الفصائل الفلسطينية تتفق في موسكو على «مسار مشترك لمواجهة العدوان»

تأكيد لمرجعية منظمة التحرير وحكومة موحدة في الضفة والقطاع واتفاق على جولات حوار مقبلة

فلسطينيون يصلّون الجمعة اليوم قرب أنقاض مسجد دمّرته إسرائيلي في رفح (رويترز)
فلسطينيون يصلّون الجمعة اليوم قرب أنقاض مسجد دمّرته إسرائيلي في رفح (رويترز)
TT

الفصائل الفلسطينية تتفق في موسكو على «مسار مشترك لمواجهة العدوان»

فلسطينيون يصلّون الجمعة اليوم قرب أنقاض مسجد دمّرته إسرائيلي في رفح (رويترز)
فلسطينيون يصلّون الجمعة اليوم قرب أنقاض مسجد دمّرته إسرائيلي في رفح (رويترز)

أسفرت جولة الحوارات الفلسطينية التي استضافتها العاصمة الروسية على مدى يومي الخميس والجمعة عن صدور بيان مشترك حدّد أولويات التحرك المقبلة للفلسطينيين، وشكّل خطوة مهمة على طريق تعزيز حوارات استعادة الوحدة الفلسطينية، ووضع آليات مشتركة لمواجهة المرحلة التي وصفت بأنها الأصعب والأكثر خطورة.

وأنهت الفصائل الفلسطينية، الجمعة، جولة الحوار التي جرت وفقاً للمصادر التي تحدثت معها «الشرق الأوسط» في أجواء «إيجابية للغاية» ولم تشهد توترات خلافاً للقاءات مماثلة في السابق. وتم تنظيم اللقاء استجابة لدعوة وجّهتها موسكو التي رعت المناقشات من دون أن تتدخل في تفاصيلها.

ولعب مدير معهد الاستشراق الروسي، فيتالي نعومكين، دور الميسّر في الجلسات، التي حضرتها كل الفصائل الفلسطينية المنضوية في إطار منظمة التحرير والفصائل الأخرى التي ما زالت غير ممثلة فيها.

ومنذ لحظة افتتاح الجلسات كان ملاحظاً حرص الأطراف على إبداء قدر واسع من المرونة والتعاون في النقاشات، وطرحت كل الفصائل تقريباً أوراق عمل تم إعدادها لتسهيل الحوار، بدت في مجملها قريبة من حيث المضمون، وتضمنت بنوداً تؤكد على أولوية وقف العدوان الإسرائيلي وتسهيل دخول المساعدات العاجلة، وعلى رأسها احتياجات مثل مستلزمات الإيواء للنازحين وتوفير المواد الطبية والغذاء، وتوفير آليات لنقل الحالات الحرجة للعلاج في الخارج. كما ركّزت الأوراق المقدمة على رفض جماعي للطروحات الإسرائيلية حول «اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب في غزة.

وحملت المناقشات تفاهمات أوسع من المتوقع، وهو أمر عكسه صدور بيان ختامي مشترك كانت توقعات برزت خلال اليوم الأول للحوار أنه قد لا يتم التوافق بشأنه.

حي الزيتون بمدينة غزة وآثار الحرب الإسرائيلية بادية على أبنيته اليوم الجمعة (رويترز)

لكن صدور البيان والأبعاد السياسية التي حملها عكست تطوراً مهماً، وصفه بعض المشاركين بأنه «مؤشر مهم إلى روح المسؤولية العالية التي سيطرت على النقاشات وساعدت فيها مواقف الأطراف المجتمعة». وبين العناصر الرئيسية التي شكّلت نقلة في الحوارات الفلسطينية الإشارة المباشرة في البيان وخلال النقاشات إلى منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، علماً بأن هذه كانت نقطة مثار نقاشات في جولة سابقة أسفرت عن عدم صدور بيان مشترك.

وحدّد البيان أولويات التحرك الفلسطيني المشترك في تسعة بنود ركزت على التصدي للعدون الإسرائيلي وحرب الإبادة التي شنّتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني بدعم ومساندة من الإدارة الأميركية، ومقاومة ووقف محاولات التهجير والعمل على فك الحصار عن قطاع غزة والضفة الغربية، والتأكيد على مقاومة الاستيطان ومنع محاولات إسرائيل لتكريس احتلال أو سيطرة عسكرية في القطاع، ورفض أي محاولات لفصل القطاع عن الضفة، وتقديم الإسناد الكامل للأسرى وتأكيد أولوية السعي للإفراج عنهم بكل الطرق.

شكّلت هذه الأولويات استجابة فلسطينية جماعية هي الأولى من نوعها منذ اندلاع حرب غزة للتحديات المتزايدة والضغوط الممارسة على الفلسطينيين. كما أن الشق المتعلق بآليات عملية للتحرك المقبل بما في ذلك على صعيد تشكيل حكومة فلسطينية موحدة شغل حيزاً من المناقشات.

