احتفالات أسطورية قبل زفاف نجل أغنى رجل في آسيا (صور)

بحضور مشاهير وأثرياء من حول العالم

الملياردير موكيش أمباني وزوجته نيتا وبينهما الابن أنانت (ريلاينس غروب - أ.ب)
الملياردير موكيش أمباني وزوجته نيتا وبينهما الابن أنانت (ريلاينس غروب - أ.ب)
TT

احتفالات أسطورية قبل زفاف نجل أغنى رجل في آسيا (صور)

الملياردير موكيش أمباني وزوجته نيتا وبينهما الابن أنانت (ريلاينس غروب - أ.ب)
الملياردير موكيش أمباني وزوجته نيتا وبينهما الابن أنانت (ريلاينس غروب - أ.ب)

يتوافد رجال أعمال من جميع أنحاء العالم ورؤساء دول، وكذلك نجوم هوليوود وبوليوود على مدينة جامناغار الصغيرة بغرب الهند، منذ يوم الجمعة، حيث بدأ رجل الأعمال الهندي الملياردير موكيش أمباني احتفالات قبل زفاف كبير لنجله الأصغر.

ومن المتوقع أن تقام الاحتفالات لمدة 3 أيام قبل الزفاف المقرر بعد 4 أشهر من الحفل.

وتشمل قائمة الضيوف للاحتفالات ما يقرب من 1200 شخص ومنهم نجمة البوب ريهانا، وبيل غيتس، ومارك زوكربيرغ، وسندر بيتشا، وإيفانكا ترمب، ومن مشاهير بوليوود شاروخان.

وتتجه الأنظار لأنانت أمباني (28 عاماً)، وخطيبته راديكا ميرشانت (29 عاماً)، ومن المقرر عقد قرانهما في يوليو (تموز) المقبل. وراديكا هي ابنة فيرين ميرشانت الرئيس التنفيذي لشركة «إنكور هيلث كير بي في تي إل تي دي»، ورائدة الأعمال شايلا فيرين ميرشانت.

النجم الهندي شاروخان خلال احتفالات ما قبل زفاف ابن رجل الأعمال الهندي الملياردير موكيش أمباني (أ.ب)

وتتواكب مثل هذه الاحتفالات مع تقاليد عائلة أمباني المتمثلة في الحفلات الفخمة والمبالغ فيها.

من موكيش أمباني والذي يعد أغنى رجل في آسيا؟

يعد أمباني (66 عاماً) عاشر أغنى رجل في العالم بثروة صافية تبلغ 115 مليار دولار، وفقاً لمجلة «فوربس». وتعد شركة «ريلايانس إندستريز» عبارة عن تكتل ضخم يبلغ إيراداته السنوية أكثر من 100 مليار دولار، وتتعدد أنشطته بين البتروكيماويات والنفط والغاز والاتصالات وتجارة التجزئة، وفق ما أورد تقرير لوكالة «أسوشيتد برس».

ويملك أمباني شركة «ريلاينس» - التي أسسها والده في عام 1966 - واليوم، لديها أكثر من 420 مليون مشترك، وتقدم خدمات الجيل الخامس للجوال. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أبرمت شركة «ديزني» صفقة بقيمة 8.5 مليار دولار لدمج أعمالها في الهند مع شركة «ريلاينس إندستريز» التابعة لشركة أمباني، لتشكيل تكتل إعلامي جديد.

إيفانكا ترمب وزوجها غاريد كوشنر (يمين) في احتفال ما قبل زفاف ابن رجل الأعمال الهندي الملياردير موكيش أمباني (أ.ب)

وتمتلك عائلة أمباني، من بين أصول أخرى، مبنى سكنياً خاصاً مكوناً من 27 طابقاً، اسمه أنتيلا، بقيمة مليار دولار في مومباي. يحتوي على 3 مهابط لطائرات الهليكوبتر، ومرأب يتسع لـ 160 سيارة، ومسرح سينمائي خاص، وحوض سباحة، ومركز للياقة البدنية.

مارك زوكربيرغ وزوجته بريسيلا تشان في حفل ما قبل زفاف أنانت أمباني نجل موكيش أمباني في جامناغار (أ.ب)

يقول منتقدو أمباني إن شركته ازدهرت بشكل رئيسي بسبب العلاقات السياسية خلال حكومات حزب المؤتمر في السبعينات والثمانينات، وبعد ذلك في ظل حكم رئيس الوزراء ناريندرا مودي بعد عام 2014. ويقولون إن «رأسمالية المحسوبية» في الهند ساعدت بعض الشركات، مثل شركة أمباني، على الازدهار.

مارك زوكربيرغ مع ابن الملياردير الهندي موكيش أمباني أنانت وخطيبته راديكا ميرشانت (أ.ب)

وبدأ موكيش أمباني (66 عاماً) بتمرير القيادة إلى ولديه وابنته. الابن الأكبر، أكاش أمباني، هو الآن رئيس مجلس إدارة شركة «ريلاينس جيو»؛ بينما تشرف ابنته إيشا على البيع بالتجزئة؛ أما أصغرهم، أنانت - الذي سيتزوج في يوليو - فقد انضم إلى قطاع الطاقة الجديد.

«الحفلات الباهظة» تخصص أمباني

وفي عام 2018، عندما تزوجت ابنته، تصدر أمباني عناوين الأخبار بسبب الاحتفالات الكبرى، مع أداء نجمة البوب بيونسيه في احتفالات ما قبل الزفاف. وفي ذلك الوقت، كان وزيرا الخارجية الأميركيان السابقان هيلاري كلينتون وجون كيري من بين أولئك الذين التقوا بالمشاهير الهنود ونجوم بوليوود في مدينة أودايبور بغرب الهند.

