المنتدى السعودي للإعلام: منصة عالمية لنقاش مستقبل القطاع

حضور لافت في اليوم الأول للمنتدى (صالح الغنام)
حضور لافت في اليوم الأول للمنتدى (صالح الغنام)
TT

المنتدى السعودي للإعلام: منصة عالمية لنقاش مستقبل القطاع

حضور لافت في اليوم الأول للمنتدى (صالح الغنام)
حضور لافت في اليوم الأول للمنتدى (صالح الغنام)

انطلقت اليوم جلسات المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الثالثة لتجمع على مدى يومين قادة وصنّاع القرار والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، في أكثر من 60 جلسة حوارية وورشة يقدمها 150 متحدثاً من روّاد صناعة الإعلام والمختصين والممارسين من مختلف دول العالم، يناقشون فيها 80 محوراً.

وتطرق المنتدى عبر جلساته وورشه إلى مستجدات العمل الإعلامي في العالم بمختلف أشكاله المرئي والمسموع والمطبوع والرقمي، كما استعرض أبرز التجارب المحلية والدولية في الإعلام، ودوره باعتباره صناعة مهمة في القضايا الاجتماعية والسياسية والرياضية والاقتصادية.

وتنطلق الجلسات الرئيسية بعناوين تعكس واقع الإعلام المحلي والعربي يتحاور فيها القادة وصناع القرار في المجال الإعلامي العربي والعالمي، ويتحدثون عن محاور عدة، من بينها مستقبل المنطقة في ظل متغيرات المناخ، وكذلك السياحة والإعلام العربي في مواجهة التحولات، والإعلام بين الماضي والحاضر في الأزمات والدور والتأثير المتبادل، وتنظيم الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي. إضافة الى تطرقه للرياضة السعودية والتحولات الكبرى من المحلية إلى العالمية، والتقنية والإعلان والتحديات والحلول في صناعة الترفيه في المملكة، والتحالف والاندماج في عصر تشكلات الإعلام، وتطورات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، والإنتاج التلفزيوني.

غزة في الإعلام... بين التضليل والتحيز

وأقام المنتدى جلسة تكشف أبعاد اتهام وسائل الإعلام الغربية بالانحياز لإسرائيل والتضليل في التعامل الإعلامي مع التغطية الإعلامية لحرب غزة. وحملت الجلسة الحوارية عنوان «غزة في الإعلام... بين التضليل والتحيز»، شارك بها كل من وزير الإعلام الكويتي السابق الدكتور سعد بن طفلة، ورئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» غسان شربل، والأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية أحمد خطابي، ورئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر.

ناقشت الجلسة تحيز الإعلام الغربي في موضوع حرب غزة (يزيد السمراني)

وتطرقت الجلسة إلى دور الجامعة العربية وتفاعلها الإعلامي المتوازي مع المواقف السياسية الثابتة إزاء القضية الفلسطينية، حيث قامت الجامعة على الفور بتنظيم ندوة، والتركيز على الأخبار الزائفة والمضللة، بحضور نخبة من الإعلاميين والخبراء والأكاديميين لتبادل أفضل الأفكار والممارسات، وكيفية التصدي للأخبار المغلوطة والمضللة، التي كانت تتصدر كثيراً المشهد في الإعلام الغربي وتتعمد الإساءة للفلسطينيين.

وأكد المشاركون أهمية الدفع بالمنظومة الإعلامية العربية والارتقاء بها بما يتوافق مع التزامات الدول العربية واستراتيجيتها الإعلامية، التي يأتي في مقدمة أولوياتها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى خطة التحرك الإعلامي التي يأتي في صلبها إنشاء مرصد ومنصة مدمجة لإعطاء الأولويات للقضية الفلسطينية من حيث محاربة الأخبار الزائفة، والدفاع عن القضايا المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته، وكذلك العمل على تعبئة الرأي العام العربي ومخاطبة الرأي العام الدولي بلغته، وهذا ما جعل جامعة الدول العربية تستحدث موقعاً إلكترونياً باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى التفاعل مع كثير من المنصات والمواقع للدفاع عن الموقف العربي المشروع.

واستنكر المشاركون في الجلسة تناول الإعلام الغربي للقضية الفلسطينية والتباين في إطلاق المصطلحات بين القتلى الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعطاء معايير مزدوجة ومعلومات مغلوطة وتحيز سياسي واضح، أدت إلى كسب المواقف الدولية من الناحية الغربية، وأسهمت في بناء صورة ذهنية غير حقيقية عن الأحداث التي تجري في قطاع غزة، مشددين على ضرورة إيصال الرسائل الإعلامية بلغات أجنبية.

وثمّن المشاركون في الجلسة قرار القمة العربية، التي عقدت في الرياض، بإنشاء منصة لرصد الممارسات الإجرامية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، بالتعاون مع خبراء دوليين، وعدد من المنظمات، وفي مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي، والعمل على إظهار الحقائق ومجابهة الحملات التي عمدت إلى تشويه الحقائق.

