إلى المُرضِعات... ممارستكنّ الرياضة الكثيفة تفيد أطفالكن

تُفرز هرمون «أديبونيكتين» المُنظِّم لعملية التمثيل الغذائي

منظمة الصحة توصي بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى (اليونيسيف)
منظمة الصحة توصي بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى (اليونيسيف)
TT

إلى المُرضِعات... ممارستكنّ الرياضة الكثيفة تفيد أطفالكن

منظمة الصحة توصي بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى (اليونيسيف)
منظمة الصحة توصي بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى (اليونيسيف)

أثبتت دراسة نرويجية أنّ ممارسة الأمهات للتمارين الرياضة عالية الكثافة، مثل الجري والسباحة السريعة في أثناء فترة الرضاعة، تفيد صحة الأطفال الرضّع.

وأوضح الباحثون، في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الخميس، في دورية «فرونتس إن نيوترشن» أنّ المُرضعات اللواتي يمارسن الرياضة ينقلن هرموناً مفيداً لصحة أطفالهن.

وفي عام 2020، قدّرت منظمة الصحة العالمية أنّ 39 مليون طفل دون سنّ الخامسة يعانون زيادة الوزن أو السمنة، وذكرت أنّ حالات زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً، ارتفعت من 4 في المائة عام 1975 إلى 18 في المائة عام 2018.

وأظهرت البحوث أنّ أحد العوامل المحتمل مساهمتها في إصابة الأطفال بالسمنة، أنّ التغذية خلال المرحلة المبكرة من الحياة تحدّد صحة الأطفال جزئياً في وقت لاحق.

وبحثت الدراسة بكيفية تأثير التمارين الرياضية في حليب الثدي، ودورها في الوقاية من زيادة الوزن المفرط لدى الرضّع.

أحد الأسباب التي تجعل منظمة الصحة العالمية توصي بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر المولود، هو أنّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقلّ عرضة لزيادة الوزن والسمنة مقارنة بالأطفال الذين يرضعون حليباً صناعياً، وفق الفريق.

وفحصت الدراسة 240 عيّنة من حليب الثدي المأخوذ من 20 أماً خلال فترة الرضاعة، مع الحصول على العيّنات قبل دورتين للتمارين الرياضية في أوقات محدّدة وبعدهما، ثم قورنت بالأوقات المقابلة، حيث لم تمارس المُشاركات التمارين الرياضية.

ووجد الباحثون أنّ التمارين الرياضية عالية الكثافة خلال فترة الرضاعة تزيد من إفراز هرمون يُسمَّى «أديبونيكتين» في حليب الثدي، ينظّم عملية التمثيل الغذائي في الجسم لضمان إمداده بالطاقة والمواد التي يحتاج إليها لأداء وظائفه.

ومن المحتمل أن يُمتَصَّ هذا الهرمون من خلال أمعاء الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، ما يؤدّي إلى تغيير كيفية عمل التمثيل الغذائي لديهم.

ويرتبط انخفاض مستويات هذا الهرمون بمقاومة الإنسولين ومرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى الالتهابات المزمنة، وانخفاض حرق الدهون، ما يزيد من معدلات السمنة.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من «الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا»، الدكتورة ترين موهولدت: «تُعدّ الفترة من الحمل وحتى عمر عامين الأكثر أهمية لتطوّر السمنة المحتمل لدى المواليد في وقت لاحق من الحياة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «الدراسة وجدت أنّ الأمهات اللواتي أجرين تدريبات متقطّعة عالية الكثافة كانت لديهن مستويات أعلى من هرمون (أديبونيكتين) في حليب الثدي بعد جلسة التمرين، موضحةً أنّ هذا الهرمون يُفرَز من الأنسجة الدهنية، ويدخل مجرى الدم نحو حليب الثدي، وبذلك ينتقل من الأم إلى رضيعها».


مقالات ذات صلة

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك الحمل قد ينشط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات (رويترز)

الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي

اكتشفت مجموعة من الباحثين أن الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات، وذلك لزيادة الاستجابة المناعية التي تزيد من إنتاج كرات الدم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

وسيلة لمنع الحمل قد تزيد خطر إصابة النساء بسرطان الثدي

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يستخدمن اللولب الرحمي الهرموني وسيلةً لمنع الحمل قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
TT

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)

أثبتَ فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة أريزونا الأميركية قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد لدى بعض مرضى قصور القلب الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تُغيّر المفهوم السائد منذ عقود بأن خلايا القلب لا تستطيع التّجدد، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Circulation).

وقُصور القلب، أو فشل القلب، هو حالة مُزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والمغذيات. يحدث ذلك نتيجة ضعفٍ أو تصلُّبٍ في عضلة القلب، مما يؤدي إلى تراجع وظيفتها. يُصنّف قُصور القلب واحداً من أبرز تحدّيات الطّب الحديث، إذ يؤثر على نحو 30 مليون شخصٍ عالمياً، بما في ذلك نحو 7 ملايين بالغٍ في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وعلى الرغم من أن الأدوية والعلاجات المُتاحة تُساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدّم المرض، فإن العلاجات المتاحة للحالات المتقدمة تقتصر على زراعة القلب أو استخدام مضخّات اصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر لتقوية ضخِّ الدم.

وتشير الأبحاث إلى أن قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد بعد الأزمات القلبية تُعد محدودة للغاية، على عكس أنسجة أخرى في الجسم مثل الجلد أو الكبد. وعند تعرض القلب لضررٍ، تتعرض الخلايا للتلف ويُستبدل بها غالباً نسيجٌ ليفي غير قادرٍ على الانقباض أو المساهمة في ضخِّ الدم.

ويرجع ذلك إلى أن خلايا القلب العضلية تتوقف عن الانقسام الطبيعي بعد الولادة، وتُكرِّس وظيفتها لضخِّ الدم بشكل مستمر، مما يُضعف قدرتها على التّجدد.

لكن الدراسة أظهرت أن نحو 25 في المائة من المرضى الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية تمكّنوا من تجديد خلايا عضلة القلب بمعدل يفوق 6 أضعاف المعدل الطبيعي للقلوب السليمة.

وفسَّر الباحثون ذلك بأن الأجهزة الاصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر، تُخفّف العبء عن القلب وتمنحه «راحة» من ضخِّ الدّم، مما يُتيح للأنسجة القلبية فرصة للتّجدد.

وقال الدكتور هشام صادق، الباحث الرئيسي للدراسة ورئيس أقسام القلب في جامعة أريزونا، إن هذه النتائج تُقدّم أقوى دليلٍ حتى الآن على أن عضلة القلب البشرية قادرة على التّجدد.

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «عدم قدرة القلب على الراحة المستمرة بعد الولادة هو العامل الأساسي الذي يُفقد خلايا القلب هذه القدرة الطبيعية».

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُمثّل خطوةً كبيرة نحو فهمٍ أعمقَ لقدرة القلب البشري على التّجدد، مما يفتح الباب لتطوير علاجات جذرية تستهدف تعزيز هذه القدرة بدلاً من الاكتفاء بإبطاء تقدم المرض. كما يهدف الباحثون إلى تحديد العوامل التي تُمكّن ربع المرضى فقط، من تجديد خلايا القلب بمعدلات مرتفعة، لتحسين هذه القدرة لدى المزيد من المرضى.