السجن لمسعف أميركي على خلفية وفاة شاب أسود أثناء توقيفه

الممرض بيتر تشيكونياك مطرقاً بعد صدور الحكم بالعقوبة (أ.ب)
الممرض بيتر تشيكونياك مطرقاً بعد صدور الحكم بالعقوبة (أ.ب)
TT

السجن لمسعف أميركي على خلفية وفاة شاب أسود أثناء توقيفه

الممرض بيتر تشيكونياك مطرقاً بعد صدور الحكم بالعقوبة (أ.ب)
الممرض بيتر تشيكونياك مطرقاً بعد صدور الحكم بالعقوبة (أ.ب)

حُكم على مسعف حقن شابا أسود بمادة الكيتامين بينما كانت الشرطة الأميركية تثبته بالقوة، بالسجن خمس سنوات الجمعة.

ودين الممرض بيتر تشيكونياك في ديسمبر (كانون الأول) بتهمة القتل بسبب الإهمال الجنائي وحقن أدوية بشكل غير قانوني، على خلفية وفاة إيلايجا ماكلين، الشاب الأعزل البالغ 23 عاما، والذي توفي بعد أيام على عراك مع الشرطة في كولورادو.

وتعرض الشاب لأزمة قلبية في سيارة الإسعاف في اللحظات التي أعقبت توقيفه بالقوة.

وتعود الحادثة إلى أغسطس (آب) 2019 عندما استجابت شرطة مدينة أورورا لاتصال بشأن رجل أسود «مثير للشبهات» يتصرف «بطريقة غربية» في الشارع ويضع قناع تزلج.

وقالت عائلة ماكلين في وقت لاحق لوسائل الإعلام إنه ذهب لشراء شاي مثلج، وكثيرا ما كان يضع قناع التزلج ليبقيه دافئا لأنه كان مصابا بفقر الدم.

وقال أحد الشرطيين إن ماكلين الذي كان أعزل، حاول سحب سلاح شرطي آخر، دون تقديم أي أدلة على ذلك.

وتعارك مع الشرطين وبينما كانوا يحاولون توقيفه، قام المسعف تشيكونياك وزميله جيريمي كوبر بحقنه بالكيتامين.

خلال المحاكمة قال فريق الدفاع عن المسعفين إن موكليهما اتبعا البروتوكول المتعلق بحقن دواء، الذي أقرته سلطات كولورادو لأشخاص في «حالة اضطراب».

ورد المدعون بالقول إنهما تجاهلا تدريباتهما على التعامل مع مرضى في حالة توتر.

شينين ماكلين والدة الضحية خارج قاعة المحكمة في برايتون بولاية كولورادو (أ.ب)

وقبيل الحكم عليه الجمعة قال تشيكونياك لشينين ماكلين إنه «آسف حقا» لوفاة ابنها. وأضاف «أتمنى أن أقول للسيدة ماكلين إن إيلايجا سيكون بخير لكنني لا أستطيع»، بحسب شبكة «سي بي إس» الإخبارية.

وتابع «لا يمكننا إنقاذ الجميع. أتمنى لو ينسى ذهني الأشياء التي رأتها عيناي في السنوات الـ18 الماضية»، مؤكدا أن «إيلايجا سيبقى في ذهني إلى الأبد، مع الآخرين جميعهم».

وجاءت وفاة ماكلين قبل أشهر من مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس في مايو (أيار) 2020، ما أثار تظاهرات على مستوى البلاد نددت بعنصرية الشرطة وعنفها.

وساهمت حملة دعمها مشاهير في إجراء تحقيق خاص وُجه فيه الاتهام في نهاية المطاف إلى ثلاثة من عناصر الشرطة، إلى جانب المسعفَين.

وفي يناير (كانون الثاني) تمت تبرئة اثنين من عناصر الشرطة، بينما حكم على الثالث بالسجن لمدة 14 شهراً.

