وزير الداخلية التونسي يدعو إلى «التصدي للإرهاب والجريمة وتهريب البشر»

رفع درجة الاستعداد العمليّاتي الأمني لاحتواء مُختلف التهديدات

وزير الداخلية كمال الفقي مع قوات شرطة النخبة المختصة بمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب والتهريب (وزارة الداخلية التونسية)
وزير الداخلية كمال الفقي مع قوات شرطة النخبة المختصة بمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب والتهريب (وزارة الداخلية التونسية)
TT

وزير الداخلية التونسي يدعو إلى «التصدي للإرهاب والجريمة وتهريب البشر»

وزير الداخلية كمال الفقي مع قوات شرطة النخبة المختصة بمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب والتهريب (وزارة الداخلية التونسية)
وزير الداخلية كمال الفقي مع قوات شرطة النخبة المختصة بمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب والتهريب (وزارة الداخلية التونسية)

كثفت قوات الأمن التونسية، خلال الأيام الماضية، حملاتها ضد المتهمين بالإرهاب، وبترويج المخدرات، وتهريب السلع والأموال والمهاجرين غير النظاميين، في أعقاب سلسلة من جلسات العمل في قصر الرئاسة في قرطاج ومقرات قصر رئاسة الحكومة في القصبة ووزارات الداخلية والعدل والمالية.

وأعلن المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني سلسلة من الإيقافات الجديدة في عطلة آخر الأسبوع لمتهمين بالإرهاب وترويج المخدرات والاتجار غير المشروع في الأقراص المخدرة والحشيش والتهريب، وجرائم مختلفة بينها الهجرة غير النظامية، وتهريب البشر، وتنظيم رحلات بحرية غير قانونية نحو جنوب أوروبا عبر «زوارق الموت».

استنفار أمني

في السياق نفسه، دعا وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، خلال زيارة عمل إلى المؤسسات الأمنية في محافظة سليانة شمال غربي البلاد، إلى «التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب».

وأعلن الوزير بمناسبة تدشينه المقرّ الجديد لـ«فوج حفظ النظام للأمن الوطني» عن عزم على مزيد التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة.

وتضمنت الكلمة التي ألقاها بحضور مسؤولين وأمنيين كبار، على الصعيدين الوطني والجهوي، إعلاناً عن رفع درجة الاستعداد العمليّاتي الأمني الميداني «بهدف مُكافحة ظاهرة التهريب والجريمة بمُختلف أشكالها والتّصدي لمُختلف التهديدات الإرهابيّة حفاظاً على أمن الوطن ومناعته».

وزير الداخلية التونسي يدشن مقراً جديداً للأمن في محافظات الشمال قبل يومين (وزارة الداخلية التونسية)

تطرف وجريمة ومخدرات

وتعد محافظة سليانة وبقية محافظات الشطر الغربي للبلاد، وفق ما أورده الخبير الأمني نور الدين النيفر لـ«الشرق الأوسط» من بين أكثر المناطق التي ترتفع فيها نسب الفقر والبطالة، والإخفاق المدرسي، واستهلاك المخدرات وترويجها؛ «وهو ما يساعد على بروز ظواهر التطرف والإرهاب والتهريب والانحراف فيها».

كما وصف الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» هذه المحافظات بكونها «منطقة ظل» مقارنة بالشريط الساحلي والسياحي للبلاد؛ حيث تتمركز ثلاثة أرباع المؤسسات السياحية والصناعية والتجارية والموانئ، وفرص توظيف الشباب.

لذلك تقدر تقارير مراكز الدراسات الاجتماعية والأمنية والاستراتيجية أن المحافظات الغربية الفقيرة و«المهمشة»، وبينها محافظات سليانة والكاف والقصرين وحندوبة وقفصة القريبة من الحدود الجزائرية، تحولت إلى «مناطق يرتفع فيها منسوب التطرف والإرهاب والفساد والتهريب، وإقبال الشباب على الهجرة غير النظامية».

التصدي لتهريب البشر

وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الأمنية التونسية أنه في سياق التصدي لجريمة تهريب البشر والهجرة غير النظامية أحبطت «الوحدات العائمة التابعة لإقليم الحرس الوطني البحري» بوسط البلاد 21 عملية تهريب للمسافرين عبر زوارق صغيرة كانت تقل مئات المرشحين «لاجتياز الحدود البحرية خلسة».

ووفق المصدر نفسه، فقد نجحت قوات الحرس البحري في إنقاذ 538 مهاجراً غير نظامي من الغرق، بينهم 4 تونسيين و534 من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء.

وانُتشلت جثة مهاجر واحد مات غرقاً.

كما أعلنت مصالح وزارة الداخلية أن «وحدات إقليم الحرس الوطني بصفاقس»، حيث المدينة التونسية الأقرب إلى سواحل جنوب إيطاليا، اعتقلت 10 مهربين للمهاجرين غير النظاميين. وحجزت لديهم 8 مراكب بحرية حديدية، و13 محركاً لزوارق وكمية من المحروقات.

ووفق المصدر نفسه فقد كان هؤلاء المهربون محل بطاقات تفتيش أمنية، وقد أحيلوا إلى القضاء، وصودرت مراكبهم البحرية غير القانونية.


