وزراء غزة في الحكومة الفلسطينية الجديدة يصلون إلى رام الله لأداء اليمين

ترحيب أميركي وأوروبي ودولي وتعهد بالتعاون والدعم

فلسطينية في الأقصى خلال صلاة الجمعة الثالثة من رمضان (إ.ب.أ)
فلسطينية في الأقصى خلال صلاة الجمعة الثالثة من رمضان (إ.ب.أ)
TT

وزراء غزة في الحكومة الفلسطينية الجديدة يصلون إلى رام الله لأداء اليمين

فلسطينية في الأقصى خلال صلاة الجمعة الثالثة من رمضان (إ.ب.أ)
فلسطينية في الأقصى خلال صلاة الجمعة الثالثة من رمضان (إ.ب.أ)

وصل إلى رام الله، اليوم (الجمعة)، الوزراء الثمانية الذين يمثلون قطاع غزة في الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى، وذلك لغرض أداء اليمين الدستورية المتوقع أن يتم يوم الأحد في مقر الرئاسة الفلسطينية.

وقد لفت النظر أن السلطات الإسرائيلية، التي تتخذ موقفاً سلبياً من السلطة الفلسطينية، وأعلنت أن تعيين حكومة جديدة لا يغيّر شيئاً في موقفها منها، لم تعترض على دخولهم رام الله، مع أنها تتحكم في جميع الطرقات في الضفة الغربية وتسيطر على جميع مداخل المدينة. وتطالب الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي الذي رحّب بهذه الحكومة، بأن يمارس ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية كي تمتنع عن وضع عراقيل أمام نجاح عملها.

وبحسب مصادر فلسطينية، صادق الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على منح الثقة لحكومة مصطفى، متجاهلاً موقف كثير من الفصائل الفلسطينية التي انتقدته على التفرد بهذا القرار. وأصدر قراراً بقانون يمنح الثقة للحكومة التاسعة عشرة، وأصدر مرسوماً بشأن اعتماد تشكيلتها، كون البرلمان الفلسطيني مشلولاً. ودعا عباس الوزراء لتأدية اليمين الدستورية أمامه.

وزراء الحكومة الفلسطينية الجديدة يستعدون لأداء اليمين أمام الرئيس محمود عباس في رام الله الأحد (د.ب.أ)

وكان محمد مصطفى قد عرض على الرئيس عباس برنامج عمل الحكومة في مواجهة التحديات الجديدة التي فرضتها الحرب العدوانية على غزة والضفة الغربية. وأكد برنامج الحكومة أنّ المرجعية السياسية للحكومة هي منظمة التحرير الفلسطينية، وبرنامجها السياسي، والتزاماتها الدولية، وكتاب التكليف الموجه من عباس للحكومة. وتضمن برنامج الحكومة العمل على إيلاء الوضع الإنساني أولوية قصوى، بما يشمل وضع خطة شاملة للمساعدات الإنسانية والإغاثة الفورية للأهل في قطاع غزة، والتعافي وإعادة الإعمار في كل من القطاع والضفة وتركيز الجهود الهادفة إلى تثبيت واستقرار الوضع المالي وانعكاسه على الاستقرار الاقتصادي.

كما يشمل البرنامج خططاً للإصلاح المؤسسي، وإعادة الهيكلة وتوحيد المؤسسات، ومحاربة الفساد، ورفع مستوى الخدمات والتحول الرقمي، وتوحيد المؤسسات وإعادة هيكلة المؤسسات بين شطري الوطن. ويشمل أيضاً بنداً حول سيادة القانون، وتعزيز نزاهة القطاع المالي، بما فيه تمكين الجهاز القضائي، وتعزيز الأمن والأمان، وضمان الحريات العامة. كذلك تضمن تعزيز الصمود في القدس المحتلة والأغوار والمناطق المهمشة، ومواصلة العمل على الحفاظ على المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة، ووضع الخطط والبرامج لإعادة ربط المدينة بالكلّ الفلسطيني.

فلسطينيات قرب مسجد قبة الصخرة خلال صلاة الجمعة الثالثة من رمضان (أ.ف.ب)

يشار إلى أن الوجوه الجديدة من التكنوقراط طغت على تشكيلة الحكومة الجديدة، فيما غابت عن التشكيلة كل الأسماء القديمة التي سيطرت على الساحة السياسية في الضفة الغربية لسنوات طويلة، باستثناء وزير الداخلية زياد هب الريح، المحسوب على حركة «فتح»، التي يتزعمها الرئيس عباس، الذي كان الوزير القديم الوحيد الذي احتفظ بمنصبه. ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» قائمة بأسماء وزراء الحكومة الـ19، ويتضح منها أنها تضم 23 وزيراً نزولاً من 26 وزيراً بالحكومة الحالية برئاسة د. محمد أشتية، ومن أهم ملامحها طابعها البعيد عن الحزبية إلى حد كبير، حيث غلب على تشكيلتها الوزراء التكنوقراط، باستثناء الوزير زياد هب الريح. وسبق أن شغل هب الريح منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي، الذي يعد واحداً من الأجهزة الأمنية الهامة التابعة لمكتب الرئيس الفلسطيني.