وقال لـ«الشرق الأوسط» نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، فهد سليمان: إن أجواء اللقاء «كانت إيجابية للغاية»، وبرز «حرص من جميع الأطراف على الخروج بنتائج محددة، وأن يصدر بيان في ختام الجولة يعبّر عن رؤية جماعية لسبل مواجهة العدوان الإسرائيلي».

وزاد أن موسكو بذلت جهداً مهماً لتسيير الحوارات؛ لذلك «قرر الحاضرون توجيه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعكس التقدير للموقف الروسي».

رسالة المشاركين في اجتماعات الفصائل الفلسطينية في موسكو إلى الرئيس فلاديمير بوتين (الشرق الأوسط)

وزاد سليمان أن الأهمية السياسية للرسالة تكمن في الإشارة التي تضمنتها إلى جولات حوار مقبلة سوف تنعقد في موسكو للبحث في آليات دفع مسار الوحدة الفلسطينية ووضع الخطوات الإجرائية المشتركة لتنفيذ ذلك.

ورأى سليمان أن بين نتائج الجولة البالغة الأهمية التأكيد على مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكداً أن موقف حركة «حماس» تميز بالإيجابية حيال هذا التأكيد.

وأكد أن التفاهمات نصت على ضرورات وقف النار وفتح المعابر والممرات وإدخال كل ما يلزم لتلبية احتياجات المرافق الصحية والخدمية. كما تم التأكيد على أهمية تشكل حكومة موحدة في الضفة والقطاع بمرجعية موحدة، على أن تضطلع الحكومة بمسؤولياتها في الضفة والقطاع خلافاً لفكرة تشكيل حكومة تصريف أعمال مدنية من دون صلاحيات.

ورأى المسؤول الفلسطيني أن أهمية الإنجاز الذي تحقق في موسكو تكمن في كون الاجتماعات «خرجت بنتائج سياسية ملموسة للتعامل مع القضايا المباشرة والداهمة التي يواجهها الشعب الفلسطيني حالياً»، معرباً عن ثقة بأن «الجولات المقبلة من الحوار سوف تتناول الملفات السياسية المهمة وبينها الآليات العملية لتحويل منظمة التحرير الفلسطينية إلى إطار يضم كل الأطراف».

وكان لافتاً أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التقى الوفود المشاركة في مستهل الجولة الحوارية وحثّها على بذل كل الجهود لتجاوز مرحلة الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني. وقال لافروف للحاضرين: إن «معالجة الوضع الداخلي في أيديكم»، ملاحظاً أن بعض الأطراف تقول إنه «لا توجد جهة فلسطينية موحدة لإجراء حوارات معها».

وجدد الوزير موقف بلاده حول أن «قيام دولة فلسطين السبيل الوحيد لإحلال السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)

وزاد: «ما يحدث في غزة يؤكد بشكل واضح ما حذّرنا منه جميع شركائنا في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، إن تكرار المواجهات الواسعة النطاق واندلاع العنف في المنطقة سيتكرر حتماً، حتى نتمكن معاً من خلال جهود مشتركة من معالجة السبب الجذري لهذا الصراع الطويل الأمد». وأضاف: «ويكمن الحل في إقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ويجب أن يمارس الفلسطينيون حقهم في إقامة دولة داخل حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية».

وتابع: «هذا المسار عادل للطرفين ويستند إلى القانون الدولي، وهو وحده الذي يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم في المنطقة».

نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو

البيان المشترك الصادر عن اجتماعات الفصائل الفلسطينية في موسكو (الشرق الأوسط)

«تعبّر الفصائل الفلسطينية المجتمعة في مدينة موسكو، عن شكرها وتقديرها للقيادة الروسية على استضافتها لاجتماعاتها، وعلى موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، وتؤكد في ظل ما يتعرض له شعبنا من عدوان صهيوني إجرامي، على الروح الإيجابية البناءة التي سادت الاجتماع، واتفقت على أن اجتماعاتها ستسمر في جولات حوارية قادمة للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وأكدت الفصائل على توافقها على المهمات الملحة أمام الشعب الفلسطيني ووحدة عملها من أجل تحقيقها، وأرود البيان البنود التي تم الاتفاق عليها:

1- التصدي للعدوان الإسرائيلي الإجرامي وحرب الإبادة الجماعية التي تُشنّ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس بدعم ومساندة ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية.

2- مقاومة ووقف وإفشال محاولات التهجير من أرض فلسطين خصوصاً في قطاع غزة أو في الضفة الغربية والقدس، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان والتوسع الاستيطاني وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

3- العمل على فك الحصار الهمجي في قطاع غزة والضفة الغربية وإيصال المساعدات الإنسانية والحيوية والطبية دون قيود أو شروط.

4- إجبار الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من قطاع غزة ومنع محاولات تكريس احتلاله أو سيطرته على أي جزء من قطاع غزة بحجة مناطق عازلة، وسائر الأراضي المحتلة، والتمسك بوحدة الأراضي الفلسطينية كافة وفق القانون الأساسي.

