السودان أمام «أكبر أزمة جوع» في العالمhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4896891-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%AC%D9%88%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
رسم «برنامج الأغذية العالمي»، صورة قاتمة للأوضاع في السودان، محذراً من حدوث أكبر أزمة جوع في العالم، إذا لم توقف الحرب الدائرة في السودان، بين الجيش و«الدعم السريع»، مشيراً إلى أن 25 مليون سوداني ينتشرون في أنحاء البلاد المختلفة وفي تشاد ودولة جنوب السودان، يواجهون قسوة الحياة الناتجة من «ندرة الأغذية»، بينما يعجز البرنامج الأممي عن إيصال المساعدات الطارئة والكافية لهم.
وقالت المديرة التنفيذية لـ«برنامج الأغذية العالمي»، سيندي ماكين، خلال زيارة قامت بها إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، أمس (الأربعاء)، إن خطر كارثة الحرب سيؤدي إلى «أكبر أزمة جوع في العالم» في حال عدم توقف القتال. وأوضحت أن 90 في المائة ممن يواجهون مستويات طارئة من الجوع في السودان، عالقون في مناطق لا يستطيع «برنامج الأغذية العالمي» الوصول إليها، بسبب إلغاء السلطات تصاريح قوافل الشاحنات عبر الحدود من تشاد إلى دارفور.
من جهة ثانية، كشفت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن بلادها تعمل مع بريطانيا لكي يتمكن مجلس الأمن من التعامل مع «المجازر» التي تحصل في السودان، ملمحة إلى جهود لإصدار قرار جديد يطالب بوقف النار مع تشديد حظر إدخال الأسلحة إلى هذا البلد.
وتحدثت المندوبة الأميركية عن التقرير النهائي الذي أصدرته لجنة خبراء الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بعد طول انتظار، واصفة ما يحصل في السودان حالياً بأنه «مجزرة بعد مجزرة بعد مجزرة». وقالت إن «النتائج مثيرة للقلق»، مشيرة إلى أمثلة عن تعرض المستشفيات والمدارس والأسواق والمباني الحكومية والأصول الإنسانية للنهب، معظمها على أيدي مقاتلي «قوات الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها، فضلاً عن «تعرض النساء والفتيات، وبعضهن لا يتجاوز عمرهن 14 عاماً، للاغتصاب من قبل عناصر من (الدعم السريع)»، التي وضعت «قناصة على الطريق الرئيسية في مرافق التخزين التابعة لبرنامج الأغذية العالمي».
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي السودانية إلى «ساحة نزال لفظي عنيف» في الذكرى السادسة لثورة 19 ديسمبر (كانون الأول) التي أنهت حكم البشير بعد 30 عاماً في السلطة.
احتضنت العاصمة الموريتانية نواكشوط، اجتماعاً تشاورياً بين المنظمات متعددة الأطراف الراعية لمبادرات السلام في السودان، في إطار مساعي توحيد هذه المبادرات.
وزيرا داخلية تونس والجزائر خلال جلسة عمل بتونس (الخارجية التونسية)
كثف وزيرا الداخلية التونسية خالد النوري، ووزير الخارجية محمد علي النفطي، خلال الأيام القليلة الماضية، مشاوراتهما مع مفوضية الاتحاد الأوروبي ومع عدد من المسؤولين في كل من الجزائر وإيطاليا.
وأعلنت وزارتا الداخلية التونسية والجزائرية عقد جلسة عمل بتونس، الجمعة، بين وزيري داخلية البلدين، خالد النوري وإبراهيم مراد، وعدد من مساعديهما، شملت بالخصوص المستجدات الأمنية، وملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، وتنسيق الشراكة بين مؤسسات الوزارتين وتأمين الحدود.
كما أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن استقبال الوزير النوري لمندوب الاتحاد الأوروبي في تونس، غوساب ييروني «بطلب منه»، أي بطلب من الجانب الأوروبي. وكشف الجانب التونسي أن المحادثات شملت ملف الشراكة بين تونس وأوروبا، بما في ذلك ملفا الهجرة والتنسيق الأمني.
جاءت هذه التحركات بعد أيام من زيارة قام بها وزير الداخلية التونسي إلى إيطاليا، وتنظيمه جلسات عمل مع نظيره الإيطالي، ماتيو بيانتدوزي، وعدد من مساعديه بمقر وزارة الداخلية الإيطالية. وكشف البلاغ الرسمي التونسي أن المحادثات شملت ملفات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين وزارتي داخلية البلدين، خصوصاً الجهود المشتركة للتصدي للهجرة غير النظامية، ومكافحة الاتجار بالمهاجرين، والعمل على «تأمين عودتهم الطوعية لبلدانهم الأصلية، في إطار حلول تنموية دائمة بالشراكة مع دول المنطقة».
* مضاعفات المستجدات في سوريا وليبيا
بالتوازي مع ذلك، أعلنت «الخارجية التونسية» تكثيف مشاوراتها مع الاتحاد الأوروبي وبعض العواصم المغاربية، حيث أجرى وزير الخارجية محمد علي النفطي، محادثات مع المفوضة الأوروبية لشؤون منطقة البحر الأبيض المتوسط، دبارفكا سويكا، كما عقد جلسة عمل مع الأمين العام للاتحاد المغاربي، السفير طارق بن سالم، شملت «الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة».
وسبق أن أجرى الوزير النفطي، خلال الأسابيع القليلة الماضية، سلسلة مقابلات مع نظيره الجزائري، أحمد عطاف، كما أجرى اتصالات مع عدد من كبار المسؤولين في ليبيا والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والمشرق العربي، في سياق «دعم تونس سياسة خارجية وشراكات متعددة الأطراف».
وتزامنت هذه التحركات، رفيعة المستوى، بين كبار المسؤولين في تونس والجزائر وروما وبروكسل، مع المتغيرات السياسية والأمنية والعسكرية في سوريا وليبيا، بعد تسرب تقارير عن نقل آليات عسكرية ثقيلة من القواعد الروسية في سوريا إلى ليبيا، وعن مناورات عسكرية تركية جديدة قرب السواحل الليبية والتونسية.
تحذيرات الرئيس التونسي
قبل أيام، قام الرئيس التونسي قيس سعيد بزيارة عمل مطولة للمؤسسات الأمنية والسياسية في المحافظات الحدودية التونسية - الليبية، خصوصاً لمنطقة بن قردان، وولاية مدنين الحدودية المجاورة لبوابة «رأس جدير»، التي تعد أكبر بوابة برية تربط تونس وليبيا، ويستخدمها ملايين المسافرين سنوياً من عدة بلدان.
وخلال هذه الزيارة، تحدث الرئيس سعيد عن ملفات الأمن والحرب على الإرهاب والتهريب، ووجه «تحذيرات شديدة اللهجة للمتآمرين على تونس»، داعياً إلى «الوحدة الوطنية». وتوقف بالمناسبة عند نجاح بعض المواطنين بالاشتراك مع قوات الجيش والأمن، قبل أعوام، في صد هجوم شنته مجموعة إرهابية مسلحة مقبلة من ليبيا، وكادت تسيطر على المنطقة، حسب قوله.
في غضون ذلك، أكدت مصادر تونسية وجزائرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط»، أنه من المقرر عقد مؤتمر قمة ثلاثية (تونسية - جزائرية - ليبية) قريباً في العاصمة الليبية طرابلس، بهدف «دعم متابعة التنسيق الأمني والسياسي بين البلدان الثلاثة»، الذي أسفر عن عقد قمتين بين رؤسائها في كل من الجزائر وتونس في النصف الأول من العام الحالي.