في الوقت الذي أرسلت واشنطن مبعوثها الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، إلى المنطقة في جولة جديدة هدفها الضغط على الجماعة الحوثية لوقف هجماتها البحرية، تبنى الجيش الأميركي، الثلاثاء، تدمير قارب حوثي مسيّر، في سياق الضربات الاستباقية المستمرة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
ومع ملاحظة انخفاض فاعلية هجمات الجماعة المدعومة من إيران في الأيام الأخيرة، إلا أن قادتها يؤكدون استمرار عملياتهم تحت مزاعم منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والسفن الأميركية والبريطانية، نصرةً للفلسطينيين في غزة.
April 1 Red Sea UpdateAt 9 a.m. (Sanaa time) Apr. 1, United States Central Command (CENTCOM) forces successfully destroyed an Iranian-backed Houthi terrorist unmanned surface vessel (USV) in self-defense.It was determined this US V presented a threat to U.S. and coalition... pic.twitter.com/wPwpmhZj9m
— U.S. Central Command (@CENTCOM) April 2, 2024
وأوضحت القوات المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس» أنه في الساعة التاسعة صباحاً (بتوقيت صنعاء) في الأول من أبريل (نيسان)، نجحت قواتها في تدمير قارب حوثي مسيّر دفاعاً عن النفس. وإذ تقرر أن القارب المسيّر كان يمثل تهديداً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، قال البيان إن هذه الإجراءات ضرورية لحماية القوات، وضمان حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.
وكانت الجماعة الحوثية قد أقرت، الاثنين، بتلقي ضربة وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية» استهدفت منطقة الطائف في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر (غرب اليمن).
وتبنى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مهاجمة 86 سفينة، منذ بدء التصعيد، وادّعى في أحدث تصريحاته أن جماعته نفّذت خلال أسبوع 10 هجمات ضد 9 سفن، استخدمت خلالها 37 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مُسيَّرة.
وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض.
ويشارك الاتحاد الأوروبي -من جهته– في التصدي للهجمات الحوثية، عبر مهمة «أسبيدس» التي أطلقها في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وتشارك فيها فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا واليونان، دون شنّ ضربات على الأرض، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.
ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفّذت مئات الغارات على الأرض؛ لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.
وتأمل واشنطن أن تقود جهودها إلى تحجيم قدرة الجماعة الحوثية، وحماية السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تشن الجماعة هجماتها منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتهدد بتوسيعها إلى المحيط الهندي.
وأُصيبت 16 سفينة على الأقل، خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها حتى الآن، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر، بالتدريج.
كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في السادس من مارس (آذار) في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».
مساعٍ دبلوماسية
في سياق مساعي واشنطن إلى اعتماد الدبلوماسية إلى جانب الضربات الوقائية لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن، أفادت الخارجية الأميركية في بيان بأن المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركنغ، سيسافر إلى السعودية وسلطنة عمان، لمناقشة الشركاء حول الحاجة إلى وقف فوري لهجمات الحوثيين.
وطبقاً للبيان سيلتقي المبعوث الشركاء لتأكيد الحاجة إلى وقف هجمات الحوثيين التي تقوّض التقدم في عملية السلام اليمنية وتقديم المساعدة الإنسانية إلى اليمن وغيرها من الدول المحتاجة.
وأكد البيان أن واشنطن لا تزال ملتزمة التزاماً راسخاً بدعم السلام الدائم في اليمن والتخفيف من الأزمات الإنسانية والاقتصادية المعقَّدة التي تضر الشعب اليمني. وأنها ستدعم العودة إلى جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة بمجرد أن يوقف الحوثيون هجماتهم العشوائية.
وأضاف البيان أن المبعوث ليندركينغ سيجتمع مع نظرائه الإقليميين لمناقشة خطوات تخفيف الوضع الحالي وتجديد التركيز على تأمين سلام دائم للشعب اليمني.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الحوثيين ليست حلاً، وإن السبيل الأمثل هو دعم القوات الحكومية لاستعادة المناطق اليمنية كافة من قبضة الجماعة بما فيها الحديدة وموانئها.
ومع إصرار الحوثيين على التصعيد البحري، تجمدت مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وأعلن المبعوث هانس غروندبرغ مخاوفه الصريحة من عودة القتال مجدداً بين الحوثيين والحكومة اليمنية، بعد نحو عامين من التهدئة الميدانية وخفض التصعيد.
ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة لتبييض انتهاكاتها ضد اليمنيين، حيث كثّفت عمليات التحشيد والتعبئة والتجنيد في مناطق سيطرتها كافة، تحت مزاعم الاستعداد لقتال أميركا وإسرائيل.