1.2 مليار دولار لإبادة النمل الناري القاتل في أستراليا

تأثيراته «أسوأ» من الثعالب والأرانب والقطط المتوحّشة

النمل الناري يؤرق أستراليا (شاترستوك)
النمل الناري يؤرق أستراليا (شاترستوك)
TT

1.2 مليار دولار لإبادة النمل الناري القاتل في أستراليا

النمل الناري يؤرق أستراليا (شاترستوك)
النمل الناري يؤرق أستراليا (شاترستوك)

تبلّغت لجنة مجلس الشيوخ في أستراليا، المكلَّفة التحقيق في الآفات ذات الانتشار الشديد، بتلقّي الهيئة الرائدة في البحث العلمي، سنوياً، مبلغ 100 ألف دولار لمكافحة النمل الناري.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، يُعتَقد أنّ النمل الناري الأحمر دَخَل أستراليا في التسعينات، واكتُشف في ميناء بريزبن عام 2001، فأُنشئ برنامج يشمل حكومات الولايات والأقاليم والحكومات الفيدرالية لإبادته، وخُصِّص أكثر من 1.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي والمحلّي لذلك الغرض.

لكنّ المديرة التنفيذية للصناعات المستقبلية في «هيئة البحوث الأسترالية» كيرستن روز، قالت إنّ الوكالة لم تتلقَّ سوى نحو مليون دولار -معظمها من تمويل الحكومة- لمكافحة النمل الناري على مدى السنوات العشر الماضية، رغم البحوث الرائدة في السيطرة عليها، بما فيها تطوير طُعم جيني جديد خاص بهذا النمل، وتكنولوجيا المراقبة بالطائرات المسيَّرة.

بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الريفية والإقليمية وشؤون النقل في مجلس الشيوخ مات كانافان، إنَّ مبلغ 100 ألف دولار سنوياً «لا يبدو كبيراً».

كانت روز واحدة من الداعين إلى زيادة التمويل للقضاء على هذه الآفة التي تُسبّب أضراراً هائلة، والتي انتشرت الآن إلى أكثر من 700 ألف هكتار في جنوب شرقي كوينزلاند بعد موجة من الاكتشافات الأخيرة في شمال نيو ساوث ويلز.

تُعدّ نسبة 95 في المائة من مساحة اليابسة بأستراليا مناسِبة لتوسُّع النمل الناري. وإذا انتشر في موائل أسترالية، ستكون تأثيراته أسوأ من تأثيرات الأرانب، والضفادع القصبية، والثعالب، والكلاب البرّية، والقطط المتوحّشة، وسط احتمال تعرُّض نحو 650 ألف مواطن أسترالي سنوياً للدغات النمل.

في الوقت عينه، رفض خبراء البيئة ادّعاءات قُدمت إلى اللجنة مفادها أنّ المواد الكيميائية المستخدمة في قتل النمل الناري قد تؤثر في الحياة البرّية الأصلية.

وعلَّق جاك غوف، من مجلس الأنواع الغازية: «لاستعمالات المبيد الكيميائي (الفيبرونيل) بجرعات عالية وعشوائية، تأثيرات بيئية عالية، خصوصاً في مجموعات الحشرات»، مشيراً إلى أنّ المجلس زار مزارع قصب السكر في كوينزلاند حيث أصبحت أعشاش النمل الناري التي حُقنت بالمبيد الآن موطناً للنمل الأصلي. وأضاف: «النمل الناري يُعدّ كارثياً على مستوى الحياة البرّية الأصلية، وتفوق تأثيراته بكثير التأثيرات الجانبية المحدودة لهذا المبيد».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ولادة بمنزلة أمل (غيتي)

طائر فلامنغو نادر يولَد من رحم الحياة

نجحت حديقة الحياة البرية بجزيرة مان، الواقعة في البحر الآيرلندي بين بريطانيا العظمى وآيرلندا بتوليد فرخ لطائر الفلامنغو النادر للمرّة الأولى منذ 18 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نهاية الدبّة أحزنت أحبّتها (أ.ب)

سيارة تُنهي حياة الدبّة الأميركية «الأشهر في العالم»

نفقت الدبّة الشهيرة الملقَّبة بـ«غريزلي 399» التي كانت محبوبةً لعقود بعدما صدمتها سيارة في غرب ولاية وايومنغ الأميركية.

