المفضل لدى المشاهير... ما هو تدليك التصريف اللمفاوي؟ وهل يُنقص الوزن؟

تدليك التصريف اللمفاوي يستخدم منذ فترة طويلة للمساعدة في علاج الوذمة اللمفية (رويترز)
تدليك التصريف اللمفاوي يستخدم منذ فترة طويلة للمساعدة في علاج الوذمة اللمفية (رويترز)
TT

المفضل لدى المشاهير... ما هو تدليك التصريف اللمفاوي؟ وهل يُنقص الوزن؟

تدليك التصريف اللمفاوي يستخدم منذ فترة طويلة للمساعدة في علاج الوذمة اللمفية (رويترز)
تدليك التصريف اللمفاوي يستخدم منذ فترة طويلة للمساعدة في علاج الوذمة اللمفية (رويترز)

استُخدِم تدليك التصريف اللمفاوي منذ فترة طويلة للمساعدة في شفاء الإصابات الرياضية والتعافي بعد العمليات الجراحية، وأصبح الآن التدليك المفضل لدى المشاهير، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وقد لا يبدو تعبير «تدليك التصريف اللمفاوي» مثيراً للاهتمام كثيراً. ولكن أصبحت هذه التقنية واسعة الانتشار، حيث إن نجوماً مثل سيلينا غوميز وجينيفر أنيستون وشون «ديدي» كومز يلجأون إليها.

وتظهر بعض التقارير إن أحد خبراء التدليك في لوس أنجليس المتخصص في التصريف اللمفاوي لديه قائمة انتظار تضم أكثر من 2300 شخص.

لسنوات، تم استخدام تدليك التصريف اللمفاوي لعلاج حالات، مثل الوذمة اللمفية وتورُّم ما بعد الجراحة. لقد استخدمه الرياضيون لتسريع عملية التعافي.

فما هو تدليك التصريف اللمفاوي؟

لفهم التصريف اللمفاوي، يجب على المرء أولاً أن يفهم الجهاز اللمفاوي.

يقول الدكتور بريندون روس الأستاذ المساعد في جراحة العظام وطب إعادة التأهيل بجامعة شيكاغو: «يمكنك التفكير في الجهاز اللمفاوي بوصفه في الأساس طريقاً سريعة شاملة في جميع أنحاء الجسم لتحقيق توازن السوائل». تساعد الشبكة المعقدة من الأعضاء والأوعية والأنسجة على إرسال الخلايا المناعية إلى الموضع الذي تكون فيه حاجة إليها، وتطرد السموم التي تتراكم بسبب الإصابة أو كمنتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي.

يمكن لتقنيات التدليك اللطيف أن تساعد في تحريك السائل اللمفاوي وتقوية جهاز المناعة ومساعدة الجسم على الشفاء بشكل أسرع.

الكلمة الأساسية في كل هذا، كما تشير سييرا فيلاسكيز، اختصاصية التدليك المعتمَدة واختصاصية التصريف اللمفاوي اليدوية المعتمدة، هي «لطيف - أو جانتل». وتقول فيلاسكيز إنها شاهدت مؤخراً تدليك التصريف اللمفاوي المستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي لوصف تدليك الأنسجة العميقة، الذي لا يفعل شيئاً للجهاز اللمفاوي.

وتقول: «التدليك لطيف للغاية... الضغط خفيف... إنها لمسة خفيفة بشكل لا يُصدَّق».

وتوضح أن هذا أمر مهم، لأن العديد من الأوعية اللمفاوية يقع مباشرة تحت الجلد.

وتشرح فيلاسكويز: «إذا كنت تضغط على الأوعية الدموية، فسيؤدي ذلك في الواقع إلى ركودها... الأسلوب الصحيح هو تدليك الأوعية اللمفاوية بخفة - عادة نحو العقد اللمفاوية، وهي أعضاء صغيرة تساعد على تصفية السائل اللمفاوي. توجد العقد اللمفاوية في جميع أنحاء الجسم، ولكن بعض أكبر التجمعات توجد في الرقبة والإبطين والفخذ والركبتين».

شخص يتلقى تدليكاً للظهر والرقبة في سان فرانسيسكو (أ.ب)

ما فوائد تدليك التصريف اللمفاوي؟

يُستخدم تدليك التصريف اللمفاوي منذ فترة طويلة للمساعدة في علاج الوذمة اللمفية، وهي حالة يتضرر فيها الجهاز اللمفاوي ويتراكم السائل في أنسجة الجسم الرخوة، عادة حول الذراعين أو الساقين. وتضيف فيلاسكيز أنه من المعروف أيضاً أنه يعالج بشكل فعال تورم ما بعد الجراحة والصداع النصفي والألم العضلي الليفي.

تشير فيلاسكيز، التي عملت في العلاج بالتدليك لمدة عقدين من الزمن، إلى أنها شهدت زيادة كبيرة في الاهتمام بتدليك التصريف اللمفاوي بعد بدء وباء «كورونا». وتتابع: «يرجع ذلك في الغالب إلى زيادة الجراحة التجميلية». وتوضح أن هذه التقنية يمكن أن تساعد الأشخاص على التعافي بسرعة أكبر من إجراءات الجراحات التجميلية في أماكن عدة من الجسم.

كما حظيت هذه التقنية بشعبية كبيرة في الأوساط الرياضية. يقول روس، وهو أيضاً طبيب فريق Chicago Sky التابع لـWNBA، إن هذه التقنية تساعد في تقليل التورم والالتهاب الذي يمكن أن يحدث في موقع الإصابة، وتساعد على تعزيز «استجابة شفاء أكثر سرعة وصحة».

ويضيف أن التدليك يمكن أن يساعد أيضاً في علاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي التي تميل إلى الظهور أثناء أوقات السفر.

يقول روس إن تأثيرات التصريف اللمفاوي المخففة للاحتقان يمكن أن تبدأ بعد دقائق أو ساعات، في حين أن انخفاض الالتهاب الناجم عن الإصابات قد يستغرق من 24 إلى 48 ساعة. قد يختلف طول الفترة الزمنية، اعتماداً على عوامل، مثل صحة الشخص والحالة التي يتم علاجها.

هل يؤدي التدليك إلى فقدان الوزن؟

قد يكون التصريف اللمفاوي أداة قوية. لكن فيلاسكيز تقول إن هناك كثيراً من المعلومات الخاطئة حول هذا الموضوع عبر الإنترنت، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن.

وتشرح: «يتكوّن لدى بعض الناس انطباع بأن التقنية يمكن أن تقلص الخلايا الدهنية، وهذا ليس ما يحدث». تظهر الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً يبدون أصغر حجماً بشكل ملحوظ بعد العلاج. وبغض النظر عن الاحتمال القوي للوضعيات الدقيقة وسحر تعديل الصور، تؤكد فيلاسكيز أن أي اختلاف في المظهر بعد التدليك ليس نتيجة لأي تغيير في تكوين الجسم، ولكن نتيجة معالجة الجسم للسوائل بشكل أسرع، والتخلص من الماء الزائد عن طريق التبول.

وتضيف: «يكون الشعور أو المظهر المختلف بشكل كبير بعد تدليك التصريف اللمفاوي نادراً جداً».


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».