5- رفض أي محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس في إطار المساعي لسلب الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الحرة المستقلة كاملة السيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس وفقاً للقرارات الدولية.

6- دعم وإسناد الصمود البطولي لشعبنا المناضل ومقاومته في فلسطين وحرصها على إسناد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وخصوصاً في القدس، ومقاومته الباسلة، لتجاوز الجراح والدمار الذي سبّبه العدوان الإجرامي، وإعمار ما دمّره الاحتلال، ودعم عائلات الشهداء والجرحى وكل من فقد بيته وممتلكاته ومصادر رزقه.

7- التصدي لمؤامرات الاحتلال وانتهاكاته المستمرة ضد المسجد الأقصى المبارك، واعتداءاته على حرية العبادة في شهر رمضان الفضيل ومنع المصلين من الوصول إليه، والإصرار على مقاومة أي مس بالمسجد الأقصى ومدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

8- الإسناد الكامل للأسرى والأسيرات في السجون الذين يتعرضون لمختلف أشكال التعذيب والقمع، والتصميم على أولوية بذل كل جهد ممكن من أجل تحريرهم.

9- التأكيد على حماية وكالة الغوث الدولية ودورها الحيوي في رعاية اللاجئين الفلسطينيين حتى تحقيق عودتهم، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194.

10- توجه الفصائل الفلسطينية التحية لدولة جنوب أفريقيا على دعمها للشعب الفلسطيني ودورها الأساس في رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جريمة الإبادة الجماعية.

الفصائل الفلسطينية المجتمعة في موسكو

1 مارس 2024»


مقالات ذات صلة

مخاوف فلسطينية من «أهداف أخرى» للرصيف البحري الأميركي قبالة غزة

المشرق العربي تظهر هذه الصورة المقدمة من القيادة المركزية الأميركية (CENTOCOM) والتي تم التقاطها في 16 مايو 2024 جنود الجيش الأميركي المعينين في لواء النقل السابع (الاستكشافي) وبحارة البحرية الأميركية المكلفين بكتيبة البناء البرمائية 1 وقوات الدفاع الإسرائيلية تنصب رصيفاً عائماً على ساحل غزة (أ.ف.ب)

مخاوف فلسطينية من «أهداف أخرى» للرصيف البحري الأميركي قبالة غزة

مع بدء تدفق المساعدات عبر رصيف بحري أقامته الولايات المتحدة قبالة ساحل قطاع غزة، أبدى فلسطينيون شكوكاً إزاء وجود أهداف أخرى للميناء العائم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون في قطاع غزة اليوم (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

غارات إسرائيلية على مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم في جباليا

أفاد تلفزيون فلسطين اليوم (السبت) بسقوط 15 قتيلاً و30 مصاباً جراء غارات إسرائيلية على مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دبابة إسرائيلية بالقرب من جباليا في قطاع غزة أول من أمس (إ.ب.أ)

«كتائب القسام» تعلن قتلها 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح

أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (السبت)، «الإجهاز» على 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح جنوب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة )
المشرق العربي أم تحمل طفلها في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم السبت، أنه «لم يبق شيء تقريباً لتوزيعه في قطاع غزة».

«الشرق الأوسط» (نيويورك - غزة)
الولايات المتحدة​ الدكتور عمار غانم، متخصص في وحدة العناية المركزة من ديترويت ومتطوع مع الجمعية الطبية السورية الأميركية في أحد آخر المستشفيات العاملة في غزة، (الثاني من اليمين)، يقف في خان يونس، غزة، مع طبيب فلسطيني واثنين من الأميركيين الآخرين الأطباء المتطوعون في المستشفى الأوروبي العام حيث يتواجدون منذ أوائل شهر مايو. وقد حوصرت مجموعة من 35 طبيباً أجنبياً في مهمة تطوعية للمساعدة في المستشفى (أ.ب)

3 أطباء أميركيين اختاروا البقاء في غزة... و17 غادروا

قال البيت الأبيض أمس الجمعة إن مجموعة من الأميركيين العاملين في المجال الطبي غادروا قطاع غزة بعد أن حوصروا في المستشفى الذي كانوا يقدمون فيه خدماتهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

مخاوف فلسطينية من «أهداف أخرى» للرصيف البحري الأميركي قبالة غزة

تظهر هذه الصورة المقدمة من القيادة المركزية الأميركية (CENTOCOM) والتي تم التقاطها في 16 مايو 2024 جنود الجيش الأميركي المعينين في لواء النقل السابع (الاستكشافي) وبحارة البحرية الأميركية المكلفين بكتيبة البناء البرمائية 1 وقوات الدفاع الإسرائيلية تنصب رصيفاً عائماً على ساحل غزة (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة المقدمة من القيادة المركزية الأميركية (CENTOCOM) والتي تم التقاطها في 16 مايو 2024 جنود الجيش الأميركي المعينين في لواء النقل السابع (الاستكشافي) وبحارة البحرية الأميركية المكلفين بكتيبة البناء البرمائية 1 وقوات الدفاع الإسرائيلية تنصب رصيفاً عائماً على ساحل غزة (أ.ف.ب)
TT

