تعدّ المغربية ابتسام جرايدي، لاعبة الأهلي السعودي، أيقونةً كرويةً عربيةً بزغ نجمها كثيراً في الآونة الأخيرة، وقد نجحت في تسطير اسمها أولَ لاعبة عربية تُسجّل هدفاً في بطولة كأس العالم للسيدات في 2023، عندما شاركت مع منتخب بلادها أمام كوريا الجنوبية لتقوده للفوز بالمواجهة. كما سجّلت جرايدي 42 هدفاً في الدوري السعودي الممتاز للسيدات بنسختيه الأولى والثانية، وهي صاحبة لقب هدافة بطولة كأس الاتحاد السعودي برصيد 14 هدفاً.
ونجحت جرايدي في تقديم أداء مُذهل قادت من خلاله الأهلي لإحراز بطولة كأس الاتحاد السعودي بنسختها الأولى 2023-2024. وكانت المهاجمة والهدافة المغربية صنعت تاريخها منذ بدايتها الكروية، حيث حققت لقب هدافة دوري أبطال أفريقيا برصيد 6 أهداف في 2022، وهدافة البطولة الوطنية المغربية برصيد 102 هدف، وخطفت لقب هدافة البطولة لـ4 مرات، بينها 3 مرات متتالية في مواسم 2017 - 2018، و2019 - 2020، و2020 - 2021، و2021 - 2022. وحصلت على جائزة أفضل لاعبة في البطولة المغربية لموسم 2016، وترشحت للفوز بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية لأفضل لاعبة في قارة أفريقيا من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وفي ثنايا الحوار التالي تكشف جرايدي عن جوانب من مسيرتها الحافلة في عالم كرة القدم والصعوبات التي واجهتها واستطاعت تحديها، والوصول إلى عالم النجومية، ورؤيتها للدوري السعودي ومستقبله، والنصيحة التي تقدمها للموهوبات الشابات ممن يردن التقدم في مسيرتهن الكروية.
> متى انطلقت مسيرتك في عالم كرة القدم، وهل ورثتي موهبتك عن أحد أفراد أسرتك؟
- انطلقت مسيرتي الكروية في الصغر، حيث كنت أمارس اللعب مع الأطفال في الشوارع والأحياء، وكنت أشارك في الألعاب المدرسية الكروية. ولم أرث موهبتي عن أحد أفراد عائلتي، أنا وحدي من أنتمي للرياضة بصفة رسمية.
> هل واجهتي أي صعوبات في بداية ممارستك كرة القدم؟
- نعم، واجهت صعوبات في بداياتي، لا سيما أنها تتعارض مع وقت دراستي، وواجهت انتقادات لاذعة كوني فتاةً تلعب كرة القدم، الكثير يلح علي بترك اللعبة لعدم إستفادتي منها، وأنها مخصصة فقط للرجال، ولكني تحديت الصعاب كلها، واتخذت من كل ذلك مصدر نقطة قوة لي، وحاربت من أجل حلمي وموهبتي، ووُفّقت بمشيئة الله.
> مَن ملهمك وداعمك الأول في مسيرتك؟
- داعمتي وملهمتي الأولى هي والدتي رحمها الله، لطالما شجعتني وحفّزتني لأصل إلى مبتغاي وما أطمح إليه، لا سيما أنها كانت تحضر جميع المباريات التي ألعبها، وتجعلني أقدم أفضل ما لدي، وكان نجاحي من دعمها؛ لأنها آمنت بموهبتي، فهي جوهر قوتي وإبداعي.
> مَن لاعبك المفضل عالمياً؟
- لاعبي المفضل هو الأرجنتيني ليونيل ميسي.
> كونك أول لاعبة عربية تُسجّل في كأس العالم للسيدات في عام 2023... كيف ترين هذا الإنجاز؟
- ممتنة وسعيدة بأن أكون أول لاعبة عربية تُسجل في كأس العالم 2023، هذا فخر لي ولبلادي منتخب المغرب، الذي أهدي له هذا الإنجاز العظيم والتاريخي، وعلى الرغم من أنها البطولة الأصعب في مسيرتي فإنني فخورة بما قدمته.
