». وأضاف: «لهذا السبب سألقي خطاباً أمام الرابطة الوطنية للبنادق للقول: عليكم أن تصوتوا».

وكان ترمب قد احتج مجدداً، الجمعة، على محاكمته قائلاً: «يا لها من احتيال... هذه العملية برمّتها». وأضاف: «أنا هنا منذ قرابة أربعة أسابيع، وما زالت أمامنا طريق طويلة لنجتازها».

ووصف خصمه بأنه «إنسان فظيع» و«رهيب» وغير ذلك من التوصيفات البذيئة.

وكان بايدن قد دعا مراراً إلى إعادة فرض حظر طويل الأمد على الأسلحة الهجومية، إضافة إلى قيود أخرى.

والسبت، وصل بايدن إلى جورجيا التي تعد من الولايات المتأرجحة والتي فاز فيها في انتخابات 2020. وسيسعى فيها، السبت، إلى حشد تأييد الأميركيين من أصل أفريقي، ومن المقرر أن يلقي خطاباً في كلية مورهاوس الجامعية المعروفة تاريخياً بأنها مؤسسة للأميركيين من أصل أفريقي.

وفي الشهر الماضي، أطلق البيت الأبيض حملة ضد مبيعات الأسلحة النارية في معارض الأسلحة وعلى الإنترنت التي تتهرب من عمليات التحقق من وجود مخالفات فيدرالية للراغبين بالشراء، وقد سارعت ولايات عدة يقودها جمهوريون إلى إقامة دعاوى قضائية ضد الإجراء الرئاسي.

يُحاكم ترمب في نيويورك بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً يُفترض أنّها استُخدمت لإخفاء مبلغ مالي دُفع للتستّر على فضيحة جنسية خلال حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز فيها على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويواجه ترمب في إطار هذه المحاكمة خطر صدور إدانة جنائية هي الأولى بحقّ رئيس أميركي سابق، كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدد حملته.