مقالات ذات صلة

شرطة بريطانيا تلقي القبض على 3 رجال ضمن تحقيق لمكافحة الإرهاب

أوروبا عناصر من شرطة لندن (غيتي)

شرطة بريطانيا تلقي القبض على 3 رجال ضمن تحقيق لمكافحة الإرهاب

قالت الشرطة البريطانية إنها ألقت القبض على ثلاثة رجال في شمال إنجلترا للاشتباه في «ارتكابهم أعمال إرهاب، والتجهيز لها، والتحريض عليها».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا أنصار للحزب السياسي الإسلامي جمعية «علماء الإسلام» يتجمعون خلال مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في كراتشي - باكستان (أ.ب.أ)

خوف وغضب في باكستان بعد تفجير مدرسة للفتيات على الحدود مع أفغانستان

فجَّر مسلحون مدرسة للفتيات شمال غربي باكستان مما أثار مخاوف جديدة بشأن سلامة الطالبات اللاتي يستهدف المتشددون تعليمهن منذ أعوام.

«الشرق الأوسط» (كويتا - إسلام آباد)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)

تونس: إيقاف متهمين بالإرهاب والمخدرات والتهريب

أعلنت مصادر أمنية تونسية عن إيقافات جديدة شملت متهمين بجرائم أمنية خطيرة، بينها «الانتماء إلى تنظيم إرهابي».

كمال بن يونس (تونس)
أوروبا ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)

الأمن الروسي يحبط هجوماً تفجيرياً استهدف منشآت قضائية

أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي أن وحداتها نجحت في إحباط هجوم تفجيري ضخم كان يستهدف منشآت قضائية في مدينة تامبوف جنوبي العاصمة الروسية

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)

غضب في ألمانيا من تجمعات تدعو لتطبيق الشريعة في البلاد

رغم الجدل الكبير الذي تسببت فيه تظاهرة لمتطرفين في هامبورغ نهاية الشهر الماضي دعت لتطبيق الشريعة في ألمانيا تستعد المجموعة نفسها (مسلم إنتراكتيف) لتظاهرة جديدة.

راغدة بهنام (برلين)

رغم هطول الأمطار... المغرب ما زال يعيش أزمة جفاف

آثار الجفاف واضحة على أحد الحقول الزراعية الواقعة ضواحي مراكش (أ.ف.ب)
آثار الجفاف واضحة على أحد الحقول الزراعية الواقعة ضواحي مراكش (أ.ف.ب)
TT

رغم هطول الأمطار... المغرب ما زال يعيش أزمة جفاف

آثار الجفاف واضحة على أحد الحقول الزراعية الواقعة ضواحي مراكش (أ.ف.ب)
آثار الجفاف واضحة على أحد الحقول الزراعية الواقعة ضواحي مراكش (أ.ف.ب)

أنعش هطول الأمطار في المغرب خلال الأسابيع الأخيرة مخزون السدود من المياه في أنحاء البلاد بعد سنوات متواصلة من الجفاف وقلة التساقطات، غير أنها طرحت في الوقت نفسه تساؤلات حول مؤهلات المغرب على صعيد السدود، وسياسة الحكومة في التعامل مع المخزون المائي المتوافر حالياً؛ لأنه على الرغم من هطول الأمطار بغزارة مؤخراً، فإن المغرب ما زال يعيش أزمة جفاف، بحسب عدد من المراقبين.

وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد محمد صديقي وعد بإيجاد حلول للحد من استنزاف المياه (الشرق الأوسط)

وقال سعيد الشكري، المستشار في قضايا البيئة والتغيرات المناخية، إن السدود المغربية أدت واجبها فيما يخص القطاع الزراعي، لكن على الرغم من احتفاظها بالمياه، فإنها ما زالت تعاني التبخر والتوحل، أو ترسب المواد الصلبة داخلها؛ مما يقلل من سعتها التخزينية. وأضاف الشكري في حديثه لـ«وكالة أنباء العالم العربي» موضحاً أن «السدود تفيد كثيراً من ناحية مياه الشرب، ولولاها لعانى المغرب العطش بشكل كبير. لكن في المقابل، فهذه السدود لها سلبيات، تكمن في التوحل بسبب سوء تدبير المناطق الجبلية المحيطة بها... وهذا ينتج من إشكالية استنزاف الغابات والغطاء النباتي بشكل عام».

صورة تبيّن حجم الجفاف الذي ضرب أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية بالمغرب (إ.ب.أ)

ويرى الشكري أن السدود أنقذت المغرب من فترات طويلة من الجفاف، قائلاً إن المغرب كاد في العام الحالي أن يقع في «معضلة عطش كبيرة لولا هطول الأمطار الأخير». مشيراً إلى أن «المغرب باستطاعته توفير 20 مليار متر مكعب في السنة، حسب الإمكانات المتوفرة ونسبة التساقطات المطرية أيضاً. والمواطنون في حاجة إلى ما بين 1.7 مليار متر مكعب وملياري متر مكعب، وبالتالي إذا كنا في حاجة إلى هذه السدود من أجل توفير مياه الشرب فسنكون في حاجة إلى ما يناهز عشرة في المائة فقط من مخزون السدود في المغرب. وبالتالي، فإن ما يجب التفكير فيه هو السدود التّلية الصغرى أكثر من الكبرى؛ لأن السدود التلية اليوم أضحت لها أهمية لأنها تساهم في تغذية الفرشة المائية».

