يُتوقع أن يتكرر في الترشيحات التي تُعلَن الثلاثاء لجوائز الأوسكار سيناريو إدراج «باربي» و«أوبنهايمر» ضمن قوائم المتنافسين في عدد كبير من الفئات، من بينها أفضل فيلم، بعدما حققا إيرادات ضخمة صيفاً.
فهذان الفيلمان اللذان حققا مجتمعَين إيرادات بلغت 2.4 مليار دولار وشكّلا ظاهرة أطلقت عليهما شبكات التواصل الاجتماعي تسمية «باربنهايمر» لتزامن طرحهما في الصالات، يطمح كل منهما إلى نحو 12 ترشيحاً. وقال الكاتب في موقع «ديدلاين» المتخصص بيت هاموند لـ«وكالة فرانس برس»: «إنها سنتهما، ويُتوقع أن يهيمنا على الترشيحات».
ويحظى فيلم كريستوفر نولان عن سيرة مبتكر القنبلة النووية بحظوظ كبيرة لنيل نصيب الأسد من الترشيحات بعدما حصل على خمس جوائز «غولدن غلوب». أما فيلم غريتا غيرويغ عن اكتشاف الدمية البلاستيكية الشهيرة مدى الكراهية في حق النساء في العالم الحقيقي، فيسعى إلى إثبات قدرته على تحويل الاتجاه التجاري على شباك التذاكر إلى ذهب هوليوودي.
ولاحظ هاموند أن «الأفلام الكوميدية (...) تحظى عادة بحظوظ أقل في حصد الجوائز من الأفلام الأكثر جدية قليلاً». وأضاف: «في عالم باربنهايمر، من الواضح أن أوبنهايمر يتمتع بالأفضلية لأن طابعه أكثر جدية، ويبدو مهماً». وفرض نجما الفيلمين، إي كيليان مورفي في دور جاي روبرت أوبنهايمر، ومارغو روبي في دور باربي، نفسيهما كمرشحين أساسيين لجائزتَي التمثيل.
وينطبق الواقع نفسه على المرشحين من الفيلمين لجائزتي الأدوار المساندة، إذ برع روبرت داوني جونيور في تجسيده شخصية بيروقراطي محافظ يشكّل إقصاء أوبنهايمر المتعاطف مع الشيوعية هاجساً له، في حين يتألق راين غوسلينغ في شخصية كين الذي انجرف في الذكورية.
منافسة فرنسية محتملة
وتتجه الأنظار في هذه الفئة إلى «كيلرز أوف ذي فلاور مون» التاريخي لمارتن سكورسيزي، و«بور ثينغز»، الذي نال الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، والقصة الميلادية الناعمة للبالغين «وينتر برايك»، و«مايسترو» للأميركي برادلي كوبر إخراجاً وتمثيلاً في دور قائد الأوركسترا ليونارد برنستين.
وشملت التوقعات أيضاً الفيلم الفرنسي الحائز السعفة الذهبية في مهرجان كان «أناتومي دون شوت» (Anatomie d'une chute").
وفاز الفيلم بجائزتي «غولدن غلوب» في مطلع يناير (كانون الثاني)، ويمكن أن يُرشح أيضاً لأوسكار أفضل سيناريو، وأن تنافس في فئة أفضل ممثلة بطلته ساندرا هولر، التي تؤدي كذلك دور البطولة في منافس جدي آخر «زون أوف إنترست»، الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان، عن يوميات قائد معسكر الإبادة النازي في أوشفيتز.
لكن «أناتومي دون شوت»، الذي تجسّد فيه هولر دور كاتبة متهمة بقتل زوجها، لن يتمكن من الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية. فقد اختارت فرنسا لتمثيلها في السباق إلى الأوسكار فيلم «لا باسيون دو دودان بوفّان» (La Passion de Dodin Bouffant)، وهو قصة حب تاريخية بين اثنين من عشاق الطعام.
وتعليقاً على الجدل الذي أثاره هذا الاختيار، قال أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن هذا القرار شارل جيليبير لـ«وكالة فرانس برس» «من الواضح تماماً أننا لم نرسل الفيلم المناسب إلى احتفال توزيع جوائز الأوسكار». وطالب المنتج بإصلاح الهيئة التي تتولى الترشيح، لجهة زيادة عدد الناخبين فيها.
سنة المُخرجات؟
فطوال 95 عاماً من وجود جوائز الأوسكار التي تعرضت طويلاً لانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوع، لم يُرشَح لمكافآتها الأبرز سوى 19 فيلماً روائياً طويلاً لمخرجات. وقال هاموند: «قد تكون هذه السنة الأهمّ بالنسبة للنساء في السباق إلى جائزة أفضل فيلم». أما بالنسبة إلى فئة أفضل مخرج، فاكتفى بالقول: «سنرى».
ففي ظل التنافس الشديد بين الذكور، وفي مقدمهم تضم كريستوفر نولان ومارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر، تبدو غريتا غيرويغ الأوفر حظاً بين النساء لتحقيق اختراق، في حين سيُحدث ترشيح جوستين ترييه، لو حصل، دوياً كبيراً. وتشهد فئات التمثيل على اختلافها منافسة محتدمة أيضاً؟
ففي فئة أفضل ممثلة، يبدو أن اللقب سيكون موضع مبارزة بين إيما ستون، التي تجسّد نسخة أنثوية من فرانكنشتاين في «بور ثينغز»، وليلي غلادستون، التي تؤدي في «كيلرز أوف ذي فلاور مون» دور أميركية من الهنود الحمر الأميركيين حققت ثروة من النفط، تُواجه سلسلة جرائم قتل قبيلتها من سكان أميركا الأصليين.
وفي المقابل، قد يُستبعَد من الترشيحات لفئة أفضل ممثل ليوناردو دي كابريو، الذي يؤدي في الفيلم دور زوجها، نظراً إلى كون المنافسة شديدة جداً.
ويُتوقع أن تشمل قائمة المرشحين، بالإضافة إلى كيليان مورفي وبرادلي كوبر، كلاً من بول جياماتي عن دوره كأستاذ تاريخ في «وينتر برايك»، وجيفري رايت «أميركان فيكشن» وكولمان دومينغو «بايارد راستين».
ويقام احتفال توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعون في العاشر من مارس (آذار) المقبل، بعد عام شهد إضراباً تاريخياً للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود.