سلطات طرابلس لتقييم الأضرار بمعبر «رأس جدير» لإعادة تشغيله

تبحث مع الاتحاد الأوروبي في تطويره وتأهيل عناصر حرس الحدود

عناصر «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية في معبر «رأس جدير» (المكتب الإعلامي للواء)
عناصر «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية في معبر «رأس جدير» (المكتب الإعلامي للواء)
TT

سلطات طرابلس لتقييم الأضرار بمعبر «رأس جدير» لإعادة تشغيله

عناصر «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية في معبر «رأس جدير» (المكتب الإعلامي للواء)
عناصر «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية في معبر «رأس جدير» (المكتب الإعلامي للواء)

دفعت السلطات في العاصمة الليبية بقيادات أمنية رفيعة (الاثنين) إلى معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس لتقييم الأضرار استعداداً لإعادة تشغيله مجدداً... وجاء ذلك فيما بحث وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة» المؤقتة عماد الطرابلسي، مع يان فيتشيتال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الفنية لإدارة الحدود (اليوبام)، إمكانية تجهيز وتطوير المعبر.

الطرابلسي يتوسط رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الفنية لإدارة الحدود (اليوبام) ومدير العمليات بها (وزارة الداخلية)

وقال الطرابلسي، الذي التقى وفد «اليوبام» في طرابلس الاثنين، إن وزارته ستعمل على إعادة فتح المعبر، «ولن تسمح بحدوث أي انتهاكات أخرى تجاه رجال الشرطة والأمن في المعبر».

والمعبر يبعد نحو 60 كيلومتراً عن مدينة زوارة بغرب ليبيا، و175 كيلومتراً عن طرابلس العاصمة، في حين يبعد قرابة 32 كيلومتراً عن مدينة بنقردان التونسية. وتعبر منه مئات الشاحنات وآلاف المواطنين يومياً.

عناصر «اللواء 444 قتال» في معبر «رأس جدير» (المكتب الإعلامي للواء)

وفي مؤتمر صحافي عقده الطرابلسي مساء الأحد، أوضح أن مسؤولين أمنيين من الغرفة الأمنية المشتركة سيتوجهون إلى المعبر لتقييم الأضرار ليتم بعد ذلك إعداد تقرير لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، تمهيداً لإعادة فتح المعبر.

وكانت وزارة الداخلية سحبت أعضاءها من معبر «رأس جدير»؛ «حفاظاً على الأرواح والممتلكات» بعد اقتحامه من مسلحين محليين تابعين للمجلس العسكري بزوارة، في 18 مارس (آذار) الماضي. لكن تم التوصل إلى اتفاق مساء 27 مارس الماضي، على وجود قوة عسكرية مؤلفة من عدة كتائب، مشكلة من رئاسة الأركان العامة التابعة لـ«الوحدة»، ستتولى التنسيق مع غرفة العمليات العسكرية بزوارة، استعداداً لإعادة افتتاح المعبر قريباً.

عناصر تابعة لـ«اللواء 444 قتال» في معبر «رأس جدير» (المكتب الإعلامي للواء)

ونشر «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، صوراً لأفراد قوته المنتشرة في معبر «رأس جدير»، ضمن مجموعة عمليات رئاسة الأركان بحكومة «الوحدة» المكلفة بحفظ الأمن ومحاربة المهرّبين والخارجين عن القانون.

وتشمل القوة الأمنية التي حدد الطرابلسي قوامها، أجهزة: الأمن الداخلي، والردع، ودعم الاستقرار، والطيران الإلكتروني، والأمن العام والتمركزات الأمنية، بالإضافة إلى أعداد من جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة ودعم المديريات وحرس الحدود.

وقال الطرابلسي: «المعبر تعرّض لهجوم من قبل مهربين أدى إلى نهبه وإتلاف عدد من الآليات العسكرية، فأمرنا بانسحاب الأعضاء العاملين بمديرية أمن المعبر ومركز الشرطة ومصلحة الجوازات والجنسية».

معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة)

وشدد على أن «المنطقة من أبوكماش (أقصى شمال غربي ليبيا) إلى رأس جدير لن يوجد فيها إلا أسلحة الدولة فقط»، لافتاً إلى «وجود قوة أمنية مشكلة من رئاسة الأركان العامة في منطقة أبوكماش مهمتها بسط الأمن في المعبر ومن ثم تسليمه إلى وزارة الداخلية».

ووجّه الطرابلسي حديثه لفئات اجتماعية مختلفة، وقال: «يجب أن تكون هناك وقفة جادة من كافة المدن والمناطق والقبائل مع مديريات الأمن والأجهزة الأمنية لقطع الطريق أمام كل من يريد الخراب لبلادنا»، وزاد: «كل من ساهم في التهريب وتدمير مؤسسات الدولة بمعبر (رأس جدير) ستتم إحالته إلى مكتب النائب العام من دون استثناء، والقانون فوق الجميع».

وكان نائبا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني وعبد الله اللافي، تفقدا (الجمعة) الماضي، المعبر بصفة أن المجلس هو «القائد الأعلى للجيش الليبي»، تمهيداً لاستئناف العمل به خلال أيام. وعقدا اجتماعاً مع الضباط المكلفين بالوحدات العسكرية في المعبر «الذين استعرضوا الخطوات المتخذة لتأمينه تمهيداً لاستئناف العمل به خلال الأيام المقبلة».

معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس مساء الخميس 28 مارس (غرفة العمليات العسكرية لزوارة بمنفذ «رأس جدير»)

في غضون ذلك، التقى الطرابلسي بمقر وزارته، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الفنية لإدارة الحدود (اليوبام) يان فيتشيتال، وبحث معه في إمكانية تجهيز وتطوير معبر «رأس جدير» الحدودي.