أما رئيس الحكومة الجديدة محمد مصطفى، فليس عضواً في حركة «فتح»، لكنه مقرب من الرئيس عباس. وهو عضو مستقل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وشغل عدداً من المناصب في حكومات سابقة، إضافة إلى رئاسة صندوق الاستثمار الفلسطيني أحد مؤسسات منظمة التحرير منذ عام 2015. واحتفظ مصطفى، في هذه الحكومة أيضاً بمنصب وزير الخارجية.

فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة في باحات المسجد الإبراهيمي بالخليل اليوم (رويترز)

وتعد كل الأسماء في الحكومة جديدة باستثناء زياد هب الريح، فيما غابت عنها أسماء سيطرت على الساحة السياسية في الضفة لسنوات طويلة. ومن أبرز تلك الأسماء وزير الخارجية رياض المالكي، الذي احتفظ بهذا المنصب منذ عام 2009، قبل أن يتم استبعاده من الحكومة الجديدة. وتم استبعاد وزير المالية شكري بشارة، الذي ظل يشغل المنصب منذ 2013. وعلى صعيد استحداث أو دمج أو إلغاء وزارات، شهدت الحكومة الجديدة دمج حقيبة وزارة التربية والتعليم مع التعليم العالي لتصبح وزارة واحدة بمسمى «وزارة التربية والتعليم العالي». فيما تم إلغاء حقيبة وزارة الريادة التي استُحدثت في الحكومة السابقة، والتي كانت معنية بالمبادرات الريادية. كذلك، لم تشمل التشكيلة المعلنة حقيبة لوزارة الإعلام، ولا يُعرف بعد ما إذا كان سيتم تكليف وزير بها أم سيتم دمج مهامها في حقيبة أخرى.

وبخصوص الحقائب الجديدة، تم تعيين وزيرة دولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين لأول مرة، هي فارسين أوهانس فارتان أغابكيان. كما تم استحداث منصب وزير دولة لشؤون الإغاثة، التي يبدو أنها فرضتها الأوضاع المأسوية الحالية في قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية. وجرى استحداث وزارة للصناعة، وتغيير اسم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى «وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي».

أما العنصر النسائي في تلك الوزارة فحافظ على نفس نسبته التي كانت في حكومة أشتية، إذ ضمت 3 وزيرات لحقائب العمل، وشؤون المرأة، ووزارة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين. كذلك ضمت الحكومة الجديدة 8 وزراء من قطاع غزة.

وقد رحّبت «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأوروبي» وعدد من دول العالم، بتكليف الدكتور محمد مصطفى، بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. فقال منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في منشور على منصة «إكس»: «أتطلع إلى مواصلة العمل بشكل وثيق مع الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الجديد وفريقه، لمعالجة التحديات الإنسانية والسياسية والاقتصادية في الأرض الفلسطينية المحتلة. وفي مثل هذا الوقت المضطرب الذي يمر به المشروع الوطني الفلسطيني، فإنني أشجع كل الجهود المبذولة للتغلب على التحديات الحالية، بما في ذلك الانقسامات الداخلية».

ورحب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، بتشكيل الحكومة. وقال، في بيان له، اليوم (الجمعة)، إنه «في هذه اللحظة الحرجة التي يعاني فيها الشعب الفلسطيني من معاناة عظيمة. الآن أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الشعب الفلسطيني إلى مؤسسات مُحكمة الإدارة تقدم الخدمات المطلوبة بشدة في هذه الأوقات العصيبة. نتطلع إلى مواصلة تعاوننا مع الحكومة الجديدة، بما في ذلك التعامل مع الوضع المأساوي في غزة، والعمل على إصلاحات رئيسية نحو مؤسسات ديمقراطية أقوى، وحكومة تعمل لصالح الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة». وأضاف: «لقد كانت ولا تزال السلطة الفلسطينية شريكاً مهماً للاتحاد الأوروبي، أيضاً من أجل مستقبل غزة. سيستمر الاتحاد الأوروبي في كونه مانحاً رئيسياً للسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، بهدف تعزيز بناء الدولة الفلسطينية بما يتماشى مع هدف حل الدولتين المتفاوض عليه».

فلسطينيون ينتظرون الحصول على إذن عبور لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى اليوم الجمعة (أ.ف.ب)

ورحّب مجلس الأمن القومي الأميركي بتكليف الدكتور محمد مصطفى تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. كما رحّبت روسيا، خلال اتصال هاتفي جرى بين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. وقالت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان لها: «إن تعيين محمد مصطفى رئيساً جديداً لوزراء السلطة الفلسطينية يعد خبراً جيداً، إننا ندعم السلطة الفلسطينية ونعمل معاً بشكل وثيق»، مؤكدة أن حلّ الدولتين وحده هو الذي سيؤدي إلى السلام في الشرق الأوسط.

وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن «فرنسا تطلع للعمل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة بشكل وثيق للاستجابة للتحديات الطارئة الكثيرة في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة قطاع غزة». كما رحّب وزير خارجية المملكة المتحدة ديفيد كاميرون، قائلاً إن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة للضفة الغربية وقطاع غزة، مصحوبة بحزمة دعم دولية، يشكّل أحد العناصر الحيوية لتحقيق سلام دائم.


