هيفاء المنصور تدخل هوليوود عبر «عاصفة بين النجوم»

المخرجة السعودية تقوم بإخراج فيلم أميركي عن حياة روائية بريطانية

هيفاء المنصور
هيفاء المنصور
TT

هيفاء المنصور تدخل هوليوود عبر «عاصفة بين النجوم»

هيفاء المنصور
هيفاء المنصور

بعد النجاح الكبير الذي حظي به فيلمها الروائي «وجدة» وحصوله على عدد من الجوائز العالمية تعود المخرجة السعودية هيفاء المنصور إلى الأستوديوهات لإخراج فيلم جديد يحمل عددا من المفاجآت. أولى تلك المفاجآت هي أن الفيلم وهو بعنوان «عاصفة بين النجوم» سيكون الأول لها في هوليوود، فهو من إنتاج أميركي وهو ما تعلق عليه المنصور بقولها «إنه حلم تحقق». كما أنه يبتعد عن الدائرة التي عملت فيها المنصور من قبل فهو سيدور في بريطانيا في بداية القرن الـ19 حول حياة ماري شيلي التي تعد من أشهر الروائيات في الأدب الإنجليزي.
كيف نجحت قصة ماري شيلي في إقناع المخرجة بالفيلم خصوصا أن الجميع يتوقع منها فيلم سعودي الموضوع؟ تقول المنصور لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى أن أخرج فيلما سعوديا وفي الواقع أقوم حاليا بكتابة السيناريو لفيلم جديد أتعاون فيه مع شركة (روتانا) وشركة (ريزر الألمانية). لكن المنتجة الأميركية إيمي بير اتصلت بي وأرادت أن أخرج هذا الفيلم الذي يحمل قصة مشابهة لـ(وجدة)». فهو يدور حول فتاة صغيرة، ماري شيلي، والتي تحلم بكتابة رواية وأن تعبر عن نفسها في مجتمع صعب ومحافظ. قرأت السيناريو الذي كتبته إيما جونسون وأحببته وأحببت شخصية ماري شيلي التي تحدت المجتمع لتكتب روايتها «فرانكنشتاين».
تشير المنصور إلى أن شيئا آخر جذبها للفيلم وهو أن ماري شيلي كتبت كتابا من الخيال العلمي وليس رواية رومانسية. وحسب ما تذكر لنا فعملية اختيار الممثلين قائمة الآن. نسألها عن الممثلة التي تفضل العمل معها، وتقول: «لا نعلم حتى الآن فنحن ما زلنا نبحث ولكن الممثلة يجب أن تكون قريبة السن من شخصية ماري شيلي التي كانت في الـ16 عندما وقعت في حب الشاعر شيلي وكتبت روايتها «فرانكنشتاين» وهي في الـ18. ونتمنى أن تتحمس واحدة من النجمات الصاعدات في هوليوود للفيلم. وبشكل شخصي أتخيل أن تقوم بالدور الممثلة الشابة إيل فاننينغ، ولكن الأمر يعتمد أيضا على الممثلة التي تستطيع إتقان اللهجة البريطانية».
تعبر المنصور عن سعادتها باختيار المنتجة لها لإخراج الفيلم وتقول إن المنتجة إيمي بير عبرت بذلك الاختيار عن موهبتها الإخراجية، الفيلم أيضا تجربة نسائية متميزة، فهو من إنتاج وكتابة وإخراج وتمثيل نساء وهو ما تراه المنصور نوع من «الدعم والتمكين للمرأة».
المنتجة إيمي بير ذكرت لموقع «أونلاين لندن» أنها كانت تبحث عن مخرجة «تفهم قصة ماري شيلي فهي قصة حول تمكين المرأة وحول امرأة سبقت عصرها وليست فقط كاتبة رواية تدور حول وحش مخيف». وذكرت بير للموقع أنها رأت تشابها بين سيناريو الفيلم الذي كتبته إيما جنسن وبين فيلم «وجدة» في المضمون «هناك تطابق في الموضوع في الواقع فـ(وجدة) يدور حول فتاة تريد أن تحقق ذاتها وأن تقف في وجه تقاليد المجتمع حولها».
المنصور كانت في لوس أنجليس لحضور حفل توزيع جوائز «سبيرت» حيث رشح فيلم «وجدة» لجائزة أفضل فيلم أول، ورغم أن الفيلم أيضا رشح لجائزة الأوسكار من قبل المملكة العربية السعودية إلا أنه لم يدخل الترشيحات الرسمية، تقول «ربما في المرة القادمة أتمكن من حضور حفل الأوسكار كمرشحة».
عن فيلمها القادم في السعودية والذي تكتب له السيناريو حاليا تقول: «لم تتضح كل التفاصيل بعد ولكنه سيدور في السعودية، ليس عن النساء هذه المرة ولكن عن الشباب ومشكلاتهم والمصاعب التي يواجهونها هم أيضا لتحقيق أحلامهم». تضحك وتضيف: «سأقفز هذه المرة إلى الجانب الآخر، وأتناول عالم الرجال في الفيلم، وسنرى ماذا يحدث».
خلال العام الماضي دخلت المنصور دوامة المهرجانات العالمية والجوائز، وهي دوامة شهدت ترأسها لجنة تحكيم مسابقة العمل الأول في مهرجان البندقية وأيضا ترشيح فيلم لعدد كبير من الجوائز العالمية، ماذا كان إحساسها بكل هذا؟ بكلمة تجيبنا: «سيريالي» وتستكمل: «هو إحساس مدهش جدا ولا يصدق، فعلى سبيل المثال تناولت العشاء مع الممثلة كيت بلانشيت مؤخرا، مثل هذه الممثلة كنت أتمنى رؤيتها من قبل لا تناول العشاء معها ولكن كان مدهشا أن أحصل على التقدير من صناع السينما العالمية، فالكل كان معجبا بقصة (وجدة) ودراجتها، أنا ممتنة جدا فالفيلم قدمني للعالم ولشخصيات كثيرة وأتمنى أن يكون الانطلاقة الكبرى لعملي السينمائي ولكني أعلم أيضا أنني يجب أن أعمل بجد وأن أقدم أفضل ما لدي لأنال النجاح الذي تمنيته».
لفتت هيفاء المنصور أنظار الأوساط السينمائية من خلال دعم الأمير الوليد بن طلال آل سعود لها وفيلمها «وجدة» الذي أنتجته شركة «روتانا» بالتعاون مع شرك «ريزر» الألمانية وقد حصل على أكثر من 18 جائزة دولية من أهم المهرجانات العالمية وترشح لجوائز الأكاديمية البريطانية «بافتا» وهو أول فيلم سينمائي سعودي تقوم المملكة العربية السعودية بترشيحه لجوائز الأوسكار.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.