هاتف «أونر ماجيك في2»: إبداع تقني للهواتف القابلة للطي

أقل سماكة من الهواتف أحادية الشاشة... بتصميم أنيق ووزن خفيف وبطارية بشحنة فائقة

أقل الهواتف المنثنية سماكة
أقل الهواتف المنثنية سماكة
TT

هاتف «أونر ماجيك في2»: إبداع تقني للهواتف القابلة للطي

أقل الهواتف المنثنية سماكة
أقل الهواتف المنثنية سماكة

إن ظننت أن الابتكار في الهواتف القابلة للطي قد وصل إلى حدوده، فسيفاجئك هاتف «أونر ماجيك في2» Honor Magic V2 الذي يقدم مزايا تقنية متقدمة على جميع الأصعدة، ويخفض سماكته بشكل كبير في الوقت نفسه. واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف قبل إطلاقه في المنطقة العربية في 8 فبراير (شباط) ، ونذكر ملخص التجربة.

قدرات تصويرية متقدمة وشاشة كبيرة لانغماس ممتد

تصميم مبتكر

تصميم الهاتف أنيق للغاية؛ حيث يُعد ثورة في معايير صناعة فئة الهواتف القابلة للطي فيما يتعلق بالسماكة والوزن. ويبلغ وزن الهاتف 231 غراماً فقط، وسماكته 4.7 مليمتر لدى فتحه و9.9 مليمتر لدى طيه، أي أقل من سنتيمتر واحد. يُضاف إلى ذلك جودة التصنيع العالية التي تزيد من متانته، وخصوصاً أنه مصنوع من مفصل يحتوي على التيتانيوم المستخدم بصناعة الطائرات، مع استخدام الفولاذ لتقديم توازن بين خفة الوزن والمتانة.

وزن المفصل أخف من الفولاذ المقاوم للصدأ بنسبة تصل إلى 42 في المائة، بينما يُعد الفولاذ المقاوم للصدمات عاملاً رئيسياً في تصنيع الجسم الرئيسي للمفصل، وذلك بهدف إحداث توازن بين السماكة والمتانة والحصول على تصميم منخفض السماكة وقوي في الوقت نفسه. وتم تصنيع المفصل باستخدام آلية وأدوات تخفض من المساحة الداخلية والسماكة الإجمالية له بشكل كبير، مع قدرته على تحمل أكثر من 400 ألف عملية طي، أي يمكن طي الشاشة 100 مرة يومياً لمدة 10 أعوام، دون تأثر المفصل جراء ذلك، ودون ظهور أي فجوات بين طرفي الشاشة.

كما يقدم الهاتف نظام تبريد منخفض السماكة للغاية، وذلك باستخدام نهج متعدد الطبقات مع الخامات والمواد المختلفة التي تشمل غرفة البخار فائقة النحافة والغرافيت عالي التوصيل الحراري وهلام التوصيل الحراري والرقائق النحاسية، وذلك بهدف الحفاظ على مستويات الأداء الأمثل وضمان المتانة طويلة المدى. ويعمل نظام التبريد هذا على تحقيق أقصى استفادة من المساحة الداخلية لتحقيق الكفاءة في التبريد، على الرغم من انخفاض سماكة الهاتف وعدم وجود حجم كبير لمرور الهواء لتبريده. ويتميز نظام التبريد بأكمله بمساحة تصل إلى 29.000 متر مربع، بزيادة قدرها 12.5 في المائة مقارنة بالجيل السابق من السلسلة.

وتستخدم شاشة الهاتف تقنية زجاج الـ«نانو كريستال» متعدد المنحنيات، الأمر الذي يضيف إحساساً أعمق بالسلامة والقدرة على التحمل، ويوفر مقاومة أكبر ضد السقوط بمعدل 10 أضعاف مقارنة بالزجاج العادي.