ومن المقرر أن يصدر الحكم على كوبر، المسعف الآخر الذي دين في ديسمبر مع تشيكونياك، في أبريل (نيسان)، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

العثور على المخرج روب راينر وزوجته مقتولين بطعنات في لوس أنجليس

يوميات الشرق روب راينر وميشيل راينر يحضران حفل توزيع الميداليات تكريماً للفائزين بجوائز مركز كيندي السنوية السادسة والأربعين في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن العاصمة في 2 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)

العثور على المخرج روب راينر وزوجته مقتولين بطعنات في لوس أنجليس

عُثر على جثمان المخرج والممثل الأميركي روب راينر وزوجته ميشيل مقتولين في منزل بلوس أنجليس يملكه راينر، حسبما أفاد مسؤول في سلطات إنفاذ القانون الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
شؤون إقليمية أوقفت السلطات التركية رئيس التحرير ومقدم البرامج في قناة «خبر تورك» محمد عاكف إرصوي لاتهامه بتشكيل منظمة إجرامية للمخدرات والأعمال المنافية للآداب (من حسابه في «إكس»)

فضيحتان تهزان الشارع التركي وتفجّران جدلاً على الساحة السياسية

هزّت فضيحتان متعاقبتان في الوسط الإعلامي والبرلمان الشارع التركي بقوة، وأثارتا حالة من الجدل على الساحة السياسية وردود فعل غاضبة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا الميليشياوي أحمد الدباشي (العمو) (حسابات ليبية موثوثة)

ليبيا: اشتباكات واسعة في صبراتة تنهي أسطورة «العمو»

طوت ليبيا صفحة أسطورة الميليشياوي أحمد الدباشي، المعروف بـ«العمو»، والمطلوب دولياً في قضايا اتجار بالبشر والمخدرات، بعد إعلان مقتله إثر اشتباكات واسعة.

علاء حموده (القاهرة)
أفريقيا حافلة مدرسية تقف أمام فصول دراسية فارغة في مدرسة بولاية النيجر في نيجيريا (رويترز) play-circle

نيجيريا تنقذ 100 طفل اختطفوا من مدرسة كاثوليكية

قالت جماعة مسيحية، الاثنين، إن الحكومة النيجيرية أنقذت 100 تلميذ جرى اختطافهم الشهر الماضي من مدرسة كاثوليكية، في واحدة من أكبر عمليات الاختطاف الجماعي بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
الولايات المتحدة​ صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)

اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

ألقت سلطات الهجرة الأميركية القبض على أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة هارفارد هذا الأسبوع، بعد أن اعترف باستخدامه بندقية خرطوش خارج كنيس يهودي في ماساتشوستس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟

جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)
جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)
TT

هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟

جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)
جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)

مع اقتراب الموعد النهائي في التاسع عشر من الشهر الحالي، تواصل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التحضيرات لنشر الملفات والوثائق المتعلقة بشبكة الاتجار الجنسي التي أدارها رجل الأعمال جيفري إبستين، وسط شكوك حول ما إذا كانت الإدارة ستحاول إبقاء بعض التفاصيل الخاصة بعلاقات إبستين بكبار الشخصيات طي الكتمان، وما إذا كان سيجري نشر هذه الوثائق دفعة واحدة أم على دفعات.

وتتضمن الوثائق المنتظر نشرها مجموعة واسعة من المعلومات، وهي نحو 95 ألف صورة لإبستين وأصدقائه، إضافة إلى وثائق مالية سلمها بنكا «جي بي مورغان» و«دويتشه بنك»، وتسلط مزيداً من الضوء على الشؤون المالية لإبستين، إضافة إلى قائمة اتصالاته المعروفة باسم كتابه الأسود، وبعض سجلات الرحلات الجوية لطائرته الخاصة، ومقطع فيديو مراقبة لوقت وفاته في السجن، والعديد من رسائل البريد الإلكتروني ورسائل التهنئة بعيد الميلاد، ودعوات الحفلات، وشهادات بعض ضحايا إبستين.