بسبب تواصل سنوات الجفاف بالمغرب اضطر الفلاحون إلى تقنين عمليات السقي (أ.ف.ب)

وتشيّد السدود التّلية بالأساس في الوديان، وتكون بحاجز ترابي فقط للتقليل من جريان المياه وتغيير اتجاهها، بعكس السدود ذات السعة الأكبر، التي تشيد بحواجز إسمنتية، وتبنى عادة في المناطق الريفية لتلبية احتياجات الزراعة ومياه الشرب، كما يمكن الاستفادة منها في تنظيم تدفق المياه وتوفير مصادر مياه مستدامة. ووفقاً لمستشار قضايا البيئة والتغيرات المناخية، وصل سد ابن بطوطة في مدينة طنجة (شمال) إلى «الشيخوخة»، أي أن درجة التوحل بلغت فيه مستويات عالية جداً. وقال بهذا الخصوص: «يجب الإكثار من السدود التّلية، والعمل على توسيع نطاق توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الماء، خاصة السكان المجاورين لهذه السدود؛ لأن بعض سكان المناطق والقرى المجاورة للسدود يقومون بأنشطة تؤثر سلباً في مياه السد، كقطع الأشجار الذي يتسبب في نسبة كبيرة من التوحل».

* ارتفاع احتياطي السدود

أدى هطول الأمطار الوفير خلال الأسابيع القليلة الماضية في المغرب إلى ارتفاع احتياطي السدود من المياه إلى 100 في المائة في بعضها. وجاء في بيان لوزارة التجهيز والماء أن نسبة ملء السدود بلغت نحو 4.4 مليار متر مكعب، وسجلت خمسة سدود طاقتها القصوى. غير أن محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي في شمال المغرب، يرى أنه على الرغم من هطول الأمطار بغزارة في الآونة الأخيرة، فإن المغرب ما زال يعيش أزمة جفاف. وقال موضحاً: «يجب على المواطنين وأصحاب القرار أخذ الدروس من فترات الجفاف، التي عاشتها البلاد في السنوات الأخيرة، التي استنزف فيها المخزون المائي للمياه السطحية والجوفية». مضيفاً: «إذا ما قمنا بمقارنة الفترات الأخيرة بسنوات الستينات (من القرن الماضي)... فقد كان بإمكان المغرب توفير 2500 متر مكعب من الماء لكل مواطن، غير أن المواطن اليوم لا يتوفر له حتى 500 متر مكعب من الماء؛ وذلك بسبب انخفاض التساقطات المطرية».

بسبب الجفاف وقلة التساقطات تضطر الكثير من الأسر في القري والبوادي إلى قطع مسافات طويلة للحصول على المياه (رويترز)

وتعتمد الزراعة في المغرب على المياه المخزنة في السدود، وبهذا الخصوص قال بنعطا إنه على الرغم من سنوات الجفاف المتتالية، ما زال المغرب يصدّر الخضراوات والفاكهة في ظروف مناخية صعبة. مبرزاً أن المغرب «أصبح يحقق أرقاماً قياسية في التصدير خلال سنوات الجفاف، وهذا الأمر غير معقول. فبسبب هذه السياسة غير المحكمة في ترشيد الماء، جفت معظم السدود من الماء، وحتى الفرشات المائية الباطنية تعرضت للاستنزاف، ولو عاش المغرب سنة أو سنتين إضافيتين من الجفاف لاضطر المواطن إلى شرب مياه البحر».

والفرشات المائية هي موارد مائية في باطن الأرض، وتنتج من تسرب مياه الأمطار إلى طبقات القشرة الأرضية، أو تلك التي تكونت عبر الأزمنة الغابرة. ولمواجهة مخاطر تراجع كفاءة السدود بسبب العوامل البيئية، تعمل الحكومة المغربية على تطوير استراتيجيات لإدارة المياه، ومنها تحسين كفاءة استخدام المياه، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، والاستثمار في مشاريع تنقية المياه وإعادة تدويرها.

ويملك المغرب 153 سداً كبيراً بسعة إجمالية تبلغ 20 مليار متر مكعب، فضلاً عن 141 سداً صغيراً ومتوسطاً، و15 محطة لتحلية مياه البحر بقدرة إنتاجية تبلغ 192 مليون متر مكعب، بحسب بيانات وزارة التجهيز والماء.


المغرب: لقاء دولي يناقش «دور الدبلوماسية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية»

أشغال الدورة ركزت على «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية» (الشرق الأوسط)
أشغال الدورة ركزت على «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية» (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: لقاء دولي يناقش «دور الدبلوماسية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية»

أشغال الدورة ركزت على «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية» (الشرق الأوسط)
أشغال الدورة ركزت على «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية» (الشرق الأوسط)

انطلقت في مدينة الدار البيضاء المغربية، مساء أمس الأربعاء، أعمال الدورة الخامسة للمنتدى العربي للتنمية المجتمعية، المنظم تحت عنوان «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية»، الذي ينظمه المركز المغربي للتطوع والمواطنة، ومؤسسة «هانس زايدل» الألمانية، تحت إشراف جامعة الدول العربية، ومشاركة ممثلي عدد من الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني.

ويتضمن برنامج المنتدى، الذي ينعقد لمدة يومين، مناقشة موضوعات «المجتمع المدني والتطوع في ظل الكوارث الطبيعية»، و«موجبات التطوع والتكافل لرفع آثار الأزمات»، و«دور المجتمع المدني في زمن الكوارث»، و«التوثيق الإعلامي التطوعي في زمن الكوارث»، و«الإعلام في صلب القضايا الإنسانية»، إضافة إلى موضوع «الدبلوماسية التضامنية في زمن الكوارث الطبيعية وتأثيرها على العلاقات الدولية».

ويهدف المنتدى إلى فتح حوار عربي ودولي حول الأبعاد الإنسانية للدبلوماسية التضامنية في تحقيق الكرامة الإنسانية، وتبادل المعرفة والخبرات بين الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات ذات الصلة، وتعزيز الوعي العربي والعالمي بأهمية الدبلوماسية التضامنية في التصدي للكوارث.

