تسود أجواء من الروحانية والطمأنينة ملايين المنازل حول العالم، بينما ترتفع أصوات من أنواع مختلفة للقراءات القرآنية، ويستكشف المشاهدين مستوى التنظيم وعدد المصلين والمعتمرين والطائفين، وتُروى عشرات ومئات القصص، خلف الجهود الفنّية للنقل التلفزيوني لمناسك العمرة في شهر رمضان، والصلوات الخمس بالإضافة لصلاة التراويح وصلاة القيام خلال العشر الأواخر من شهر رمضان في الحرمين الشريفين.
وتتجدّد الأهميّة الكبرى للنقل التلفزيوني المباشر لشعائر الصلوات المفروضة والتراويح وصلاة القيام ونقل مناسك العمرة والطواف في شهر رمضان، مع الرغبة العالية من المتابعين، والباحثين عن الأجواء الروحانية في امتداد خريطة العالم العربي والإسلامي وكذلك لعدد كبير من المغتربين في أصقاع المعمورة حتى وصلت لآخر حدود الصين واليابان شرقاً والأميركيتين الشمالية والجنوبية غرباً، بجودة صورة وصوت عالية.
وفقاً للمعلومات، كان أول بث مباشر على التلفزيون السعودي لصلاة التراويح وختمة القرآن الكريم من المسجد الحرام في «العشر الأواخر» من شهر رمضان عام 1397هـ، وفي العام الهجري 1400هـ، بدأ البث الحي المباشر لصلاة التراويح في شهر رمضان كاملاً عبر التلفزيون السعودي.
قنوات متخصّصة
ويصل النقل التلفزيوني إلى المشاهدين من حول العالم عبر قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية المتخصصة في بث تلك الشعائر الدينية اليوميّة خلال شهر رمضان الحالي (قناة السعودية، وقناة القرآن الكريم، وقناة السنة النبوية)، عبر البث الفضائي والرقمي والأرضي، بواسطة جهد استثنائي يختلف عن المعمول به خلال ساعات البث اليومية في غير موسمي رمضان والحج.
نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية خالد الغامدي كشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن النصيب الأكثر من البث المباشر لتلك الشعائر «يذهب لقناة القرآن الكريم من استوديوهات الحرم المكي عبر أكثر من 40 كاميرا موزّعة داخل وخارج الحرم المكي الشريف كما يصاحب البث تلاوات قرآنية لعدد من القرّاء بقراءات مختلفة لعدد من أشهر القراء في العالم الإسلاميّ على مدار 24 ساعة بث مباشر».
720 ساعة بث مباشر في رمضان
قناة القرآن الكريم تضم في طاقمها أكثر من 80 موظفاً يعملون ضمن إمكانات فنية وهندسية لإنجاز 720 ساعة بث خلال شهر رمضان المبارك عبر العديد من الإمكانات الفنّية التي تتوفّر على مدار السنة، وتخصّص لنقل الشعائر الدينية من صلوات التراويح ومناسك العمرة ومشاهد حيّة ومباشرة من الحرم المكّي الشريف وبرامج دينيّة.
محتوى ديني على مدار الساعة
وعلى الجانب الآخر في المدينة المنوّرة، يتم العمل لنقل شعائر الصلوات المفروضة وصلاة التراويح والتهجّد من المسجد النبوي، عبر قناة متخصصة أخرى «قناة السنة النبوية» لبث أجواء المسجد النبوي الشريف بكل تفاصيله لكل أرجاء العالم عبر أجهزة البث المباشر على مدار 24 ساعة مع الترجمة لعدد من اللغات الإنجليزية والفرنسية، ويصاحب النقل المباشر بث طائفة من الأحاديث النبوية الصحيحة وعدد من البرامج الصوتية لشرح الأحاديث يقدمها عدد من المشايخ مع ترجمتها للغة الإشارة، كما يشتمل محتوى القناة على مجموعة من الأحاديث النبويّة الشريفة المترجمة إلى 6 لغات (الإنجليزية، والفرنسية، والأردية، والملاوية، والتركية، والفارسية).
ووفقاً للغامدي «توزّعت خلال شهر مضان الحالي، في مواقع وزوايا مختلفة من المسجد النبوي الشريف، كاميرات عالية الجودة تقدر بـ30 كاميرا منها 17 كاميرا داخلية و13 كاميرا يعمل عليها قرابة 60 موظفاً من فنيين ومخرجين ومصورين، وجميعهم من الكوادر السعودية المدربة على أعلى المستويات».
20 ألف ساعة بث مباشر خلال عام
الغامدي أشار خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» إلى أن هذا القدر العالي من العمل اليومي المستمر لـ«إيصال رسالة الإسلام النقية من خلال ما يبث من برامج دينية من منبع الإسلام وقبلته (الكعبة المشرفة) ببيت الله الحرام وكذلك، من خلال ما يبث من جنبات مسجد الرسول صلوات الله وسلامه عليه، لتدخل لكل بيت مسلم في العالم، ووصلت لمئات الملايين من المشاهدات اليومية»، وتابع: «لم نكن لنصل إلى ذلك لولا تضافر الجهود واهتمام قيادات جهاز الهيئة وعامليها بإشراف الزميل الرئيس التنفيذي الأستاذ محمد الحارثي ومتابعة شخصية لمعالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، الذي يؤكد دائماً على الدعم والحرص الشديدين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان»، مضيفاً أنهم استطاعوا «تجاوز 20 ألف ساعة بث مباشر خلال عام، دون كلل أو ملل وبجودة عالية تضاهي أكبر المؤسسات والهيئات الإعلامية في العالم».