مقالات ذات صلة

سموتريتش يسعى إلى قرصنة جزء من الأموال الفلسطينية المحتجزة

المشرق العربي وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أغسطس الماضي (رويترز)

سموتريتش يسعى إلى قرصنة جزء من الأموال الفلسطينية المحتجزة

يسعى وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموترتيش إلى مصادرة الأموال الفلسطينية المجمدة لدى إسرائيل، في خطوة لو تمت من شأنها تعميق أزمة السلطة مالياً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي سيدة تحمل صورة مروان البرغوثي خلال تجمع للمطالبة بإطلاق الأسرى في سجون إسرائيل بمدينة رام الله الثلاثاء (أ.ب)

القيادة الفلسطينية تنفي اتهامات بعرقلة الإفراج عن البرغوثي

نفى مصدر فلسطيني سيادي كبير مزاعم بأن القيادة الفلسطينية تحاول عرقلة إطلاق القيادي الأسير مروان البرغوثي من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي مركبات عسكرية إسرائيلية في الجانب الغزاوي من معبر رفح بجنوب قطاع غزة في لقطة مأخوذة من مقطع فيديو نُشر في 7 مايو 2024 (رويترز)

السلطة الفلسطينية تطالب واشنطن «بالتدخل الفوري» لوقف الاجتياح الإسرائيلي لرفح

طالبت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة «بالتدخل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى دمّره القصف وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» في رفح بجنوب قطاع غزة (رويترز)

دعوات لاتمام اتفاق الهدنة بعد رد «حماس»

رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (اليوم) الاثنين بمقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي توسطت فيه مصر وقطر.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي أحد موظفي «أونروا» خلال توزيع أجولة الطحين على النازحين في غزة (حساب أونروا على إكس)

الرئاسة تحذّر من أكبر إبادة جماعية في «رفح» وتطالب واشنطن بالتدخل

اتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بإطلاق أكبر عملية إبادة جماعية محتملة في رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، مع إجبار الجيش الإسرائيلي آلاف الغزيين على إخلاء مناطق واسعة

كفاح زبون (رام الله - بروكسل)

«الأونروا» تغلق مقرها في القدس الشرقية بعد إشعال النيران في محيطه مرتين

فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
TT

«الأونروا» تغلق مقرها في القدس الشرقية بعد إشعال النيران في محيطه مرتين

فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)

قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، الخميس، إن الوكالة قررت إغلاق مقرها في القدس الشرقية بعد إضرام إسرائيليين النار في محيطه مرتين اليوم.

وأضاف مفوض «الأونروا»، في بيان، عبر حسابه على منصة «إكس»، إنه «لا إصابات بين موظفينا جراء إضرام النار في محيط مقرنا بالقدس الشرقية، لكنّ أضراراً جسيمة لحقت بالمناطق الخارجية للمبنى».

وأكد أن مدير المكتب أخمد الحريق بمساعدة الموظفين، مشيراً إلى أن الشرطة الإسرائيلية وفرق الإطفاء أخذت وقتاً حتى وصلت.

وتابع أن حشداً أمام المقر، بعضهم كان يحمل أسلحة، أخذ يهتف: «احرقوا (الأمم المتحدة)».

وقال: «إضرام النار في محيط مقرّنا بالقدس الشرقية تطور شائن، عرّض حياة موظفي (الأمم المتحدة) لخطر جسيم».

وحمّل مفوض «الأونروا» إسرائيل مسؤولية ضمان حماية موظفي «الأمم المتحدة» ومرافقها، مضيفاً: «تجب محاسبة المسؤولين عن الهجمات».


السيسي وغوتيريش يحذران من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح

السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي وغوتيريش يحذران من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح

السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

صرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عرضا فيه مستجدات الأوضاع في قطاع غزة على جميع الأصعدة.

وجاء في بيان الرئاسة المصرية عبر صفحتها على «فيسبوك»، أن الاتصال تناول الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار واتفاق للهدنة في القطاع، وما تتطلبه الظروف الراهنة من تضافر جميع الجهود الدولية لإنجاح مساعي الوساطة الحالية، سعياً لتحقيق انفراجة لهذا الوضع المتأزم وتجنباً لتوسيع دائرة الصراع، فضلاً عن ضمان الإنفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإغاثية لمناطق القطاع كافة بشكل مستدام وبلا عوائق، لا سيما مع انهيار المنظومة الإنسانية وتعرُّض أهالي القطاع لمخاطر المجاعة والأوبئة، الأمر الذي يتطلب ضرورة استمرار الدعم الكامل لعمل وكالة «الأونروا» التي تقوم بدور محوري في دعم الشعب الفلسطيني.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تضمن كذلك التحذير من العواقب الإنسانية الهائلة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، التي تمثل عائقاً خطيراً أمام انتظام عمليات خروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

كما شهد الاتصال التشديد على ضرورة العمل على ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره عبر إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وذلك للحيلولة دون تفاقم الصراع، وإرساءً للاستقرار والتعايش بين شعوب المنطقة.


إسرائيل تطلب تدخل بايدن لإجهاض الاعتراف بالدولة الفلسطينية

أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
TT

إسرائيل تطلب تدخل بايدن لإجهاض الاعتراف بالدولة الفلسطينية

أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)

ضمن حملة دولية لمكافحة مشروع الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، خلال التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، توجهت الحكومة الإسرائيلية إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بطلب ممارسة الضغوط على دول الغرب وغيرها لإجهاضه.

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إنه «رغم الخلافات السياسية بين البلدين حول العملية الإسرائيلية لاجتياح رفح وما يسمعه وزراء في الحكومة ضد الولايات المتحدة، تجد إسرائيل الحق في أن تطالب بايدن بالوقوف إلى جانبها واستخدام نفوذه لمنع هذا التطور»، الذي تعتبره «ضربة لجهود السلام وللمصالح الاستراتيجية المشتركة للدولتين».

وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، يسود تخوف في إسرائيل من إعلان محتمل للاتحاد الأوروبي حول الاعتراف بدولة فلسطينية رداً على اجتياح رفح، بعد إعلان ست دول في الاتحاد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين. والدول الست هي إسبانيا، آيرلندا، بلجيكا، مالطا، لوكسمبورغ، وسلوفينيا.

ست دول

وأفادت الصحيفة بوصول معلومات إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية حول مبادرة الدول الست لاعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وأن التقديرات في الخارجية الإسرائيلية تشير إلى أن خطوة كهذه ستخرج إلى حيز التنفيذ خلال أسابيع معدودة، خاصة في حال اجتياح إسرائيلي لرفح. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أوعز بتشكيل طاقم عمليات خاص ضد اعتراف دول بدولة فلسطين، وأنه صدرت تعليمات لسفراء إسرائيل بالعمل مقابل وزارات خارجية وجهات مؤثرة في الدول الأوروبية الست المذكورة.

وتعتزم إسرائيل التوجه إلى دول وصفتها بأنها ودية تجاه إسرائيل، وهي: ألمانيا، النمسا، إيطاليا، هنغاريا والتشيك، من أجل أن تسعى إلى منع اتخاذ قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، علماً بأن قراراً كهذا في الاتحاد الأوروبي يستوجب إجماعاً كاملاً من جانب الدول الأعضاء في الاتحاد.

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

لجم اعتراف

لكن الصحيفة، التي تنشر في صفحاتها العديد من المقالات التي تهاجم الإدارة الأميركية وتشكك في مصداقيتها، ترى أن بإمكان الولايات المتحدة لجم اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين «إذا أرادت ذلك». ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن الإدارة الأميركية تستطيع، بموجب القانون الأميركي، أن تتخذ إجراءات عقابية لمن لا يسير على نهجها في هذا الأمر. كما تستطيع الولايات المتحدة التوقف فوراً عن تحويل كافة الميزانيات إلى الأمم المتحدة في حال مصادقتها على اعتراف بدولة فلسطين، والتي يصل مجموعها إلى مبلغ 20 مليار دولار، كميزانيات مباشرة وغير مباشرة، وتشكل خُمس ميزانية الأمم المتحدة الإجمالية.

وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مع وزراء خارجية دول أوروبية، في الأيام الأخيرة، وأبلغهم بالمعارضة الإسرائيلية الشديدة للاعتراف بدولة فلسطين، واصفاً إياه بأنه «اعتراف أحادي الجانب يمس بفرص تحقيق السلام في المستقبل». لكن مسؤولي الخارجية يرون أن الجهد الأكبر يجب أن يتركز على الولايات المتحدة كونها صاحبة أكبر نفوذ.

وتعتزم إسرائيل القيام بحملة إعلامية موجهة إلى الرأي العام الأوروبي والغربي، عنوانها المركزي هو أن «اعترافاً أحادي الجانب بدولة فلسطينية يعد جائزة لحركة (حماس) على الفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر (تشرين الأول)»، وهي تجند في هذه المعركة أصدقاء إسرائيل في وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية الواسعة مع دول الغرب.


«النجباء» تتوعد بالرد في «أعماق إسرائيل» بعد ضربة دمشق

صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية
صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية
TT

«النجباء» تتوعد بالرد في «أعماق إسرائيل» بعد ضربة دمشق

صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية
صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية

توعدت حركة «النجباء» العراقية إسرائيل، بالانتقام بعد ضربات فجر الخميس، طالت مواقع تابعة للحركة في منطقة السيدة زينب بمحيط العاصمة السورية، وقالت في بيان على حسابها بـ«تلغرام»: «سنصل إلى أعماق الكيان، ولن تمر هذه الجرائم من دون عقاب».

وكان الفصيل الموالي لإيران قد كشف عن الضربة، فيما تحدثت دمشق عن استهداف «أحد الأبنية».

صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية

كذلك أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، باستهداف غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي التابع لحركة «النجباء» العراقية الموالية لإيران في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، ومعسكراً للتدريب تابعاً للحركة أيضاً. كما دوت انفجارات في منطقة الكسوة (قرب دمشق) بالتزامن مع انطلاق صواريخ الدفاع الجوي التابع لقوات النظام الجوية الموجودة في المنطقة لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية، دون أن تتمكن من إفشال الهجوم الإسرائيلي، حيث وصلت الصواريخ إلى أهدافها، وسط سماع سيارات الإسعاف تتجه نحو المناطق المستهدفة ومعلومات عن سقوط خسائر بشرية، بحسب مصادر «المرصد السوري».

أرشيفية متداولة على مواقع التواصل لما وصف أنه تصدٍّ من الدفاعات الجوية لصواريخ معادية في محيط مطار دمشق ومنطقة السيدة زينب

ويعدّ الاستهداف الإسرائيلي للميليشيات هو الثالث، خلال شهر مايو (أيار) الجاري؛ إذ دوت انفجارات في 2 مايو الحالي في ريف دمشق الجنوبي والجنوب الغربي، نتيجة قصف إسرائيلي لمركز تدريب للمخابرات العامة، كان قد استولى عليه «حزب الله» اللبناني منذ عام 2014، وحوّله إلى معتقل ومركز له، قرب بلدة نجها بريف دمشق، وسط معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية. بالتوازي مع الانفجارات شهدت الأجواء تحليقاً لطائرات مسيرة إسرائيلية في سماء المنطقة، بالتزامن مع انفجارات في ريف دمشق الجنوبي الغربي قرب الحدود الإدارية مع محافظة القنيطرة.

دخان يتصاعد من مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق بعد الغارة الإسرائيلية في 1 أبريل 2024 (رويترز)

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا، طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله»، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري. وازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

قصف إسرائيلي سابق على منطقة السيدة زينب التي يسيطر عليها «حزب الله» وميليشيات موالية لإيران (فيسبوك)

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي (...) ومعسكراً للتدريب تابعَين لحركة (النجباء) العراقية الموالية لإيران في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق». وأشار «المرصد» إلى أن ثلاثة أعضاء في الحركة أُصيبوا جراء الضربات. وأكّد مصدر في الفصيل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «صاروخاً إسرائيلياً هدّم (...) مركزاً ثقافياً» في منطقة السيدة زينب، مشيراً إلى عدم تسجيل خسائر بشرية. ونوّه المصدر نفسه، بأن حركة «النجباء» «ليس لديها مقر عسكري مُعلن في سوريا».

من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان نشره الإعلام الرسمي، إنه «نحو الساعة 3.20 فجر الخميس، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد الأبنية في ريف دمشق». ولفتت الوزارة إلى «وقوع بعض الخسائر المادية» و«تصدِّي وسائط الدفاع الجوي لصواريخ العدوان وإسقاط بعضها».

رضي موسوي مسؤول الدعم اللوجيستي لـ«فيلق القدس» قضى بغارة إسرائيلية بـ«السيدة زينب» قرب دمشق (أرشيفية - وكالة تسنيم)

وتُعدّ السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران. ولـ«حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني» مقرات فيها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». أمّا حركة «النجباء» فهي أحد الفصائل الموالية لإيران في العراق وتشكّل جزءاً من قوات «الحشد الشعبي»، إضافة إلى أنها منضوية في «المقاومة الإسلامية في العراق» التي اتهمتها واشنطن مراراً بشنّ هجمات على قواتها. وشكّل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الماضي، ومقتل قياديين كبيرين في الحرس الثوري، صفعة قوية لطهران التي ردّت في 13 أبريل بهجوم غير مسبوق ضدّ إسرائيل، استخدمت فيه 350 طائرةً مسيرة وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل. وبعد أسبوع، استهدف هجوم نسب إلى إسرائيل وسط إيران، لكن طهران قلّلت من أهميته وقالت إنها لن ترد عليه.

احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في عام 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية التي استهدفت الجيش السوري وفصائل مسلحة موالية لإيران تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، وفي مقدّمتها «حزب الله» اللبناني. وزادت وتيرة هذه الضربات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.


مسؤول إسرائيلي: محادثات القاهرة انتهت وعملية رفح ستسير وفق المخطط

جنود إسرائيليون  داخل قطاع غزة  (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

مسؤول إسرائيلي: محادثات القاهرة انتهت وعملية رفح ستسير وفق المخطط

جنود إسرائيليون  داخل قطاع غزة  (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الخميس إن إسرائيل قدمت للوسطاء في محادثات الهدنة في غزة تحفظاتها على مقترح «حماس» لاتفاق إطلاق سراح الرهائن وإنها تعد هذه الجولة من المفاوضات في القاهرة قد انتهت.

وأضاف المسؤول أن الوفد الإسرائيلي سيغادر القاهرة وأن إسرائيل ستمضي قدما في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة وفق المخطط.


أب يقتل 12 من أفراد عائلته بالبصرة... وتشكيك في الدوافع

عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
TT

أب يقتل 12 من أفراد عائلته بالبصرة... وتشكيك في الدوافع

عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)

في جريمة مروعة، أقدم أب عراقي على قتل 12 شخصاً من أقربائه، بما فيهم أبناؤه، قبل أن يقدم على الانتحار في حي الموظفين بمنطقة شط العرب في محافظة البصرة العراقية، وسط شكوك حول دوافع الجريمة.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري، في بيان نقلت عنه الوكالة الرسمية: «في حادث جنائي مؤسف، وبالساعة 21:30 من يوم الأربعاء، أقدم أب على قتل عائلته بالكامل المكونة من 12 فرداً بواسطة بندقية، وبعدها قام بالانتحار في منطقة دور الموظفين بقضاء شط العرب في محافظة البصرة».

وأضاف أن «المعلومة الأولية تشير إلى أن هذه الحادث جاء نتيجة أمور مالية»، لافتاً النظر إلى أن «قيادة شرطة محافظة البصرة فتحت تحقيقاً موسعاً».

لكن هذا التفسير لم يكن مرضياً لأقارب العائلة المكلومة، ونفوا، لوسائل إعلام محلية، أن يكون الأب يواجه مشكلات مادية أو نفسية، مؤكدين أنه كان ميسوراً مادياً ويمتلك عدة عقارات.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو تظهر رجالاً وسيدات وأطفالاً في غرفة واحدة، وجميعهم قتل بالرصاص، إلى جانب آثار طلقات رصاص في الجدران.

وقال أحد أقارب الضحايا، لقناة «الشرقية»: «وصلت وجدتهم كلهم مقتولين، والطلقات كلها بالرأس، 3 شباب و4 سيدات وأطفال في عمر سنة وسنتين».


نار الحرب تستعر عند الحدود اللبنانية

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

نار الحرب تستعر عند الحدود اللبنانية

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)

قُتل 6 عناصر من «حزب الله»، بين مساء الأربعاء والخميس، فيما أعلن عن مقتل جندي إسرائيلي في هجوم نفّذه الحزب على أحد المواقع العسكرية، وسط تطور لافت في وتيرة العمليات العسكرية للحزب ونوعيتها.

وأكد أكثر من مصدر مقتل 4 عناصر في «حزب الله» في غارة إسرائيلية، استهدفت سيارتهم الخميس في جنوب لبنان، فيما لم يعلن الحزب إلا عن 3 منهم. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بـ«سقوط شهيدين وجريحين، أحدهما في حال الخطر جراء غارة استهدفت سيارة نقل صغيرة من طراز (رابيد) على طريق بافليه (قضاء صور)»، في حين أكد «الدفاع المدني» ومصدر أمني سقوط 4 قتلى في الغارة، ليعود «حزب الله» وينعى 3 عناصر في صفوفه.

وأشار الدفاع المدني اللبناني إلى «سقوط 4 شهداء»، وأن فرقه تعمل على «إخماد حريق شبّ داخل سيارة من نوع (رابيد) استهدفتها غارة جوية إسرائيلية على طريق عام بافليّه».

وقال المصدر الأمني اللبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قُتل 4 من مقاتلي (حزب الله) في غارة إسرائيلية بطائرة من دون طيار على سيارتهم من نوع (رابيد) في (بلدة) بافليّه» التي تبعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل.

ولاحقاً، نعى «حزب الله» 3 من عناصره، هم علي أحمد حمزة من بلدة دبعال وسكان بلدة المجادل في جنوب لبنان، وأحمد حسن معتوق من بلدة صير الغربية، وحسين أحمد حمدان من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد ساعات على نعيه عنصرين مساء الأربعاء. هما مصطفى علي عيسى من بلدة الدلّافة في البقاع الغربي، وحسن محمد إسماعيل من بلدة كفرفيلا الجنوبية.

والعنصران اللذان قتلا الأربعاء، كانا قد سقطا في غارة أخرى على بلدة العديسة الحدودية، إضافة إلى 3 عناصر في «سرايا القدس» (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية)، قتلوا الأربعاء، في غارة استهدفت منزلاً في بلدة الخيام جنوب لبنان.

وهي المرة الأولى التي ينعى فيها «حزب الله» عناصر له، منذ نحو أسبوعين، حيث لم يعلن عن تسجيل خسائر في صفوفه، بعدما كانت قد شهدت المرحلة السابقة تفاوتاً في أعداد الخسائر بين فترة وأخرى. ولاحقاً، أعلن الحزب أنه شنّ هجوماً بطائرة انقضاضية استهدفت القيادة العسكرية لإدارة القوات الإسرائيلية في مستعمرة كفار جلعادي. كما أعلن عن استهداف مستعمرة شلومي بـ«صاروخ ثقيل».

في المقابل، وبعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن عن مقتل 3 من جنوده هذا الأسبوع في الشمال، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عنه، الخميس، تأكيد مقتل أحد جنوده في هجوم لـ«حزب الله» على موقع عسكري قرب موقع المالكية جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الجندي هو حايم سابخ، وعمره 20 عاماً.

وفي سياق المواجهات التصعيدية المتواصلة بين الطرفين، أعلن «حزب الله» عن استهداف مقاتليه بعد ظهر ‌‏الخميس «إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تم تثبيتها مؤخراً في موقع ‏راميا بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها».‏

كذلك أعلن «حزب الله» عن استهدافه «مركزاً ‏قيادياً مستحدثاً للعدو الإسرائيلي في مستعمرة نطوعة بقذائف المدفعية».