وتطرق اللقاء، الذي حضره أيضاً مدير العمليات ببعثة الاتحاد الأوروبي، بحسب بيان لوزارة الداخلية، إلى «مناقشة برامج التدريب وتأهيل عناصر جهاز حرس الحدود ومكونات الوزارة المعنية كافة».

والمعبر الحدودي، الواقع أقصى الغرب الليبي بالقرب من مدينة زوارة، يعد الشريان البري الرئيسي الرابط بين ليبيا وتونس، وتمر عبره كل التجارة المشتركة، وكذلك المسافرون.

وأُغلق «رأس جدير» مرات عدة منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل القذافي، وشهد أزمات كثيرة في التنقل بسبب اتهامات من الجانبين التونسي والليبي بـ«إساءة متبادلة أثناء المرور ووقوع عمليات ابتزاز».


مقالات ذات صلة

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي، مرحلة جديدة، السبت، وسط محاولة من حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، لاحتواء لانتقادات أميركية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح والمشري وستيفان ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي)

ليبيون يعلّقون آمالهم على تقارُب صالح والمشري لإحياء المسار الانتخابي

تدفع أزمة المصرف المركزي الليبي بإمكانية العودة إلى بحث العملية السياسية، في ظل عقد البعض آمالاً على عودة التقارب بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح وسفير الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا (حساب السفير على «إكس»)

«الأوروبي» يدعو قادة ليبيا إلى «خفض التوترات»... وتشغيل النفط

أطلقت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا عدداً من التحذيرات لقادة البلاد ودعتهم للتحاور والاستجابة لمبادرة الأمم المتحدة، كما شددت على ضرورة إعادة إنتاج وضخ النفط.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا طالبت لجنة الأزمات والطوارئ ببلدية زليتن المواطنين بالابتعاد عن مجرى الوادي (مديرية أمن طرابلس)

سيول جارفة تضرب مناطق متفرقة في ليبيا... وتنشر المخاوف

ضربت أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول مناطق عدة في شمال غربي ليبيا، وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ رفع درجة الاستعدادات وسط إنقاذ عائلات عالقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
TT

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية بين عامي 2013 و2022 من العقاب، تهدد بالمزيد من حالة عدم الاستقرار والانقسام في البلاد.

واتهم التقرير، الذي وزعته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مساء الجمعة، فصيل الكانيات، وهو مجموعة مسلّحة نشأت في 2011، مارَس سيطرة وحشية على ترهونة، المدينة التي يقطنها 150.000 نسمة تقريباً وتقع على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، مشيراً إلى أن إدماج الكانيات في حكومة الوفاق السابقة، ثم لاحقاً في الجيش الوطني، وشكّل حاجزاً كبيراً أعاق تحقيق المساءلة والعدالة. ونتيجة لذلك، تردّد بعض السكان في المشاركة في التحقيقات والإبلاغ عن الجرائم خوفاً من الانتقام.

ونقل التقرير عن ستيفاني خوري، القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة، عدّها عدم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء النزاع ودوافعه لن يؤدّي سوى إلى تأجيج دوامات العنف والانتقام السامة بين المجتمعات.

اجتماع عميد بلدية ترهونة مع المسؤولة الأممية (بلدية ترهونة)

وأوصى التقرير بتنفيذ عملية شاملة للعدالة الانتقالية والمصالحة، مع اتخاذ تدابير مجدية لتقصّي الحقائق، وتقديم تعويضات فعالة إلى الضحايا، بما في ذلك المساعدة القانونية ودعم الصحة النفسية، وضمانات عدم التكرار، التي ينبغي وضعها بالتشاور مع المتضررين مباشرة. كما دعا لاتخاذ تدابير صارمة لتحقيق المساءلة، من خلال التحقيقات ومحاسبة الجناة المزعومين، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وكان عميد بلدية ترهونة، محمد الكشر، وعدد من أعضاء رابطة ضحايا ترهونة، قد زاروا مع المسؤولة الأممية جورجيت غانيون، عدداً من مواقع المقابر الجماعية والسجون في ترهونة، بمناسبة اليوم العالمي للإخفاء القسري، ومتابعة ملف ضحايا العنف والقتل والمقابر التي ارتكبت بحق أهالي ترهونة وبعض المدن المجاورة.

في سياق غير متصل، تحدثت وسائل إعلام محلية عن نجاة ليبيين بأعجوبة، بعد أن جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في ترهونة، بينما تعرضت مدينة الكفرة لإطفاء تام بسبب فصل محطة كهربائية، للحفاظ على معدات الشبكة العامة بتأثير الرياح والأمطار.

حكومة الوحدة خلال اجتماع متابعة تقلبات الطقس (حكومة الوحدة)

وأعلن الهلال الأحمر، مساء الجمعة، في ترهونة فتح الطريق الرابط بين بني وليد وترهونة، عقب إغلاقه لعدة ساعات، بسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه في الطريق، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في بني وليد، خروج السيل في وادي وشتاتة إلى الطريق، مع وجود ارتفاع في المياه في الوادي.

وكانت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قد طمأنت المواطنين بما وصفته بالجاهزية العالية للوزارات والأجهزة والمراكز في جميع مناطق ليبيا العالية لمواجهة أي ظروف جوية، أو تقلبات مناخية، وتوفير الإمكانيات اللازمة، مشيرة إلى أن اجتماعاً عُقد، مساء الجمعة بطرابلس، ضم كل الجهات المعنية، استهدف توحيد الجهود لضمان نجاح العمل وحماية المواطنين والممتلكات، في إطار تحديث الخطة الوطنية لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية.