كوت ديفوار تتسلح بالجماهير والتاريخ لعبور مالي

الرأس الأخضر تصطدم بجنوب أفريقيا بحثاً عن تأهل تاريخي بعرس القارة السمراء

منتخب مالي يحلم بالحصول على اللقب للمرة الأولى في تاريخه (أ.ف.ب)
منتخب مالي يحلم بالحصول على اللقب للمرة الأولى في تاريخه (أ.ف.ب)
TT

كوت ديفوار تتسلح بالجماهير والتاريخ لعبور مالي

منتخب مالي يحلم بالحصول على اللقب للمرة الأولى في تاريخه (أ.ف.ب)
منتخب مالي يحلم بالحصول على اللقب للمرة الأولى في تاريخه (أ.ف.ب)

تدخل كوت ديفوار (المضيفة) مباراة دور الثمانية ببطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم أمام جارتها مالي، السبت، لتأكيد أن عودتها من بعيد وتجريدها السنغال من اللقب لم تكن وليدة الصدفة، بينما تسعى جنوب أفريقيا الطامحة لبلوغ أوّل نصف نهائي لها منذ 2000 لإنهاء مغامرة الرأس الأخضر إحدى مفاجآت البطولة.

ويتسلح منتخب كوت ديفوار بالجماهير والتاريخ حينما يواجه منتخب مالي في البطولة التي تنتهي أحداثها يوم 11 فبراير (شباط) الحالي. ويسعى المنتخبان لحجز تذكرة العبور للدور قبل النهائي يوم الأربعاء المقبل. وكانت بداية منتخب كوت ديفوار في البطولة سلبية وكان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من دور المجموعات بعدما حقق انتصاراً وحيداً على غينيا بيساو بهدفين نظيفين في المباراة الافتتاحية وخسارته المباراتين التاليتين أمام نيجيريا بهدف نظيف وغينيا الاستوائية برباعية نظيفة، وهو الأمر الذي أدى لإقالة المدير الفني الفرنسي جيان لويس جاسكيه.

ولكن تأهل المنتخب الإيفواري لدور الـ16 بصفته واحداً من بين أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث، وأصبح في مواجهة المنتخب السنغالي، حامل اللقب والمرشح الأبرز للفوز بلقب النسخة الحالية، وتمكن من التغلب عليه بركلات الترجيح 5 - 4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1 بقيادة المدرب المؤقت إيمرس فاي، الذي أعاد الروح للمنتخب الإيفواري. ويأمل فاي أن يواصل المنتخب الإيفواري انتفاضته في البطولة وعبور عقبة مالي والتأهل للدور قبل النهائي والاستمرار في منافسات البطولة التي يسعى للتتويج بلقبها للمرة الثالثة والأولى له منذ عام 2015.

ويرى فاي أن فرص منتخب بلاده في التأهل للمباراة النهائية قائمة، حيث قال في تصريحات له إن بعد خروج أكثر المنتخبات المرشحة وعلى رأسها مصر والسنغال والمغرب، ازدادت الثقة لدى لاعبيه وارتفعت الروح المعنوية كثيراً. ويعول فاي على عدد من اللاعبين البارزين؛ يأتي في مقدمتهم جان فيليب كراسو وأوماري دياكتيه وماكس آلان غراديل وفرانك كيسييه.

فجّر المنتخب الجنوب أفريقي مفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء منتخب المغرب (رويترز)

في المقابل، يدخل المنتخب المالي المباراة وهو يعلم صعوبتها، خصوصاً أن منتخب كوت ديفوار يلعب على أرضه ووسط جمهوره، بالإضافة إلى أن منتخب مالي لم يفز من قبل على منتخب كوت ديفوار، حيث التقيا 18 مرة خسر مالي في 10 لقاءات وتعادل في 8 مباريات. ورغم صعوبة المواجهة فإن منتخب مالي أكثر استقراراً من كوت ديفوار وحقق نتائج جيدة في دور المجموعات، حيث تصدر المجموعة الخامسة برصيد 5 نقاط بالفوز على جنوب أفريقيا 2 - صفر ثم تعادل مع تونس بنتيجة 1 - 1 وناميبيا من دون أهداف.