وبعد الظهر، أفاد مراسل قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» بأن «مسيرة انقضاضية قادمة من لبنان انفجرت بهدف للعدو داخل مستعمرة المطلة بعد محاولات اعتراضية للقبة الحديدية والطيران الحربي»، لافتاً إلى «أحد الصواريخ الذي أطلقته الطائرات الحربية أثناء محاولات اعتراض المسيرة الانقضاضية انفجر في أطراف مدينة الخيام محدثاً دوي غارة جوية»، وأفاد كذلك باستهداف محيط مستعمرة شلومي بصاروخ ثقيل.

يأتي ذلك بعدما كان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، قد حذّر الأربعاء من أن الأشهر المقبلة «قد تكون صيفاً ساخناً» على الجبهة الشمالية، قائلاً إن هناك حاجة إما إلى اتفاق دبلوماسي أو حل عسكري لاستعادة الأمن.

وكان «حزب الله» قد تبنى تنفيذ أكثر من 10 هجمات ضد أبنية يستخدمها الجيش الإسرائيلي، وتحركات جنود ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل، أطلق في عدد منها مسيّرات انقضاضية وصواريخ موجهة.

ومنذ بدء تبادل القصف عبر الحدود، يعلن «حزب الله» مراراً استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و«إسناداً لمقاومتها». ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي، يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

وأسفر التصعيد عن مقتل 399 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم ما لا يقلّ عن 257 من مقاتلي «حزب الله» و77 مدنياً، وفق حصيلة «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكرياً و9 مدنيين.


الجيش الإسرائيلي: صواريخ أُطلقت من لبنان تسبب حريقاً في بلدة شلومي الحدودية

صورة أرشيفية من بلدة شلومي شمال إسرائيل (رويترز)
صورة أرشيفية من بلدة شلومي شمال إسرائيل (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: صواريخ أُطلقت من لبنان تسبب حريقاً في بلدة شلومي الحدودية

صورة أرشيفية من بلدة شلومي شمال إسرائيل (رويترز)
صورة أرشيفية من بلدة شلومي شمال إسرائيل (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق عدة صواريخ من لبنان على مناطق مختلفة في شمال إسرائيل؛ ما تسبب في نشوب حريق في بلدة شلومي الحدودية.

وبحسب موقع «تايمز أوف إسرائيل»، توجه رجال الإطفاء إلى مكان الحادث ويعملون على إخماد الحريق.

في هذه الأثناء، قال الجيش إن طائرات مقاتلة إسرائيلية أسقطت طائرتين مسيرتين كانتا متجهتين نحو إسرائيل من لبنان.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت أيضاً مبنى يستخدمه «حزب الله» في عيتا الشعب بجنوب لبنان.


بريطانيا: قواعد بيع السلاح لإسرائيل مختلفة عن الآلية الأميركية

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا: قواعد بيع السلاح لإسرائيل مختلفة عن الآلية الأميركية

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الخميس، إن المملكة المتحدة لديها موقف مختلف عن الولايات المتحدة، في موضوع وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

والأربعاء، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، للمرة الأولى، من أنه لن يسلم أسلحة معينة لإسرائيل إذا شنت هجوماً واسع النطاق على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

لكنّ «هناك فرقاً جوهرياً بين وضع الولايات المتحدة ووضع المملكة المتحدة»، وفق ما أوضح كاميرون بعد خطاب ألقاه في لندن دعا فيه الدول الأعضاء في «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» إلى زيادة إنفاقها العسكري.

وقال: «الولايات المتحدة كدولة مزود كبير لإسرائيل بالأسلحة. أما في المملكة المتحدة فالحكومة ليست مزود إسرائيل بالأسلحة؛ لدينا عدد من التراخيص، وأعتقد أن صادراتنا الدفاعية إلى إسرائيل تشكل أقل من واحد في المائة من مجموع ما تستورده. وهذا فرق كبير».

وأضاف أن مبيعات الأسلحة ستبقى خاضعة «لآلية صارمة» لتجنب أي مساهمة في انتهاك القانون الدولي.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن المملكة المتحدة لن تدعم عملية واسعة النطاق في رفح «ما لم تكن هناك خطة واضحة لحماية الناس وإنقاذ الأرواح».

وأضاف: «لم نر هذه الخطة؛ لذلك في هذه الظروف لن ندعم عملية واسعة النطاق في رفح».


ماذا نعرف عن العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات إلى غزة؟

شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى قطاع غزة (أ.ب)
شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى قطاع غزة (أ.ب)
TT

ماذا نعرف عن العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات إلى غزة؟

شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى قطاع غزة (أ.ب)
شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى قطاع غزة (أ.ب)

استعرضت «وكالة أسوشيتد برس» الأميركية للأنباء العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات إلى غزة، حيث قالت إنه تم إغلاق معبر كرم أبو سالم أحد المعابر البرية الرئيسية إلى غزة بعد هجوم صاروخي من حركة «حماس»، وآخر بسبب توغل إسرائيلي، ولا يدخل سوى قدر ضئيل من المساعدات عبر معبر ثالث تم افتتاحه للتو في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت الوكالة أن التطورات الأخيرة تهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بعد أكثر من سبعة أشهر من الهجوم الإسرائيلي الذي شنته رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة تعبر بوابة رفح الحدودية (إ.ب.أ)

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن شمال غزة يعاني بالفعل من «مجاعة كاملة»، ويقول الخبراء إن جميع الفلسطينيين في القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون جوعاً شديداً.