تصاميم أنيقة بأداء مرتفع

قدرات تصويرية فائقة

يقدم الهاتف 5 كاميرات، 3 خلفية و2 أمامية. وتم تزويد الكاميرا الخلفية الأولى ذات الزوايا العريضة التي تعمل بدقة 50 ميغابكسل بفتحة كبيرة ذات تركيز بؤري يبلغ 1.9 ومستشعر مخصص لتوفير المزيد من الضوء للحصول على صور ذات وضوح أكبر وتعريض أفضل للضوء ومجال ألوان ديناميكي أكثر ثراء. وإضافة إلى ذلك، تم تجهيز المستشعر الجديد بتركيز محسن بالكامل بهدف تحسين اكتشاف الهدف وتطوير آلية التركيز البؤري لدى التقاط الصور. وينجم عن هذا الأمر القدرة على التقاط صور عالية الدقة وبتفاصيل دقيقة دون أي عناء أو تعب، حتى في ظروف الإضاءة المليئة بالتحديات والصعوبات، مثل ظروف الإضاءة المنخفضة والإضاءة الخلفية.

وننتقل إلى الكاميرا الخلفية الثانية فائقة الاتساع التي تعمل بدقة 50 ميغابكسل أيضاً، التي تدعم مجال رؤية عريضاً بشكل استثنائي، إذ تعمل هذه الميزة على تمكين المستخدم من التقاط أكثر من مشهد داخل إطار واحد للحصول على صور باهرة للمناظر الطبيعية واسعة النطاق. كما تقترن هذه الميزة بطول بؤري يبلغ 13 مليمتراً وفتحة كبيرة ذات تركيز بؤري يبلغ 2.0 للحصول على تجربة تصوير باهرة بزاوية عريضة للقطات الواسعة (البانورامية) ذات تفاصيل شديدة الوضوح.

الكاميرا الخلفية الثالثة متخصصة في التقريب وتبلغ دقتها 20 ميغابكسل؛ حيث يبلغ تركيزها البؤري 2.4، ما يتيح الحصول على نتائج تصوير عالية الجودة. كما تدعم الكاميرا خاصية التقريب الرقمي حتى 40 ضعفاً لتقريب الهدف إلى المستخدم.

وبالنسبة للكاميرتين الأماميتين، فتبلغ دقة كل منهما 16 ميغابكسل، الأولى موجودة لدى فتح الشاشة والثانية لدى إغلاقها. وتستخدم كل كاميرا فتحة ذات تركيز بؤري يبلغ 2.2 للحصول على جودة صورة دقيقة ومحسنة. وتتميز كل كاميرا أمامية بالقدرة على عرض ملامح وجه الهدف بوضوح من خلال قدراتها على التعرف على تفاصيله.

دعم للذكاء الاصطناعي

ويدعم الهاتف تقنية الالتقاط واستشعار الحركة بالذكاء الاصطناعي AI Motion Sensing Capture المعززة بشبكة ذكاء اصطناعي مدربة على أكثر من 270 ألف صورة. وتعمل هذه الميزة على تمكين الكاميرا من تحديد السيناريوهات المختلفة بشكل دقيق وتحديد اللحظات الأساسية بشكل ذكي ومساعدة المستخدمين على التقاط اللقطات المثالية بشكل تلقائي. وتعد هذه الخاصية مناسبة لالتقاط عروض الأداء الحية والفعاليات الرياضية لما تتميز به من قدرة على اكتشاف تعبيرات الوجه بشكل ذكي، مثل الابتسامة ووضعيات الجسم مثل القفز، ما يضمن التقاط أفضل اللقطات في أثناء تحرك الهدف.

وتطور هذه التقنية سرعة بدء التشغيل وسرعة التركيز البؤري واستجابة الغالق وسرعة التصوير، مقارنة بالجيل السابق لالتقاط أي مشهد في أجزاء من الثانية. ويقدم الهاتف ميزة التصوير من وضع الحركة لالتقاط صور باهرة فردية أو جماعية أو للبيئة دون أي عناء.

