القطاع الخاص السعودي يتنافس لاستقطاب كفاءات بالطاقة المتجددة

رئيس مجلس «سباير» لـ«الشرق الأوسط»: نستهدف تدريب 3 آلاف للالتحاق بسوق العمل

«سباير» يسعى لأن يكون وجهة التدريب الأولى عالميا بمجال الطاقة المتجددة والمستدامة (موقع المعهد)
«سباير» يسعى لأن يكون وجهة التدريب الأولى عالميا بمجال الطاقة المتجددة والمستدامة (موقع المعهد)
TT

القطاع الخاص السعودي يتنافس لاستقطاب كفاءات بالطاقة المتجددة

«سباير» يسعى لأن يكون وجهة التدريب الأولى عالميا بمجال الطاقة المتجددة والمستدامة (موقع المعهد)
«سباير» يسعى لأن يكون وجهة التدريب الأولى عالميا بمجال الطاقة المتجددة والمستدامة (موقع المعهد)

تشهد السعودية مشاريع جديدة عملاقة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، 60 في المائة منها في الطاقة الشمسية، بينما تشكّل طاقة الرياح والهيدروجين 40 في المائة، ما أدى إلى تنافس القطاع الخاص في استقطاب الكفاءات الوطنية المتخصصة في هذا المجال. هذا ما قاله رئيس مجلس إدارة المعهد السعودي التقني للطاقة المتجددة (سباير) المهندس ماجد الرفاعي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط».

ويعمل المعهد السعودي التقني للطاقة المتجددة، الذي أنشئ عام 2022، وفق استراتيجية معاهد الشركات الاستراتيجية لـ«التدريب المبتدئ بالتوظيف» على تخصصات الطاقة المتجددة لسد حاجة الشركاء الاستراتيجيين المشغلين لمشروعات الطاقة المتجددة في المملكة.

وأفصح الرفاعي عن دعم الحكومة، ممثلة بصندوق تنمية الموارد البشرية، بدفع 75 في المائة من أجور المواطنين خلال فترة التدريب، و25 في المائة تتحملها الشركة، مؤكداً أن التوطين يحسب في البرنامج منذ اليوم الأول من تاريخ الالتحاق.

وبيّن الرفاعي أن برنامج «التدريب المبتدئ بالتوظيف» أصبح يبرز مبادرة القطاع الخاص في تأهيل وتمكين الكفاءات السعودية في قطاع الطاقة المتجددة، وذلك بالتعاون مع المعهد. وشرح أن المعهد يعمل لقاءات متتالية مع شركات القطاع الخاص لسد احتياجاتهم من المتدربين في هذا المجال.

وكشف الرفاعي عن توقيع 5 عقود مع شركات من القطاع الخاص في الوقت الحالي، لتدريب 100 شاب يمثلون «حجر الأساس» في أول دفعة، وذلك للحصول على شهادة الدبلوم في الطاقة المتجددة، في حين أن المستهدف الأول للمعهد هو تدريب 750 طالباً وصولاً إلى 3 آلاف.

وتابع أن 80 في المائة من المتقدمين في الدفعة الأولى هم في قطاع الطاقة الشمسية التي تتضمن تخصصات مختلفة كالجودة والصيانة والتشغيل، في حين أن 20 في المائة سوف يتخصصون في طاقة الرياح.

وأشار إلى أنه عند اكتمال مرافق المعهد بشكل نهائي وتجهزها بعد نحو عامين، سيتضاعف العدد الاستيعابي ليصل إلى ما يقارب 3 آلاف متدرب.

ووفق الرفاعي، فإن هذه المنظومة أدت إلى رغبة الجهات في التقدم لاستقطاب شباب سعوديين في هذا المجال، وبالتالي «لدينا اتفاقيات تم توقيعها مع جامعات سعودية لنشر الوعي عن الطاقة المتجددة، ليكون هناك تعاون بين شركات القطاع الخاص مع المعهد وكذلك الجامعات للتقديم على مشاريع المستقبل وأهمها الطاقة المتجددة».

وأكمل أن الخطوات المتخذة ستجعل معهد «سباير» رائداً على مستوى العالم، ويحصل على اتفاقيات مع جهات أكاديمية مختلفة داخل المملكة وخارجها.

الجدير بالذكر أنه تم اختيار مقر المعهد في مدينة سكاكا في منطقة الجوف (شمال غربي السعودية) باعتبارها تحتضن باكورة مشروعات الطاقة المتجددة في المملكة، محطة سكاكا للطاقة الشمسية ومحطة طاقة رياح دومة الجندل، وقربها من مشروعات أخرى، إضافة إلى وجود البنية التحتية المناسبة لتشغيل المعهد ودعمه لوجيستياً.


مقالات ذات صلة

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

الاقتصاد منتجات تابعة لـ«أسمنت الجوف» (حساب الشركة على «إكس»)

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

وقّعت شركتا «أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية اتفاقية بناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة طريف (شمال المملكة)، وتشغيلها لمدة 25 سنة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «الشركة السعودية للكهرباء» (موقع الشركة)

«السعودية للكهرباء» توقع اتفاقيات شراء طاقة بـ4 مليارات دولار

وقّعت «الشركة السعودية للكهرباء» اتفاقيات شراء طاقة مع «الشركة السعودية لشراء الطاقة» (المشتري الرئيس)، بإجمالي 15 مليار ريال (4 مليارات دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح «طاقة» في معرض «ويتيكس 2024» (منصة إكس)

تحالف يضم «طاقة» الإماراتية يبرم اتفاقيتين لبيع 3.6 غيغاواط من الكهرباء إلى السعودية

وقّع تحالف شركة «أبوظبي الوطنية للطاقة» (طاقة) اتفاقيتين لبيع الكهرباء لمدة 25 عاماً مع الشركة «السعودية لشراء الطاقة» الحكومية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد شعار «أكوا باور» السعودية (موقع الشركة الإلكتروني)

«أكوا باور» السعودية توقع اتفاقيات شراء طاقة بـ4 مليارات دولار

أعلنت «أكوا باور» توقيع اتفاقيات شراء طاقة مع «الشركة السعودية لشراء الطاقة»، بقيمة 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، لمشروعيْ محطتين غازيتين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد فنيون يركبون ألواح الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء (رويترز)

بايدن يؤكد عدم العودة إلى الوراء في «ثورة الطاقة النظيفة»

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، من غابات الأمازون المطيرة بالبرازيل، أنه لن تكون هناك عودة إلى الوراء في «ثورة الطاقة النظيفة» بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.