الإعلام بين الماضي والحاضر

تحدث مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة «MBC» وليد آل إبراهيم، في الجلسة التي جاءت بعنوان «الإعلام بين الماضي والحاضر»، عن التجارب الإعلامية الرائدة في الماضي وفي الحاضر، وكيف اختلفت التجارب الإعلامية باختلاف العصور، ومدى إسهام التكنولوجيا في تغيير شكل الإعلام، كما استعرض أبرز الاستراتيجيات الإعلامية التي تمكّن الشباب السعودي من تقديم المحتوى الإعلامي الجيد، والفرص المتاحة للشباب السعودي اليوم في قطاع الإعلام.

الوليد آل ابراهيم (يزيد السمراني)

التعاون الخليجي ضد «الموجات الإعلامية السامة»

وشارك الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي بكلمه خلال المنتدى، قال فيها: «إن التعاون الإعلامي بين دول الخليج لا يعزز فقط صورتنا أمام العالم، بل يمهد الطريق أيضاً لمزيد من التقارب والتفاهم بين شعوبنا، مساهماً في تحقيق أحلامنا المشتركة نحو التطلع للمستقبل، لمزيد من التقدم والازدهار وتعزيز التكاتف والتكامل».

وأكمل: «على ضوء الطفرة التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي من جهة، وعلى ضوء قيام جهات كثيرة بتبني سياسات لبثّ معلومات مغلوطة من جهة أخرى، أمسى تعاوننا الخليجي لمواجهة هذه الموجات الإعلامية السامة أمراً حتمياً لحماية شعوبنا، وبالأخص الشباب منهم، من المعلومات المغلوطة وما تحمله من أضرار كثيرة».

جلسات متنوعة تناقش تطورات القطاع

كما قدّم المنتدى عبر منصاته كثيراً من الجلسات والورش التي يقدمها وزراء ومسؤولون ومختصون وخبراء وممارسون للمهنة، يتحدثون فيها عن صناعة المحتوى والإعلام والتقنية، وكيف خدم الإعلام الثقافة، ودعم الاقتصاديات، وكيف تطور مفهوم الحوار الدبلوماسي الإعلامي، والإسهام في دعم السياحة المحلية، وتحقيق أهداف استراتيجية وطنية للسياحة، وكيف أسهمت القيادات النسائية في إعادة صياغة المشهد الإعلامي، وكيف يقرأون مستقبل الصحافة الورقية والتطور الإعلامي الأمني والرياضة، وكيف غيّرت التكنولوجيا غرف الأخبار.

يذكر أن المنتدى السعودي للإعلام يستضيف أكثر من 2000 إعلامي ومهتم بالإعلام من دول عربية وأجنبية، ومسؤولين محليين ودوليين، كما يتيح فرصة الحضور للعاملين في قطاع الإعلام والموهوبين وطلاب كليات الإعلام، للتعرف على مستجدات القطاع.


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج م. وليد الخريجي وفروخ شريفزاده يترأسان الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين السعودية وطاجيكستان في الرياض (واس)

مشاورات سعودية - طاجيكية تناقش تعزيز التعاون في شتى المجالات

بحثت جولة المباحثات الثالثة من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والطاجيكستانية، الأربعاء، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير العدل السعودي خلال مباحثاته مع رئيس مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص (واس)

وزير العدل السعودي يبحث سبل تعزيز التعاون مع رئيس مؤتمر لاهاي

بحث الدكتور وليد الصمعاني وزير العدل السعودي مع كريستوف برناسكوني رئيس مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص، سبل تعزيز التعاون بين وزارة العدل ومؤتمر لاهاي للقانون.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال ديفيد كوهلر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة

«كوهلر» العالمية تفتتح مقرها الإقليمي في الرياض

أعلنت شركة كوهلر العالمية افتتاح مقرها الإقليمي الجديد بالعاصمة السعودية الرياض، في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم مسيرة التنمية والتحديث التي تشهدها المملكة.


الصراع بين المنطق والعاطفة... لماذا لا نستطيع مقاومة التسوق في «بلاك فرايداي»؟

«بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات غير عقلانية (رويترز)
«بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات غير عقلانية (رويترز)
TT

الصراع بين المنطق والعاطفة... لماذا لا نستطيع مقاومة التسوق في «بلاك فرايداي»؟

«بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات غير عقلانية (رويترز)
«بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات غير عقلانية (رويترز)

هل شعرت يوماً بصراع بين المنطق والعاطفة أثناء البحث عن تنزيلات للتبضع، خصوصاً فيما يعرف بـ«يوم الجمعة الأسود» (Black Friday)؟

وفق تقرير لموقع «سايكولوجي توداي»، فإن «بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات تبدو غير عقلانية تماماً.

وأشار التقرير إلى أن هذه التفاعلات ليست عشوائية؛ فهي متجذرة بعمق في علم النفس البشري.

فلماذا إذن يمتلك هذا الحدث السنوي للتسوق القدرة على جعل ملايين الناس يتصرفون وكأن الحصول على أداة مخفضة السعر مسألة حياة أو موت؟

وتحدث التقرير عن أنه غالباً ما لا تكون عروض «بلاك فرايداي» أفضل الخصومات في العام. تستخدم العديد من الشركات التسعير الديناميكي القائم على الخوارزميات استناداً إلى بيانات المستهلكين؛ مما يعني أن بعض العناصر قد تكون أسعارها مماثلة - أو حتى أقل - خلال مبيعات أخرى طوال العام.