مزايا مفيدة

وزارت «الشرق الأوسط» مراكز أبحاث هواتف «أونر» في الصين وتعرفت على كيفية تطوير الدارات الإلكترونية للهاتف، ومنها البطارية؛ حيث تم العمل على تطوير بطارية مزدوجة (في كل جهة من جهتي الهاتف خلف الشاشة) حصرية باستخدام السليكون والكربون، ما يسمح لها بتقديم شحنة فائقة ولكن بنصف الحجم، الأمر الذي سمح بخفض سماكة الهاتف بشكل كبير، إلى جانب استخدام المفصل، والتبريد المتقدم المذكور أعلاه بهدف خفض السماكة أيضا.

وتبلغ سماكة البطارية 2.72 مليمتر فقط، وهي تقدم نظاماً كهروكيميائياً مبتكراً يزيد من العمر الافتراضي لها بنسبة 40 في المائة مقارنة بالإصدار السابق، إلى جانب استخدام تقنية تجميع الجهد المنخفض التي تنتج طاقة أكبر عند مستوى الجهد نفسه مقارنة بأنظمة بطاريات الغرافيت الأخرى.

ويتميز الهاتف بشاشة خارجية يبلغ قطرها 6.43 بوصة تعرض الصورة بنسبة 21 إلى 9، وبنسبة شاشة إلى الهيكل تبلغ 91.2 في المائة، متفوقاً على الهواتف المنافسة التي تقدم شاشات طويلة وضيقة لدى طيها. وبالنسبة للشاشة الداخلية، فيبلغ قطرها 7.92 بوصة لدى فتحها، الأمر الذي يجعل الهاتف يتحول إلى جهاز لوحي. ويمكن الاستمتاع بهذه الشاشة لمشاهدة المحتوى واللعب بالألعاب الإلكترونية وقراءة وكتابة المحتوى. الشاشة مزودة بتقنية OLED LTPO التي تدعم التدرج اللوني DCI - P3 بنسبة 100 في المائة. هذا، وتعرض الشاشة الصورة بوضوح كبير حتى تحت أشعة الشمس الساطعة بفضل مستويات السطوع التي تصل إلى 2500 شمعة في المتر المربع.

هذا، وتعمل تقنية التعتيم بخاصية تعديل عرض النبض الكهربائي للشاشة بمعدل يصل إلى 3840 هرتز لخفض إجهاد العين وضمان تجربة مشاهدة مريحة حتى في جلسات الاستخدام المطولة. وتخفض هذه الميزة من التذبذبات في سطوع الشاشة وحدوث الوميض، ما ينجم عنه خفض إجهاد العين وتوفير تجربة مشاهدة مريحة حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة. وتعمل خاصية العرض الليلي التلقائي على ضبط الشاشة حسب وقت الاستخدام في اليوم؛ حيث تعرض ألواناً أكثر دفئاً خلال النهار وأكثر لطفاً في الليل. كما تخفض هذه الخاصية الألوان التي تؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم للمساعدة في زيادة مستويات هرمون الميلاتونين في الجسم عن طريق تقليل تأثير ضوء الشاشة على إنتاج الهرمون، وذلك لتعزيز جودة النوم لفترات أطول وبشكل أفضل.

ميزة أخرى باهرة هي تقديم الهاتف تقنية مكالمات الخصوصية المدعمة بالذكاء الاصطناعي AI Privacy Call التي تمنع تسرب الصوت من السماعة لدى التحدث وسماع من يحيط بالمستخدم للمكالمة. وبفضل تقنية الصوت الموجه بالذكاء الاصطناعي AI Directional Sound، يتم ضبط مستوى الصوت الوارد ليناسب البيئات المختلفة ويمنع تسرب الصوت في أثناء المكالمات الهاتفية الأكثر خصوصية. يضاف إلى ذلك دعم تقنية التحكم المكاني بالطاقة الصوتية Sound Energy Spatial Control التي تقوم بتوليد موجات صوتية معاكسة لمنع تسرب الصوت، حتى لو كان الاتصال في بيئة هادئة.