وقد تسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار واسع النطاق وجعل إنتاج الغذاء شبه مستحيل، مما جعل غزة تعتمد بشكل كامل على منظمات الإغاثة للحصول على الغذاء والدواء والسلع الأساسية.

ويقول عمال الإغاثة إن عمليات الإنزال الجوي وخطط توصيل المساعدات عن طريق البحر ليست بديلاً عن التوصيل البري.

وقدمت الوكالة نظرة على حالة معابر:

معبر كرم أبو سالم

يقع في الركن الجنوبي الشرقي من قطاع غزة، وهو المعبر الوحيد المصمم للتعامل مع شحنات كبيرة من البضائع، وتم إغلاقه يوم الأحد بعد هجوم صاروخي لـ«حماس» أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين.

وقالت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، وهي هيئة عسكرية إسرائيلية، إن المعبر أعيد فتحه يوم الأربعاء، وأصدرت فيديو يظهر دخول الشاحنات من الجانب الإسرائيلي، لكن وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، المزود الرئيسي للمساعدات في غزة، تقول إنه لم تدخل أي مساعدات إلى غزة من معبر كرم أبو سالم بسبب الوضع الأمني على الجانب الفلسطيني.

وعادة ما يتم نقل المساعدات الأجنبية بالشاحنات من الجانب الإسرائيلي، ويتم تفريغها في منطقة مركزية ثم يتسلمها السائقون الفلسطينيون الذين يأخذونها إلى نقاط التوزيع.

وواصلت «حماس» إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على القوات الإسرائيلية المتمركزة بالقرب من المعبر، بما في ذلك غارة يوم الأربعاء بعد إعادة فتحه، وتشن إسرائيل بانتظام غارات جوية في مدينة رفح القريبة وما حولها.

معبر رفح

سيطرت دبابات إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر يوم الثلاثاء وأجبرته على الإغلاق، وقالت إسرائيل إن التوغل المحدود كان جزءاً من جهودها لتفكيك القدرات العسكرية والحكمية لـ«حماس».

ومعبر رفح نقطة الدخول الرئيسية للوقود اللازم لتشغيل المركبات والمولدات الكهربائية.

وتقول الأمم المتحدة إنها تقوم بالفعل بتقنين الوقود وليس لديها ما يكفي لمواصلة عملياتها في غزة لمدة تزيد على بضعة أيام.

كما أن رفح هو المعبر الوحيد الذي يمكن للناس استخدامه للدخول إلى غزة أو الخروج منها.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن عشرات المرضى الذين كان من المقرر أن يسافروا لتلقي العلاج الطبي قد تقطعت بهم السبل.

ولا يزال من غير الواضح إلى متى تخطط إسرائيل للاحتفاظ بالمعبر أو متى يمكن إعادة فتحه.

بدأت إسرائيل مؤخراً في السماح لبرنامج الغذاء العالمي بإيصال المساعدات عبر معبر إيريز في شمال غزة، الذي عانى من دمار شديد في الأشهر الأولى من الحرب، وتم عزله إلى حد كبير من قبل القوات الإسرائيلية.

صورة من الجو لقافلة شاحنات المساعدات تدخل إلى قطاع غزة من مصر (أ.ف.ب)

ويقول برنامج الغذاء إن المجاعة تحدث في شمال غزة، وإن الأمراض المعدية تنتشر بسرعة، حيث أصيب نحو 90 في المائة من الأطفال بالمرض.

وبقي نحو 300 ألف فلسطيني في شمال غزة بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء المنطقة بأكملها في أكتوبر.

معبر إيرز

كان في الماضي يقتصر على حركة المشاة، وتحول إلى طريق للبضائع.

وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية إن 60 شاحنة مساعدات دخلت الشمال يوم الثلاثاء.

نقل المساعدات جواً وبحراً

بدأ الأردن والولايات المتحدة ودول أخرى بإسقاط المساعدات جواً على غزة في وقت سابق من هذا العام، لكن وكالات الإغاثة تصف ذلك بأنه جهد مكلف وأخير لا يمكنه تلبية الاحتياجات المتزايدة.

كما أكملت الولايات المتحدة بناء رصيف عائم لإيصال المساعدات عن طريق البحر، لكنها لم تقم بتركيبه بعد على ساحل غزة بسبب سوء الأحوال الجوية.

ومع ذلك غادرت سفينة محملة بالمساعدات الأميركية ومتجهة إلى الرصيف الجديد قبرص يوم الخميس.

ويقول المسؤولون إنهم يتوقعون وصول نحو 90 شاحنة محملة بالمساعدات يومياً في البداية، وسوف يرتفع العدد بسرعة إلى نحو 150 شاحنة يومياً.

وتقول «الأونروا» إن ما يزيد على 250 شاحنة في المتوسط كانت تدخل غزة عبر رفح وكرم أبو سالم قبل الهجوم الصاروخي والتوغل وقبل الحرب، كانت نحو 500 شاحنة تدخل إلى غزة عبر المعبرين الجنوبيين.