ما أسباب الحكة لدى مرضى الفشل الكلوي؟

مرضى الفشل الكلوي يخضعون عادةً للغسيل الكلوي (رويترز)
مرضى الفشل الكلوي يخضعون عادةً للغسيل الكلوي (رويترز)
TT

ما أسباب الحكة لدى مرضى الفشل الكلوي؟

مرضى الفشل الكلوي يخضعون عادةً للغسيل الكلوي (رويترز)
مرضى الفشل الكلوي يخضعون عادةً للغسيل الكلوي (رويترز)

يعاني مرضى الفشل الكلوي الذين يخضعون لعمليات غسيل الكُلى الحكة بشكل يومي، وغالباً ما تنتشر في جميع أنحاء الجسم.

وعثر باحثون من اليابان على أسباب للحكة لدى من يعانون مرض الكلى المزمن، حسب دراسة نشروا نتائجها بدورية «الكُلى السريرية»، الاثنين. ومرض الكلى المزمن، هو حالة تصيب الكلى بالتلف، وتؤدّي مع الوقت لتراجع تدريجي ودائم في وظائفها، ويُطلق عليه طبياً الفشل الكلوي المزمن.

ويؤدّي المرض إلى التوقّف التدريجي لوظائف الكلى المسؤولة عن تنقية الدم عن طريق «فلترة» المخلفات والسوائل الزائدة، والتخلّص منها في البول، ويتطلّب الأمر في النهاية غسيل الكلى أو زرعها.

وغالباً ما يعاني هؤلاء المرضى أعراضاً مختلفة، تؤدي لانخفاض مستويات النشاط، وتعد الحكة أحد الأعراض الشائعة التي تتكرر عند مرضى غسيل الكلى.

وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة للحكة لا تزال غير واضحة، فقد وجدت دراسة أُجريت في اليابان عام 2000 أن الحكة كانت موجودة لدى نسبة كبيرة من مرضى غسيل الكلى، وكانت مرتبطة بمستويات مرتفعة من بروتين يدعى «بيتا 2 ميكرو غلوبولين»، والكالسيوم، والفسفور، أو هرمون الغدة الجار درقية في الدم، وهذا أمر شائع عند الإصابة بمرض الكلى المزمن.

وفي وقت لاحق، أدت التحسينات في العلاج بغسيل الكلى والعلاجات الدوائية إلى تغيرات في شدة الحكة والعوامل المرتبطة بها لدى مرضى غسيل الكلى.

وأجرى الفريق تقييماً جديداً لرصد مسببات الحكة والعوامل المرتبطة بها لدى مرضى الفشل الكلوي، ووجدوا أن هذه الحالة ترتبط بشكل أكبر بالسموم اليوريمية التي تزداد في الجسم خلال المرحلة النهائية من مرض الكلى.

والسموم اليوريمية هي مجموعة من الجزيئات التي تزداد تركيزاتها في الدم بسبب مرض الكلى، نتيجة لوجود مستويات عالية من اليوريا في الدم، وهي من المكونات الأساسية للبول، وإحدى علامات عدم سلامة وظائف الكليتين، ومؤشر سريري على الفشل الكلوي.

وتصعب إزالة هذه السموم عن طريق غسيل الكلى، ومع ذلك، لم تكن هناك تقارير بشأن ارتباطها بالحكة لدى المرضى، وفقاً للدراسة.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة «نيغاتا» اليابانية، د.سوجورو ياماموتو: «وجدت دراستنا أن 38 في المائة من المرضى يعانون الحكة، وأنها تنتشر في ظهورهم وجميع أنحاء أجسادهم».

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «الدراسة أثبتت أن الحكة كانت مرتبطة بشكل كبير بوجود مستويات مرتفعة من السموم اليوريمية لدى المرضى، على عكس النتائج السابقة التي ربطتها بعوامل مثل بروتين (بيتا 2 ميكرو غلوبولين)، والكالسيوم، والفسفور»، مشيراً إلى أن «تحسين طرق إزالة تلك السموم مع علاج غسيل الكلى قد يكون مفيداً لعلاج الحكة لدى مرضى الفشل الكلوي».


