السينما قبل 50 سنة تجلّت في نجاحات رائعة

تحفل بكوارث غير طبيعية ومؤامرات

آل باتشينو: «العراب 2» (باراماونت)
آل باتشينو: «العراب 2» (باراماونت)
TT

السينما قبل 50 سنة تجلّت في نجاحات رائعة

آل باتشينو: «العراب 2» (باراماونت)
آل باتشينو: «العراب 2» (باراماونت)

مخرجان فقط من بين الأسماء المتداولة حالياً بعد إعلان ترشيحات الأوسكار كانا من بين الأسماء التي صنعت أفلاماً جديرة بالمشاهدة قبل 50 سنة. لم يكن هناك بعد يورغوس لاتيموس ولا جوستين ترييه ولا برادلي كوبر أو مارغوت روبي ولا كوثر بن هنية أو رايان غوسلينغ.

أما هذان الاسمان فهما مارتن سكورسيزي وفم فندرز. واحد أميركي من أصل إيطالي، والآخر ألماني حقق بعض أفلامه في الولايات المتحدة وقليلاً منها في اليابان (بما فيها «يوم مثالي» المرشّح لأوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية).

سكورسيزي كان أخرج، في سنة 1974 «أليس لم تعد تعيش هنا» الذي كان فيلماً نادراً بالنسبة إليه آنذاك، وإلى اليوم كونه فيلماً رومانسياً، أما فيم فندرز فكان لديه «أليس» أخرى في فيلم درامي (كمعظم أعماله) بعنوان «أليس المدن» (Alice in the Cities).

عمر الشريف في «جغرنوت» (يونايدت آرتستس)

عصابات ومؤامرات

كل من فندرز وسكورسيزي كانا مجرد اسمين بين عدد كبير من المخرجين الذين حققوا أفلاماً رائعة (عديد منها أفضل من الفيلمين المذكورين) شهدت نجاحات نقدية وجماهيرية ممتازة، وبعضها ما زال من الممكن مشاهدته اليوم بالإعجاب نفسه كونها لم تخسر شيئاً من قيمتها الفنية أو حضورها كإنجازات سينمائية باهرة.

أبهرها فيلم عصابات لم يقع مثله لا قبل ولا بعد عنوانه «العراب 2». دون كارليوني (مارلون براندو)، كان سلّم مهام إدارة المنظّمة إلى ابنه مايكل (آل باتشينو)، الذي خطط للانتقام من كل من تآمر على أبيه (في الجزء الأول قبل عام). إنه بداية دون جديد. أما القديم، ذلك الأب الذي لا تمنعه رئاسته لإحدى عائلات المافيا، من التمسك بمبادئ أخرى. الكاميرا تلاحقه، في الجزء الثاني وهو في حديقة منزله يلاعب حفيده وسط الأشجار وفجأة... انتهى دوره. سقط ميّتاً.

في العام التالي، خطف «العرّاب 2» أوسكار أفضل فيلم وأوسكار أفضل مخرج وأوسكاراً للممثل روبرت دينيرو أفضل ممثل مساند. دينيرو هذا العام هو أيضاً من بين المرشّحين لأوسكار أفضل ممثل مساند عن «قتلة ذَا فلاور مون» لسكوسيزي.

كان لكوبولا فيلم آخر في عام 1974 هو «المحادثة» مع جين هاكمن في البطولة. هذا كان فيلم مؤامرات يرمز ولا يتهم السُلطات العليا بالتجسّس على المواطنين.

في ظل تيار من أفلام المؤامرة برز كذلك فيلم ألان ج. باكولا «بارالاكس فيو» مع وورن بَيتي في دور الصحافي الذي يكتشف وجود دولة عميقة مسؤولة عن مقتل عدد من القضاة المستقلين. اكتشافاته تضعه في خطر الاغتيال بدوره.

بيرت رينولدز: «ذا لونغست يارد» (باراماونت)

الحديث عن الزعامات، من «العرّاب 2» إلى تلك الخفية في «بارالاكس فيو» شمل كذلك «أحضر لي رأس ألفريدو غارسيا» للعتيد سام بكنباه و«ذا لونغست يارد» لروبرت ألدريتش.

في فيلم باكنباه أميركي عاطل عن العمل ويعيش حالياً في بعض ريف المكسيك (وورن أوتس) يوافق على مهمّة لقاء مبلغ كبير من المال وهي قتل وإحضار رأس الشخص الهارب من سلطة زعيم مكسيكي كبير (إميليو فرنانديز). يحضر الرأس لكن النهاية تبقى غير متوقعة.

الفيلم الثاني عن رئيس سجن اعتاد على الزعامة يطلب من لاعب كرة «رغبي» سابق (بيرت رينولدز) تدريب فريق من المساجين لكي يواجهوا فريقاً من حراس السجن على أن يخسر فريق المساجين عمداً. إما هذا، يقول له مدير السجن، أو «تبقى في هذا السجن للأبد».