وأصدر الكونغرس قانون «شفافية ملفات إبستين» الذي وقّع عليه الرئيس ترمب في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للكشف عن هذه الوثائق بعد أشهر من الضغوط المتزايدة من المشرعين ومن أنصار الرئيس نفسه، الذين يرون في نشر تلك الوثائق فرصة لكشف «مؤامرات الديمقراطيين»؛ حيث يُصرّ الجمهوريون على أن الكشف سيُثبت تورط شخصيات بارزة من الديمقراطيين في ملفات إبستين.

ويُلزم القانون الحكومة الأميركية بنشر جميع الملفات المتعلقة بقضية إبستين وشريكته غيلاين ماكسويل (التي تقضي 20 عاماً في السجن) وسجلات رحلاته، وتفاصيل وملابسات وفاته عام 2019، والأشخاص والكيانات التجارية المرتبطة بأنشطته الإجرامية.

صورة تُظهر الرئيس السابق بيل كلينتون (وسط) رفقة إبستين (على اليمين) وغيسلين ماكسويل (الثانية يميناً) (أ.ف.ب)

استثناءات لحجب المعلومات

يوفر القانون استثناءات لحجب بعض المعلومات مثل التي تكشف هوية الضحايا، أو صور تتعلق بالاعتداءات، أو المعلومات التي تعرض تحقيقاً فيدرالياً جارياً للخطر. ويتخوف المحللون والخبراء من أن إدارة ترمب قد تستغل هذه الاستثناءات، لا سيما تلك المتعلقة بوجود تحقيقات فيدرالية جارية، لحجب بعض المعلومات وبعض الوثائق، خصوصاً أن وزارة العدل فتحت تحقيقاً جديداً في علاقة إبستين بشخصيات ديمقراطية بارزة بينهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والخبير الاقتصادي لاري سامرز.

وقد أشعل موت جيفري إبستين في زنزانته بنيويورك في 10 أغسطس (آب) 2019 - قبل أيام من محاكمته بتهم الاتجار الجنسي بالقاصرات - موجة من نظريات المؤامرة. ورغم تأكيدات السلطات الأميركية انتحاره شنقاً، فقد انتشرت نظريات مؤامرة تشير إلى أنه تم قتله للتستر على تورط شخصيات نافذة في عالم السياسة والأعمال والترفيه. وقد تم اتهام إبستين بالاعتداء الجنسي على أكثر من 100 امرأة العديد منهن قاصرات، واعتُقل في عام 2019 بتهمة الاتجار بالجنس قبل وفاته في السجن.

ويخشى الديمقراطيون من التلاعب بالملفات قبل موعد النشر الرسمي بحلول يوم الجمعة، وقاموا بنشر صور جديدة تظهر إبستين مع الرئيس السابق بيل كلينتون ومع ملياردير التكنولوجيا بيل غيتس والمخرج السينمائي وودي ألن، وصديق ترمب المقرب، ستيف بانون، وأيضاً الرئيس ترمب إلى جانب عدد من النساء اللاتي تم إخفاء وجوههن.

وكثيراً ما نفى الرئيس ترمب الذي كان أيضاً شخصية بارزة في أوساط النخبة في نيويورك آنذاك، أي علم له بسلوك إبستين الإجرامي، وأكد مراراً أن العلاقة بينهما انقطعت قبل وقت طويل من بدء التحقيق معه من قبل السلطات.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفقة امرأة مجهولة الهوية في صورة وزعتها إدارة تركة المدان بالاعتداء الجنسي جيفري إبستين بتاريخ 12 ديسمبر (رويترز)

