في خطوة مفاجئة، حضر الوزير بيني غانتس، عضو مجلس قيادة الحرب، وعدد من قادة حزبه (المعسكر الرسمي)، للمشاركة اليوم (الجمعة) في مظاهرة عائلات الأسرى الإسرائيليين، التي أُقيمت ضمن احتجاج على سياسة حكومته بحجة أنها تعرقل المفاوضات حول تبادل الأسرى. وكان ذلك تعبيراً موارباً عن خلافاته مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول إدارة المفاوضات.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن هذا التصرف من غانتس يشير إلى أنه يقف إلى جانب الأهالي المطالبين بتفضيل وتغليب قضية الأسرى على استمرار الحرب. وقد انتقده اليمين على ذلك. وقال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قائلاً: «عندما يتظاهر وزير ضد حكومته، يجب ألا يبقى في الحكومة، وأن يتمتع بالشجاعة ويستقيل».
وكانت عائلات الأسرى قد انطلقت في مسيرة من بلدات غلاف غزة لـ5 أيام، وتُختتم السبت في القدس، مطالبة الحكومة بتغيير سلّم أولوياتها، ووقف الحرب، والتفرغ لإنجاح المفاوضات مع «حماس»، وإطلاق سراح الأسرى. وقال روبي حين، شقيق أحد الجنود المخطوفين، وأحد قادة المظاهرة، إن «العائلات تتمسك ببارقة أمل لتحرير الأبناء، لكن الحكومة تدير سياستها بطريقة تكبت الأمل. ونحن نتظاهر لكي نقنع الجمهور بضرورة تشديد الضغوط على الحكومة لكي تفهم أنه لا يوجد شيء أهم من إطلاق سراح الأسرى. مهما يكن الثمن يجب إطلاق سراحهم أحياء».
ورفع المتظاهرون 134 حمّالة إسعاف، بمقدار عدد الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، في إشارة إلى قلقهم على حياة المحتجزين، ورفضهم أن يعادوا على حمّالة، موتى أو جرحى. وقال حين: «نحن خدمنا في الجيش، ونعرف معنى الحمّالة. لكننا نذكّر رئيس وزرائنا، بنيامين نتنياهو، بأننا عندما تجنّدنا بالجيش كنا واثقين من أن الحكومة ستعمل كل شيء في سبيل إنقاذنا في حال وقعنا في الأسر. إننا نرفض أن تنشأ العادة الجديدة التي يشعر فيها الجندي بأنه سيكون مهملاً».
وقد قام غانتس بحمل واحدة من الحمّالات مع الأهالي. وقال: «نحن سعداء بأننا نشارككم في هذا الحدث البليغ والمؤثر. ونتفق وإياكم على أن حياة الأسرى وتحريرهم يجب أن يكونا فوق كل شيء، وأهم من كل شيء».
ورفض غانتس اعتبار المظاهرة نشاطاً سياسياً للمعارضة، وقال إنه شاهد فيها أناساً من اليمين واليسار والوسط، متدينين وعلمانيين ويهوداً وعرباً.
يذكر أن استطلاع الرأي الأسبوعي، الذي تنشره صحيفة «معاريف»، بيّن اليوم (الجمعة)، أن غانتس يتعزز موقعه بمقعدين إضافيين في الكنيست مقارنةً بنتائج استطلاع الأسبوع الماضي الذي حصل فيه على 39 مقعداً، وبذلك يصل إلى 41 مقعداً في حالة إجراء انتخابات الآن، علماً بأن له الآن 12 مقعداً فقط.. أما حزب نتنياهو، (الليكود)، فيهبط من 32 إلى 18 مقعداً. ويخسر الائتلاف الحكومي الحالي أكثريته، من 64 إلى 43 مقعداً، بينما ترتفع أحزاب المعارضة الحالية من 56 إلى 77 مقعداً، من بينهم 9 نواب عرب.
ويشير الاستطلاع إلى أن الجمهور يمنح غانتس أكثرية ساحقة من حيث الملاءمة لرئاسة الوزراء. ففي جواب عن سؤال: مَن في نظرك يلائم أكثر لمنصب رئيس الحكومة، أجاب 50 في المائة أنهم يفضّلون بيني غانتس، بينما حصل بنيامين نتنياهو على 33 في المائة.