ومع ذلك، سنة بعد سنة، نصطف بفارغ الصبر خارج المتاجر عند الفجر، أو نعطل خوادم التجارة الإلكترونية بنقراتنا المحمومة. هذا لا يتعلق بالمنطق، بل يتعلق بالعاطفة. «بلاك فرايداي» ليس مجرد حدث تسوق، إنه ساحة معركة نفسية حيث تتولى غرائزنا زمام الأمور.

الإثارة والخوف من تفويت الفرصة

على سبيل المثال: أنت تتطلع إلى ساعة ذكية محدودة الإصدار، ولا يوجد سوى «ساعتين متبقيتين في المخزون». ينبض قلبك بسرعة، وتتعرق راحتا يديك، وتنقر فوق «اشترِ الآن» أسرع مما تتخيل.

يتم هندسة هذا المزيج الغامض من الإثارة والقلق بعناية من قبل المسوقين. تخلق إشارات الندرة - مثل تحذيرات انخفاض المخزون ومؤقتات العد التنازلي - إلحاحاً؛ مما يؤدي إلى إثارة خوفنا من تفويت الفرصة.

والخوف من تفويت الفرصة ليس مجرد اختصار جذاب، بل هو استجابة نفسية متجذرة في نفور الخسارة. وهو يصف كيف أن الألم الناتج عن فقدان الفرصة أقوى بكثير من فرحة الحصول على شيء ما. ولكن هناك المزيد من العوامل التي تلعب دوراً هنا؛ إذ يستغل يوم «بلاك فرايداي» أيضاً رغبتنا في الشعور بالنصر. فالحصول على صفقة يشبه الفوز بلعبة ــ وهو الشعور الذي يتضخم بفعل الأجواء الاحتفالية والحشود والديناميكيات التنافسية. فنحن لا نشتري المنتجات فحسب، بل «نتفوق» على الآخرين في الفوز بجائزة.

مبدأ الندرة

يفترض مبدأ الندرة أن الناس يعطون قيمة أكبر لأقل الفرص توفراً. وفي يوم «الجمعة السوداء»، يستغل تجار التجزئة هذا من خلال تقديم صفقات «محدودية الوقت» ومنتجات «حصرية». وعندما ندرك أن شيئاً ما نادر، تشتد رغبتنا في الحصول عليه. غالباً ما يؤدي هذا الاستعجال إلى اتخاذ قرارات شراء متهورة؛ إذ نخشى أن يؤدي التأخير إلى تفويت الفرصة بالكامل.

الدليل الاجتماعي

يشير مفهوم الدليل الاجتماعي إلى أن الأفراد ينظرون إلى سلوك الآخرين لتحديد أفعالهم الخاصة.

خلال «بلاك فرايداي» يخلق مشهد المتاجر المزدحمة والطوابير الطويلة ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض المشتريات، تأثيراً يشبه تأثير عربة الموسيقى.

ونفترض أنه إذا شارك الكثير من الأشخاص، فيجب أن تكون الصفقات تستحق العناء. يعزز هذا السلوك الجماعي قرارنا بالانضمام، حتى لو لم نخطط للتسوق في البداية.

نظرية السعر المرجعي

وفقاً لنظرية السعر المرجعي، يقيم المستهلكون الأسعار بناءً على «سعر مرجعي» داخلي - وهو معيار يعتقدون أنه عادل. يتلاعب تجار التجزئة بهذا من خلال عرض أسعار أصلية مبالغ فيها إلى جانب أسعار مخفضة. حتى لو لم يكن السعر النهائي صفقة حقيقية، فإن التباين يجعل الخصم يبدو أكثر أهمية؛ مما يجبرنا على إجراء عملية شراء قد نتخطاها بخلاف ذلك.

قرارات مبنيّة على العاطفة

تلعب العواطف دوراً محورياً في قرارات الشراء الخاصة بنا. إن عقوداً من أبحاث المستهلكين تخبرنا أن الاستجابات العاطفية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سلوك المستهلك. فالأجواء الاحتفالية في «الجمعة السوداء» ــ بما في ذلك موسيقى الأعياد والعروض النابضة بالحياة وإثارة المنافسة ــ تثير ردود فعل عاطفية قوية.

ويمكن لهذه المشاعر أن تتغلب على التفكير العقلاني؛ مما يدفعنا إلى إجراء عمليات شراء مدفوعة بالإثارة وليس الضرورة. فما هو الاستهلاك في نهاية المطاف إن لم يكن تجربة مثيرة؟!

تأثير الهِبَة

بمجرد أن نضيف عنصراً إلى عربة التسوق ــ سواء كان موجوداً في عربة تسوق مادية أو في تجاويف رقمية لعربة تسوق على الإنترنت ــ يبدأ الشعور وكأنه ملك لنا بالفعل. ويطلق علماء النفس على هذا تأثير الهبة؛ ولهذا السبب يصبح التخلي عنه أكثر صعوبة.