السعودية تسعى لاستقطاب عدد أكبر من السياح الأوروبيين بعد استقبال نحو مليون منهم العام الماضي

وزير السياحة السعودي ترأس وفداً شارك بجناح كبير في معرض برلين للسياحة

جدة التاريخية وجهة للسياح في غرب السعودية (روح السعودية)
جدة التاريخية وجهة للسياح في غرب السعودية (روح السعودية)
TT

السعودية تسعى لاستقطاب عدد أكبر من السياح الأوروبيين بعد استقبال نحو مليون منهم العام الماضي

جدة التاريخية وجهة للسياح في غرب السعودية (روح السعودية)
جدة التاريخية وجهة للسياح في غرب السعودية (روح السعودية)

شهد معرض برلين للسياحة، الذي استضافته العاصمة الألمانية على مدى 3 أيام، مشاركة عربية واسعة، في عام توقع فيه مجلس السياحة والسفر العالمي أن يكون «عام الازدهار» في السياحة بعد عام من التعافي شهده 2023، إثر 3 سنوات شهدت تراجعاً كبيراً في السياحة بسبب وباء «كورونا».

وشاركت السعودية التي تسعى لجذب أعداد كبيرة إضافية من السياح الأوروبيين، بجناح واسع عرضت فيه منتجاتها التراثية ومقاصدها الثقافية والتاريخية والسياحية مثل العلا والبحر الأحمر. ووقّعت كذلك على عدة اتفاقيات لإضافة رحلات جوية بين دول أوروبية ومدن سعودية.

جناح السعودية عرض منتجاتها التراثية ومقاصدها الثقافية والتاريخية والسياحية (الشرق الأوسط)

وترأس وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب الوفد السعودي للمعرض الأكبر من نوعه في العالم، وزار الجناح حيث اطلع على أقسامه المختلفة وتذوق المنتجات السعودية المعروضة التي كانت تقدم للزوار من حلويات ومأكولات تقليدية وتمور، إضافة إلى منتجات مختلفة.

وضمّ المعرض كذلك سيارة سباق «فورمولا وان» استخدمت في السباق الذي استضافته جدة عام 2021 حيث أتيحت للزوار تجربة قيادتها بالتكنولوجيا الافتراضية.

وقال الوزير الخطيب، خلال جولته في الجناح السعودي، إن المشاركة في المعرض هدفها «ترسيخ مكانة وريادة المملكة على خريطة السياحة العالمية، وتعزيز جهود منظومة السياحة السعودية وشركائها من القطاع الحكومي والخاص، من أجل مواصلة نمو وتطور واستدامة القطاع السياحي السعودي».

رسّخت المشاركة مكانة السعودية وريادتها على خريطة السياحة العالمية (الشرق الأوسط)

وأضاف: «نحن فخورون بتحقيق أحد مستهدفات القطاع السياحي المتناغمة مع (رؤية السعودية 2030)، بالوصول إلى 100 مليون سائح سنوياً، وذلك قبل 7 أعوام من موعدها المقرر، ومعها تم رفع سقف الطموح نحو آفاق جديدة للوصول إلى 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030».

وعبّر الوزير عن فخره «لما تمثله الحفاوة السعودية وثقافة الترحاب وإكرام الضيف المشهودة عن الشعب السعودي الأصيل، وهي واحدة من أهم مقومات السياحة السعودية، التي نسعى لإبرازها وترسيخها في كل الأوقات والوجهات والمنتجات».

وزير السياحة أحمد الخطيب يتوسط المشاركين في جناح السعودية (الشرق الأوسط)

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، فهد حميد الدين، مضي السياحة السعودية قدماً نحو تحقيق المزيد من المنجزات والأرقام القياسية وتوقيع الشراكات الاستراتيجية الهامة، مبيناً أن مشاركة المملكة في النسخة الثانية على التوالي من المعرض شهدت حضور أكثر من 55 شريكاً، وإبرام أكثر من 15 اتفاقية.