«الشرق الأوسط» (وايومنغ (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق نقوش للكلب الفرعوني (وزارة السياحة والآثار المصرية)

الكلب البلدي المصري... احتفاء بـ«حفيد أنوبيس» بعد «مطاردته»

بأعدادها الكثيرة وألوانها المتنوعة، تعد الكلاب الهائمة أحد الملامح الرئيسية للشوارع والميادين المصرية.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق معركة الدفاع عن الحياة (مكتب مأمور مقاطعة «لي»)

معركة ثمانينية مع تمساح في فلوريدا: هجم مثل «طوربيد»

أنقذت امرأة تبلغ 84 عاماً في ولاية فلوريدا الأميركية، حياتها، بعدما لكمت تمساحاً عدوانياً في وجهه... فماذا جرى؟

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
TT

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم يُعرف باسم «النجوم المستعرة».

وهذه ليست الصورة الأولى من نوعها لنجم خارج مجرّتنا فحسب، وإنما تُعدّ المرّة الأولى التي يتمكّن فيها العلماء من رؤية الأحداث الفارقة في موت نجم كهذا.

يقع النجم المُحتضَر على بُعد نحو 160 ألف سنة ضوئية من الأرض في مجرّة مجاورة تُسمَّى «سحابة ماجلان الكبيرة».

كما تُعدُّ أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى، رغم أنّ نجماً حديث الولادة في «سحابة ماجلان الكبيرة» جرى اكتشافه في بحث نُشر العام الماضي. وكلمة «مُقرَّبة» هنا تعني أنّ الصورة تلتقط النجم ومحيطه المباشر.

التُقطت الصورة، الغامضة إلى حد ما، باستخدام التلسكوب التداخلي الكبير جداً بالمرصد الأوروبي الجنوبي الواقع في تشيلي. ويظهر النجم محوطاً بشرنقة بيضاوية متوهّجة من الغاز والغبار، كما شوهدت حلقة بيضاوية خافتة خلف تلك الشرنقة، ربما تتكوَّن من مزيد من الغبار.

أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى (إكس)

ونقلت «إندبندنت» عن المؤلِّف الرئيس للدراسة المنشورة في مجلة «الفلك والفلك الفيزيائي»، الفلكي كييشي أونكا، من جامعة «أندريس بيلو» في تشيلي، أنّ «النجم الآن يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته». وأضاف: «السبب في أننا نرى هذه الأشكال هو أنه يطرد مزيداً من المواد في بعض الاتجاهات أكثر من غيرها؛ وإلا لكانت الهياكل ستبدو كروية».

تفسير آخر مُحتمل لهذه الأشكال هو التأثير الجاذب لنجم مُرافق لم يُكتشف بعدُ، وفق كييشي أونكا.

قبل أن يبدأ في طرد المواد، اعتُقد أنّ النجم «WOH G64» يزن نحو 25 إلى 40 مرّة من كتلة الشمس، كما ذكر الفلكي المُشارك في الدراسة جاكو فان لون من جامعة «كيل» في إنجلترا. إنه نوع من النجوم الضخمة يُسمّى «العملاق الأحمر العظيم».

وأضاف: «كتلته، وفق التقديرات، تعني أنه عاش نحو 10 إلى 20 مليون سنة، وسيموت قريباً. هذه الصورة هي الأولى لنجم في هذه المرحلة المتأخّرة الذي ربما يمرّ بمرحلة تحوُّل غير مسبوقة قبل الانفجار. للمرّة الأولى، تمكنّا من رؤية الهياكل التي تحيط به في آخر مراحل حياته. وحتى في مجرّتنا (درب التبانة)، ليست لدينا صورة كهذه».