إسبانيا: توقيف فتى سوري لاجئ بتهم تتعلّق بـ«الإرهاب»

بعد عملية مراقبة استمرّت أكثر من شهرين

رجال أمن إسبان ملثمون خلال عملية توقيف مشتبهين بالإرهاب بينهم قُصّر في مدينة برشلونة عام 2015 (إ.ب.أ)
رجال أمن إسبان ملثمون خلال عملية توقيف مشتبهين بالإرهاب بينهم قُصّر في مدينة برشلونة عام 2015 (إ.ب.أ)
TT

إسبانيا: توقيف فتى سوري لاجئ بتهم تتعلّق بـ«الإرهاب»

رجال أمن إسبان ملثمون خلال عملية توقيف مشتبهين بالإرهاب بينهم قُصّر في مدينة برشلونة عام 2015 (إ.ب.أ)
رجال أمن إسبان ملثمون خلال عملية توقيف مشتبهين بالإرهاب بينهم قُصّر في مدينة برشلونة عام 2015 (إ.ب.أ)

أُلقي القبض على مراهق سوري «متطرّف» في جنوب إسبانيا، ووُضع قيد الحبس الاحتياطي بتهمة الانتماء إلى جماعة «إرهابية» وحيازة متفجّرات، وفق وثيقة قضائية اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية الخميس.

وأُوقف الفتى، الأحد، في مونتيلانو، قرب إشبيلية، بعد عملية مراقبة استمرّت أكثر من شهرين.

ودفعت المخاوف من «انتقاله إلى الفعل»، الشرطة، إلى التدخّل، حيث عُثر خلال عمليات التفتيش على «جزء من قنبلة جاهزة للاستخدام تحتوي على مقذوفات معدنية ولم تنقصها إلّا المادّة المتفجّرة»، حسبما ورد في وثيقة المحكمة التي تفيد باحتجازه.

كذلك عثر في منزله على ملاحظات مكتوبة بخطّ اليد بشأن تصنيع مادة «بيروكسيد الأسيتون» (تي آي تي بي) المتفجّرة وزجاجات «أسيتون» و«بيروكسيد الهيدروجين» و«حمض الكبريتيك» ومنجل وسترة عسكرية وصورة مؤطّرة لعلم تنظيم «داعش».

وأشارت الوثيقة إلى أنّ الشرطة تلقّت مكالمة هاتفية في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحذّرها من أنّ الشاب «بحوزته عدّة مواد تُستخدم في صنع متفجّرات».

قالت وزارة الداخلية الإسبانية إنها شددت الإجراءات الأمنية في النقاط الحساسة وكثفت جهود مكافحة الإرهاب (متداولة)

ووفقاً للمحكمة، فقد تعهّد المراهق «علناً» الولاء لتنظيم «داعش» و«كان متطرّفاً للغاية، ومهووساً بكلّ شيء عسكري... كما أنّه معادٍ بشدّة للمثليين وللسامية».

وفي 13 نوفمبر، عرض على عدد من الشباب شريط فيديو لـ«جهادي» يفجّر نفسه، موضحاً لهم أنه «صنع جهاز تفجير يمكن تفعيله عن بعد بواسطة الهاتف الخلوي».

وقال القاضي عند إصداره الأمر بوضعه قيد الاحتجاز، إنّ التهم الموجهة إليه «خطرة للغاية».

من جهته، أفاد رئيس بلدية مونتيلانو، كورو جيل، صحيفة «دياريو دي سيفييا» (Diario de Sevilla) المحلية، بأنّ عائلته وصلت من سوريا لاجئة منذ عدّة سنوات، واندمجت بسلام في المدينة الواقعة على بعد حوالى 60 كيلو متراً جنوب شرق إشبيلية.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تمّ توقيف والدته، التي تعمل بالخياطة، لفترة وجيزة، ثم أُطلق سراحها الأربعاء.

وشهدت إسبانيا أعنف هجوم في 11 مارس (آذار) 2004 عندما فجر متطرفون يستلهمون فكر تنظيم «القاعدة» 4 قطارات في مدريد وقتلوا 191 شخصاً وأصابوا نحو ألفين بجروح.

وتقدر السلطات بنحو مائة عدد الشبان الذين انضموا إلى صفوف تنظيمات متشددة في العراق وسوريا، وهو عدد منخفض نسبياً بالمقارنة مع آلاف الفرنسيين والبريطانيين والألمان الذين غادروا إلى هذين البلدين.

ومنذ عام 2015 وإسبانيا في حالة تأهب من المستوى الرابع، وقد شهدت البلاد في أغسطس (آب) 2017 آخر هجوم كبير عندما دهس شبان متطرفون من المغرب مارة في برشلونة وبلدة ساحلية قريبة، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 150 آخرين.