يُذكر أن اختيار موضوع «دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية»، محوراً رئيسياً لأشغال الدورة الخامسة، جاء انطلاقاً من عدد الكوارث الطبيعية التي شهدتها سنة 2023، والتي خلّفت خسائر بشرية ومادية كبيرة؛ نتيجة وقوع الزلزال في تركيا وسوريا، والفيضانات المدمرة بمدينة درنة الليبية، وما عرفته مؤخراً دول سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الزلزال الذي ضرب بقوة منطقة الحوز بالمغرب في التاسع من سبتمبر (أيلول) العام الماضي، حيث مكّنت الإجراءات العاجلة، التي جرى اتخاذها منذ الساعات الأولى بعد الزلزال، والمتمثلة أساساً في التعبئة الوطنية الشاملة والاستثنائية، وتسخير كل الإمكانيات الذاتية للدولة المغربية، كما أن تضامن المجتمع المغربي بكل فئاته، والتطوع التلقائي في إطار التآزر الوطني بين المغاربة، مكّنا المملكة المغربية من تجاوز المحنة بفضل توجيهات العاهل المغربي، الملك محمد السادس.

وتتضمن أعمال النسخة الخامسة من المنتدى مُداخلات وكلمات وزراء في الحكومة المغربية ودبلوماسيين وبرلمانيين، وممثل جامعة الدول العربية، ورؤساء المجالس المنتخَبة والمدير الإقليمي لمؤسسة «هانس زايدل»، بالإضافة إلى سلسلة من الورش التي تتمحور حول مجموعة من الموضوعات ذات الصلة بموضوع الكوارث الطبيعية، التي سيسهم خبراء وباحثون ومختصون يمثلون الدول المشاركة في تبسيط محاورها وأبعادها من زوايا متعددة.


اتهامات لـ«الدعم السريع» بارتكاب «تطهير عرقي» في دارفور

لاجئون وصلوا حديثاً من دارفور إلى بلدة أدري بتشاد الأسبوع الماضي (غيتي)
لاجئون وصلوا حديثاً من دارفور إلى بلدة أدري بتشاد الأسبوع الماضي (غيتي)
TT

اتهامات لـ«الدعم السريع» بارتكاب «تطهير عرقي» في دارفور

لاجئون وصلوا حديثاً من دارفور إلى بلدة أدري بتشاد الأسبوع الماضي (غيتي)
لاجئون وصلوا حديثاً من دارفور إلى بلدة أدري بتشاد الأسبوع الماضي (غيتي)

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» «قوات الدعم السريع» في السودان بارتكاب «تطهير عرقي»، وعمليات قتل؛ «ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث»، ضدّ جماعة المساليت العرقية الأفريقية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

ونشرت المنظمة الحقوقية ومقرها في نيويورك، الخميس، تقريراً من 186 صفحة بعنوان «المساليت لن يعودوا إلى ديارهم: التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة»، في إشارة إلى ما تتعرض له المجموعة العرقية غير العربية الأبرز في غرب دارفور، والتي تتخذ من مدينة الجنينة عاصمتها التاريخية.

ويوثّق التقرير، وفقاً لـ«هيومن رايتس ووتش» استهداف «(قوات الدعم السريع) مع الميليشيات العربية لأحياء الجنينة التي تسكنها أغلبية من المساليت، في موجات متواصلة من الهجمات خلال العام الماضي في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، وتصاعد الانتهاكات مرة أخرى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)».

سوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور جراء المعارك (أ.ف.ب)

وبحسب التقرير، فإن «الهجمات التي شنّتها (الدعم السريع) والميليشيات المتحالفة معها في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية (...) أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن آلاف الأشخاص وتركت مئات الآلاف لاجئين»، مشيراً إلى فرار أكثر من نصف مليون لاجئ من غرب دارفور إلى تشاد بين أبريل وأواخر أكتوبر (تشرين الأول)، 75 في المائة منهم من الجنينة».

وأكدت المنظمة غير الحكومية أن «استهداف المساليت وغيرهم من المجتمعات غير العربية (...) بهدف واضح هو دفعهم إلى مغادرة المنطقة بشكل دائم، يشكّل تطهيراً عرقياً».

إبادة جماعية

ونقل التقرير عن المديرة التنفيذية للمنظمة الحقوقية تيرانا حسن، قولها: «إن السياق الخاص الذي وقعت فيه عمليات القتل الواسعة النطاق يثير أيضاً احتمالاً أن تكون لدى (الدعم السريع) وحلفائها نية تدمير المساليت كلياً أو جزئياً في غرب دارفور على الأقل، ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث هناك».

وأضافت المنظمة في تقريرها أن «احتمال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور يتطلب تحركاً عاجلاً من جميع الحكومات والمؤسسات الدولية لحماية المدنيين، وينبغي لها ضمان التحقيق فيما إذا كانت الوقائع تظهر نيّة محددة من جانب قيادة (الدعم السريع) وحلفائها لتدمير المساليت وغيرهم من المجتمعات العرقية غير العربية في غرب دارفور».

وناشدت حسن «الحكومات والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة التحرك الآن لحماية المدنيين».

وبدأت أعمال العنف في الجنينة بعد تسعة أيام من اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي). وأدّت هذه الحرب إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كذلك، دفعت الحرب البلد البالغ عدد سكانه 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.

وبحسب التقرير، فإنّ العنف «بلغ ذروته بمذبحة واسعة النطاق في 15 يونيو، عندما فتحت (الدعم السريع) وحلفاؤها النار على قافلة من المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار ويمتدّ طولها لكيلومترات، برفقة مقاتلين من المساليت».

