عبد الله الثاني يجدد رفض تهجير الفلسطينيين ومحاولات الفصل بين الضفة وغزة

الصفدي وألباريس أكدا ضرورة الاستمرار في دعم وكالة «الأونروا»

الملك عبد الله الثاني خلال استقباله وزير الخارجية الإسباني في عمّان اليوم (الديوان الملكي الأردني - أ.ف.ب)
الملك عبد الله الثاني خلال استقباله وزير الخارجية الإسباني في عمّان اليوم (الديوان الملكي الأردني - أ.ف.ب)
TT

عبد الله الثاني يجدد رفض تهجير الفلسطينيين ومحاولات الفصل بين الضفة وغزة

الملك عبد الله الثاني خلال استقباله وزير الخارجية الإسباني في عمّان اليوم (الديوان الملكي الأردني - أ.ف.ب)
الملك عبد الله الثاني خلال استقباله وزير الخارجية الإسباني في عمّان اليوم (الديوان الملكي الأردني - أ.ف.ب)

استقبل الملك عبد الله الثاني اليوم الأربعاء، وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في إطار «الجهود المكثفة للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة»، بحسب وكالة الأنباء الأردنية «بترا». وذكرت «بترا» أن الملك عبد الله الثاني جدد التأكيد على «ضرورة وقف الحرب على غزة، وحماية المدنيين الأبرياء، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كاف ومستدام وبكل الوسائل الممكنة». وثمّن العاهل الأردني، في اللقاء الذي حضره الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، موقف إسبانيا «الداعم لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، فضلاً عن الاستمرار بدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وموقفها الثابت تجاه حل الدولتين». وجدد تأكيد «رفض الأردن لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة، ولمحاولات الفصل بينهما باعتبارهما امتداداً للدولة الفلسطينية الواحدة».

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أكد خلال مؤتمر صحافي مع ألباريس، ضرورة أن «لا يُسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) بأن يستمر في تقويض أمن المنطقة برمتها، كما لا يمكن أن يسمح له بالاستمرار في هذه الحرب»، مطالباً بـ«وقف إرسال الأسلحة التي تمكن إسرائيل من الاستمرار في هذه الحرب».

وشدد الصفدي على أن «الكلام ليس كافياً؛ فنحن في مواجهة حرب خرقت إسرائيل فيها كل القوانين الدولية، وخرقت القانون الدولي الإنساني، وارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة، واستخدمت التجويع سلاحاً في هذه الحرب وهذه أيضاً جريمة حرب؛ أكثر من 30 ألف فلسطيني ارتقى خلال هذه الحرب بينهم أكثر من 12 ألف طفل، وهذا الرقم هو الأعلى في كل الصراعات التي شهدها العالم على مدى السنوات الأخيرة».

الوزيران الصفدي وألباريس خلال توقيع اتفاقات تعاون في عمّان اليوم (إ.ب.أ)

وفي تصريحات للوزير الصفدي ونظيره خوسيه مانويل ألباريس في عمّان الأربعاء، أكد الوزير الأردني: «نحن في مواجهة حالة غير مسبوقة ليس فقط في حجم الهمجية التي تبدت خلال هذه الحرب ولكن أيضاً في حجم العجز الدولي عن مواجهة هذه الهمجية وعلى مواجهة هذه الخروقات للقانون الدولي».

وطالب الصفدي الدول بأن «توقف إرسال الأسلحة التي تمكّن إسرائيل من الاستمرار في هذه الحرب، يجب أن ترسل مساعدات إنسانية ويجب أن ترسل وفوداً تفرض وقف هذه الحرب وتأخذنا باتجاه السلام الحقيقي الذي لا يمكن أن يتحقق إلا على أساس تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل».

ولفت الصفدي إلى أنه «بعد خمسة أشهر من هذه الحرب الهمجية لا يمكن بأي شكل من الأشكال تبرير استمرارها، ولا يمكن أن يستمر تجويع الأطفال، ولا يمكن أن يستمر العالم صامتاً وهو يرى أكثر من 15% من الأطفال في شمال غزة في أقصى حالات المجاعة، ونحن نرى أطفالاً رضعاً يموتون من الجوع ومن عدم توفر الحليب». وتابع أنه لا يمكن أن يقبل العالم أن «يموت الأطفال جوعاً وأن تموت الأمهات عطشاً وأن يشرد نحو 1.7 مليون فلسطيني خصوصاً أن إسرائيل مستمرة في منع دخول ما يكفي من المساعدات لتلبية احتياجات الفلسطينيين»، مشيراً إلى أن التحديات كبيرة، وأن التعنت الإسرائيلي في رفض وقف الحرب وفي رفض إدخال المساعدات يدفع المنطقة باتجاه المزيد من التأزيم.