مخاوف فلسطينية من «أهداف أخرى» للرصيف البحري الأميركي قبالة غزة

تظهر هذه الصورة المقدمة من القيادة المركزية الأميركية (CENTOCOM) والتي تم التقاطها في 16 مايو 2024 جنود الجيش الأميركي المعينين في لواء النقل السابع (الاستكشافي) وبحارة البحرية الأميركية المكلفين بكتيبة البناء البرمائية 1 وقوات الدفاع الإسرائيلية تنصب رصيفاً عائماً على ساحل غزة (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة المقدمة من القيادة المركزية الأميركية (CENTOCOM) والتي تم التقاطها في 16 مايو 2024 جنود الجيش الأميركي المعينين في لواء النقل السابع (الاستكشافي) وبحارة البحرية الأميركية المكلفين بكتيبة البناء البرمائية 1 وقوات الدفاع الإسرائيلية تنصب رصيفاً عائماً على ساحل غزة (أ.ف.ب)

مع بدء تدفق المساعدات عبر رصيف بحري أقامته الولايات المتحدة قبالة ساحل قطاع غزة، أبدى فلسطينيون شكوكاً إزاء وجود أهداف أخرى للميناء العائم الذي بدأ الأميركيون تشييده قبل ما يقرب من شهرين، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

الفلسطيني مسعد شملخ النازح من ذات المنطقة التي أقيم فيها الرصيف البحري بمدينة غزة إلى مخيم النصيرات في وسط القطاع، يعتبر أن أهالي غزة بحاجة ماسة إلى كل مساعدة يمكن أن تصلهم خلال هذه المرحلة من أي جهة، وبأي وسيلة برية أو بحرية أو جوية مع استمرار الحرب الإسرائيلية الشعواء التي أودت بحياة ما يزيد على 35 ألف فلسطيني.

وبينما يرى شملخ، الأب لطفلين، أن المساعدات التي بدأت في الوصول يوم الخميس عبر الرصيف البحري يمكن أن تخفف قليلاً من حاجات النازحين التي تزايدت بعد إغلاق إسرائيل معبري رفح وكرم أبو سالم بسبب العمليات العسكرية في رفح قبل أكثر من عشرة أيام، فإنه يعتقد أيضاً أن ما يأتي من أميركا وحليفتها إسرائيل يجب أن يكون محل شك وتوجس.

يخشى الفلسطينيون من أن يكون الرصيف البحري مقدمة لعملية تهجير (وكالة أنباء العالم العربي)

ولا يستبعد شملخ (34 عاماً) أن يكون الرصيف البحري مقدمة لما هو أخطر من مجرد المساعدات، مشيراً إلى عملية التهجير التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها كأحد أهداف الحرب، على حد قوله.

وقال شملخ لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «مطلوب يقظة فلسطينية كبيرة، لأن أميركا تشارك إسرائيل في الحرب علينا، وتقدم لها كل أشكال الدعم، وبالتأكيد هذا الميناء سيكون جزءاً من هذا الدعم، أما الحديث عن الأبعاد الإنسانية فيبدو غير حقيقي رغم حاجتنا إليه».

وفي حين أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة عدم وجود تنسيق مع أي جهة حكومية بشأن الرصيف البحري، فإنه أبدى ترحيبه بكل أشكال المساعدة التي تصل إلى القطاع، مشيراً إلى أنه لن يتم منع أي جهة من القيام بذلك في ظل الظروف الإنسانية المروعة التي تسببت فيها الحرب لنحو 2.3 مليون فلسطيني في القطاع الساحلي الضيق.

وفي المقابل، شكك الثوابتة في النيات الأميركية وراء إنشاء الرصيف البحري «كونها (الولايات المتحدة) منخرطة بشكل كامل في الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وتمد الاحتلال الإسرائيلي بمائتي ألف قنبلة ليكون الفلسطينيين ضحايا السلاح الأميركي».

وتمتد الشكوك إلى السيطرة على مصادر الغاز في البحر المتوسط

وقال الثوابتة: «نرحب بالمساعدات، وبوجود ممر بحري لغزة مع العالم، لكن لدينا تخوفات كبيرة وكثيرة، وعدم ثقة بالولايات المتحدة، لأنه إن كانت لديها رغبة في دعمنا، فالأولى الضغط على الاحتلال لإعادة فتح 11 معبراً مع غزة».

وأضاف: «غزة بحاجة لألف شاحنة مساعدات يومية لوقف التجويع، وتوفير احتياجات النازحين خلال الحرب، ولن يقدم هذا الرصيف سوى القليل، فالأسرع فتح المعابر».