4 كوارث

بيرت رينولدز كان نجماً في ذلك الحين كذلك كلينت إيستوود، لكن الثاني انتهى إلى فيلم لم يؤثر عنوانه «ثندربولت ولايتفوت»، الذي كان الفيلم الأول لمايكل شيمينو («صائد الغزلان») وراء الكاميرا. بينما لم يسجل فيلم إيستوود/ شيمينو نجاحاً يُذكر، احتل «ذا لونغست يارد» المرتبة الثامنة بين الأفلام العشرة الأولى التي سجلت أعلى إيراد في عام 1974.

كان 1974 مناسبة لإطلاق تيار من الأفلام الكوارثية: هناك طائرة مدنية من دون طيار ستهوي فوق الرؤوس إلا إذا استطاع شارلتون هستون التسلل إليها وهي في الأجواء العليا عبر طائرة أخرى تلتصق بها. هذا في «طائرة 2» (أو Airport 1975 كما عنوانه التسويقي) الذي أخرجه جيداً - بصرف النظر عن فانتازيّته - قادم من التلفزيون اسمه جاك سمايت.

لم يكن «طائرة 2» الفيلم الكوارثي الوحيد، بل صاحبه في التنافس على محبي المخاطر من الجمهور «جوغرنوت» كما أخرجه ريتشارد ليستير مع عمر الشريف (كابتن الباخرة) وريتشارد هاريس وآنتوني هوبكنز من بين آخرين. المعضلة هنا هي وجود باخرة بحجم «تايتانك» زرع فيها إرهابي (أبيض) ست قنابل ستنفجر واحدة تلو الأخرى إلا إذا دفعت الحكومة الأميركية فدية مالية ضخمة.

لكن الفيلم الكوارثي الأنجح أكثر من سواه كان «جحيم برجي» (Towering Inferno) للبريطاني أيضاً جون غيلرمن مع ستيف ماكوين وبول نيومان وفاي داناواي ونصف دزينة من النجوم الآخرين. الخطر هنا صادر عن حريق في طابق علوي من ناطحة سحاب، والسؤال هو كيف سيتصرّف سكان الطوابق الأعلى من خطر الموت؟

شمل هذا التيار كذلك فيلماً كوارثياً رابعاً هو «زلزال» لمخرجه لمارك روبسون (وبطولة متعددة الأسماء قادها شارلتون هيستون أيضاً. في هذا الفيلم يقع الزلزال الموعود لمدينة لوس أنجليس، ويتابع الفيلم مصائر ومواقف شخصيات مختلفة. لإنجاحه أكثر، وزّعت شركة «يونيفرسال» على صالات السينما من بيروت إلى نيويورك، ومن باريس إلى ساو باولو أجهزة لإيهام المُشاهد بأن كرسيه يتحرك به في تلك اللحظات الحاسمة عندما يقع الزلزال وهزاته اللاحقة.

لم يكن هناك نقص لا في عدد المخرجين ولا في عدد النجوم الكبار. ولم يكن الأمر بالنسبة للفريقين إلا نتيجة جهد لإثبات فعل الفن في جوار التجارة أو أمامها. رومان بولانسكي وجاك نيكلسون فعلا ذلك مناصفة في «تشايناتاون» في 1974 لكنه لم يتسلق سلّم العشرة الأكثر نجاحاً الذي احتل فيه «العراب 2» المركز السادس تجارياً والأول فنياً.

من أفلام الجريمة «جريمة في قطار أورينت إكسبرس» لسيدني لومِيت و«ياكوزا» لسِيدني بولاك و«رغبة موت» لمايكل وينر.

جيمس بوند أطل في حلقة أخرى من مغامراته عبر «الرجل ذو المسدس الذهب»، وعلى نحو مختلف من المغامرات تابعنا «الرحلة الذهبية للسندباد» لغوردون هيسلر.

أوروبا، بدورها، كان لها نصيب كبير في توفير تلك الأفلام الفنية المرموقة. نتحدث عن «علي: الخوف يأكل الروح» لراينر فاسبيندر، و«سيلين وجولي في رحلة يخت» للفرنسي جاك ريفيت. و«صانع الساعات» لبرتران تافرنييه و«لانسيلوت البحيرة»، ومن ثمّ «نادا» لكلود شابرول، و«فنسنت، فرانسوا، بول والآخرون» لكلود سوتيه.

الشيخ وشاهين

في السينما المصرية، كانت هناك أفلام عديدة تستحق الإشارة اليوم: «الهارب» لكمال الشيخ الذي كتبه رأفت الميهي وشارك في بطولته حسين فهمي وكمال الشناوي وشادية ومريم فخر الدين. هذا الفيلم لم يخلُ من السياسة، ناقلاً صورة عن السلطات في مطاردتها لمعارض. في السياسة نفسها، لكن من بابه الخاص، قدّم يوسف شاهين «العصفور»، الذي دار حول الفترة العصيبة التي تلت هزيمة 1967 وما صاحبها من شعور بالأسى.