جانب من المؤتمر الصحافي للوزيرين الصفدي وألباريس في العاصمة الأردنية اليوم (إ.ب.أ)

وأشار الوزير الأردني إلى أن بلاده «تقوم بما هو متاح، لكننا ندرك جميعاً أن السبيل الوحيد لإيصال المساعدات هو وقف سياسة التجويع التي تعتمدها إسرائيل في غزة، والسماح بإدخال المساعدات بشكل كامل وكاف لجميع أنحاء القطاع»، مشيراً إلى أنه ثمة مجاعة حقيقية.

بينما شدد الصفدي ونظيره الإسباني على ضرورة تكثيف الجهود للوصول لوقف كامل وفوري لإطلاق النار في غزة، وبما يضمن حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع. وأكد الوزيران ضرورة دعم وكالة «الأونروا»، وقالا إنهما متفقان على أن لا بديل لـ«الأونروا» وعلى أهمية استمرارها في القيام بدورها.

وقال ألباريس إن «الأونروا هي مؤسسة غير قابلة للاستبدال، فهي توفر التعليم لأكثر من 200 ألف طالب، وعشرات الآلاف من الأشخاص ينعمون بالخدمات الصحية التي تقدمها الأونروا، وغيرها من الخدمات».

وأكد الوزير الإسباني موقف بلاده «من أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وتسهيل الدخول غير المشروط للمساعدات الإنسانية، ووقف قتل المواطنين ليس فقط الذين يموتون بسبب القصف والقنابل ولكن أيضاً الذين يموتون بسبب الجوع، وهذا هو ندائي الأول ومطلبي الأول؛ الوقف الفوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن غير المشروط والاحترام غير المشروط للحقوق والمواثيق الدولية والمعاهدات الدولية».

وقال ألباريس: «لا يجوز أن تكون أي مؤسسة أو دولة فوق القانون». وزاد: «أدنت العمليات الإرهابية التي قامت بها حماس، ولكنه منذ ذلك مرت خمسة أشهر منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وعداد الموتى لم يتوقف، نتحدث اليوم عن أكثر من 30500 ضحية، الكثير منهم من الأطفال والنساء؛ هم ليسوا أرقاماً ولن ننساهم، هم أشخاص لهم مشاعر ولهم حياة، وهذا ما يجعل من الوضع غير مطاق على الإطلاق، ويجب وقف هذه المأساة، ويجب أن نعمل سوية على وقفها». وقال: «وقف إطلاق النار الدائم والنهائي يمكن أن نصل إليه إذا قمنا باحترام تطبيق حل الدولتين، وإسبانيا تريد الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام وأكثر من 90 دولة تدعم هذه المبادرة، ونريد أن نجد فلسطين معترفاً بها على مستوى العالم دولة مستقلة ذات سيادة تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل».


مقالات ذات صلة

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

يخيّم شبح هجوم إسرائيلي واسع على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شن ضربات جوية على البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

البرلمان العراقي يستأنف فصله التشريعي بمناقشة التهديدات الإسرائيلية

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
TT

البرلمان العراقي يستأنف فصله التشريعي بمناقشة التهديدات الإسرائيلية

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي

على الرغم من خلو جدول أعمال جلسة البرلمان العراقي المقررة الاثنين من أي بند يتعلق بالضربة الإسرائيلية المحتملة على العراق، أفادت مصادر برلمانية بأن الجلسة ستشهد مناقشة هذا الموضوع في جلسة سرية.

وتسود الأوساط الرسمية والشعبية العراقية مخاوف متزايدة من احتمال وقوع الضربة في أي لحظة، وسط تداول واسع لعشرات الأهداف المحتملة للقصف، ويتبع معظمها فصائل مسلحة، بما في ذلك محطات فضائية مملوكة لهذه الفصائل.