ما الذي ستكشفه الوثائق؟

لا يزال مدى ما يُتوقع الكشف عنه في هذه الوثائق غير واضح، خصوصاً بعدما أعلنت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي في مذكرة صدرت في يوليو (تموز)، بعد مراجعة أكثر من 300 غيغابايت من البيانات، أنهما لم يعثرا على أي أدلة جديدة تبرر نشر وثائق إضافية. وعند إصدار هذه الاستنتاجات التي أشعلت عاصفة من الجدل داخل معسكر مؤيدي ترمب، أكدت السلطات القضائية انتحار إبستين، وصرحت بأنها لم تعثر على «قائمة عملاء» لشبكة اتجار بالجنس كان يديرها، ولا على «أدلة موثوق بها تثبت ابتزازه لشخصيات نافذة»، لكن حتى من دون تبعات قانونية، قد تُحرج هذه الوثائق المتوقعة العديد من الشخصيات البارزة، لا سيما في عالم الأعمال والسياسة والترفيه، ممن كانوا ضمن دائرة إبستين.


إلهان عمر: توقيف ابني على أيدي سلطات «الهجرة» يعكس تصعيداً تمييزياً في سياسات ترمب

النائبة إلهان عمر (أرشيفية- رويترز)
النائبة إلهان عمر (أرشيفية- رويترز)
TT

إلهان عمر: توقيف ابني على أيدي سلطات «الهجرة» يعكس تصعيداً تمييزياً في سياسات ترمب

النائبة إلهان عمر (أرشيفية- رويترز)
النائبة إلهان عمر (أرشيفية- رويترز)

تجددت حدة التوتر بين النائبة الديمقراطية إلهان عمر والرئيس الأميركي دونالد ترمب، على خلفية سياسات تشديد الهجرة، بعدما كشفت إلهان عمر أن عملاء من دائرة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) أوقفوا ابنها خلال حملة أمنية موسعة في ولاية مينيسوتا.

وقالت النائبة ذات الأصول الصومالية، إن ابنها البالغ من العمر 20 عاماً أُوقف يوم السبت الماضي من قبل عناصر الهجرة، وطُلب منه إبراز وثائق هويته، قبل أن يُسمح له بالمغادرة. وأضافت أن الواقعة جاءت في سياق الحملة نفسها التي انتقدتها علناً خلال الأسابيع الماضية.

وفي مقابلة مع برنامج «WCCO Sunday Morning»، أوضحت إلهان عمر أن ابنها كان قد توقف للتسوق في متجر «تارغت» حين جرى توقيفه، مشيرة إلى أنه أبرز جواز سفره فور الطلب. وأكدت أن ابنها يحرص دائماً على حمل وثائقه الرسمية، متهمة عناصر الهجرة بممارسة «التمييز العنصري» خلال تنفيذ عمليات التوقيف في الولاية.

كما أشارت إلى حادثة سابقة قالت إن عملاء من «ICE» دخلوا خلالها إلى مسجد في مينيسوتا خلال أداء الصلاة؛ حيث كان ابنها وعدد من المسلمين موجودين، قبل أن يغادروا من دون تنفيذ أي اعتقالات.

ويُعد المجتمع الصومالي في مينيسوتا من بين الفئات الأكثر تأثراً بإجراءات إدارة ترمب المتشددة حيال الهجرة، ولا سيما بعد تكثيف نشاطات «ICE» ضمن عملية أُطلق عليها اسم «مترو سيرج» (Metro Surge). وكان ترمب قد أثار جدلاً واسعاً بتصريحات وصف فيها مهاجرين صوماليين بعبارات مسيئة، معتبراً أنهم «دمَّروا البلاد».

ووفق معطيات رسمية، أسفرت العملية عن أكثر من 400 حالة اعتقال في مينيسوتا خلال الشهر الحالي، في حين أكد متحدث باسم «ICE» لشبكة «إن بي سي نيوز» أن الحملة لا تستهدف المهاجرين الصوماليين على وجه الخصوص.