شهادات مفزعة

وفي نوفمبر، قامت «قوات الدعم السريع»، بحسب التقرير، مجدّداً بـ«استهداف المساليت (...) الذين لجأوا إلى ضاحية أردماتا بالجنينة، واعتقلت رجالاً وأولاداً، وقتلت ما لا يقلّ عن ألف شخص، وفق الأمم المتحدة».

وأورد تقرير المنظمة إفادة فتى يبلغ من العمر 17 عاماً كان شاهداً على مقتل 12 طفلاً و5 بالغين من عدة عائلات.

وقال الفتى، وفقاً للتقرير: «قامت قوتان من (الدعم السريع)... بشدّ الأطفال من ذويهم، وعندما بدأ الآباء بالصراخ، أردتهم قوتان أخريان قتلى بالرصاص، ثم جمعوا الأطفال وأطلقوا النار عليهم. وألقوا جثثهم وأمتعتهم في النهر».

رجل هرب من الاشتباكات في دارفور يجلس خارج ملجئه المؤقت في أدري بتشاد (رويترز)

كذلك، وثّقت «هيومن رايتس ووتش»، من جهة أخرى، قيام المساليت بقتل بعض السكان العرب في دارفور ونهب أحيائهم السكنية، وطلبت من المجتمع الدولي أن «يدعم التحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية (...) لتمكينها من الاضطلاع بمهمتها في دارفور وفي مختلف أجندتها».

وكانت المحكمة الجنائية الدولية باشرت في 14 يوليو (تموز) تحقيقاً حول جرائم حرب محتملة في دارفور، ولا سيّما أعمال عنف جنسية واستهداف مدنيين استناداً إلى انتمائهم العرقي.


تبون يبشّر الجزائريين بـ«إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
TT

تبون يبشّر الجزائريين بـ«إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، مساء أمس (الأربعاء)، رفضه الاستدانة الخارجية، كونها أحد العوامل التي ترهن استقلالية القرار السيادي للدولة، مشدداً على التزام الجزائر الثابت واللامشروط تجاه القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومبشراً الجزائريين بـ«إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة». وقال تبون بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية» إن «السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قوي مهاب، واقتصاد متطور»، مشدداً في خطاب ألقاه خلال زيارته مقر وزارة الدفاع الوطني، على أن التأسيس لليوم الوطني للذاكرة (يوافق الثامن من مايو/ أيار) يجسد افتخار الشعب الجزائري بتاريخه المشرف المجيد، ومذكراً في هذه المناسبة بالتضحيات الجسام، التي «قدمها الشعب الجزائري أمام جرائم وهمجية وبربرية الاستعمار الفرنسي الغاشم».

كما أكد تبون أن «التطور الذي تشهده الجزائر أمر ملموس لا ينكره إلا جاحد»، مشيراً إلى أن وتيرة النمو «ستعرف، باستكمال المشروعات الكبرى في آفاق 2027، إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة».

في سياق ذلك، نوه رئيس الجمهورية بالمجهودات التي تقوم بها مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، كما أشاد بحرص الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وسهره لضمان الجاهزية القصوى للقوات المسلحة.

من جهة أخرى، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم (الخميس)، وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الذي سلمه رسالة خطية من السلطان هيثم بن طارق. وحضر اللقاء الذي عُقد في مقر الرئاسة الجزائرية عن الجانب الجزائري، وزير الخارجية أحمد عطاف، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام.

وأشاد البوسعيدي، في تصريح نقله التلفزيون الجزائري الرسمي، بجودة العلاقات الجزائرية - العمانية في جميع المجالات التي يتم «العمل عليها»، مبدياً تطلعه إلى تعزيزها وتطويرها أكثر بمناسبة اللجنة الثنائية المشتركة التي ستُعقد قريباً.

وكان البوسعيدي أجرى في وقت سابق اليوم مباحثات مع نظيره الجزائري أحمد عطاف.


تونس: إيقاف متهمين بالإرهاب والمخدرات والتهريب

الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
TT

تونس: إيقاف متهمين بالإرهاب والمخدرات والتهريب

الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)

أعلنت مصادر أمنية تونسية عن إيقافات جديدة شملت متهمين بجرائم أمنية خطيرة، بينها «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» وإلى «التكفيريين» وشبكات تهريب البشر والسلع والأموال، بما في ذلك تهريب مزيد من المهاجرين القادمين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس ومنها نحو سواحل جنوب أوروبا.

ونشرت المواقع الرسمية لوزارة الداخلية والإدارة العامة للحرس الوطني والإدارة العامة للأمن الوطني بلاغات عن عمليات قامت بها قوات مختصة أسفرت عن إيقاف أشخاص كانوا محل تفتيش في المحافظات الحدودية مع الجزائر، وبينها محافظة القصرين، حيث أبرز الغابات الجبلية والتي كانت خلال العشرية مسرحاً لعدد كبير العمليات الإرهابية والمواجهات بين قوات الأمن والإرهابيين المسلحين.

تكثيف الرقابة الأمنية في المحافظات الحدودية بين تونس وليبيا والجزائر (صور متداولة)

إيقاف إرهابي «خطير»

وفي هذا السياق، أعلنت المصادر نفسها عن إيقاف متهم رئيسي بالإرهاب في منطقة القصرين، كان محل تفتيش.

وأورد مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، أن بعض الموقوفين الجدد بتهم الإرهاب في المحافظات الحدودية التونسية - الجزائرية والليبية أعضاء في «مجموعات صغيرة جداً» كانت تابعة للتنظيمات المسلحة التي نجحت قوات الأمن والجيش الوطني في تفكيكها ما بين 2012 و2015.