هذه بعض الأفلام ذات المتن الثقافي والفني، أما على صعيد التجارة في السينما المصرية فلربما يكفي في هذا الاستعراض الموجز الإشارة إلى أن أربعة من أفلام الميلودرامية في ذلك العام كانت جيدة وهي «العذاب فوق شفاه تبتسم»، و«عجايب يا زمن»، و«حكايتي مع الزمن»، وفيلمه الأنجح بينها «بمبة كشر».

أوسكار 74

نتائج الأوسكار في 1974 لم تشهد حضور أي فيلم من هذه المذكورة، وذلك لأن الأفلام التي تشترك في التنافس على جوائز الأكاديمية هي من نتاج العام السابق، 1973. هذا لا يمنع من عبور سريع على بعض الفائزين والمرشحين في ذلك العام.

في التمثيل خطف الجائزة جاك ليمون عن دوره الدرامي في فيلم «أنقذ النمر». وجده المقترعون أفضل شأناً من جاك نيكلسون في «التفصيلة الأخيرة» ومن آل باتشينو في «سربيكو» وروبرت ردفورد في «اللذعة».

نسائياً فازت بالأوسكار البريطانية الراحلة في العام الماضي غليندا جاكسون عن «لمسة ذات مستوى» (A touch of Class) وخسرتها باربرا سترايساند عن «كيف كنّا».

سعيد الحظ في مجال أفضل إخراج كان جورج روي هِيل عن «اللذعة»، وهو تقدّم على برناردو برتولوشي عن «التانغو الأخير في باريس» وإنغمار برغمان عن «صرخات وهمسات»، وجورج لوكاس عن «أميركا غرافيتي»، وويليام فرايدكن عن «طارد الأرواح».

أجنبياً فاز بها فرنسوا تروفو عن «ليلة أميركية»، وهو أوسكاره الوحيد لكنه نال جائزة «بافتا» في العام نفسه كأفضل مخرج وعن الفيلم نفسه.

توب تن 1974

‫1- The Towering Inferno‬ كوارثيّ.

2- Blazing Saddles كوميديّ وسترن.

3- Young Frankestein كوميديا.

4- Earthquake كوارثيّ.

5- The Trial of Billy Jack دراما ومحاكمات.

6- The Godfather Part II دراما عصابات.

7- Airport 1975 كوارثيّ.

8- The Longest Yard دراما سجون.

9- Death Wish بوليسيّ.

10- The Life and Times of Grizzly Adams مغامرات.


مقالات ذات صلة

مصر: حالات زواج وطلاق مفاجئة... و«تألق» الشباب الأبرز فنياً بـ2025

يوميات الشرق زواج مي عز الدين خلال عام 2025 (صفحتها على «فيسبوك»)

مصر: حالات زواج وطلاق مفاجئة... و«تألق» الشباب الأبرز فنياً بـ2025

أسدل عام 2025 ستائره في مصر بحالات زواج مفاجئة وطلاقات مثيرة بين مشاهير الفن والإعلام، بالإضافة إلى رحيل عدد من الفنانين والمخرجين البارزين.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

يجمع الفيلم المصري «إن غاب القط» بين الكوميديا والرومانسية ومشاهد الأكشن في أجواء مثيرة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

يصل فيلم «المُلحد» إلى شاشات السينما المصرية بعد مسار شائك من الجدل، مسار لم يكن منفصلاً عن طبيعة العمل نفسه، ولا عن القضايا التي يقترب منها بحذر وجرأة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق صورة أرشيفية لباردو تقبّل كلبة ضالة خلال زيارتها لمأوى كلاب في بوخارست

رحيل بريجيت باردو... هرم فرنسا المعتزل

لم تكن تحت العين وقيد السمع، لكن بريجيت باردو، الممثلة التي رحلت عن 91 عاماً، كانت هرماً فرنسياً حاضراً في الأذهان رغم اعتزالها وعزلتها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق المخرج داود عبد السيد (فيسبوك)

البحث عن الحقيقة المتوارية في أفلام داود عبد السيد

عجز المخرج داود عبد السيد منذ 2022 عن تمويل فيلم جديد، وكان «قدرات غير عادية» (2015) آخر أفلامه قبل اعتزاله.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))

2026 آتٍ بكثير من الأفلام المقتبسة عن روايات أدبية

كريس همسوورث وهالي بَري في «جريمة 101» (أمازون - م ج م)
كريس همسوورث وهالي بَري في «جريمة 101» (أمازون - م ج م)
TT

2026 آتٍ بكثير من الأفلام المقتبسة عن روايات أدبية

كريس همسوورث وهالي بَري في «جريمة 101» (أمازون - م ج م)
كريس همسوورث وهالي بَري في «جريمة 101» (أمازون - م ج م)

من حسن الحظ أن المخرج مروان حامد وكاتب السيناريو المفضّل لديه أحمد مراد لم يعتمدا على كتاب واحد يقتبسان منه سيرة الراحلة أم كلثوم في فيلم «الست»، بل استقسى مراد المادة من مصادر أرشيفية متعدَّدة، وزوَّدها بالمواقف التي تعرَّضت لها الفنانة الكبيرة.