وكان وراء هذا الهجوم إمام يقيم في إحدى بلدات كاتالونيا قام بتجنيد شبان ودفعهم إلى التطرف، لكنهم قتلوا جميعاً على يد الشرطة. كما قتل الإمام نفسه في انفجار عرضي خلال تحضيره لهجوم مع أتباعه.


مقالات ذات صلة

مقتل عشرات من «العمال الكردستاني» بضربات تركية في شمال العراق

شؤون إقليمية الطيران التركي يواصل غاراته بشمال العراق عقب هجوم «العمال الكردستاني» على شركة «توساش» الأربعاء الماضي («الدفاع» التركية)

مقتل عشرات من «العمال الكردستاني» بضربات تركية في شمال العراق

أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 37 من عناصر حزب العمال الكردستاني في إطار عملياتها بشمال العراق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ترأس قمة أمنية في مطار «أتاتورك» في إسطنبول مساء الخميس حول هجوم «توساش» الإرهابي (الرئاسة التركية)

«العمال الكردستاني» تبنّى هجوم «توساش» نافياً ارتباطه بتطورات حل المشكلة الكردية

تبنّى حزب «العمال الكردستاني» الهجوم الإرهابي على مقر شركة «توساش» التركية. في حين أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن منفذي الهجوم تسللا من سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من مباحثات إردوغان وبوتين على هامش قمة مجموعة «بريكس» في قازان جنوب روسيا (الرئاسة التركية)

إردوغان طلب من بوتين دفع التطبيع بين أنقرة ودمشق

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دفع الاتصالات بين أنقرة ودمشق لتطبيع العلاقات ولمَّحَ إلى عملية عسكرية في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا جندي من قوات «الكوماندوز» التابعة للشرطة في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

«الدفاع» الباكستانية تعلن مقتل 10 جنود في هجوم انتقامي لـ«طالبان» على نقطة تفتيش

قال مسؤولون عسكريون إن نحو 24 مقاتلاً مسلحاً من حركة «طالبان» الباكستانية هاجموا نقطة تفتيش عسكرية في ديرا إسماعيل خان وقتلوا 10 جنود.

عمر فاروق (إسلام أباد)
أوروبا أشخاص يسيرون أمام محطة برلين المركزية للقطارات... الجمعة (د.ب.أ)

برلين: القبض على ألماني بمحطة القطار الرئيسية للاشتباه في صلته بالإرهاب

تم القبض على شخص يشتبه في دعمه تنظيم «داعش»، بمحطة القطار الرئيسية في العاصمة الألمانية، برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

القوات الكورية تدخل «معركة كورسك»

زيلينسكي وغوتيريش خلال اجتماعهما في كييف في مارس 2023 (أ.ف.ب)
زيلينسكي وغوتيريش خلال اجتماعهما في كييف في مارس 2023 (أ.ف.ب)
TT

القوات الكورية تدخل «معركة كورسك»

زيلينسكي وغوتيريش خلال اجتماعهما في كييف في مارس 2023 (أ.ف.ب)
زيلينسكي وغوتيريش خلال اجتماعهما في كييف في مارس 2023 (أ.ف.ب)

اتهمت كييف، موسكو، أمس الجمعة، بأنها ستبدأ الاستعانة، اعتباراً من غدٍ الأحد، بجنود كوريين شماليين للقتال ضد قواتها في منطقة كورسك الروسية، التي توغلت فيها القوات الأوكرانية منذ بداية أغسطس (آب) الماضي، داعية إلى فرض ضغوط على الكرملين وبيونغ يانغ.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مستنداً إلى تقارير استخباراتية، إن روسيا تستعد لنشر قوات كورية شمالية في ساحة المعركة قبل منتصف الأسبوع المقبل، مضيفاً على منصة «إكس»: «وفقاً للمعلومات المخابراتية فإنه من المتوقع أن تنشر روسيا أول دفعة من الجنود الكوريين الشماليين في مناطق القتال بحلول يومي 27 و28 أكتوبر (تشرين الأول). وهذا تصعيد واضح من الجانب الروسي». لكنه لم يحدد خط المواجهة الذي سترسَل إليه القوات الكورية الشمالية، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل.

من جهة أخرى، قال مصدر رفيع المستوى في الرئاسة الأوكرانية، الجمعة، إن الرئيس الأوكراني رفض زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كييف، بسبب مشاركته في قمة مجموعة «بريكس» في قازان بروسيا (انتهت أعمالها الخميس).

وقال المصدر طالباً عدم كشف اسمه: «بعد قازان، أراد غوتيريش المجيء إلى أوكرانيا، لكن الرئيس لم يوافق على زيارته. لذلك لن يأتي غوتيريش تحديداً بسبب الاستخفاف بالمنطق والقانون الدولي في قازان».