وعدّ حميد الدين هذه المشاركة «تجسيداً للالتزام نحو الشركاء التجاريين على مستوى القارة الأوروبية بشكل عام والسوق الألمانية بشكل خاص؛ لتمكينهم من مد جسور التواصل مع المملكة كوجهة سياحية رائدة على مستوى العالم».

وزير السياحة أحمد الخطيب مع رئيس الهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين في زيارة للمعرض (الشرق الأوسط)

إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للسياحة، عبد الله الدخيل، إن المشاركة السعودية هذا العام في المعرض أكبر من العام الماضي حين حازت السعودية على جائزة أفضل جناح من قبل اللجنة المنظمة.

وأضاف: «هذا العام، مع 55 شريكاً، بزيادة بنسبة 15 في المائة في عدد الشركاء مقارنة بالعام الماضي، جئنا لإبرام الصفقات وتوقيع العقود لجلب سياح أكبر من الأسواق الأوروبية».

تمضي السياحة السعودية قدماً نحو تحقيق المزيد من المنجزات والأرقام القياسية (الشرق الأوسط)

وأعلن عن توقيع اتفاق بين طيران «فلاي ناس» وبرلين لإطلاق رحلة جوية مباشرة من العاصمة الألمانية لجدة تبدأ العمل في سبتمبر القادم، إضافة إلى التوقيع مع عدد من الدول الأوروبية «لأن هناك طلباً متزايداً على زيارة السعودية»، بحسب ما قال.

وعدّ الدخيل أن «السعودية حققت أرقاماً مميزة في استقطاب السياح من أوروبا العام الماضي، إذ زارها أكثر من 950 ألف سائح من أوروبا بزيادة 65 في المائة عن عام 2022، ومن ألمانيا تحديداً زيادة بنسبة 61 في المائة».

وأضاف أن هذا «يأتي هذا في وقت احتفلت فيه المملكة باستقبال 100 مليون سائح في عام 2023 وهذا كان هدفنا في العام 2030»، معبراً عن أمل المملكة «باستمرار استقطاب السياح من أوروبا وباقي دول العالم».

وتأتي هذه المشاركة في وقت يشهد فيه القطاع السياحي السعودي نمواً متسارعاً، حيث ارتفع عدد السياح الوافدين بمعدل 56 في المائة في عام 2023، مقارنة بعام 2019، كما أن المملكة ترتبط حالياً بـ36 مدينة أوروبية، ومن المتوقع إطلاق أكثر من 10 مسارات جديدة خلال العام الحالي 2024، وذلك نظير التوسع في الشراكات الاستراتيجية مع أهم شركات الطيران الدولية، ومنها «ITA Airways وLOT Polish».


مقالات ذات صلة

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى المكعب ضمن وجهة المربع الجديد (الشرق الأوسط)

رئيس «المربع الجديد»: توظيف مبادئ الاقتصاد الدائري في تطوير الداون تاون

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «المربع الجديد»، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، مايكل دايك، على التزام الوجهة بتوظيف مبادئ الاقتصاد الدائري.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جناح "بلت الصناعية" في أحد المعارض بالسعودية (موقع الشركة الإكتروني)

شركة تابعة لـ«لدن للاستثمار» السعودية توقع عقداً بـ171 مليون دولار لتنفيذ مشروع «ذا بوينت»

وقعت شركة «بلت الصناعية»، التابعة لـ«لدن للاستثمار» السعودية، عقداً بقيمة 645.66 مليون ريال (171.8 مليون دولار)، لتنفيذ أعمال مشروع «ذا بوينت» بمدينة أبها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحمد الخطيب وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة (الشرق الأوسط)

مع ختام رئاستها المجلس التنفيذي... السعودية تدعو لدعم السياحة العالمية

من المتوقع أن ترتفع مساهمة السياحة مدعومة بزيادة الربط الجوي والطلب في مرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، وتوسع القاعدة السياحية للطبقة المتوسطة في الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (قرطاجنة)
سفر وسياحة التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية».

غازي الحارثي (الرياض)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».