لم ينجُ الفيلم من جدل واسع حول ما إذا كانت الممثلة منى زكي الخيار المناسب لتجسيد دور الفنانة الراحلة؛ بعضهم أيّدها، في حين هاجمها آخرون (وهاجموا الفيلم كذلك)، وهي، كما تفيد الأخبار، ردّت على منتقديها.

لكن لو أن السيناريو كان مقتبساً عن كتابٍ معيَّن، لواجه انتقادات من نوع آخر، تتعلق بمدى نجاح مراد في اقتباس الكتاب أو إخفاقه. وعلى الأقل، لا مجال هنا لفتح نافذة إضافية لرياح ساخنة جديدة.

مارغوت روبي في «وذرينغ هايتس» (وورنر)

مصادر مختلفة

عادةً ما تتعرَّض الأفلام المقتبسة من روايات منشورة إلى المقارنة بينها وبين مصادرها الأصلية. وعبارة «كانت الرواية أفضل من الفيلم» كثيراً ما تتردَّد في كتابات النقاد والأكاديميين والمشاهدين على حدّ سواء.

أحياناً يرفض الروائيون الأفلام المستوحاة من أعمالهم، كما فعل ستيفن كينغ عندما اقتبس ستانلي كوبرِك روايته «الساطع» (The Shining) عام 1980. فقد رأى المؤلف أن المخرج سمح لنفسه بإجراء تعديلات تجاوز من خلالها أحداث الرواية ومضامينها. الواقع أن هذا الفيلم كان أفضل من الرواية بمسافات طويلة.

لم تتوقف هوليوود عاماً واحداً من دون اقتباس رواية لكينغ وتحويلها إلى عمل سينمائي. فمنذ عام 1976، حين أخرج برايان دي بالما فيلم «Carrie»، قُدِّم ما يقارب 50 فيلماً مقتبساً من كتبه، إضافة إلى نحو 20 فيلماً جديداً لا تزال حالياً في مراحل إنتاج مختلفة، مستوحاة من أعماله. ومعظم هذه الأفلام جاءت ترجمة مصوَّرة لروايات عالية الإثارة، ومحدودة الجودة في الوقت نفسه.

على أن الأعمال الأدبية التي تُطلق سنوياً متعددة المصادر، وحالياً هناك أكثر من 20 فيلماً أميركياً مستوحى أو مقتبساً مباشرة من روايات مختلفة، ستُعرض خلال العام الجديد (2026).

رايان غوزلينغ في «بروجكت هايل ماري» (أمازون- م ج م)

شكسبير وما بعد

أحد أكثر الروايات التي اقتُبست للسينما هي تلك التي كتبتها الراحلة إميلي برونتي تحت عنوان «وذرينغ هايتس» (Wuthering Heights)، التي أقبلت السينما على إنتاجها أكثر من 30 مرة منذ عام 1920 وحتى نسخة أندريا أرنولد البديعة عام 2011.

مثل «روميو وجولييت» من حيث صراع العاشقين ضد ظلمة التفرقة، تحتمل الرواية التطرّق إليها بأساليب مختلفة. والفيلم الجديد من إخراج إميرالد فنل، وبطولة مارغوت روبي، وجاكوب إلرودي.

ويليام شكسبير اسم بلا منافس عندما يأتي الأمر إلى تعداد الاقتباسات التي قامت بها السينما العالمية من أعماله. ومن بين الحكايات التي سنراها قريباً فيلم «هاملت» لمخرجٍ جديد اسمه أنينل كاريا. ليس هذا فيلمه الأول، بل الأكبر، والجديد فيه أن الرواية نُقلت إلى لندن الزمن الحالي، في البطولة ريز أحمد، الذي يشترك أيضاً في إنتاج الفيلم.

نجمة أخرى لديها حضور أدبي هي آن هاذاوي، التي تلعب دور البطولة في فيلم بعنوان «Verity». الفيلم مستوحى من رواية لكاتبة بدأت العمل عليها ولم تستطع إنجازها، فاستعانت بكاتبة غير معروفة (داكوتا فانينغ) لتكمل الرواية عنها دون ذكر اسمها. هذا الفيلم مقتبس من إحدى روايات كولين هوڤر، التي سبق للسينما أن نقلت عملين من كتاباتها، هما «It Ends With Us» عام 2024 و«Regretting You» في 2025.

رايان غوزلينغ («لا لا لاند»، «السائق»)، يقود بطولة فيلم للمؤلف أندي واير، الذي اشتهر بأعماله عن الفضاء ورحلاته، كما الحال مع عمله الأشهر «المريخي» الذي لعب مات دامون بطولته قبل 10 سنوات تحت إدارة ريدلي سكوت. الفيلم الجديد فضائي أيضاً ويحمل عنوان «مشروع هايل ماري» (Project Hail Mary)، عن رائد فضاء يحاول إنقاذ كوكب الأرض وهو وحيد في الفضاء البعيد.