وفي ظل غياب موقف رسمي حكومي واضح حيال التهديدات الإسرائيلية، خاصة بعد المذكرة التي وجهتها إسرائيل إلى الأمم المتحدة والتي تضمنت شكوى ضد العراق، هي الأولى منذ قصف مفاعل «تموز» العراقي عام 1981 خلال الحرب العراقية - الإيرانية؛ صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن التهديدات الإسرائيلية أصبحت أكثر جدية من أي وقت مضى.

البرلمان العراقي الذي استأنف فصله التشريعي قبل أسبوعين عقب انتخاب رئيس جديد له، فشل في عقد جلسة بسبب الخلافات حول ما يُعرف بـ«القوانين الجدلية»، مثل قانون الأحوال الشخصية، وقانون العفو العام، وقضية عائدية العقارات إلى أصحابها الأصليين. إلا أن تصاعد مخاطر التهديدات الإسرائيلية ضد العراق دفع البرلمان إلى عقد جلسة يوم الاثنين، تضمنت بنوداً عادية دون التطرق إلى القوانين الخلافية.

وفي حين لم تتضح بعد طبيعة النقاشات التي سيجريها البرلمان، أو ما إذا كانت ستُتخذ قرارات محددة، أكدت رئاسة البرلمان أن أي قرارات تصدر ستكون داعمة لجهود الحكومة.

صمت على جبهة الفصائل

في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتخاذ قرارات صارمة لحفظ سيادة البلاد، التزمت الفصائل المسلحة الموالية لإيران الصمت منذ أيام. وكان السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، قد أصدر أوامر صارمة بشأن التعامل مع أي ضربات صاروخية قد تنفذها الفصائل المسلحة التي دأبت على توجيه ضربات من الأراضي العراقية نحو إسرائيل.

ووفقاً لتعليمات السوداني، فإن مسؤولية إطلاق أي صاروخ تقع على عاتق القطعات العسكرية الماسكة للأرض، والتي ستتحمل تبعات ذلك.

وبينما يسود الصمت جبهة الفصائل المسلحة، تشير الأوساط السياسية العراقية إلى أن هذا الصمت يأتي بناء على أوامر إيرانية بالتزام الهدوء، خاصة بعدما وضعت إسرائيل إيران على قائمة أهدافها المحتملة في المستقبل القريب، رغم إشارات السلام التي بدأ كبار المسؤولين الإيرانيين بإصدارها.

وقال الباحث في الشأن السياسي الدكتور سيف السعدي لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الحرب والسلم يجب أن يُتخذ ضمن المؤسسات الدستورية وفق المادة (61) من الدستور، عبر تقديم طلب من رئيس مجلس الوزراء وتصويت أغلبية أعضاء البرلمان ومصادقة رئيس الجمهورية، وبالتالي إعلان حالة الطوارئ».

وأضاف السعدي أن «الخطورة تكمن في أن الفصائل المسلحة غير مكترثة بتحذيرات رئيس الوزراء، وسيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة على المدى المنظور، منها قد تكون اغتيالات لشخصيات ومعسكرات ومقرات تابعة لفصائل المقاومة».

وتوقع السعدي أن «يشهد العراق عمليات إسرائيلية قبل نهاية العام؛ مما قد يعقّد الوضع، خاصة أن العراق يقع في محيط إقليمي حساس وملتهب؛ مما سيؤدي إلى ارتدادات كبيرة داخل النظام السياسي العراقي».

وفيما يتعلق باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بحماية النظام السياسي العراقي، أوضح السعدي أن «الاتفاقية تهدف إلى الحفاظ على النظام السياسي وحماية مؤسسات الدولة والديمقراطية في العراق. ومن منظور الولايات المتحدة، تُعتبر الفصائل المسلحة خارج المؤسسات الرسمية؛ مما قد يوفر لإسرائيل مبرراً لضرب العراق بزعم أنها تدافع عن نفسها».

والجدير بالذكر أن فصائل «المقاومة» قد استهدفت إسرائيل خلال شهرَي أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بأكثر من مائة هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة؛ مما دفع الولايات المتحدة للتدخل عدة مرات للوساطة مع الحكومة العراقية بهدف منع الفصائل من توجيه ضربات أخرى إلى إسرائيل.