لكن ميزة هذه التنظيمات أنها تعتمد على خلايا صغيرة جداً، يسمون الواحدة منها «الزمرة»، وهي تختلف عن التنظيمات «الهرمية» التي يمكن الكشف عن كل عناصرها والقضاء عليهم في وقت وجيز بمجرد إيقاف عدد من القياديين أو المقاتلين.

وبسبب المضايقات الكبيرة التي فرضتها قوات الأمن على كل المشتبه بانتمائهم إلى «التكفيريين» و«التنظيمات الإرهابية» وشبكات التهريب والاتجار في المخدرات، فإن بعض عناصر المجموعات الإرهابية القديمة هربوا غالباً إلى الجبال والمناطق الريفية في الولايات الحدودية غربي البلاد وجنوبها، وبينها محافظة القصرين التي اعتقلت قوات الأمن والجيش فيها مؤخراً عدداً من المهربين والفارين من القضاء.

يذكر أن المدير العام آمر الحرس الوطني الحالي حسين الغربي كان خلال العشرية الماضية تولى مسؤوليات أمنية عليا، بينها رئاسة إدارة «العمليات الخاصة» التي أشرفت على أبرز عمليات المواجهات مع الإرهابيين التونسيين والجزائريين في المحافظات الحدودية، وبينها عملية اغتيال الإرهابي الجزائري الشهير لقمان أبو صخر و8 من مساعديه في محافظة قفصة الحدودية التونسية - الجزائرية بعد سنوات من مطاردته من قِبل قوات مكافحة الإرهاب الجزائرية والتونسية.

قوات النخبة المختصة في مكافحة الإرهاب والتهريب والمخدرات (الموقع الرسمي للحرس الوطني)

تهريب... ومخدرات

من جهة أخرى، أعلنت مصادر رسمية تونسية أن قوات تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني في محافظات تونس الكبرى والساحل والوسط والساحل قامت بإجهاض عشرات عمليات تهريب المهاجرين غير النظاميين الأفارقة أثناء محاولة تهريبهم براً إلى تونس، أو خلال رحلات بحرية غير نظامية كان مقرراً أن تنقلهم خارج المسالك الرسمية من سواحل محافظتي صفاقس، 270 كلم جنوبي العاصمة، ونابل، 100 كلم شرقي العاصمة، نحو سواحل اوربا وغالبا نحو جزيرة لمبادوزة الإيطالية، التي يمكن التنقل إليها في ظرف ساعتين على مركب صيد عادي عندما تكون الأحوال الجوية عادية.

تحذير رسمي

من جهة أخرى، وجّه الرئيس التونسي قيس سعيّد مجدداً تحذيرات رسمية للمتهمين «بالتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي» و«بمحاولة تخريب الدولة والمجتمع» من مخاطر استفحال ظواهر تهريب الأموال والبشر وترويج المخدرات.

وجاءت تحذيرات قيس سعيّد بمناسبة ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي بحضور رئيسَي الحكومة والبرلمان ووزراء الداخلية والدفاع والعدل وقادة أركان الجيش الوطني، وأبرز قيادات الأمن والشرطة والحرس.

كما صدرت مواقف مماثلة للرئيس قيس سعيّد بمناسبة استقباله وزير الداخلية الليبي عماد الطرابلسي الذي أدى زيارة عمل إلى تونس بحث خلالها مع نظيره التونسي كمال الفقي وكبار كوادر وزارة الداخلية في البلدين «التحديات الأمنية الجديدة»، وبينها حركة المسافرين والمهاجرين بعد مرور نحو شهرين على غلق «المعبر البري رأس الجدير» الرابط بين جنوب تونس وغربي ليبيا.

في السياق نفسه، شنّ الرئيس التونسي حملة انتقادات جديدة ضد المتهمين بـ«التامر على أمن تونس من داخل البلاد وخارجها»، وأورد أن «البعض يسعى لتدمير الدولة بينما يسعى آخرون إلى تدمير المجتمع والشباب عبر ترويج المخدرات والممنوعات وحثّه على مخالفة القانون والدستور»، بما في ذلك قوانين الهجرة والتعبير عن الرأي في سياق الاحترام.


تحضيرات موسعة بالجامعة العربية لـ«قمة المنامة»

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
TT

تحضيرات موسعة بالجامعة العربية لـ«قمة المنامة»

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)

بينما تستعد البحرين لاستضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين، المقرر عقدها في 16 مايو (أيار) المقبل بالمنامة، كثّفت جامعة الدول العربية من استعداداتها للتحضير للقمة. ووصل وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، (الخميس)، إلى المنامة، في إطار الاستعدادات الخاصة بالقمة.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البحرين اجتماعاً من هذا النوع، سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة. وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أعلن رغبة المنامة في استضافة الاجتماع خلال فعاليات «قمة جدة» في السعودية العام الماضي.

ووفق إفادة لـ«الجامعة العربية»، (الخميس)، فقد عقدت الأمانة العامة للجامعة العربية بالتعاون مع البحرين اجتماعات عدة؛ للتحضير للقمة التي تعقد في «ظرف دولي استثنائي»، حيث تم عقد اجتماعات تنسيقية - تشاورية مكثفة بين الأمانة العامة، والبحرين، شُكّلت من خلالها لجنة عامة للإعداد للقمة برئاسة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي.