وأشار مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن الرصيف البحري: «قد يكون مقدمة لعملية تهجير تساهم فيها الإدارة الأميركية لصالح إسرائيل»، مؤكداً ضرورة فتح المعابر للمساعدات والأفراد في ظل وجود 22 ألف مصاب ومريض بحاجة إلى السفر للعلاج خارج القطاع.

ويؤكد المحلل السياسي عاهد فروانة أنه لا يساور أي فلسطيني أي شك في أن إسرائيل تبحث عن وسيلة يمكن من خلالها تنفيذ هدفها «الحقيقي والاستراتيجي» من وراء الحرب، وهو تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، على حد قوله.

وبينما أوضح فروانة أن اللجوء إلى ممر بحري يكون عادة في ظل استحالة استخدام الممرات البرية، قال إنه في حالة قطاع غزة «هناك معابر ميسرة وسهلة، وتحتاج فقط لقرار إسرائيلي لإعادة عملها». وأشار إلى أن ذلك يؤكد أن هذه الخطوة التي كلفت الإدارة الأميركية 320 مليون دولار لا يمكن أن تقتصر على الأهداف الإنسانية فحسب.

ولفت إلى أن الشكوك تمتد إلى السيطرة على مصادر الغاز في البحر المتوسط، فضلاً عن تعزيز محاولات إسرائيل نفض يدها من المسؤولية المدنية تجاه الفلسطينيين في القطاع لتبقي سيطرتها العسكرية والأمنية من دون أي تكاليف.

وقال فروانة: «يصر الاحتلال على إخلاء مسؤوليته المدنية وإبقاء مسؤوليته العسكرية، وبالتالي هو يتجه لعدم تشغيل معابره مع غزة بانتظام، واللجوء إلى جهات دولية وممر بحري ليكون العالم هو المسؤول عن توفير متطلبات حياة الغزيين وليست إسرائيل».

وأضاف: «لا ننسى الأهداف الخاصة بفصل غزة عن الكيان الفلسطيني بالضفة الغربية، وهو هدف أساسي لدى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لإفشال أي مشروع سياسي لإقامة دولة فلسطينية، وذلك عبر إبعاد أي وجود فلسطيني رسمي بالقطاع، وتحميل مسؤوليته لإدارة دولية».

واعتبر فروانة أن موقع الرصيف البحري قبالة القاعدة العسكرية التي يقيمها الجيش الإسرائيلي ويوسعها بشكل مستمر لعزل شمال القطاع عن جنوبه يعكس إمكانية إطالة أمد الحرب، وتعزيز وجود إسرائيل العسكري في غزة.

وقالت حركة «حماس» في بيان إن أي طريق لإدخال المساعدات بما في ذلك الرصيف البحري ليس كافياً لتلبية الاحتياجات الإنسانية، ولن يكون بديلاً عن فتح كافة المعابر البرية تحت إشراف فلسطيني.

وكانت الأمم المتحدة قد بدأت في تسلم المساعدات القادمة عبر الرصيف البحري، ونقلها في شاحنات إلى مخازنها في خان يونس بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي للسماح لها بانتقال الشاحنات الفارغة من جنوب القطاع إلى شماله، وعودتها محملة إلى الجنوب.

وشوهدت سفن كثيرة في المنطقة المقام فيها الرصيف البحري قبالة ساحل مدينة غزة والمنطقة العسكرية التي دشنها الجيش الإسرائيلي لتكون فاصلاً بين وسط وجنوب القطاع، وبين مدينة غزة وشمال القطاع.


غارات إسرائيلية على مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم في جباليا

جنود إسرائيليون في قطاع غزة اليوم (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة اليوم (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية على مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم في جباليا

جنود إسرائيليون في قطاع غزة اليوم (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة اليوم (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

أفاد تلفزيون فلسطين اليوم (السبت) بسقوط 15 قتيلاً و30 مصاباً جراء غارات إسرائيلية على مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

من جهته، أشار تلفزيون الأقصى، نقلاً عن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في جباليا تسببت في دمار هائل إذ تم تدمير نحو 300 منزل بشكل كامل.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قالت أمس إن قوات إسرائيلية تعمل في مخيم جباليا للاجئين وصفت القتال الدائر هناك بأنه أعنف قتال واجهه الجيش منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ونقلت الصحيفة عن القوات الإسرائيلية قولها إن القتال في جباليا شديد جداً، وإن هناك «مقاومة كبيرة» من حركة «حماس».

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم أن «جيش الاحتلال قصف مدخل أحد مراكز الإيواء في مخيم جباليا، واستهدف المواطنين الذين حاولوا العودة لمنازلهم داخل المخيم، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، نُقل معظمهم إلى مستشفى (كمال عدوان)».

وأضافت الوكالة أن «الوضع الإنساني داخل المخيم الذي يتعرض لقصف متواصل منذ أيام كارثي، في ظل الحصار المفروض على العائلات التي ما زالت داخله، وفي ظل شح مقومات الحياة من طعام ومياه وأدوية، فيما لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول للمخيم وانتشال الجثامين والإصابات من داخله، ما ينذر بكارثة حقيقية».

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قالت أمس إن قوات إسرائيلية تعمل في مخيم جباليا للاجئين وصفت القتال الدائر هناك بأنه أعنف قتال واجهه الجيش منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

ونقلت الصحيفة عن القوات الإسرائيلية قولها إن القتال في جباليا شديد جداً، وإن هناك «مقاومة كبيرة» من حركة «حماس».


«كتائب القسام» تعلن قتلها 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح

دبابة إسرائيلية بالقرب من جباليا في قطاع غزة أول من أمس (إ.ب.أ)
دبابة إسرائيلية بالقرب من جباليا في قطاع غزة أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

«كتائب القسام» تعلن قتلها 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح

دبابة إسرائيلية بالقرب من جباليا في قطاع غزة أول من أمس (إ.ب.أ)
دبابة إسرائيلية بالقرب من جباليا في قطاع غزة أول من أمس (إ.ب.أ)

أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (السبت)، «الإجهاز» على 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح جنوب غزة.

وقالت «القسام»، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) على منصة «إكس» اليوم: «تمكن مجاهدونا من الإجهاز على 15 جندياً صهيونياً بعد اقتحام مجموعة قسامية لمنزل تحصن فيه عدد كبير من الجنود واشتبكوا معهم من مسافة الصفر، وبعدها فجّر مجاهدونا عبوة مضادة للأفراد في منطقة حي التنور شرق مدينة رفح جنوب القطاع».

وأشارت إلى «استهداف دبابة صهيونية من نوع (ميركفاه 4) بقذيفة (الياسين 105) في نفس المنطقة»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية في شرق مدينة رفح، يوم الاثنين قبل الماضي، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات شن عملية عسكرية في المدينة التي يوجد بها قرابة 1.5 مليون فلسطيني نزحوا من أنحاء القطاع جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أوردت الوكالة أن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل اجتياحها مخيم جباليا لليوم السابع؛ إذ تجدد القصف المدفعي على المناطق الغربية لمخيم جباليا عند الساعة 9:30 بالتوقيت المحلي صباح اليوم. وأوردت وكالة «صفا» أنه لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع الطواقم الطبية من الوصول للقتلى في الشوارع منذ أيام.


الأمم المتحدة: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

أم تحمل طفلها في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)
أم تحمل طفلها في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

أم تحمل طفلها في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)
أم تحمل طفلها في مخيم مؤقت برفح (أ.ف.ب)

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم السبت، أنه «لم يبق شيء تقريباً لتوزيعه في قطاع غزة».

ونقلت وكالة «معاً» الفلسطينية عن المكتب قوله، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «وضع المياه والصرف الصحي يتدهور بسرعة، ومع حظر دخول المساعدات، لا يمكن للسكان اللجوء إلا إلى استخدام الأنقاض والنفايات لسد احتياجاتهم».

كانت القوات الإسرائيلية احتلت في السابع من الشهر الحالي الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، وأوقفت تدفق المساعدات إلى القطاع، فيما تواصل منذ أسبوعين تقريباً إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي مدينة رفح، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية، والطبية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة.


إطلاق نار كثيف وانفجارات جنوب غرب مدينة غزة

جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)
TT

إطلاق نار كثيف وانفجارات جنوب غرب مدينة غزة

جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (ا.ف.ب)

قال المركز الفلسطيني للإعلام إن أصوات إطلاق نار كثيف وانفجارات دوت في جنوب غرب مدينة غزة في شمال القطاع صباح اليوم السبت.

وأضاف المركز أن اشتباكات ضارية تدور أيضاً بين الفصائل والقوات الإسرائيلية في مخيم جباليا بشمال القطاع، حيث تواصل القوات الإسرائيلية عملية عسكرية منذ عدة أيام.

وفي رفح جنوب قطاع غزة، تعرضت مناطق جنوب وشرق مدينة رفح لقصف مدفعي مكثف وهجمات بطائرات الهليكوبتر.

كما استهدفت غارة إسرائيلية منطقة الفراحين شرق بلدة عبسان الكبيرة في خان يونس.

وفي وقت سابق، قال تلفزيون الأقصى إن شخصين قُتلا مساء أمس جراء استهداف طائرات إسرائيلية لمنزل بوسط رفح.

كما أطلقت طائرات إسرائيلية عدة صواريخ صوب مدرسة فيصل بن فهد غرب مخيم جباليا، مما أدى لمقتل مواطن وإصابة آخرين.


معارك غزة تحتدم مع بدء تشغيل «الميناء الأميركي»

صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
TT

معارك غزة تحتدم مع بدء تشغيل «الميناء الأميركي»

صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)

بدأت أولى الشاحنات المحمّلة مساعدات جرى نقلها إلى الميناء الأميركي العائم قبالة غزة، توزيع حمولاتها في القطاع المحاصر، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنَّ قتالاً يدور في جباليا شمال القطاع «ربما يكون الأكثر ضراوة» في المنطقة منذ بدء هجومه البري في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

في هذه الأجواء، يشعر المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنَّهم استنفدوا فرص إقناع تل أبيب بتبني رؤية واشنطن حول كيفية إنهاء الحرب في غزة، وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، وصار الجانبان أكثر تباعداً من أي وقت مضى.

وأفيد، الجمعة، بأنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على البحث عن بديل لخطته التي تتضمن فرض حكم عسكري على القطاع، وذلك بسبب تقرير للجيش يُظهر أنَّ حكماً عسكرياً سيكلف نحو 5.4 مليار دولار في السنة، بالإضافة إلى خسائر بشرية.


تطوّر «تكتيكي» في عمليات «حزب الله»

جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
TT

تطوّر «تكتيكي» في عمليات «حزب الله»

جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)

تشهد المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل تصعيداً غير مسبوق مع تسجيل تطوّر «تكتيكي» في عمليات الحزب اللبناني، لكن ذلك يبقى، كما يبدو، «تحت سقف الحرب الواسعة».

وسُجّل، في الساعات الماضية، عمليتا اغتيال في مناطق بالعمق اللبناني؛ الأولى في الجنوب بقضاء صيدا، والثانية في البقاع على الطريق الدولية التي تصل لبنان بسوريا.

وأدت الغارة الأولى إلى مقتل عنصر في «حزب الله» وطفلين سوريين، في حين استهدفت الغارة الثانية في مجدل عنجر مسؤولاً في «كتائب القسام»، وفق ما أشارت المعلومات المتوافرة. وردّ «حزب الله» على الاغتيالات، بعمليات عدة، استهدفت إحداها، عبر هجوم جوي بالمُسيّرات الانقضاضية، مقر كتيبة ‏المدفعية في جعتون، وأخرى قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري بـ50 صاروخ ‏كاتيوشا.

ويبدو التصعيد، الذي تشهده الجبهة الجنوبية اللبنانية، متوقعاً، وفق ما يرى خبراء، مع تأكيدهم أن ذلك سيبقى تحت «سقف الحرب الواسعة» لأسباب مرتبطة بالقرارين الأميركي والإيراني المعارضين لتوسعها.


أسلحة جديدة يستخدمها «حزب الله» في هجماته على إسرائيل... ما هي؟

صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
TT

أسلحة جديدة يستخدمها «حزب الله» في هجماته على إسرائيل... ما هي؟

صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)

يعلن «حزب الله» اللبناني بين الحين والآخر عن أسلحة جديدة في نزاعه مع إسرائيل، كان آخرها الخميس، مسيّرة تطلق صواريخ قبل الانقضاض على أهدافها استخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد قبل 7 أشهر، فما أبرز هذه الأسلحة الجديدة؟

مسيّرات هجوميّة مسلّحة

وأعلن «حزب الله»، الخميس، تنفيذ عملية «بمسيّرة هجوميّة مسلّحة» مزوّدة بصاروخين من طراز «إس - 5» على موقع عسكري في المطلة في إسرائيل، قبل أن تنفجر. ونشر مقطع فيديو يوثّق تحليق المسيّرة باتجاه الموقع حيث توجد دبابات، ولحظة إطلاقها الصاروخين ثم انفجارها.

مواصفات الصاروخ «إس - 5» (وسائل إعلام تابعة لـ«حزب الله»)

وهي المرّة الأولى التي يعلن فيها الحزب استخدام سلاح مماثل منذ بدء تبادل القصف مع إسرائيل غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل وحركة «حماس». وقال الجيش الإسرائيلي إن 3 جنود أصيبوا، الخميس، جراء انفجار المسيّرة.

وذكرت تقارير وزّعها إعلام «حزب الله» أن وزن الرأس الحربي للمسيرة يتراوح بين 25 و30 كيلوغراماً من المواد شديدة الانفجار.

ويقول المحلّل العسكري العميد المتقاعد خليل حلو لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن أهمية هذه المسيّرة هي في قدرتها على شنّ هجمات من داخل الأراضي الإسرائيلية، لافتاً إلى أن الحزب يستفيد من قدرته على إرسال «مسيّرات يتمّ التحكّم بها بسهولة وتحلّق ببطء على علو منخفض من دون أن تلتقطها الرادارات».

كان الحزب أعلن، الأربعاء، تنفيذ هجوم «بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية» على قاعدة إسرائيلية غرب مدينة طبريا على مسافة أكثر من 30 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، في هجوم يقول محللون إنه الأكثر عمقاً داخل الأراضي الإسرائيلية منذ بدء تبادل القصف.

صواريخ موجهة وثقيلة

وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلن الحزب شنّ هجمات يصفها بـ«المركّبة» استخدم فيها مسيّرات انقضاضية مع صواريخ موجّهة تستهدف مواقع عسكرية وتحركات جنود وآليات.