> حصلتِ على لقب هدافة بطولة كأس الاتحاد السعودي والآن تتصدرين قائمة هدافات الدوري السعودي... ما شعورك بذلك؟
- شعوري جميل بعد حصولي على لقب هدافة كأس الاتحاد السعودي، حيث إني رأيت ثمار جهدي وبمساعدة زميلاتي اللاعبات في الملعب لأحصل على هذه الجائزة، أشعر بالامتنان والفخر، وأطمح أن أحقق لقب هدافة الدوري الممتاز السعودي للسيدات هذا الموسم.
> كرة القدم النسائية حافلة بالتحديات لا سيما في بداية كل مرحلة، ما الشيء الذي كان يمثل تحدياً خاصًا لكِ وكان سبباً في نجاحك اليوم؟
- الصعوبة تكون في البدايات فقط، ولكنها كانت سبباً في قوتي اليوم، لا سيما أن والدتي كانت معي وتدعمني في كل لحظة، وآمنتْ وراهنتْ على موهبتي أمام كثير من التحديات ولقد نجحت في إثبات ذلك.
> تميزتِ بشكل مُبهر وناجح في الدوري السعودي الممتاز للسيدات... ما الخطوة التي جعلتك تختارينه أول دوري ممتاز تحترفين به؟
- قدم النادي الأهلي السعودي عرضاً لألعب في دوري السيدات بنسخته الأولى، وبعد علمي بأنه نادٍ له تاريخ كبير وعريق، أخذت قراراً وتحديت نفسي بأن أتميز في الدوري السعودي، وأسطر اسمي بين أبطاله، وأحترف اللعبة بجودة عالية، وأدركت أن الجميع سيؤمن بموهبتي ويعرفني بشكل أكبر.
> كيف رأيتِ مستوى الدوري السعودي للسيدات وحجم الإقبال على منافساته؟
- كرة القدم النسائية السعودية في تطور كبير، وتحظى بمستويات مُذهلة وسريعة النمو، وأثق بأنه سيصبح من أفضل الدوريات في آسيا والعالم العربي؛ لأن منظومة الاتحاد السعودي لكرة القدم قدمت دعماً كبيراً ومبهراً في سبيل تطور ودعم المواهب الشابة النسائية، وهي رهن إشارة الجميع لتقديم الدعم وتسخير جهودها لدعم رياضة المرأة.
> خلال مسيرتك الكروية، ما أصعب بطولة شاركتِ بها؟
- أصعب بطولة كانت كأس العالم للسيدات 2023؛ بسبب قوة المواهب والخبرات المشارِكة، ووجود نخبة منتخبات العالم بالبطولة.
> ما طموحاتك في لعبة كرة القدم؟
- أطمح أن أقدم أفضل ما لدي، وأن أحقق ما أتمنى الوصول إليه، ومؤمنة بأنني سأحققه في القريب العاجل؛ لأني أثق بموهبتي وبتوفيق الله قبل كل شيء.
> رسالتك للسيدات المبتدئات في كرة القدم والمترددات في الاستمرار بمشوارهن؟
أقدم رسالتي لكل فتاة وامرأة ترغب في ممارسة الرياضة أو كرة القدم، بأن تستمر وتُطوّر من موهبتها، وتدعم نفسها؛ لأنها ستواجه انتقادات وتحديات صعبة في بدايتها، ويجب أن تأخذها محفزاً لا محبط ومثبط للعزيمة وللشغف الذي تكنه لموهبتها. أقول عليكِ أن تسعي وراء حلمكِ مهما كانت الظروف، ولا تُلقي بالاً لكل مَن يحاول اعتراض طريقك، كوني لنفسك ولموهبتك كل شيء، ولا تتراجعي مهما حدث. وأتمنى من العائلات أن تدعم فتياتها الموهوبات الشابات وتقدم المساعدة لهن وتحفزهن؛ لأن ذلك سيشكّل فارقاً كبيراً.