ونذكر ميزة المساحة المتوازنة Parallel Space التي تتيح إمكانية العزل الآمن والتخزين المنفصل لبيانات العمل والبيانات الشخصية، ما يحافظ على الخصوصية والتنظيم. ويمكن للمستخدم تشغيل التطبيقات دون عناء وبشكل مستقل، كما لو كان لديه هاتف ثان مدمج بهدف تعزيز التكامل بين الإنتاجية والمرونة وإدارة تطبيقات العمل والتطبيقات الشخصية.

ونختتم مزايا الهاتف بما يعرف بالنص السحري Magic Text الذي يتعرف بذكاء على محتوى النص الموجود في صورة ويقوم بتحويله إلى نص قابل للتحرير، ما يعزز الإنتاجية بشكل كبير. وتتيح هذه الميزة إمكانية الاستخدام المباشر للمعلومات المهمة، مثل الاتصال وكتابة النصوص وحفظ رقم على صورة، مثلاً.

مواصفات تقنية

يبلغ قطر الشاشة الداخلية للهاتف 7.92 بوصة وهي تعرض الصورة بدقة 2156x2344 بكسل وبكثافة 402 بكسل في البوصة وبتردد 120 هرتز، بينما يبلغ قطر الشاشة الخارجية 6.42 بوصة وهي تعرض الصورة بدقة 1060x2376 بكسل وبكثافة 402 بكسل في البوصة وبتردد 120 هرتز، الأمر الذي يعني أن الشاشات ستعرض المزيد من الأطر في الثانية Frames per Second للحصول على عناصر متحركة أكثر سلاسة. وتدعم الشاشة تقنية المجال العالي الديناميكي 10 بلاس High Dynamic Range HDR 10 Plus وتعرض ما يصل إلى 1.07 مليار لون.

ويقدم الهاتف 3 كاميرات خلفية بدقة 50 و50 و20 ميغابكسل (بزوايا عريضة وعريضة جداً وللتقريب)، إلى جانب تقديم كاميرتين أماميتين كل منهما تعمل بدقة 16 ميغابكسل. ويعمل الهاتف بمعالج «سنابدراغون 8 الجيل 2» ثماني النوى (نواة بسرعة 3.36 غيغاهرتز و4 نوى بسرعة 2.8 غيغاهرتز و3 نوى بسرعة 2 غيغاهرتز) بدقة التصنيع 4 نانومتر، مع استخدام 16 غيغابايت من الذاكرة وتقديم 256 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة. هذا، ويوجد مستشعر جانبي للبصمة، ويعمل الهاتف بنظام التشغيل «آندرويد 13» وواجهة الاستخدام «ماجيك أو إس 7.2».

ويدعم الهاتف الشحن السريع بقدرة 66 واط عبر منفذ «يو إس بي تايب - سي»، وتبلغ شحنة بطاريته 5000 ملي أمبير – ساعة، ما يسمح له بالعمل لنحو 14 ساعة من تشغيل الفيديوهات عبر الإنترنت أو نحو 24 ساعة من قراءة المحتوى، إلى جانب دعم الشحن السلكي العكسي بقدرة 5 واط لشحن الأجهزة والملحقات المختلفة. كما يدعم الهاتف شبكات «وايفاي» a وb وg وn وac وax وbe و6e و7 و«بلوتوث 5.3» اللاسلكية بترددي 2.4، و5 غيغاهرتز، إلى جانب دعم تقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC واستخدام شريحتي اتصال والشريحة الإلكترونية eSIM، وتقديم سماعات في جانبي الهاتف لمزيد من الانغماس الصوتي.

وتبلغ سماكة الهاتف وهو مفتوح 4.7 مليمتر، وتبلغ 9.9 مليمتر لدى طيه ويبلغ وزنه 231 غراماً، وهو متوافر في المنطقة العربية بألوان الأسود والبنفسجي والذهبي، بدءاً من 8 فبراير (شباط) بسعر 6.899 ريالاً سعودياً (نحو 1839 دولاراً أميركياً).


مقالات ذات صلة

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا بطاريات «مورفي» الخارجية للهواتف

دليلك لاستغلال البطارية القديمة... لأطول وقت ممكن

خطوات للاستفادة منها أو استبدالها أو إصلاحها

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».