مقالات ذات صلة

الموسيقى تُهدئ مرضى الخرف... «تماماً كما يوصَف الدواء»

يوميات الشرق العلاج بالموسيقى يعتمد على الغناء والعزف أو الاستماع للنغمات (جامعة ملبورن)

الموسيقى تُهدئ مرضى الخرف... «تماماً كما يوصَف الدواء»

كشفت دراسة بريطانية للمرّة الأولى كيفية تأثير الموسيقى في تقليل القلق والاضطراب لدى الأشخاص المصابين بالخرف المتقدِّم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز (أ.ف.ب)

علاج الملك تشارلز من السرطان... هل ينتهي هذا العام؟

كشفت شبكة «سكاي نيوز»، اليوم (الجمعة)، عن أن علاج الملك البريطاني تشارلز من السرطان سيستمر حتى العام الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الدراسة أشارت إلى أن الأشخاص الجالسين بجانب النافذة أقل عرضة لمغادرة مقاعدهم (رويترز)

لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة... أين يجب عليك الجلوس؟

يشعر كثير من المسافرين بمزيد من القلق بشأن الإصابة بأي أمراض موسمية مع انتشار الإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدات يلتقطن الصور وسط الأضواء الموسمية المعروضة للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة في أسواق بيروت (إ.ب.أ)

هل ترغب في تقوية جهازك المناعي خلال العطلات؟ كل ما عليك معرفته

يسلِّط كل هذا النشاط الضوء على أهمية الحفاظ على صحة أنظمتنا المناعية. فما بعض العادات التي يجب على الجميع تبنيها؟

يوميات الشرق خفافيش تظهر داخل حديقة حيوان في بولندا (إ.ب.أ)

وفاة رجلين بالتهاب رئوي بعد استخدامهما فضلات الخفافيش لزراعة القنب

توفي رجلان من ولاية نيويورك الأميركية بسبب نوع من الالتهاب الرئوي بعد استخدام فضلات الخفافيش لزراعة القنب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
TT

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

يعزف الموسيقي اللبناني ألان برجي على أكثر من 15 آلة؛ فإضافة إلى الناي (فلوت دي بان) والبيانو والغيتار، تُحرّكه أيضاً آلات الكاليمبا والبانغو والأورغ. وفي لقاء تلفزيوني استضافه مؤخراً، لفت المُشاهد ببراعته في العزف على الناي والأكورديون.

آلته المفضَّلة البيانو، علماً بأنه يسعى دائماً إلى تعلُّم العزف على آلات غير معروفة. يقول: «إنه من الآلات التي تُوسّع فكر الإنسان وتُسهم في تطوّره بالتوزيع والأبعاد الموسيقية».

أما الأكورديون فيعدّه من الآلات التي يصعب العزف عليها: «تقنيته تختلف عن آلات أخرى، وعلى الراغب في تعلُّم العزف عليه إدراك كيفية استعمال أنامل يده اليسرى. فأزرار إيقاعاته الأساسية مُصمَّمة على ناحية اليسار».

يروي لـ«الشرق الأوسط» أن التحاقه بعالم الموسيقى جاء بعد تعمُّق: «عالمٌ لا يرتكز على تعلُّم النوتات الموسيقية فحسب، وإنما تكمن أهميته بمدى التفاعل مع الموسيقى من دون حدود. بحثتُ عن طريق يخرجني من صندوق الموسيقى التقليدية، وأدركتُ أنه بالعلم وحده لا أستطيع التطوّر. كنتُ أجد الموسيقى مجرّد وسيلة تسلية، فترافقني في جلساتي مع الأصدقاء والأصحاب. بعدها نضجت موهبتي لتشمل أكثر من آلة رحتُ أكتشفها بنفسي».

يعزف على نحو 15 آلة مختلفة (صور ألان برجي)

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل»، ويقول: «الموسيقى تُحرّكني، ووجود الآخر الذي يُصغي، يُحفّزني». حوّل غرف منزله نماذجَ لبلدان عدّة، فيوضح: «أقسامه خصّصتها لبلدان أحبّها، فيحضر قصر فرساي في باريس مثلاً، كما خصّصتُ إحدى غرفه لمدن الوسترن الأميركية، وأعددتُ غرفة خاصة تُشبه المطعم أستقبل فيها زبائن لا يزيد عددهم على 10 أشخاص. إنه عالمي الذي أركن إليه، والموسيقى تطبعه، فيعبُق بأنغام البيانو والأكورديون وغيرهما».

يتابع بأنّ الموسيقى نادته منذ كان في سنّ الـ11: «لا أحبّذ التمارين، فالألحان تولد معي ارتجالياً من دون التخطيط المسبق لها». ورغم موهبته اللافتة، يفضّل البقاء في الظلّ، فهو أحد الهاربين من الشهرة: «عدو الإنسان: السلطة والمال والشهرة. في مرحلة ما، لامستني الأخيرة ووقعتُ في فخّها، لكنني تخلّصت منها. أفضّل القناعة؛ المسار الحقيقي للسلام مع الذات».

يصف موسيقى اليوم بالتجارية، وأصحابها يلهثون خلف الربح: «لستُ أعمِّم، لكنّ معظم الموسيقيين يفكرون بهذه الطريقة. نفتقد حالياً مظاهر الموسيقى التي رافقتنا في الصغر. فلا حماسة لولادة أغنية جديدة، ولا نلهث للحصول على أسطوانة قبل الآخرين كما اعتدنا أن نفعل. كانت أياماً مفعمة بالبركة والخير، فقضى المجتمع الاستهلاكي عليها. صرنا مجرّد آلات (روبوت) تواكب العصر».

يعزف على نحو 15 آلة مختلفة (صور ألان برجي)

موسيقاه خليط من الغربي والشرقي، فيُعلّق: «لا أحصر نفسي بنمط، وعندما أعزف، أترك لإحساسي حرية الاختيار. البعض يراني أسير بعكس التيار. لكنني، ببساطة، لا أحب الرضوخ لعالم خالٍ من القيم يفتقد الروح. استطعتُ التحرّر من تفاهة الحياة؛ ومع الموسيقى تبدو أجمل».

يستفزّه التقليد اليوم على الساحة الفنّية: «كثيرون ينسخون أعمالاً سبق أن لاقت النجاح. ففرصُ الخلق والإبداع قلّت. وعندما يستعيرون أغنية معروفة، تتراءى بوضوح مشاعرهم الزائفة. تخيّلي أن يغنّي أحدهم للراحل جاك بريل (لا تتركيني Ne me quitte pas)، وهو يبتسم! الأغنية حزينة، فيها معاني الشوق والحنين، ومع ذلك تُقدَّم بقالب لا يشبهها».

يعتب ألان برجي على عدم تمتُّع الموسيقيين الحقيقيين بالتقدير: «مهما بلغ الموسيقيّ من إمكانات وقدرات، فزمننا لا يبالي به إلا إذا نال الشهرة. الأسوأ أنها شهرة ترتكز على أرقام المتابعين ووهم مواقع التواصل». وهو حقَّق الاختلاف في آلة الناي (فلوت دي بان) التي ابتكرها من الرصاص. يختم بإيجاز قصتها: «قصدتُ بلدة عرسال الشمالية بُعيد عملية (فجر الجرود) التي قضى خلالها الجيش اللبناني على معقل الإرهاب. فكّرت بتكريمه على طريقتي. لملمتُ رصاص الأسلحة عن الأرض، وحوّلته إلى آلة نفخ، عزفتُ عليها النشيد الوطني اللبناني».