بيل غيتس وباولا هورد خلال احتفالات ما قبل زفاف ابن رجل الأعمال الهندي الملياردير موكيش أمباني (أ.ب)

وفي وقت لاحق من ذلك العام، احتفل الزوجان إيشا أمباني وأناند بيرامال، رسمياً بخطوبتهما على بحيرة كومو الخلابة في إيطاليا. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2018، تزوجا في مقر إقامة أمباني في مومباي.

بذخ حفل ما قبل الزفاف

وتقدم حفلة ما قبل الزفاف التي تستمر 3 أيام لمحة عن البذخ المتوقع في حفل زفاف يوليو.

تحتفل عائلة أمباني بهذه المناسبة في مسقط رأس العائلة في جامناغار - وهي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة، وتقع في جزء شبه صحراء من ولاية جوجارات - حيث يوجد لديهم أيضًا مصفاة النفط الرئيسية للشركة.

أكاش أمباني وأنانت أمباني ابنا موكيش أمباني رئيس شركة «ريلاينس إندستريز» يقفان مع شلوكا ميهتا أمباني زوجة أكاش وراديكا ميرشانت ابنة رجل الصناعة فيرين ميرشانت خلال احتفالات ما قبل الزفاف (رويترز)

ومن المتوقع أن يرتدي الضيوف ملابس على طراز الغابة لزيارة مركز إنقاذ الحيوانات الذي يديره العريس أنانت. ويضم المركز الذي تبلغ مساحته 3000 فدان (نحو 1200 هكتار) والمعروف باسم «فانتارا» أو «نجمة الغابة» حيوانات تعرضت للإساءة والجرح والمهددة بالانقراض، خصوصاً الأفيال.

وتنص الدعوة أيضاً على أن الضيوف سيبدأون كل يوم بقواعد لباس جديدة و «لوحة إلهام» توضح قواعد الزي لكل يوم من أيام الحفل الثلاثة وجيش من مصففي الشعر وفناني الماكياج ومصممي الملابس الهندية في فندقهم لمساعدتهم على الاستعداد. وستكون هناك أيضاً احتفالات هندوسية تقليدية في مجمع المعابد.

إيفانكا ترمب في احتفال ما قبل زفاف ابن رجل الأعمال الهندي الملياردير موكيش أمباني (أ.ب)

وسيجري تقديم 500 طبق للضيوف، الذين يصل كثير منهم على متن طائرات مستأجرة من إعداد نحو 100 طاهٍ.

من اليسار إلى اليمين نجوم بوليوود أمير خان وسلمان خان وشاروخان وهم يؤدون في حفل ما قبل زفاف نجل الملياردير موكيش أمباني (أ.ب)

وتشمل قائمة الضيوف أيضاً رئيس وزراء قطر محمد بن جاسم آل ثاني، وستيفن هاربر، رئيس الوزراء الكندي السابق؛ وملك بوتان جيغمي خيسار نامغيال جيغمي وزوجته الملكة جيتسون بيما.

ونظمت عائلة أمباني، يوم الأربعاء، خدمة طعام مجتمعية لـ 51 ألف شخص يعيشون في القرى المجاورة.


مقالات ذات صلة

مودي وبوتين يعلنان اتفاقية تعاون اقتصادي تصل إلى 100 مليار دولار

آسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدثان خلال الجلسة العامة لـ«منتدى الأعمال الروسي الهندي» في نيودلهي (د.ب.أ)

مودي وبوتين يعلنان اتفاقية تعاون اقتصادي تصل إلى 100 مليار دولار

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته الرسمية إلى الهند، استمرار بلاده في تزويد نيودلهي بالنفط رغم العقوبات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
تحليل إخباري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدثان خلال قمة منظمة شنغهاي (رويترز)

تحليل إخباري القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

تُشكل زيارة بوتين إلى نيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع شركائها التقليديين.

رائد جبر (موسكو)
الاقتصاد بائعة تُظهر عملةً فضيةً لزبون في «يوم دانتيراس» وهو يوم ميمون لشراء الذهب والفضة في غواهاتي (أ.ب)

سجّلت مستويات قياسية... هل تواصل الفضة ارتفاعها رغم أزمة الإمدادات؟

تشهد أسواق الفضة، التي يُطلق عليها غالباً لقب «معدن الشيطان»؛ بسبب تقلبها الشديد، مرحلة صعود استثنائية هذا العام، مسجلةً مستويات قياسية جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار الروبية الهندية يظهر داخل مقر بنك الاحتياطي الهندي في مومباي (رويترز)

الهند تراجع قيود مشتقات العملات لوقف نزوح التداول إلى الخارج

تجري هيئات الرقابة الهندية محادثات لمراجعة القيود الصارمة المفروضة على عقود مشتقات العملات المتداولة في البورصات، في محاولة لإنعاش السوق.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد رجل ينظّف ألواحاً في محطة للطاقة الشمسية بالهند (إكس)

الهند تقلّص من مشروعات الطاقة الشمسية

تعاني شبكة الطاقة الهندية من استيعاب زيادة بألواح الطاقة الشمسية، ما أدى إلى مزيد من الخفض الذي يهدد بناء أنظمة الطاقة المتجددة، ويؤكد الحاجة إلى تخزين الطاقة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.