واستطاع منتخب مالي، الذي يحلم بالحصول على اللقب للمرة الأولى في تاريخه، تخطي عقبة بوركينا فاسو في دور الـ16 بعدما فاز 2 - 1. ويعلم إيريك شيل، المدير الفني لمنتخب مالي، صعوبة المباراة، وقال في تصريحات له إن المباراة ستكون في غاية الصعوبة، لذلك حرص على حث لاعبيه على الظهور بأفضل شكل ممكن واستغلال إمكاناتهم وبذل قصارى جهدهم من أجل تحقيق الفوز والعبور للدور التالي. ويعول شيل على مجموعة من اللاعبين المتميزين، يأتي في مقدمتهم الثنائي الهجومي يوسف نياكاتي ولاسين سينايوكو مع رباعي خط الوسط آليو ديانغ وفوسيني دياباتي وإيف بيسوما ونيني دورجيليس، وكذلك الظهيران الطائران هماري تراوري وموسى ديارا، وحارس المرمى دجيجي ديارا.

كوت ديفوار تعوّل على مهاجمها كراسو (أ.ف.ب)

الرأس الأخضر - جنوب أفريقيا

يسعى منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي) لمواصلة كتابة التاريخ في البطولة الأفريقية، والتأهل للدور قبل النهائي، حينما يواجه منتخب جنوب أفريقيا، السبت، أيضاً، في دور الثمانية من البطولة. وحقق منتخب الرأس الأخضر إنجازاً كبيراً بتأهله لدور الثمانية للمرة الأولى في تاريخه، بعد إقامة البطولة بمشاركة 24 منتخباً، حيث لم يسبق له من قبل أن تخطى دور الـ16 في مشاركته السابقة في البطولة، وفقاً لهذا النظام. وسبق لمنتخب الرأس الأخضر المشاركة في 3 نسخ من قبل في كأس أمم أفريقيا؛ أعوام 2013 و2015 و2021، لكن تبقى مشاركته الأولى هي الأفضل حينما بلغ دور الثمانية عندما كانت البطولة تضم 16 فريقاً فقط.

ويعد منتخب الرأس الأخضر هو الحصان الأسود في هذه البطولة، حيث إنه لم يخسر في أي مباراة حتى الآن وحقق نتائج مفاجئة، حيث تغلب في بداية مشواره بالبطولة على منتخب غانا 2 - 1، ثم تغلب على منتخب موزمبيق بثلاثية نظيفة قبل أن يختتم دور المجموعات بالتعادل مع منتخب مصر 2 – 2، ليتصدر المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط. وفي دور الـ16 تمكن منتخب الرأس الأخضر من التغلب على منتخب موريتانيا بهدف نظيف، محققاً انتصاره الأول في الأدوار الإقصائية بعد هزيمتين أمام غانا في نسخة 2013 والسنغال 2021.

ويعتمد منتخب الرأس الأخضر على مجموعة من اللاعبين المميزين، يأتي في مقدمتهم ريان مينديز وبريان تيكسييرا وجيلسون تافاريس وتياغو مانويل بيبي. مهمة منتخب الرأس الأخضر في التأهل للدور قبل النهائي لن تكون سهلة على الإطلاق، خصوصاً أنه سيواجه منتخب جنوب أفريقيا صاحب الصولات والجولات في البطولة الأفريقية. وتبدو على الورق كفة منتخب جنوب أفريقيا هي الأرجح لكونه أحد الفائزين باللقب عندما توج به عام 1996 عندما استضاف البطولة وحل ثانياً في النسخة التالية في بوركينا فاسو 1998 بعد الخسارة أمام مصر في المباراة النهائية ثم فائزاً بالبرونزية في عام 2000.

وتأهل منتخب جنوب أفريقيا لهذا الدور بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط، جمعها بعد الخسارة أمام مالي صفر - 2 ثم الفوز على ناميبيا برباعية نظيفة قبل أن يختتم دور المجموعات بالتعادل مع المنتخب التونسي سلبياً. وفي دور الـ16 فجّر المنتخب الجنوب أفريقي مفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء منتخب المغرب، رابع كأس العالم وأحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، بالفوز عليه بهدفين نظيفين.

ويرتكز البلجيكي هوغو بروس، مدرب منتخب جنوب أفريقيا، على قوام أغلبه من فريق ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، الفائز مؤخراً بالنسخة الأولى من الدوري الأفريقي، بداية من حارس المرمى رونوين ويليامز مروراً برباعي الدفاع كيكانا وخوليسو موداو وأوبري موديبا وموتوبي مفالا مع صخرة الوسط تيبوهو موكوينا والمحاور الهجومية ثيما زواني وثابيلو مورينا وثابيلو ماسيكو مع لاعب الأهلي المصري بيرسي تاو، الفائز بجائزة أفضل لاعب داخل قارة أفريقيا في العام الماضي 2023.


مقالات ذات صلة

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

رياضة عربية من مباراة الأهلي والاتحاد السكندري (الأهلي)

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

فشل فريق الأهلي في الحفاظ على تقدمه بهدف نظيف أمام الاتحاد السكندري، وتعادل معه 1/1 في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدوري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني سيخوض مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني ممتن للوصول إلى 700 مباراة مع أتلتيكو

سيخوض دييغو سيميوني مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد عندما يستضيف ألافيس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، السبت.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ف.ب)

فونسيكا: نحترم يوفنتوس لكننا لا نخشاه

قال باولو فونسيكا مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه لا يهاب مواجهة يوفنتوس.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
TT

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول عام 2017، إذ سجل وصنع أهدافاً قادت الريدز إلى منصات التتويج المحلية والعالمية.

ولا يزال صلاح يواصل العطاء بشكل مثير للإعجاب. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أحرز هدفاً في المباراة التي فاز فيها الريدز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد، وكان ذلك هو هدفه رقم 164 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني تجاوزه أسطورة ليفربول السابق روبي فاولر ووصوله إلى المركز الثامن في قائمة أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه.

وبعد ذلك، وبفضل تمريرته الحاسمة وهدفه رقم 165 في المباراة التي فاز فيها ليفربول على أستون فيلا بهدفين دون رد، أصبح صلاح أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا هذا الموسم يسجل ويصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات، إذ سجل عشرة أهداف وصنع مثلها في 17 مباراة فقط هذا الموسم.

وكان الوحيد الذي انضم إليه في هذا الإنجاز مواطنه ونجم آينتراخت فرانكفورت عمر مرموش، وهو ما جعل الناس يقولون مرة أخرى: «محمد صلاح هو الوحيد أيضاً الذي سجل وصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات هذا الموسم».

صلاح وصل هذا الموسم إلى أفضل معدل في صناعة الأهداف (أ.ف.ب)

بدأ ليفربول مسيرته بعد رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب بشكل رائع، إذ حقق أرني سلوت الفوز في 9 من أول 11 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تأهل ليفربول إلى الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا باعتباره الفريق الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات من أربع مباريات.

ولم يكن من الغريب أن يكون صلاح المساهم الرئيسي في وصول الفريق إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه على أستون فيلا. والآن، يتوقع الكمبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات أن يفوز الريدز باللقب. وكان موسم 2019-20، عندما فاز بلقب الدوري، الموسم الوحيد الذي جمع فيه ليفربول عدداً أكبر من النقاط بعد مرور 11 جولة من الموسم (كان قد حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة في أول 11 جولة من الموسم).

وأمام أستون فيلا بقيادة مديره الفني أوناي إيمري، لم تكن تمريرة صلاح الحاسمة في الهدف الذي سجله داروين نونيز متعمدة، حيث كان النجم المصري يحاول الركض نحو المرمى بنفسه قبل أن يسقطه ليون بايلي، ثم اندفع نونيز نحو الكرة المرتدة ووضعها في الشباك، لكن السبب الرئيسي وراء هذا الهدف هو صلاح أيضاً، لأنه انطلق بسرعة فائقة في هجمة مرتدة سريعة بعد قطع الكرة من ركلة ركنية لأستون فيلا.

وأحرز صلاح الهدف الثاني بطريقته المعتادة، فبعد قطع الكرة من دييغو كارلوس في منتصف الملعب، اندفع النجم المصري نحو المرمى بسرعة هائلة وسدد الكرة في مرمى الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز المتوج مؤخراً بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح سجل وصنع في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة 35، ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى واين روني (36 مرة)، وبالتالي فإن صلاح بحاجة إلى التسجيل والصناعة في مباراة واحدة أخرى ليصبح أكثر من فعل ذلك في تاريخ المسابقة.

لقد كان أداءً استثنائياً مرة أخرى من اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، بعد أن صنع هدفين يوم الثلاثاء الماضي ليقود الريدز للفوز برباعية نظيفة على بطل ألمانيا باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا.

وعلاوة على ذلك، فإن وصوله إلى 10 أهداف و10 تمريرات حاسمة في 17 مباراة فقط يجعله أسرع لاعب يفعل ذلك مع ليفربول في آخر 40 موسماً. ويأتي النجم الأورغوياني لويس سواريز في المركز الثاني، إذ فعل ذلك في 23 مباراة في موسم 2013-14.

بقاء صلاح في ليفربول بات ضرورة حتمية بالنسبة لمسؤولي وجماهير النادي (الشرق الأوسط)

دعونا نتوقف قليلاً عن استخدام عبارة «محمد صلاح هو الوحيد...»، ونقول هذه المرة إن اللاعبين الوحيدين الذين ساهموا في أهداف أكثر من صلاح هذا الموسم في جميع المسابقات في الدوريات الخمس الكبرى هم هاري كين (24 هدفاً)، ومرموش (24 هدفاً) وروبرت ليفاندوفسكي (21 هدفاً).

وهذا هو الموسم الرابع على التوالي الذي يتجاوز فيه صلاح الرقم 10 في كل من تسجيل وصناعة الأهداف، كما أنه الآن في أفضل معدل له على الإطلاق من حيث المساهمة في الأهداف لكل 90 دقيقة منذ وصوله إلى ملعب «آنفيلد» قبل أكثر من سبع سنوات. لقد ساهم صلاح في 20 هدفاً في 1347 دقيقة فقط هذا الموسم، وهو ما يعني تسجيل أو صناعة هدف كل 67.5 دقيقة في جميع المسابقات هذا الموسم. وخلال موسمه الأول المذهل مع النادي في 2017-18، الذي سجل فيه 44 هدفاً وصنع 14 هدفاً، وصل متوسط مساهماته في الأهداف إلى هدف كل 71 دقيقة.

لقد عودنا صلاح دائماً على تسجيل الأهداف، كما يخلق الفرص لزملائه بطريقة استثنائية. لقد تمكن من صناعة 10 أهداف أو أكثر في كل موسم من المواسم التي قضاها في ليفربول، باستثناء موسم 2020-21 عندما صنع 6 أهداف. ومع ذلك، يبدو صلاح في طريقه لأن ينهي الموسم الحالي بأعلى حصيلة له مع الريدز في موسم واحد، حيث لا يحتاج إلا لصناعة 7 أهداف أخرى ليتجاوز أكبر عدد من التمريرات الحاسمة له في موسم واحد، الذي وصل إلى 16 تمريرة حاسمة في موسم 2022-23. ويعد صلاح ومواطنه مرموش اللاعبين الوحيدين اللذين صنعا 10 أهداف أو أكثر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا في جميع المسابقات هذا الموسم، في حين أن 7 لاعبين فقط في هذه الدوريات صنعوا فرصاً من اللعب المفتوح أكثر من صلاح (30 فرصة).

