واشنطن تتوعد بمحاسبة الحوثيين على هجوم استهدف سفينة وأوقع ثلاثة قتلى

حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
TT

واشنطن تتوعد بمحاسبة الحوثيين على هجوم استهدف سفينة وأوقع ثلاثة قتلى

حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)

توعدت الولايات المتحدة بـ«محاسبة» الحوثيين بعد مقتل ثلاثة من طاقم سفينة استهدفوها في خليج عدن، في أول ضربة للمتمردين اليمنيين تسفر عن سقوط ضحايا منذ بدء هجماتهم البحرية على خلفية الحرب في غزة، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، في بيان نشرته، اليوم (الخميس)، إنه «تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن والمدعومون من إيران باتجاه سفينة (إم في ترو كونفيدينس)، وهي ناقلة بضائع مملوكة لليبيريا وترفع علم باربادوس، أثناء عبورها لخليج عدن».

وأضافت: «أصاب الصاروخ السفينة، وأبلغ الطاقم متعدد الجنسيات عن مقتل ثلاثة أشخاص، و4 إصابات على الأقل، 3 منهم في حالة حرجة، كما لحقت أضرار جسيمة بالسفينة».

وكان مسؤول أميركي قد نقل، في وقت سابق عن الطاقم، «سقوط قتيلين على الأقلّ و6 جرحى من أفراده وهجر السفينة».

في مانيلا، أكدت وزارة العمالة المهاجرة، اليوم، أن فلبينيين من بين القتلى الثلاثة، مشيرة إلى إصابة اثنين آخرين على الأقل بجروح خطرة.

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً بين حركة «حماس» وإسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

في محاولة ردعهم و«حماية» الملاحة البحرية، تشنّ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 يناير (كانون الثاني). وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق كان آخرها الأحد.

«سنواصل محاسبتهم»

وأكدت واشنطن في أعقاب الضربة الأخيرة، أنها ستواصل استهداف الحوثيين، وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين: «سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته».

وأضاف أن هجمات الحوثيين على السفن «لم تعطّل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤدِّ إلى اضطراب حرية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تعرّض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عدداً منهم».

وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، مشيرين إلى أن مصالح البلدين أصبحت «أهدافاً مشروعة».

وأعلنت البحرية الهندية، على حسابها على منصة «إكس»، اليوم، أن سفينة حربية تابعة لها أنقذت أفراد الطاقم المؤلف من 21 فرداً بينهم هندي واحد وأجلتهم إلى جيبوتي المجاورة، ونشرت مشاهد من عملية الإنقاذ.

وأوضح أحد عناصر الفريق الهندي في الفيديو أنه تمّ إجلاء 8 أشخاص على متن مروحية بينما أُجلي الآخرون بمن فيهم المصابون بجروح خطيرة، عبر قوارب نجاة، ثمّ نُقلوا إلى مستشفيات في جيبوتي.

وأعلن الحوثيون مسؤوليّتهم عن هجوم الأربعاء، مؤكدين أن السفينة أميركية.

وجاء في بيان تلاه المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع أن العملية استهدفت «سفينة TRUE CONFIDENCE الأمريكية في خليجِ عدن، وذلك بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة»، مؤكداً أن الإصابة كانت «دقيقة» وقد أدى ذلك إلى «نشوب حريق فيها».

ورغم إشارة شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري إلى أن السفينة مملوكة لشركة أميركية، فإن المسؤول الأميركي أكد أنها مملوكة لليبيريا.

وأكد الحوثيون أن العملية جاءت «بعدَ رفض طاقم السفينة الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية»، وهي التسمية التي يعتمدها المتمردون لوصف قواتهم البحرية.

ضربات أميركية

وقالت «سنتكوم»، في بيانها، إن هذا «الصاروخ الباليستي المضاد للسفن هو الخامس الذي يقوم الحوثيون بإطلاقه في اليومين الماضيين».

وكان وزير الدفاع في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، اللواء محمد العاطفي، قد حذّر الولايات المتحدة وبريطانيا، الثلاثاء، من أن «القادم سيكون أشد إيلاماً ووجعاً ومتجاوزاً كل التوقعات في المواجهات البحرية».

وفي بيان منفصل، أعلنت «سنتكوم»، فجر اليوم، أنها شنّت ضربات مساء أمس «ضد طائرتين دون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن»، موضحة أنهما كانتا تشكلان «تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة».

وتأتي التطورّات الأخيرة بعد غرق سفينة «روبيمار» التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، السبت، وعلى متنها 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، ما يهدد بالتسبب بكارثة بيئية في البحر الأحمر واليمن، بحسب خبراء.

وتسربت المياه إلى السفينة على مدى 12 يوماً منذ أن أدى هجوم صاروخي نفذه الحوثيون في 18 فبراير (شباط) إلى تضرر هيكلها وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي.

وتؤثر هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12 في المائة من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب أفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع أقلّه.


مقالات ذات صلة

أنقرة تدين هجوم الحوثيين على سفينة شحن تركية

شؤون إقليمية ناقلة نفط في البحر الأحمر (رويترز)

أنقرة تدين هجوم الحوثيين على سفينة شحن تركية

أدانت وزارة الخارجية التركية، اليوم (الأربعاء)، الهجوم الصاروخي الذي شنّه الحوثيون المتحالفون مع إيران على سفينة الشحن ذات الملكية التركية «أناضولو إس».

«الشرق الأوسط» (أنقرة )
العالم العربي خسائر بشرية بصفوف الحوثيين جراء استمرار خروقهم الميدانية (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يشيّدون مقابر جديدة لقتلاهم ويوسّعون أخرى

خصصت الجماعة الحوثية مزيداً من الأموال لاستحداث مقابر جديدة لقتلاها، بالتزامن مع توسيعها لأخرى بعد امتلائها في عدد من مناطق العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مسلحون حوثيون يشاركون في تظاهرة باليمن (د.ب.أ)

«الحوثيون» يعلنون مهاجمة سفينة في البحر الأحمر

أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، الثلاثاء، استهداف سفينة شحن في البحر الأحمر، غداة تقرير من «مركز المعلومات البحرية المشترك» عن انفجارين منفصلين.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

الحوثيون يصعّدون ضد إسرائيل... ولا أضرار مؤثرة

واصل الحوثيون تصعيد هجماتهم باتجاه إسرائيل على الرغم من عدم الإعلان عن تسجيل أي خسائر لهذه العمليات، بالتوازي مع استمرار هجماتهم البحرية ضد السفن.

«الشرق الأوسط» (عدن)

تقرير أميركي: ملامح اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل

انبعثت أعمدة الدخان والنيران من مبنى في اللحظة التي أصاب فيها صاروخ إسرائيلي منطقة الشياح (د.ب.أ)
انبعثت أعمدة الدخان والنيران من مبنى في اللحظة التي أصاب فيها صاروخ إسرائيلي منطقة الشياح (د.ب.أ)
TT

تقرير أميركي: ملامح اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل

انبعثت أعمدة الدخان والنيران من مبنى في اللحظة التي أصاب فيها صاروخ إسرائيلي منطقة الشياح (د.ب.أ)
انبعثت أعمدة الدخان والنيران من مبنى في اللحظة التي أصاب فيها صاروخ إسرائيلي منطقة الشياح (د.ب.أ)

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إقليميين وأميركيين قولهم اليوم (الجمعة)، إن ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل.

وكشفت الصحيفة أن الاتفاق المطروح يتضمن الدعوة لهدنة 60 يوماً، تنسحب خلالها إسرائيل من جنوب لبنان وينسحب مقاتلو «حزب الله» لشمال الليطاني.

كما أشارت إلى أن «اتفاق وقف إطلاق النار يشمل انتشار الجيش اللبناني وبعثة حفظ السلام في المنطقة الحدودية خلال هدنة الـ60 يوماً».

وقال المسؤولون للصحيفة إن الاتفاق يشمل آلية جديدة برئاسة أميركا، لضمان بقاء قوات «حزب الله» وإسرائيل خارج المنطقة الحدودية.

ويأمل المفاوضون في أن تصمد الهدنة 60 يوماً لتتحول إلى دائمة خلال عهد إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.