ومن المقرر أن ينطلق أول التحضيرات لـ«قمة المنامة» باجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

وأكد بيان «الجامعة العربية» أنه «من المقرر أن يعقد، الاثنين المقبل، اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة». كما يعقد، (الثلاثاء)، اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري، واجتماع وزراء الخارجية العرب؛ لمناقشة بنود جدول الأعمال والاتفاق على القضايا والموضوعات التي سيتم طرحها على القادة العرب خلال قمتهم المقبلة.

وبحسب بيان لـ«الجامعة العربية»، (الخميس)، تكتسب القمة الثالثة والثلاثون زخماً دولياً، في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، و«ضرورة التوصل إلى قرارات بنّاءة تسهم في تعزيز التضامن العربي، ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».

فلسطينيون خلال تجمعهم في وقت سابق عقب غارة إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عقدت جامعة الدول العربية اجتماعات عدة سواء على مستوى المندوبين أو وزراء الخارجية؛ لبحث الوضع في غزة.

وكانت القمة العربية - الإسلامية التي عُقدت في الرياض 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قررت «تكليف وزراء خارجية المملكة العربية السعودية، بصفتها رئيسة القمتين العربية والإسلامية، وكل من الأردن، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا وفلسطين، والأمين العام لكل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بدء تحرك فوري باسم جميع الدول الأعضاء لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة».

وذكر بيان «الجامعة العربية»، (الخميس)، أن «استضافة البحرين أعمال القمة العربية تُشكّل أهمية كبرى وحدثاً سياسياً بارزاً له دلالاته من حيث المكان، وأهميته من حيث التوقيت؛ إذ ستكون المرة الأولى التي تستضيف فيها مملكة البحرين أعمال قمة عربية، وهو ما يكسب هذه الدورة مزيداً من الخصوصية، من حيث التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به الدبلوماسية البحرينية العريقة في العمل على توطيد وتعزيز العلاقات العربية - العربية، وتوسعة آفاقها».


«مباحثات غزة»: إشارات على نضوج اتفاق لهدنة في القطاع

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

«مباحثات غزة»: إشارات على نضوج اتفاق لهدنة في القطاع

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية عن مصدر لم تسمّه وإن وصفته بالمطلع، اليوم (الخميس)، القول إن هناك ما وصفها بإشارات على نضوج اتفاق تستضيف القاهرة مفاوضات غير مباشرة بشأنه سعياً لإنهاء 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة.

وقال المصدر إن المفاوضات تستكمل، اليوم (الخميس)، للعمل على تذليل «النقاط الخلافية».

وأشار المصدر إلى مشاركة كل من «حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» في المفاوضات، مشيراً إلى موافقة «الجبهة الشعبية» على تعديل مراحل التوصل لوقف إطلاق النار.

وتابع المصدر أن نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» جميل مزهر قد عدّل بنداً خاصاً بوقف إطلاق النار ليصبح «العودة للهدوء المستدام وصولاً لوقف إطلاق نار دائم».

وأشار إلى أن هذا البند سيتم تنفيذه خلال مراحل الاتفاق على مدى 135 يوماً.

وقال إن ذلك يمثل «تنازلاً عن شرط تنفيذ هذا البند خلال المرحلة الأولى»، مشيراً أيضاً إلى أن إسرائيل حذفت جملة «وقف إطلاق نار دائم» وأبقت «مستدام» مما يتيح لها العودة في أي وقت دون التزام.


ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب العربي منبر لدعم الفلسطينيين

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
TT

ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب العربي منبر لدعم الفلسطينيين

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)

أصبحت مدرّجات ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب الكبير منذ اندلاع الحرب في غزة، إحدى أبرز منصات التعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية، ومن المنابر القليلة التي يعبّر فيها شباب «الألتراس» عن غضبهم، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

في المغرب، تشهد العديد من المدن منذ اندلاع الحرب في غزة مظاهرات منتظمة كل أسبوع لدعم الفلسطينيين والمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

ويجد هذا التضامن صداه في ملاعب الكرة، حيث ترتفع الأعلام الفلسطينية. ففي اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي نفّذته حركة «حماس» من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وتعهّدت إسرائيل على أثره بـ«القضاء» على «حماس»، ردّدت جماهير نادي الرجاء البيضاوي أنشودة «رجاوي فلسطيني».

وهو أحد أشهر الأناشيد التي أطلقتها مجموعات «ألتراس» هذا النادي المغربي الكبير في عام 2019 واشتهرت مذاك في العالم العربي. وتقول الأنشودة في أحد مقاطعها بالعامية المغربية: «الحبيبة فلسطين يا زينة البلدان قاومي، ربي يحميك».

أما في الجزائر العاصمة، فرفع مشجّعون لنادي المولودية في نوفمبر (تشرين الثاني) تيفو (لافتة تغطي مدرّج الملعب) عملاقاً لملثم فلسطيني كُتبت عليه عبارة «المولودية الثورية فداك يا أرض الثوار».

ويذكّر عالم الاجتماع المغربي المتخصّص في ظاهرة «الألتراس» عبد الرحيم بورقية بأن «القضية الفلسطينية توحّد الجميع، والألتراس يقفون بشكل عام إلى جانب المظلومين، فالتضامن مع فلسطين أمر بديهي بالنسبة لهم».

«واجب»

من أمثلة هذا التضامن، رفع مشجعون في الجزائر خلال شهر رمضان الماضي لافتة كتبوا عليها: «صاموا قبل شهر الصوم، جوع وظمأ في غزة كلّ يوم».

بينما رفع مشجّعون في تونس لافتة جاء فيها: «سننتقم للأطفال (الفلسطينيين)».

وحملت جماهير الوداد البيضاوي لافتة تحيي فيها «المقاومين في قلب الأنفاق»، في إشارة إلى مقاتلي حركة «حماس».

