أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الخميس، أن الهجوم البري الذي تستعد له إسرائيل على مدينة رفح في قطاع غزة «سيخالف» قرار أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة.
وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال فولكر تورك، أمام مجلس حقوق الإنسان لدى عرض تقرير حول الوضع في الأراضي الفلسطينية: «لا أرى كيف يمكن أن تتوافق مثل هذه العملية مع التدابير التقييدية المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية».
وفي نهاية يناير (كانون الثاني)، دعت محكمة العدل الدولية إسرائيل إلى منع أي عمل محتمل من أعمال «الإبادة» في غزة.
كما طلبت المحكمة، ومقرها لاهاي، من إسرائيل اتخاذ «إجراءات فورية» للسماح بتوفير «المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشكل عاجل» في قطاع غزة. ولم تدع إلى وقف لإطلاق النار.
وأوضح تورك أن «خطة إسرائيل، بشن هجوم بري على رفح، من شأنها أن تعطي بعداً جديداً للكابوس الذي يعيشه سكان غزة».
«هجمات غير مبررة»
في مداخلته، الخميس، كرر تورك أن هجمات «حماس» في إسرائيل في 7 و8 أكتوبر (تشرين الأول) «غير مبررة على الإطلاق»، وندد بالانتهاكات التي ارتكبتها حركة «حماس» وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة بحق المدنيين بشكل أساسي.
لكن «وحشية الرد الإسرائيلي» غير مبررة أيضاً، وما يحدث في غزة «مذبحة».
وأثارت الهجمات غير المسبوقة لـ«حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، على الفور رد فعل عسكري عنيفاً من قبل إسرائيل.
وأدى الهجوم المفاجئ الذي نفذته «حماس» المصنفة على أنها حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفق حصيلة وضعتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
ورداً على ذلك توعدت إسرائيل بالقضاء على «حماس»، وأدت عملياتها العسكرية المتواصلة منذ أكتوبر إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق حصيلة وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».
«حقوق الإسرائيليين لا تعني شيئاً»
وقالت ميراف إيلون شاهار، سفيرة إسرائيل في جنيف، متوجهة إلى تورك: «حقوق الإنسان بالنسبة إلى الإسرائيليين واليهود لا تعني شيئاً» في هذا المجلس.
وكان برفقتها رهينتان سابقتان هما أفيفا سيغل وراز بن عامي وزوجاهما لا يزالان محتجزين في غزة.
وأضافت السفيرة: «كان ينبغي أن يكون هذا المجلس رمزاً للأمل بالنسبة لأفيفا وراز وجميع الرهائن، وأن العالم سيتحرك من أجل حقوقهم الإنسانية ومن أجل إطلاق سراحهم».
وتابعت: «للأسف الرهائن مجرد تفصيل في نقاشات هذا المجلس كما يظهر البيان الذي تلاه المفوض السامي للتو».
وتوجه المندوب الفلسطيني، الذي لاقت مداخلته تفاعلاً كبيراً من الحضور، إلى السفيرة مشيراً إلى حادثة وقعت الخميس في غزة عندما استهدف مدنيون بينما كانوا يهرعون للحصول على مساعدات إنسانية.
وتحدث إبراهيم خريشة عن «قصف» و«سقوط أكثر من 1000 جريح، أصيب عدد كبير منهم بجروح خطيرة». وسأل خريشة متوجهاً إلى السفيرة: «هل هم دروع بشرية، هل هم مقاتلون من (حماس)؟».
ولم تتمكن «وكالة الصحافة الفرنسية» على الفور من التحقق من هذه الحصيلة التي ذكرها المندوب الفلسطيني.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» مقتل 104 أشخاص على الأقل وإصابة المئات برصاص القوات الإسرائيلية، أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في غرب مدينة غزة بشمال القطاع الفلسطيني المحاصر.