فيلم خيال علمي آخر سيُعرض خلال العام المقبل في أغسطس (آب)، هو «نجوم الكلب» (The Dog Stars) للمؤلف بيتر هَلَر، عن رجل من القلة التي ستنجو من كوارث ڤيروس قاتل. ريدلي سكوت، الخبير بأفلام الخيال العلمي منذ أيام «بلايد رَنر» (Blade Runner) عام 1982، هو من يُنتج هذا الفيلم ويُخرجه، والبطولة لجوش ربولن، وغاي بيرس، وجاكوب إلرودي.

بوليسياً، هناك فيلم «جريمة 101» (Crime 101) مع مارك روفالو، وهالي بيري، وكريس همسوورث في البطولة. الرواية الأصلية نُشرت عام 2010 بتوقيع الكاتب دون وينزلو. وفي النوع نفسه، سنشاهد هيو جاكمن وإيما تومسون يقودان بطولة «تحرِّي الغنم» (The Sheep Detective) للمخرج كايل بولدا، مقتبساً عن رواية بوليسية كتبتها ليوني سوان عام 2005 بعنوان «ثلاثة أكياس مليئة» (Three Bags Full).

هذا مجرد جزءٍ من كثير وليس كلّه، ومن المتوقع أن يواصل بعضهم ترديد عبارة «الرواية أفضل من الفيلم»، لكن واقع الحال يشير إلى أن بعض الأفلام بدورها قد تكون بالتأكيد أفضل من الروايات التي ترجمتها إلى الشاشة.


5 أفلام تسجيلية سياسية تتنافس لدخول الأوسكار

«أصدقائي غير المرغوب فيهم» (أرغوت فيلمز)
«أصدقائي غير المرغوب فيهم» (أرغوت فيلمز)
TT

5 أفلام تسجيلية سياسية تتنافس لدخول الأوسكار

«أصدقائي غير المرغوب فيهم» (أرغوت فيلمز)
«أصدقائي غير المرغوب فيهم» (أرغوت فيلمز)

MY UNDESIRABLE FRIENDS

(وسط)

إخراج: ‪جوليا لوكتِڤ‬

الولايات المتحدة

تسجيلي عن روسيا بوتين.

عروض 2025: القائمة القصيرة

لجوائز الأوسكار

هذا الفيلم هو الجزء الأول من اثنين حققتهما الروسية لوكتڤ. الثاني من المنتظر له أن يعرض في مهرجان برلين المقبل الذي كان استقبل هذا الجزء في مطلع هذا العام

يكشف فيلم «أصدقائي غير المرغوب فيهم» كيف أن الدولة الروسية حسمت أمرها في كبح جماح المعارضة الداخلية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. تعرض الوضع باستخدام وثائق ومقابلات موزعة في 5 فصول وتقارن ما بين حال الإعلاميين قبل الحرب وبعدها. تلاحق عدداً من الذين قرروا المضي في معارضتهم وما آل بعضهم إليه نتيجة ذلك.

ومع إطلاق الفيلم في فترة رئاسة دونالد ترمب، الذي جنح بدوره إلى تقليص حرية الصحافة، يصح القول إن ما تتناوله المخرجة في فيلمها يعكس لسان حال دول أخرى، أو كما قال الناقد الأميركي جوردان مينتزر في «ذَ هوليوود ريبورتر»: «هذا يمكن أن يحدث هنا».

سايمور هيرش في «إخفاء» (نتفليكس)

COVER UP (ممتاز)

إخراج: لورا بويتراس ومارك أوبنهاوس

‫ الولايات المتحدة | تسجيلي‬

عروض 2025: القائمة القصيرة

لجوائز الأوسكار

حياة سايمور هيرش الصحافية ليست من نوع كتابة التعليقات على ما يدور بل نبش المخفي وملاحقة الأحداث للكشف عن الحقيقة. فعل ذلك منذ حرب فيتنام كاشفاً المتورطين في مذبحة ماي لانغ وبعد عقود عاد ففعل الشيء نفسه عندما فضح ما كان يدور في سجن أبو غريب في العراق.

فيلم بويتراس وأوبنهاوس يوازي جرأة هيرش ويصاحبه في رحلته مع الماضي والحاضر. المخرجة بويتراس لها خبرة في ذلك، إذ إنها حققت قبل بضع سنوات فيلماً تسجيلياً صارماً آخر هو «المواطن 4» (Citizen Four) الذي استجوبت فيه المنشق إدوارد سنودون.

في كلا الفيلمين هناك استخدام ماهر لكيفية جعل التحقيق الدائر أكثر من مجرد سؤال وجواب، مع غموض وتشويق وشعور بخطر البيئة السياسية التي، حسب وصف هيرش، «تفعل كل ما تستطيع لكي تبقى في السلطة».