كما أعلن مؤخراً استخدام صواريخ موجّهة وأخرى ثقيلة من نوع «بركان» و«ألماس» الإيرانية و«جهاد مغنية»، نسبة إلى قيادي في الحزب قُتل عام 2015 في سوريا.

صاروخ «بركان» الإيراني (وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران)

ورغم ذلك، يقول حلو إن «حزب الله» لا يزال يعتمد بالدرجة الأولى في هجماته على صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع، والتي يتراوح مجالها بين 5 و8 كيلومترات، وقد يستخدمها لمسافة أبعد.

ويستخدم الحزب كذلك صاروخ «كونكورس» الروسي، وهو أيضاً من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع والتي تتخطى القبة الحديدية ويمكن اعتراضها بالدبابات فقط.

ويمتلك «حزب الله» ترسانة أسلحة ضخمة، وإن كان لا يُعرف حجمها، إلا أنها تطورت وتوسعت على مدى السنوات الماضية. وأعلن في مناسبات عدّة أنه بات يمتلك أسلحة وصواريخ متطورة عدة قادرة على بلوغ عمق إسرائيل.

ومنذ 7 أشهر، يخوض «حزب الله» وإسرائيل حرب «استنزاف» يومية، كما يصفها محللون، اختبر خلالها الطرفان بعضهما وأساليب الهجمات والتكتيكات العسكرية.


مقتل أحد قادة «كتيبة جنين» بقصف جوي إسرائيلي على جنين

مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
TT

مقتل أحد قادة «كتيبة جنين» بقصف جوي إسرائيلي على جنين

مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، أن طائرة حربية قصفت منزلاً في مخيم جنين بالضفة الغربية.

وبحسب وسائل إعلام اسرائيلية، فإن القصف في جنين استهدف خلية كانت تخطط لهجوم. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية لاحقاً بأن القتيل هو أحد قادة «كتيبة جنين» ويُدعى إسلام خمايسة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مسلحاً فلسطينياً قُتل وأُصيب ثمانية آخرون في الغارة الإسرائيلية على مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة.

وأعلن الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي» في بيان مقتل «القائد إسلام خمايسي».

وأضافت الوزارة في بيان، أن المصابين الثمانية «حالتهم مستقرة»، ويتلقون العلاج في مستشفيين.

وذكر البيان: «خمس إصابات بشظايا حالتهم مستقرة وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي، كما وصلت ثلاث إصابات بحالة مستقرة إلى مستشفى ابن سينا»

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة نفذت بطائرة مقاتلة وأخرى هليكوبتر وهو أمر نادر الحدوث في الضفة الغربية التي شهدت تصاعداً في أعمال العنف قبل فترة طويلة من اندلاع الحرب في غزة.

وقالت إسرائيل إنها قصفت مجمعاً يستخدمه مسلحون مركزاً للعمليات وأكدت مقتل خمايسي، قائلة إنه مسؤول عن عدة هجمات على إسرائيليين.

وأضافت أن الضربة "نُفذت لإزالة تهديد وشيك"، دون الإفصاح عنه.


واشنطن تُجلي 17 طبيباً أميركياً من غزة

أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
TT

واشنطن تُجلي 17 طبيباً أميركياً من غزة

أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)

أجلت الولايات المتحدة، اليوم (الجمعة)، 17 طبيباً أميركياً كانوا عالقين في قطاع غزة منذ أن سيطرت إسرائيل على معبر رفح الحدودي مع مصر، حسبما قال مسؤولون.

وقال مسؤول أميركي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن دبلوماسيين أميركيين رتّبوا عملية مغادرة الأطباء الـ17 عبر معبر كرم أبو سالم باتجاه إسرائيل.

وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أن «بعض الأطباء الأميركيين الذين كانوا عالقين في غزة غادروا الآن بأمان ووصلوا إلى بر الأمان بمساعدة السفارة الأميركية في القدس».

وأضاف: «كنّا على اتصال وثيق بالمجموعات التي ينتمي إليها هؤلاء الأطباء الأميركيون وكنّا على اتصال بعائلات هؤلاء المواطنين الأميركيين»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مصدر مطّلع على مجريات العملية إن ثلاثة أطباء أميركيين آخرين كانوا جزءاً من الفريق الطبي التطوعي قرروا البقاء رغم عدم اليقين بشأن الموعد الذي ستتاح لهم فيه فرصة جديدة للمغادرة.

ومنذ سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 مايو (أيار)، لم تعد تمر أي مساعدات إنسانية من هناك.

وتهدد إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو منذ أشهر بشنّ هجوم في رفح، مؤكدة أنه ضروري لتحقيق هدف «القضاء» على حركة «حماس»، رغم التحذيرات الدولية، ومن بينها الأميركية، من تبعات هذا الهجوم على حياة المدنيين.