شددت مصر وماليزيا على «خطورة أي تحركات عسكرية إضافية في غزة لما سيكون لها من عواقب كارثية على المأساة الإنسانية في القطاع». وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم: «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والإنسانية والسياسية تجاه الدفع بجدية نحو الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وتفعيل حل الدولتين، بحيث يُمكن تجنب زيادة عوامل التوتر واتساع نطاق الصراع في المنطقة».
ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، الخميس، فإن الاتصال الهاتفي تناول الجهود المصرية لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأكد السيسي في هذا الإطار «حرص ماليزيا على المشاركة في تقديم المساعدات الإغاثية إلى أهالي القطاع».
وحرص رئيس الوزراء الماليزي على تأكيد «تقدير بلاده للدور المحوري الذي تقوم به مصر لقيادة وإدارة عملية إدخال المساعدات رغم العراقيل والصعوبات الكبيرة في هذا السياق»، مؤكداً دعم بلاده لـ«جهود مصر المكثفة لوقف الحرب وحقن دماء الفلسطينيين وإرساء السلام في المنطقة».
وتدعو مصر بشكل مُتكرر إلى تسهيل تدفق مزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة. وقال مصدر مصري مطلع في شمال سيناء، الخميس، إنه «تم عبور 50 شاحنة مساعدات من معبر رفح إلى قطاع غزة، واستقبال 41 مصاباً وجريحاً فلسطينياً ومرافقين لهم».
كما استقبل مطار العريش الدولي في شمال سيناء، الخميس، طائرتي مساعدات لصالح قطاع غزة. وأكد المصدر المطلع، الخميس، أن «الطائرة الأولى قادمة من الإمارات وتحمل على متنها 10 أطنان من المستلزمات الطبية، والثانية قادمة من المملكة العربية السعودية وتحمل على متنها سيارة «(تويوتا هاي لوكس)، وأخرى (كلارك) من مركز (الملك سلمان للإغاثة الدولية) إلى (الهلال الأحمر المصري)». وحسب المصدر، فإن «عدد الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش منذ 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بلغ 606 طائرات تحمل مساعدات من عدة دول عربية وأجنبية ومنظمات إقليمية ودولية، من بينها 496 طائرة حملت أكثر من 15 ألف طن من المساعدات المتنوعة ومواد الإغاثة إلى قطاع غزة مقدمة من 50 دولة عربية وأجنبية ومنظمة إقليمية ودولية، بجانب 110 طائرات حملت وفوداً رسمية وتضامنية زارت معبر رفح ومخازن المساعدات بالعريش والجرحى الفلسطينيين في مستشفيات شمال سيناء».
في السياق، أكدت مباحثات بين وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ووزيرة خارجية إندونيسيا، ريتنو مارسودي، الخميس، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو: «أهمية التصدي للمسعى الإسرائيلي لاجتياح مدينة رفح جنوب القطاع تفادياً لاتساع رقعة الصراع على نحو ينذر بعواقب وخيمة تستهدف أمن واستقرار المنطقة، وكذلك إيلاء أولوية قصوى لرفع المعاناة الإنسانية عن الفلسطينيين، لا سيما في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يتعرض لها القطاع والتي تستوجب حشد جهود المجتمع الدولي كافة لمواجهتها». وأشارت الوزيرة الإندونيسية إلى الدور الذي تضطلع به مصر في تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وكذلك فيما يتعلق بدعم تحقيق وقف إطلاق النار وإنفاذ التهدئة في القطاع. وكان شكري قد بحث مع نظيره التركي، هاكان فيدان، مساء الأربعاء، الوضع في قطاع غزة والإجراءات الواجب اتخاذها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، على هامش مشاركتهما في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين. وذكر متحدث وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، أنه «تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية استمرار بذل المساعي الحثيثة للحيلولة دون اتساع نطاق الحرب في غزة، وذلك من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع والنفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية واستئناف عملية السلام».
وتشير مصر من وقت إلى آخر إلى «المعوقات التي تفرضها إسرائيل على عملية إدخال المساعدات إلى القطاع، التي تُعقِّد من الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة».
وأكد محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة، أن «معبر رفح يفتح أبوابه منذ بدء العملية العسكرية، وعلى مدار الساعة، وذلك في إطار المساعي المصرية لإدخال المساعدات للفلسطينيين». وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة «أنباء العالم العربي» قبل يومين، أن «نحو 20 ألف شاحنة مساعدات إنسانية وطبية، وعشرات سيارات الإسعاف دخلت إلى غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة».