الكتلة السنية تنضم إلى ائتلاف المالكي في الدعوة لسحب التفويض من العبادي

اتحاد القوى العراقية: إجراءاته كانت تقشفية ولم تلامس مطالب الشعب

الكتلة السنية تنضم إلى ائتلاف المالكي في الدعوة لسحب التفويض من العبادي
TT

الكتلة السنية تنضم إلى ائتلاف المالكي في الدعوة لسحب التفويض من العبادي

الكتلة السنية تنضم إلى ائتلاف المالكي في الدعوة لسحب التفويض من العبادي

في موقف لافت وبعد يوم واحد من إعلان ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي تهديده بسحب التفويض الممنوح لرئيس الوزراء حيدر العبادي، أعلن اتحاد القوى العراقية (الكتلة السنية الأكبر في البرلمان) عن عدم «قناعة» جميع نوابه بالإجراءات الإصلاحية الأخيرة لرئيس الوزراء.
وقال هذا التحالف الذي كان طالب بقوة بإزاحة المالكي عن السلطة ودعم العبادي للوصول إلى رئاسة الوزراء في بيان له مساء أول من أمس إنه «طالما أكدنا على ضرورة تبني أسلوب المنهج العلمي في استخلاص وتقييم الأداء الحكومي بعيدا عن المواقف والتأثيرات السياسية، وقد عبرنا عن موقفنا الداعم لحكومة العبادي والإصلاحات التي وعد بتحقيقها من خلال إعطائه التفويض». وأضاف البيان أنه «بعد انقضاء ثلاثة أشهر على التفويض قمنا بعمل استبيان علمي ومنهجي من أجل استكشاف مواقف أعضاء اتحاد القوى من حركة الإصلاحات التي وعد بها رئيس الوزراء من خلال أسئلة علمية بعيدة عن أي موقف سياسي، كون الإصلاحات مطلبًا جماهيريًا وطنيًا عبرت عنه التظاهرات السلمية ودعمت من قبل منظمات المجتمع المدني والعشائر والمرجعيات الدينية».
وأوضح البيان أنه «تم إنجاز عملية الاستفتاء وعكست رؤية وتقييم نواب اتحاد القوى العراقية، وهي خطوة كاشفة ستعطي مؤشرا لنا في تحديد موقفنا من قضية إبقاء أو سحب التخويل الممنوح لرئيس مجلس الوزراء». وأشار الاتحاد في بيانه إلى أن «الاستبيان تمخض عن عدم قناعة جميع نواب اتحاد القوى بالإجراءات الإصلاحية التي قام بها رئيس مجلس الوزراء كونها كانت عبارة عن إجراءات إدارية وتقشفية لم تلامس مطالب أبناء الشعب العراقي بصورة عامة ومطالب جماهيرنا من معتقلين أبرياء ومهجرين ونازحين بصورة خاصة».
ويأتي ذلك في وقت لا يزال ائتلاف دولة القانون الذي ينتمي إليه العبادي ينتظر منه إجابات تحريرية عن مجموعة من الأسئلة التي وجهت إليه من قبل أطراف من هذا الائتلاف تتهمه بالتفرد بالسلطة وعدم الرجوع إلى الائتلاف بوصفه هو من رشحه لمنصب رئيس الوزراء.
وفي معرض تبريره لموقف اتحاد القوى، قال القيادي فيه ظافر العاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الدوافع التي ننطلق نحن منها في تقييم أداء حكومة العبادي غير تلك التي تنطلق منها جهات أخرى لا سيما جهات في دولة القانون تعمل على تغييره لحسابات خاصة ونحن لسنا طرفا في تلك الجهود». وأضاف العاني أن «هناك ما هو مشترك بين الجميع بشأن طبيعة الإصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء والتي يرى الكثيرون ونحن منهم أنها لم تلامس أصل المشكلات التي يعاني منها العراق وهي بالإجمال دون المستوى المطلوب، وهو ما نقوم بتشخيصه من منطلق الحرص على الإصلاحات، بالإضافة إلى عدم إيجاد حلول حقيقية للأزمات التي تعاني منها البلاد على كل الأصعدة لا سيما الأمنية منها».
من جهته، فإن العبادي دعا إلى أهمية الاستمرار في الإصلاحات وذلك خلال لقاء جمعه بعدد من ممثلي التظاهرات. وقال بيان لمكتب العبادي إن الأخير «عقد اجتماعا مع مجموعة من الناشطين المدنيين، وجرى خلاله مناقشة مطالب المتظاهرين والأوضاع التي يشهدها البلد»، مبينًا أنه «استمع إلى وجهات نظرهم وطروحاتهم حول ما يواجهه البلد من تحديات، وقضايا الإصلاحات ومحاربة الفساد، إضافة إلى عدد من المواضيع التي تتعلق بكثير من الملفات التي تخص الساحة العراقية». وأعرب العبادي عن شكره للناشطين لـ«التزامهم العالي واحترامهم للقانون أثناء التظاهرات»، مؤكدًا على «ضرورة استمرار اللقاءات بهم للخروج بما يخدم البلد ويحقق الرفاهية لأبنائه في ظل الصعوبات والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية». وشدد العبادي على «استمرار الإصلاحات للنهوض بالبلد، ومحاربة الفساد في أي مفصل من مفاصل الدولة».
وفي هذا السياق، أكد القيادي في التيار المدني الديمقراطي رائد فهمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك خلافات داخل التحالف الوطني الذي ينتمي إليه العبادي بشأن إدارة الإصلاحات وليس حزم الإصلاحات، حيث إن هناك خللا في إدارة تلك الإصلاحات، وهو ما تجسد بشكل واضح في سلم الرواتب الذي أثبت فشل عملية الإصلاح، بل وتحول إلى نقمة بدلا من كونه إجراء لتحقيق العدالة». وأشار إلى أن «القوى التي تضررت من عملية الإصلاحات وجددت في سلم الرواتب بمثابة كعب أخيل لتبدأ هجومها المضاد على العبادي». وردًا على سؤال بشأن ما إذا كان قادة التظاهرات يؤيدون الإجراءات التي تجري حاليا من أجل سحب التفويض من العبادي تمهيدًا لسحب الثقة منه قال فهمي: «إننا لسنا مع سحب التفويض أو الثقة بل إننا نؤيد أي عملية نتقدم بها إلى الأمام، حيث إن قرارات تتخذ ويجري التراجع عنها من شأنها أن تفقد الإصلاح هيبته وتلحق ضررا بالمصداقية لا سيما أننا قطعنا مسافة كبيرة ولا يمكنا السماح بالتراجع عنها».



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.