«الحل الألابامي» (HBO دوكيومنتريز)

THE ALABAMA SOLUTION

(جيد)

إخراج: أندرو جارسكي وشارلوت كوفمن

الولايات المتحدة | تسجيلي

عروض 2025: القائمة القصيرة

لجوائز الأوسكار

ليس «الحل الألابامي» أول فيلم أميركي يتطرّق إلى وضع السجون الأميركية. آخر ما عُرض منها كان «أتيكا» لتراسي كوري قبل 4 سنوات. وهناك ما يقرب من 10 أفلام أخرى تناولت هذا الموضوع في السنوات العشر الأخيرة ما يعكس ازدياد الرغبة في طرح قضية إنسانية حول المعاملة العنيفة التي تمارسها إدارات السجون الأميركية على المساجين التي تصل إلى حد القتل في بعض الحالات.يتابع «الحال الألابامي» ما يدور في سجن يقبع في تلك الولاية. يبدأ الفيلم باحتفال أقامته إدارة السجن لعكس صورة إعلامية زاهية، لكن هذه الصورة لا تخدع مخرجي الفيلم، بعدما تقدّم إليهما سجناء يكشفون عن معاناتهم الناتجة عن سوء المعاملة، التي تصل في بعض الحالات إلى السجن الانفرادي لفترات طويلة، وإلى القتل أحياناً حسبما تشي جدران السجن.

METERS TO ANDRIIVKA 2000

(جيد)

إخراج: مستيسلاڤ شرنوف

الولايات المتحدة | تسجيلي

عروض 2025: القائمة القصيرة

لجوائز الأوسكار

لا يمكن لوم مخرج أوكراني يحاول توثيق الحرب الدائرة مازجاً بين التحقيق والروح الوطنية.

ففي النهاية، ستجد أن هذه الروح متأصلة في الجانب الآخر من كل حرب دارت حول العالم. المشكلة أنها، في هذا الفيلم كما في غيره، تطغى على الجوهر من خلال انتقاء ما تعرضه، الذي عادة ما يتبلور إلى بروباغاندا أو - في أفضل الأحوال - إلى موقف أحادي.

رغم ذلك، ما يعرضه المخرج في فيلمه هو وضع صعب لجنود عليهم استعادة احتلال بلدة صغيرة اسمها أندريڤكا، ليس لأهميتها الاستراتيجية، بل كواجب وطني لا بد من تأديته. لكن في ثنايا هذا الموقف يستعرض المخرج وضع فرقة غالبها من الشباب الذين لم يتجاوزوا العشرين من العمر. هناك حِسٌّ إنساني وِسط ضباب الوضع ونيرانه، والمخرج يعترف ضمنياً بأن كثيرين من هؤلاء الشباب لن يخرجوا من الحرب أحياء.

MR‪.‬ NOBODY AGAINST PUTIN

(وسط)

ديڤيد بورنستين، باشا تالانكن

‫ جمهورية تشيك، دنمارك | تسجيلي ‬(2025)

عروض 2025: القائمة القصيرة

لجوائز الأوسكار

باشا تالانكِن أستاذ مدرسة روسي يعيش ويعمل في بلدة كاراباش التي يبلغ فيها معدل الأعمار 35 سنة بسبب التلوث. مباشرة - ومن دون قصد - نتابع مشهداً يظهر فيه أشخاص تجاوزوا الخمسين، مما قد يثير، بعد ربع ساعة من بداية الفيلم، الريبة فيما يتولّى المقدّم وشريك الإخراج تالانكِن قوله حبّاً في التكلف.

زبدة الفيلم هي إعلان بوتن الحرب على أوكرانيا وفرض منهج تعليم سياسي على المدارس، الأمر الذي يقف تالانكِن معارضاً له. بصرف النظر عن رأيه في بوتين، ما يتبدَّى على مدى ساعة ونصف الساعة هو شخص المتحدّث مباشرة إلى الكاميرا، وهو يوزِّع معلومات تحتاج إلى براهين ومواقف شخصية لا تكوِّن في الواقع أي قيمة سياسية.


الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)
‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)
TT

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)
‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)

في 2025، صُنعت الأفلام السعودية لتُشاهَد، ودخلت موسم العرض وهي تعرف موقعها، وتدرك طبيعة المتلقي، وتتحرك ضمن مسارات واضحة، سواء عبر شباك التذاكر وصالات السينما، أو من خلال المنصات الرقمية، أو المشاركة في المهرجانات الدولية؛ إذ بدا إنتاج الفيلم السعودي جزءاً من قراءة أوسع للسوق، بما انعكس على تماسك التجارب السينمائية، وعلى وضوح اتجاهها، وعلى طريقة تقديمها للجمهور، حيث تحركت الأفلام المحلية بثقة داخل مشهد متعدد الخيارات، ونجحت في إيجاد مكانها وحجز موقع بارز لها في ذهن المتلقي.

