اللهجات الخليجية تزداد انتشاراً في الأجهزة الذكية

«الشرق الأوسط» تحاور ممثلي «أمازون» بالسعودية حول الدعم الممتد في مساعدات «أليكسا»... وإطلاق جيل جديد منها في المنطقة العربية

دعم ممتد للغة العربية واللهجة الخليجية في مساعدات «أليكسا» من «أمازون»
دعم ممتد للغة العربية واللهجة الخليجية في مساعدات «أليكسا» من «أمازون»
TT

اللهجات الخليجية تزداد انتشاراً في الأجهزة الذكية

دعم ممتد للغة العربية واللهجة الخليجية في مساعدات «أليكسا» من «أمازون»
دعم ممتد للغة العربية واللهجة الخليجية في مساعدات «أليكسا» من «أمازون»

انتشرت المساعدات الذكية بين المستخدمين وأصبحت جزءاً من المنازل الذكية، لتسمح بالتفاعل معها صوتياً وطلب المعلومات وتشغيل الفيديوهات والموسيقى والبحث عن المعلومات. وتطورت هذه المساعدات لتدعم اللغة العربية وتصل إلى شريحة أكبر من المستخدمين في المنطقة العربية. وتُوّج هذا التطور بدعم اللهجات المختلفة، وخصوصاً اللهجة الخليجية في الأجهزة التي تدعم مساعد «أليكسا» (Alexa) الذكي من «أمازون».

يسرى الشرايري، مدير المنتجات في «أمازون السعودية»

«أليكسا» بلهجة خليجية

وحول انتشار اللهجة الخليجية في الأجهزة الذكية، تحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع يسرى الشرايري، مديرة المنتجات في «أمازون السعودية»؛ إذ أكدت أن اللهجة الخليجية أصبحت أكثر انتشاراً ضمن تقنيات الأجهزة الذكية، وتشهد تطوراً كبيراً من خلال وضع مؤشرات أداء مخصصة وتخطيط محدد للبيانات لتعزيز أساليب لفظها واستيعابها للهجة المحلية.

ويعمل فريق «أمازون» على مساعدة «أليكسا» وتقنيات الذكاء الاصطناعي الصوتي لفهم أعمق للغة العربية والثقافة واللهجات المحلية؛ إذ يتم ذلك من خلال التواصل مع العديد من خبراء اللغة المحليين ومع المجتمع المحلي لتطوير تقنية تتلاءم مع حياة واهتمامات المستخدمين. وقامت «أمازون» بتعليم «أليكسا» اللهجة الخليجية، مع ضمان دقة التمثيل المحلي والحرص على توافق أنظمة «أليكسا» الأساسية مع تباين اللهجات المحلية أو تغيرها عبر الزمن في المنطقة. وترى الشركة أن أهم أولوية لها هي ضمان قدرة العملاء على التواصل مع «أليكسا» باللغة العربية وبلهجة خليجية، وكان التحدي الأكبر في تحقيق ذلك هو تعليم «أليكسا» لهجة ليس لها مصدر مكتوب؛ إذ لا توجد معاجم أو قواميس للهجات للاستعانة بها كمصدر أساسي.

ويتطلب تعليم «أليكسا» الكثير من الجهد والابتكار والعمل الجماعي لتخطي هذه التحديات، وخاصة أن لدى اللغة العربية في القاموس أكثر من 12 مليون كلمة مقارنة باللغة الإنجليزية التي تحتوي على 600 ألف كلمة، أو اللغة الفرنسية بـ150 ألف كلمة. ومن أجل دعم المجتمع الخليجي والاستفادة من تقنيات «أليكسا»، وضعت «أمازون» في الاعتبار أهمية قدرة «أليكسا» على فهم المصطلحات والفروقات الدقيقة بين مختلف اللهجات في المنطقة. وتعاونت «أمازون» مع فريق يعكس تنوع شرائح المجتمع المحلي؛ إذ يشمل فريق التسويق والمنتج في المملكة العربية السعودية مجموعة من النساء والرجال السعوديين، بالإضافة إلى فريق نسائي سعودي مسؤول عن بناء شخصية أصيلة لـ«أليكسا» باللغة العربية. وكان لمجمل الفريق دور كبير في التطورات التي حدثت منذ إطلاق «أليكسا» باللغة العربية وبلهجة خليجية في ديسمبر (كانون الأول) 2021.

ثقافة عربية وحماية الخصوصية

وقدمت «أليكسا» محتوى متناسباً مع تقاليدنا وثقافاتنا العربية، مثل الشعر العربي والقصص المحلية وحتى بعض الألحان الموسيقية، بالإضافة إلى رواية القصص التقليدية باللهجات الخليجية. وتدعم هذه التقنية تجربة العبادة بعد طرح ميزات جديدة تشمل تلاوة القرآن الكريم وقراءته عبر شاشات أجهزة «إيكو شو» (Echo Show) والتذكير بأوقات الصلاة.

كما تُعد الخصوصية وحماية البيانات من أكثر الجوانب الحرجة للذكاء الاصطناعي؛ إذ تتصدر الخصوصية وأمان معلومات العملاء أولويات الشركة. وصممت «أليكسا» وأجهزة «إيكو» بطبقات متعددة من حماية الخصوصية، بما في ذلك ضوابط الميكروفون والكاميرا والقدرة على عرض وحذف التسجيلات الصوتية، وذلك بهدف تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي بمسؤولية. وأكدت يسرى أن «أمازون» تتبنى شفافية قصوى في استخدام معلومات المستخدمين بطريقة مسؤولة لتحسين المنتجات والخدمات واتخاذ خطوات لتأمين وحماية تلك البيانات. ويمكن للمستخدمين إدارة إعدادات الخصوصية الخاصة بهم من خلال تطبيق «أليكسا» أو «مركز أليكسا للخصوصية».

وتعمل «أمازون» على تعزيز نموذج اللغة العربية وثرائها من خلال تقديم المزيد من المزايا الفعالة وتلبية الاحتياجات اليومية للمستخدمين عبر «أليكسا». وتركز الشركة على فهم اللغة العربية الفصحى وعدد من اللهجات بهدف إثراء تجربة التفاعل مع «أليكسا» باللهجة الأم. الجدير ذكره أن تجاوب المستخدمين في السعودية مع «أليكسا» كان لافتاً للنظر؛ إذ أصبحت المملكة من أبرز أسواق «أمازون» عالمياً فيما يتعلق باستخدام خدمات المنزل الذكي مع «أليكسا».

ونذكر مجموعة من الأمثلة على الأوامر الصوتية باللهجة الخليجية؛ إذ يمكن قول: «أليكسا... إيش أخبار اليوم» و«أليكسا... اضبطي تذكير الصلاة» و«أليكسا... شغّلي سورة الكهف» و«أليكسا... تفقدي غرفة الحضانة» لمشاهدة ما تسجله الكاميرا على جهاز «إيكو شو» لمراقبة الأطفال الرضع، مثلاً. ويمكن طرح أسئلة على «أليكسا» حول مشاهير وتواريخ وأماكن وحسابات وحوارات، وغيرها، مثل: «أليكسا... متى صلاة المغرب في مكة؟» و«أليكسا... متى تم بناء جسر الملك فهد؟». ويمكن كذلك طلب النتائج المباشرة أو نتائج مباريات منتهية أو موعد المباراة المقبلة للفريق الرياضي المفضل، مثل: «أليكسا... كم نتيجة الهلال؟»، إلى جانب إمكانية الاستماع إلى الموسيقى عبر خدمات «أنغامي» و«سبوتيفاي»، وغيرهما. ويمكن أيضاً قول: «أليكسا... شغّلي موسيقى البوب» و«أليكسا... انتقلي إلى الأغنية التالية»، والاستيقاظ على الأغاني المفضلة كل صباح بقول: «أليكسا... صحيني على موسيقى البوب». ويمكن طلب نكتة بقول: «أليكسا... قوليلي نكتة».

وتقدم «أليكسا» تجربة محلية لسكان السعودية ومنطقة الخليج العربي، بما في ذلك صوت يتحدث بلهجة عربية، مع القدرة على التفاعل مع أوامر يبرمجها المستخدمون بأنفسهم عبر نظام «مهارات أليكسا» (Alexa Skills) التي تسمح بالتفاعل مع منصة «أنغامي» للموسيقى العربية وقنوات «إم بي سي» وبرنامجي «كريم» و«فتافيت» وقنوات الراديو عبر الإنترنت، وحتى طلب الوجبات من المطاعم المحلية. ويمكن الاستفادة من نحو 200 مهارة متاحة في السعودية، من بينها خدمات حجز سيارات الأجرة، ووصفات وإرشادات للطهو، ومتابعة وصول طلبيات المطاعم، ومعرفة الفعاليات والنشاطات الجارية، واللعب مع الأصدقاء عبر لعبة «سؤال اليوم»، والاستماع إلى قراءات الكتب عبر خدمات الكتب المسموعة، وغيرها.

مساعدا «إيكو بوب» (اليسار) و«إيكو شو 8» (اليمين) يتكاملان مع مختلف جوانب الحياة اليومية

أجهزة جديدة في المنطقة العربية

يُذكر أن «أمازون» كانت قد أطلقت الجيل الجديد لأجهزة «إيكو شو 8» (Echo Show 8) بشاشتها الكبيرة التي يبلغ قطرها 8 بوصات، والتي تقدم تجربة نوعية في جودة الفيديو من خلال معالج وصوت محسن، بالإضافة إلى ميزات كاميرا جديدة وأقوى لتقدم صورة وصوتاً أفضل وأكثر وضوحاً. وتقدم هذه الأجهزة ميزة المحتوى التكيفي لتعديل المحتوى على الشاشة وفقاً لقرب أو بُعد المستخدم عن الجهاز، وهي ميزة تسهل الاستخدام اليومي بشكل كبير وتجعله أكثر تفاعلاً.

وتغير التصميم الخارجي للجهاز ليقدم انحناءات بسيطة وشاشة لمس زجاجية عالية الدقة. ويحتوي الجهاز على معالج مطور لدعم سرعة استجابة أعلى مما سبق. كما يعزز الجهاز من تجربة الصوت بوضوح أعلى وأعمق، ويوظف تقنيات التكيف مع الغرفة وتقنيات معالجة الصوت المحيطي لتقديم صوت تجسيمي في جميع أرجاء الغرفة. كما يزداد وضوح مكالمات الفيديو أيضاً بفضل الكاميرا المتمركزة في منتصف الجهاز والتي تعمل بدقة 13 ميغابيكسل، إلى جانب استخدام تقنيات تخفض من الضوضاء.

ويقدم هذا الجيل الجديد من الجهاز ميزة مركز إدارة المنزل الذكي الداعم لتقنيات «زيغبي» (Zigbee) و«بلوتوث» و«ماتر» (Matter) و«سايدووك» (Sidewalk) و«ثريد» (Thread) بهدف تسهيل التحكم بأجهزة المنزل الذكي المتوافقة، مثل الإضاءة والأقفال والمستشعرات المختلفة.

هذا، ويتميز الجيل الجديد بشاشة أفضل؛ إذ تتكيف مع قرب المستخدم من الجهاز ويُعدل على المحتوى الظاهر على الشاشة. وعلى سبيل المثال، ستعرض الشاشة محتوى بكتابة أكبر حجماً في حال الجلوس على بُعد من الجهاز (مثل التركيز على العناوين فقط للأخبار أو حجم ساعة أكبر)، ليتغير المحتوى تلقائياً ويعرض تفاصيل إضافية في حال اقتراب المستخدم من الجهاز. كما تخصص الشاشة المحتوى بناء على المستخدم الموجود أمامها في حال تفعيل ميزة «الهوية البصرية» (Visual ID)، مثل عرض قائمة الأغاني المفضلة لكل مستخدم. الجهاز متوافر بعدة ألوان، وبسعر 699 ريالاً سعودياً (نحو 186 دولاراً أميركياً).

كما أطلقت الشركة جهاز «إيكو بوب» (Echo Pop) الذي يقدم تصميماً كروياً صغير الحجم وتجربة صوتية نوعية بدعم لتقنية «أليكسا الذكاء الاصطناعي الصوتي». ويمنح هذا الجهاز القدرة على التحكم بالمنزل الذكي والاستمتاع بالموسيقى أو تلاوة القرآن الكريم، أو حتى كخدمة «إنتركوم» للتواصل مع أي غرفة في المنزل.

ويقدم الجهاز مكبراً صوتياً اتجاهياً أمامياً لتقديم الصوتيات بجودة عالية في غرف النوم أو الشقق أو أي مساحة صغيرة في المنزل. ويمكن للمستخدم ببساطة طلب قراءة الكتب الصوتية أو متابعة آخر مستجدات فريقه الرياضي المفضل أو التحكم بالأضواء والمقابس الذكية. الجهاز متوافر بعدة ألوان، وبسعر 199 ريالاً سعودياً (نحو 53 دولاراً أميركياً).


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».