قالت «منظمة أطباء بلا حدود» اليوم (الاثنين) إن طفلاً واحداً على الأقل يموت كل ساعتين في «مخيم زمزم» في شمال دارفور بغرب السودان، وهو أحد أكبر وأقدم مخيمات النازحين في البلاد. وقالت كلير نيكوليه، مسؤولة قسم الطوارئ بالمنظمة: «قبل اندلاع الصراع (بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع») في أبريل (نيسان) من العام الماضي، كان الناس في المخيم يعتمدون بشكل كبير على الدعم الدولي للحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة وكل شيء. والآن، تم التخلي عنهم بالكامل تقريباً».
وتزامن موقف المنظمة مع تجدد المعارك بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في محيط القيادة العامة للجيش بشرق الخرطوم.
وأفاد سكان في العاصمة السودانية «الشرق الأوسط» بسماع أصوات انفجارات قوية ضربت مقر الجيش، وهزت الأحياء المجاورة له شرق العاصمة، ورجَّحوا أن تكون الضربات ناجمة عن قصف بالمدفعية الثقيلة. وقال مقيمون في المنطقة إنها تشهد لليوم الثاني اشتباكات عنيفة بين الطرفين بعد توقفها لأيام.
وقالت مصادر محلية إن مواقع «الدعم السريع» في مناطق جنوب الخرطوم أطلقت قذائف مدفعية على قاعدة عسكرية للجيش في منطقة وادي سيدنا، شمال أمدرمان، فرد الجيش بقصف مدفعي مماثل على تلك المواقع. وأشار شهود إلى تعرض مناطق في شرق وجنوب الخرطوم لقصف مدفعي، تركز على مواقع انتشار «قوات الدعم السريع».
تفاؤل سوداني
إضافة إلى ذلك، أكد نائب رئيس «مجلس السيادة» في السودان، مالك عقار، الاثنين، انفتاح الحكومة على السلام في ظل رغبة جادة في إنهاء الحرب بالبلاد، معرباً عن «تفاؤل الحكومة بالطريق إلى الأمام عبر (منبر جدة)». وقال نائب رئيس «مجلس السيادة»، في بيان على حسابه بموقع «فيسبوك»، إنه التقى مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، و«تحدثتُ معه حول متطلبات وقف إطلاق النار».
وأشار مالك عقار إلى أهمية وجود ميسِّر موثوق به، يحترم سيادة السودان، لمناقشة الخطوات الإجرائية لوقف إطلاق النار. وأضاف: «أبلغت المسؤول الأممي بملاحظات السودان التي تقدم بها بشأن آلية الهيئة الحكومة الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والآلية الموسعة للاتحاد الأفريقي، بجانب مبادرة دول الجوار، وحول (منبر جدة) للسلام». وقال: «نقلتُ كذلك تفاؤل حكومة السودان حول الطريق إلى الأمام عبر (منبر جدة)».
وأعرب مفوض الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، عن حزنه للوضع الحالي الذي يعاني منه السودان، وفق البيان. وقال إن الأولوية الرئيسية للمفوضية هي اللاجئون، وأنها على استعداد لدعم النازحين داخلياً وخارجياً.
وقف فوري للحرب
من جهة ثانية، اتفق رئيس «حزب الأمة القومي»، فضل الله برمة ناصر، وقائد «حركة جيش تحرير السودان»، عبد الواحد النور، على ضرورة الوقف الفوري للحرب الدائرة في البلاد عبر «شراكة وطنية حقيقية» بين كل القوى السياسية التي تنادي بإيقاف الحرب.
وشدد الجانبان -في بيان مشترك، الاثنين، عقب المشاورات التي جرت بينهما في جوبا عاصمة جنوب السودان- على بناء جبهة وطنية عريضة لا تستثني أحداً، عدا حزب النظام المعزول (المؤتمر الوطني) وواجهاته. وذكر البيان أن أجندة الاجتماعات: إيقاف الحرب، ومواجهة إفرازاتها الإنسانية والاجتماعية، عبر تكوين جبهة واسعة.