وقارب عدد الأفلام السعودية التي عُرضت في صالات السينما خلال هذا العام على نحو 11 فيلماً، هي: «هوبال»، و«شباب البومب 2»، و«إسعاف»، و«فخر السويدي»، و«تشويش»، و«ليل نهار»، و«صيفي»، و«الزرفة»، و«سوار»، و«قشموع»، و«القيد»، مما يعكس حركة إنتاج نشطة، وتنوّعاً في الخيارات المطروحة على الجمهور، بين أفلام كوميدية خفيفة، وأعمال ذات نبرة أكثر جدية، وتجارب تراهن على القصة والمكان أو على السرد الإنساني.

الكوميديا ما زالت تكتسح

جاء الحضور الواسع للأعمال الكوميدية، في قراءة واضحة لذائقة الجمهور، فأفلام مثل «الزرفة» و«فخر السويدي» و«إسعاف» اشتغلت على الإيقاع السريع، والمواقف اليومية، واللغة القريبة من المتلقي، واستطاعت أن تحجز لها مساحة ثابتة في قائمة الأفلام الأعلى إيراداً في شباك التذاكر السعودي، لعدة أسابيع، في منافسة شرسة مع أعمال هوليوودية وعربية واسعة الانتشار، كما قدمت هذه الأفلام وجوهاً جديدة، بعضها خاض تجربته السينمائية الأولى.

يضاف إلى ذلك؛ فيلم «شباب البومب 2» الذي انتقل إلى السينما، وهو فيلم يحمل قاعدة جماهيرية واسعة تشكّلت عبر التلفزيون، وجاء جزؤه الثاني بعد نجاح جماهيري كبير لقيه الجزء الأول من الفيلم في العام الذي يسبق، وهو عمل يشتغل على الكوميديا المباشرة، والشخصيات المألوفة، ويأتي من بطولة الممثل فيصل العيسى، الذي قدم تجربة ترفيهية استهدفت جمهوراً في معظمه من الشباب وصغار السن.

نجوم السينما... ووجوه جديدة

عند الوقوف على الأداء التمثيلي لهذه الأفلام، فإن «إسعاف» عزّز حضور الممثل إبراهيم الحجاج داخل السينما، بعد نجاحه السابق في «سطّار» الذي لم يستطع أي فيلم سعودي تجاوزه من حيث حجم الإيرادات حتى الآن، ويمكن القول إن «إسعاف» استثمر في كاريزما بطله، مؤكداً انتقال الحجاج من تجربة ناجحة إلى خط بطولي أكثر استقراراً داخل السينما التجارية.

في حين اعتمد «فخر السويدي» على مجموعة من الوجوه الشابة، واشتغل على مواقف اجتماعية بسيطة قريبة من الحياة اليومية، يتقدمهم الممثل فهد المطيري الذي لديه كمٌّ منوّع من التجارب الفنية، مما جعل هذا الفيلم يسهم في توسيع مساحة المشاركة أمام جيل جديد داخل السينما السعودية. والأمر ذاته مع «الزرفة» الذي اشتغل على الكوميديا الشعبية وفتح مساحة ظهور لوجوه جديدة شابة، وهو فيلم ساعد على تنشيط صالات السينما خلال فترة الصيف.

«هوبال»... ثقل درامي

ومن أهم الأفلام السعودية في 2025 فيلم «هوبال»، الذي اعتمد على سرد درامي كثيف، وأجواء إنسانية متجذرة في البيئة المحلية، ووسط الصحراء تحديداً، وهو عمل اشتغل على الصراع النفسي، وراهن على قوة النص، مما منح الفيلم خصوصيته، وأكد استعداد الجمهور السعودي لتجربة سينمائية أكثر عمقاً حين تأتي ضمن بناء سردي متماسك.

وجمع «هوبال» كثيراً من نقاط القوة، من أداء تمثيلي متقن لإبراهيم الحساوي ومشعل المطيري وميلا الزهراني، إلى جانب رؤية المخرج المتمرس في هذه الفئة من الأعمال عبد العزيز الشلاحي، ونص الكاتب مفرج المجفل... كل هذه العوامل أسهمت في تثبيت موقع الفيلم بوصفه عملاً محورياً في قراءة أفلام 2025.

«سوار» و«القيد»... أعمال لافتة

كذلك، من الأعمال اللافتة خلال العام فيلم «سوار» الذي استند إلى قصة حقيقية عن تبديل طفلين عند الولادة بين عائلتين من ثقافتين مختلفتين (سعودية وتركية)، واشتغل العمل الذي يعد التجربة الروائية الأولى للمخرج أسامة الخريجي، على أثر هذا الحدث على الهوية والانتماء والعلاقات الأسرية، كما راهن على الدراما الإنسانية المباشرة وبناء التعاطف عبر التفاصيل اليومية.