صلاح لاعب رئيسي في وصول الفريق إلى صدارة الدوري (أ.ف.ب)

في الحقيقة، يعد صلاح أهم لاعب في ليفربول مرة أخرى هذا الموسم. وبالمقارنة مع زملائه في الفريق، فإن مساهمات صلاح في الأهداف تتجاوز تقريباً ضعف مساهمات أي لاعب آخر (لويس دياز 11 مساهمة تهديفية)، كما صنع النجم المصري فرصاً من اللعب المفتوح تزيد عن أي لاعب آخر بما لا يقل عن تسع فرص (كودي غاكبو 21 فرصة). وعلاوة على ذلك، فإن صلاح، الذي صنع 30 فرصة من اللعب المفتوح، قد تجاوز صانع اللعب الأبرز في ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد بفارق 12 فرصة، حيث صنع النجم الإنجليزي الدولي 18 فرصة من اللعب المفتوح هذا الموسم.

لقد شارك صلاح في 100 هجمة من اللعب المفتوح في جميع المسابقات، وهو ما يزيد بنحو 24 هجمة على الأقل عن أي لاعب آخر في ليفربول. ورغم كل ما يقال، فمن الواضح أن صلاح لا يزال في قمة مسيرته الكروية، أو قريباً منها، وهو الأمر الذي يجعل انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي يخلق الكثير من القلق بين عشاق الريدز.

ربما يكون من المفهوم أن النادي لم يكن في عجلة من أمره لتقديم عرض ضخم لصلاح هذا الصيف، نظراً لأن أداء صلاح كان مخيباً للآمال، مثل أي لاعب آخر بالفريق، بعدما تبخرت آمال ليفربول للفوز باللقب في موسم 2023-24.

النجم المصري قدم مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول (أ.ب)

وكان صلاح قد لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين يوم رأس السنة الجديدة والمباراة التي خاضها الفريق على ملعبه أمام مانشستر سيتي في 10 مارس (آذار). وخلال الفترة من عودته للمشاركة في المباريات وحتى نهاية الموسم، سجل صلاح 3 أهداف فقط في 11 مباراة بالدوري، من بينها ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بالتعادل مع مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق، وهدف وتمريرة حاسمة في الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين على توتنهام، بعد انتهت آمال الفريق تماماً في المنافسة على لقب الدوري.

لكن لو كانت هناك أي شكوك حول مستوى صلاح، وكيف سيتأقلم مع طريقة اللعب تحت قيادة المدير الفني الجديد أرني سلوت، وما إذا كان لا يزال يستحق الأموال الكبيرة التي سيحصل عليها في حال تمديد عقده، فمن المؤكد أن كل هذه الشكوك قد تلاشت تماماً الآن. خلال الموسم الماضي، تعرض صلاح لانتقادات في بعض الأحيان بسبب بقائه كثيراً بجوار خط التماس وعدم الدخول إلى عمق الملعب، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته داخل الملعب خلال الموسمين الماضي والحالي تُظهر أنه يتحرك في عمق الملعب بشكل أقل الآن تحت قيادة سلوت، إذ يتحرك في تلك المساحة على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء في كثير من الأحيان، وهذا هو المكان الذي يقدم فيه أفضل مستوياته، كما تُظهر خريطة مشاركته في الأهداف.

تشير التقارير إلى أن ليفربول فتح محادثات بالفعل مع صلاح، إلى جانب فيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد، اللذين تنتهي عقودهما أيضاً في الصيف المقبل. من المؤكد أن قوة النجم المصري في التفاوض قد زادت كثيراً بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الأسابيع الأخيرة، وهو ما دفع أحد المشجعين إلى رفع لافتة في مباراة ليفربول يوم السبت الماضي كتب عليها: «إنه يُطلق السهام، جددوا تعاقد محمد الآن»، في إشارة إلى احتفاله الشهير بالقوس والسهم عند إحراز الأهداف. يحقق صلاح أرقاماً مذهلة منذ وصوله إلى ليفربول، فقد سجل 221 هدفاً وصنع 97 هدفاً في 366 مباراة مع النادي، ولم يسجل أقل من 23 هدفاً في موسم واحد. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: إلى متى يُمكن للنجم المصري الاستمرار في تقديم هذه المستويات؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن مشجعي ليفربول يأملون بالتأكيد أن يستمر الملك المصري في ملعب «آنفيلد» لفترة طويلة مقبلة.

* خدمة «الغارديان»