وفي رسالة وجهتها الجمعة الماضية، اتهمت إلهان عمر وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ومدير «ICE» تود ليونز، باستخدام «مستوى فاضح من القوة غير الضرورية» خلال تنفيذ العملية. واعتبرت أن الحملة جاءت، في نظرها: «رداً مباشراً على التصريحات العنصرية للرئيس ترمب بشأن الصوماليين، وبشأني شخصياً».

وكان ترمب قد صعَّد هجومه في الآونة الأخيرة على النائبة إلهان عمر، مطالباً بـ«طردها فوراً من الولايات المتحدة»، ومكرراً مزاعم قديمة ثبت بطلانها بشأن زواجها، في إطار انتقادات لاذعة لوجودها السياسي ومواقفها من ملف الهجرة.

وردَّت إلهان عمر على تلك الهجمات بوصف ترمب بأنه «إحراج وطني»، معتبرة أن تصعيد خطابه المعادي للمهاجرين يهدف إلى صرف الأنظار عن حالة عدم اليقين التي يعيشها الاقتصاد الأميركي.

وقالت في ختام حديثها: «عندما يعجز عن تقديم إنجازات اقتصادية حقيقية، يلجأ إلى إعادة تدوير أكاذيب عنصرية وبغيضة».


بعد مماطلة طويلة... إدارة ترمب تستعد لنشر وثائق إبستين

صورة وزعتها لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي تُظهر الرئيس ترمب مع جيفري إبستين وقد نشرها الديمقراطيون في اللجنة في واشنطن (رويترز)
صورة وزعتها لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي تُظهر الرئيس ترمب مع جيفري إبستين وقد نشرها الديمقراطيون في اللجنة في واشنطن (رويترز)
TT

بعد مماطلة طويلة... إدارة ترمب تستعد لنشر وثائق إبستين

صورة وزعتها لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي تُظهر الرئيس ترمب مع جيفري إبستين وقد نشرها الديمقراطيون في اللجنة في واشنطن (رويترز)
صورة وزعتها لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي تُظهر الرئيس ترمب مع جيفري إبستين وقد نشرها الديمقراطيون في اللجنة في واشنطن (رويترز)

من المرتقب أن تنشر الإدارة الأميركية بحلول الجمعة، ما يُعرف بـ«ملف إبستين»، بعد أشهر من التأجيل، استجابة لضغوط من الكونغرس ومطالب متكررة من أنصار الرئيس دونالد ترمب.

أثارت وفاة جيفري إبستين الذي عُثر عليه مشنوقاً في زنزانته بنيويورك في 10 أغسطس (آب) 2019 قبل محاكمته بتهم اعتداء جنسي، موجة من نظريات المؤامرة التي تحدث مطلقوها خصوصاً عن تعرّضه للقتل بهدف التستر على فضيحة تورطت فيها شخصيات بارزة.

وبعد حملة انتخابية وعد فيها بكشف حقائق مثيرة، فاجأ الرئيس الجمهوري دونالد ترمب مؤيديه بحثهم على تجاوز القضية التي وصفها بأنها «خديعة» دبرها خصومه الديمقراطيون. ولكن، لعجزه عن منع الكونغرس من إقرار تشريع يهدف إلى تعزيز الشفافية في القضية، اضطر دونالد ترمب إلى توقيعه ليصبح قانوناً في 19 نوفمبر (تشرين الثاني). ويمنح هذا القانون الحكومة 30 يوماً لتنفيذه، حتى 19 ديسمبر (كانون الأول) كحد أقصى.

ويُلزم القانون وزارة العدل بنشر جميع الوثائق غير السرية التي بحوزتها والمتعلقة بالممول الراحل المتحدر من نيويورك، وشريكته غيلاين ماكسويل التي تمضي عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما، وجميع الأفراد المتورطين في الإجراءات القانونية.

تشمل هذه الوثائق تلك المتعلقة بالإجراءات التي أدت إلى إدانة جيفري إبستين عام 2008 في فلوريدا (جنوب شرقي الولايات المتحدة)، حيث حُكم عليه بالسجن لأكثر من عام بقليل بموجب اتفاقية إقرار بالذنب مخففة للغاية، بالإضافة إلى لائحة الاتهام الفدرالية التي وُجهت إليه عام 2019 في نيويورك بتهم أكثر خطورة تتعلق بالاتجار الجنسي بالأطفال.

وتشمل أيضاً جميع الكيانات، الخاصة والعامة، المرتبطة بأنشطة جيفري إبستين، بما في ذلك الأنشطة غير الجنائية، فضلاً عن خطط الطيران وقوائم الركاب وسجلات أخرى لجميع المركبات التي كان يمتلكها.

لا «قوائم عملاء» ولا ابتزاز

ولا يزال مدى ما يُتوقع الكشف عنه في هذه الوثائق غير واضح، خصوصاً بعدما أعلنت وزارة العدل و«مكتب التحقيقات الفيدرالي» في مذكرة صدرت في يوليو (تموز)، بعد مراجعة أكثر من 300 غيغابايت من البيانات، أنهما لم يعثرا على أي أدلة جديدة تبرر نشر وثائق إضافية.

عند إصدار هذه الاستنتاجات التي أشعلت عاصفة من الجدل داخل معسكر مؤيدي ترمب، أكدت السلطات القضائية انتحار جيفري إبستين، وصرحت بأنها لم تعثر على «قائمة عملاء» لشبكة اتجار بالجنس كان يديرها، ولا على «أدلة موثوقة تثبت ابتزازه لشخصيات نافذة».

لكن حتى من دون تبعات قانونية، قد تُحرج هذه الوثائق المتوقعة العديد من الشخصيات البارزة، لا سيما في عالم الأعمال والسياسة والترفيه، ممن كانوا ضمن دائرة الممول. ومن بين هؤلاء دونالد ترمب الذي كان شريكاً لجيفري إبستين لفترة طويلة حتى انقطعت علاقتهما في العقد الأول من القرن الحالي.

لطالما نفى الملياردير الذي كان أيضاً شخصية بارزة في أوساط النخبة في نيويورك آنذاك، أي علم له بسلوك إبستين الإجرامي، ويؤكد أن العلاقة بينهما انقطعت قبل وقت طويل من بدء التحقيق معه من السلطات. وقد تُشكك هذه الوثائق في هذا التسلسل الزمني للأحداث.

قبل أسبوع من انتهاء المهلة، نشر مشرعون ديمقراطيون الجمعة مجموعة جديدة من الصور تُظهر إبستين مع الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون ورجال أعمال ناجحين مثل بيل غيتس وريتشارد برانسون، والمخرج وودي آلن. كما يظهر دونالد ترمب في الصور، إلى جانب نساء أُخفيت وجوههن.

صورة من المجموعة الشخصية لجيفري إبستين والتي قدمها الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب بتاريخ 12 ديسمبر 2025... الرئيس ترمب (في الوسط) وهو يقف مع مجموعة من النساء يرتدين أكاليل الزهور (أ.ف.ب)

وعلقت ناطقة باسم البيت الأبيض قائلة: «لقد قدّمت إدارة ترمب لضحايا إبستين أكثر مما قدمه أي ديمقراطي على الإطلاق، من خلال نشر آلاف الصفحات من الوثائق والمطالبة بإجراء تحقيقات جديدة مع أصدقاء إبستين الديمقراطيين».

من جانبهم، يشعر الديمقراطيون بالقلق إزاء احتمال التلاعب بالملف قبل نشره. لذا، دعا عضوان ديمقراطيان في مجلس الشيوخ في رسالة مفتوحة إلى المفتش العام لوزارة العدل، إلى إجراء «تدقيق مستقل» في غضون شهر، لضمان عدم «التلاعب أو الإخفاء».