وإحدى المحطات الجديرة بالتوقف في 2025 فيلم «القيد»، للمخرج حسام الحلوة، صحيح أنه لم يحقق أرقاماً قوية في شباك التذاكر، لكن تكمن أهميته في موقعه داخل مسار بدأ يتبلور بين الأفلام السعودية، وهو سينما الصحراء، بوصفها عنصراً سردياً فاعلاً، حيث لعب المكان دوراً أساسياً في تشكيل التوتر، ودفع الشخصيات إلى مواجهات داخلية وخارجية، واعتمد العمل على التكثيف وبناء جو نفسي ضاغط، قائم على الثأر والمطاردات والعنف.

أفلام المنصات الرقمية

وفي موازاة صالات السينما، لعبت المنصات الرقمية دوراً محورياً في إيصال الأفلام السعودية إلى جمهور أوسع؛ يستطيع مشاهدتها بلغات عدة، أبرزها فيلم «رهين» الذي عرضته «نتفليكس»، وشكّل إحدى أبرز حالات هذا المسار، حيث بُني منذ البداية وفق منطق المشاهدة المنزلية، مع سرد مشدود وإيقاع محسوب، ووجد طريقه سريعاً إلى قوائم الأعلى مشاهدة.

وأتى «رهين» من بطولة الممثل محمد الدوخي، امتداداً لنجاحه السابق في «مندوب الليل»، مما يؤكد أن المنصات الرقمية باتت فضاءً أساسياً لبناء التجربة السينمائية، لا مجرد نافذة عرض لاحقة. كما عرضت «نتفليكس» أيضاً «مسامير جونير» الذي حافظ على حضوره عبر المنصة وحقق مشاهدات عالية، مستنداً إلى قاعدة جماهيرية ممتدة، مؤكداً مرونة الفيلم السعودي في اختيار وسيط العرض الأنسب لطبيعته.

المهرجانات... نجاح خارج الحدود

حضور الأفلام السعودية في المهرجانات خلال هذا العام جاء مختلفاً أيضاً، فالأفلام التي اتجهت إلى هذا المسار بدت واعية بطبيعة التلقي الدولي، وباللغة السينمائية التي تتحرك ضمنها. وشكَّل فيلم «هجرة» للمخرجة شهد أمين، المحطة الأبرز، مع عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية السينمائي، ثم مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي وحصوله على جائزتين خلاله، كما أنه الفيلم الذي مثّل المملكة في سباق جائزة الأوسكار لعام 2026 عن فئة الفيلم الدولي، وثبّت صورته كعمل صُمم للتداول العالمي.

في السياق نفسه، جاء فيلم «المجهولة» للمخرجة هيفاء المنصور، بعرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي، ثم عرضه عربياً في مهرجان البحر الأحمر بجدة، وهو فيلم يترقب الجمهور عرضه مطلع العام الجديد، حيث يشكل تجربة مختلفة لهيفاء المنصور التي اعتادت أفلامها على المشاركة في المهرجانات السينمائية العالمية.

«محاربة الصحراء»... تجربة مختلفة

أحد الأعمال اللافتة لهذا العام، فيلم «محاربة الصحراء» الذي قدّم تجربة تاريخية ملحمية مستلهمة من القرن السابع في شبه الجزيرة العربية، وصُوّر في مواقع طبيعية داخل المملكة، كما تم عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، وعكس العمل تطوراً في البنية الإنتاجية، واتجاهاً نحو مشاريع أوسع نطاقاً قادرة على مخاطبة جمهور عالمي، وتعزيز حضور المملكة بوصفها موقع إنتاج سينمائي.

استقرار السوق المحلية

وفي قراءة للمشهد، يقول الدكتور عبد الرحمن الغنام، وهو ناقد سينمائي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عام 2025 يمثل مرحلة استقرار في السوق السينمائية السعودية، حيث تشير توقعات مداخيل شباك التذاكر إلى تسجيل مستويات متقاربة خلال العامين الماضيين، بالتوازي مع تبلور خصائص الفيلم المحلي من حيث الأنواع والجماهير ونماذج التسويق، وصعود جيل جديد من المخرجين والممثلين».

وأشار الغنام إلى أن هذا العام شهد حضوراً دولياً ملحوظاً عبر المهرجانات السينمائية والإنتاجات المشتركة، مما يؤكد قابلية السينما السعودية للتداول خارج حدودها المحلية. وأضاف: «في ضوء هذه المؤشرات، نتوقع أن تشهد السنتين المقبلتين اتساع نطاق النشاط السينمائي، مع استكمال شركات السينما توسّعها في البنية التحتية والتجارب الحديثة لصالات العرض في مناطق المملكة، ودخول لاعبين دوليين جدد إلى السوق الإنتاجية».

وإجمالاً، لم يقدم عام 2025 فيلماً واحداً يمثّل السينما السعودية، بل قدم مجموعة أفلام استطاعت أن تتقاسم المشهد، كلٌّ بلغته، وجمهوره، ومساره، في تنوع شكّل علامة على بدء مرحلة جديدة، تتحرك فيها السينما السعودية بثقة، ووعي، وعلاقة أكثر متانة مع الجمهور.