ويقول سيف، وهو أحد أعضاء «ألتراس زاباتيستا» المشجّعة لنادي الترجي التونسي، إن «القضية الفلسطينية جزء من من المواضيع التي تتشاركها مجموعات الألتراس، تماماً مثل التنديد بالفساد الرياضي والسعي للحرية».

ويستطرد رفيقه علي قائلاً: «أقل ما يمكننا القيام به هو توجيه رسالة» تضامن إلى الفلسطينيين، مؤكداً أن دعم «القضية الفلسطينية ليس أمراً يحدث فقط في المناسبات بل هو واجب».

ويقول شباب من «الألتراس» تحدثوا إلى الوكالة إنهم يشعرون بارتياح أكبر في مدرجات الملاعب للتعبير عن آرائهم.

ويرى عبد الرحيم بورقية، مؤلف كتاب «ألتراس في المدينة»، أن «الملعب يظلّ المكان الوحيد الذي يتمّ فيه التسامح مع التعبير بعواطف فياضة».

«الحقيقة تخرج من الملاعب»

ويتابع بورقية: «يبدو أن الشباب وجدوا في الألتراس منبراً ليسمعوا أصواتهم ويعبّروا بحريّة، رداً على شعورهم بالتهميش»، زيادة على كونها «فرصة لتكوين أنفسهم والمشاركة في عمل جماعي ملتزم».

ويقول مشجّع نادي مولودية الجزائر عبد الحميد: «نحن لا نمارس السياسة لكن الحقيقة تخرج من الملاعب (...) إنها صوت الأحياء الشعبية».

ويرى عالم الاجتماع التونسي محمد جويلي أن هؤلاء الشباب «يريدون أن يظهروا أنهم يفعلون شيئاً ما وأنهم يملكون رأياً، وليسوا مجرّد مجموعة من المشجّعين المتهوّرين».

مثل باقي أعضاء الألتراس الذين قابلتهم الوكالة، يدافع حمزة في الدار البيضاء عن نفسه بأنه لا يتوّرط في أي أعمال شغب، ويأسف لأن السلطات تقضي بأحكام تصل إلى السجن «لتهدئتهم»، وفق ما يقول.

وشهدت الملاعب في الأعوام الأخيرة أعمال شغب عدّة تسبّب فيها مشجّعو فرق مختلفة، انتهت بمحاكمات وعقوبات في حق النوادي.

لكن المشجّع الشاب يرى أن «ممارسة الكثير من الضغط على شباب لا يريدون سوى التعبير عن أنفسهم ليس الحلّ الجيد، بل هو حافز أكبر لهم»، مضيفاً: «لن نتوقف عن ترديد ما نريد وعن الغناء (لفلسطين)».


مدير المخابرات الأميركية يعود إلى القاهرة بعد اجتماعات مع نتنياهو ورئيس الموساد

مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)
مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)
TT

مدير المخابرات الأميركية يعود إلى القاهرة بعد اجتماعات مع نتنياهو ورئيس الموساد

مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)
مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)

عاد مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز اليوم الأربعاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد ديفيد بارنياع في إسرائيل، وفق شبكة «سي إن إن».

ووصل بيرنز إلى الشرق الأوسط أواخر الأسبوع الماضي ضمن جولة سريعة في المنطقة في إطار محاولته وضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار حيث زار القاهرة والدوحة وتل أبيب.

وأعرب مسؤولون أميركيون عن تفاؤلهم هذا الأسبوع بشأن اتجاه مناقشات وقف إطلاق النار.

و قال مسؤول في حركة «حماس» لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم، إنه لم يتبق الكثير للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إذا لم تعرقله إسرائيل وأضاف أن الساعات القادمة في المفاوضات ستكون حاسمة.

وتتواصل المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة للوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين بعد رفض إسرائيل موافقة «حماس» على مقترح مصري-قطري تقول إسرائيل إنه لا يلبي مطالبها الضرورية.


مسؤول في «حماس»: نقترب من التوصل لاتفاق إذا لم تعرقله إسرائيل

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

مسؤول في «حماس»: نقترب من التوصل لاتفاق إذا لم تعرقله إسرائيل

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

قال مسؤول في حركة «حماس» لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إنه لم يتبق الكثير للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إذا لم تعرقله إسرائيل، مشيرا إلى أن أجواء المفاوضات إيجابية.

وأضاف المسؤول أن الساعات القادمة في المفاوضات ستكون حاسمة وإن «حماس» تتعامل «بروح إيجابية لوقف العدوان»، مؤكدا أن العمل جار على «قطع الطريق على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو» الذي يحاول «التهرب من استحقاق التهدئة»، وأن الوسطاء قللوا الفجوة في غالبية الملفات.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية»، في وقت سابق اليوم، عن مصدر رفيع قوله إن المحادثات بشأن المقترح المصري لوقف إطلاق النار في غزة تجري «وسط توافق ملحوظ مع بعض النقاط الخلافية».

وقال المصدر إن المباحثات ما زالت مستمرة بحضور الوفود القطرية والأميركية وحركة «حماس»، مشيراً إلى أن مصر تكثّف جهودها «للحفاظ على المسار التفاوضي».

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إنه طلب من وفده المفاوِض الإصرار على الشروط المطلوبة للإفراج عن المحتجزين، بينما قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن بلاده مستعدة لتقديم تنازلات لاستعادة المحتجزين، لكنها ستكثّف عملياتها إن لم يتم التوصل لاتفاق.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في عملية عسكرية بدأها أمس.