ألمانيا.. مغامرة اللاجئين

ميركل تواجه تحديات .. وتراجع نسبة التأييد لحزبها

ألمانيا.. مغامرة اللاجئين
TT

ألمانيا.. مغامرة اللاجئين

ألمانيا.. مغامرة اللاجئين

سلطت أزمة تدفق اللاجئين على الأراضي الأوروبية، لا سيما من دول الشرق الأوسط، الضوء على عدة مسائل دفعة واحدة، منها الالتباس الشديد في العلاقات الأوروبية - الأوروبية، وما يعنيه تضارب المصالح الآنية بين دول القارة التي تواجه سيل اللاجئين، وكذلك مسألة «المؤسسات الأوروبية» الضابطة لتلك العلاقات. غير أن ثمة مسألة مهمة وأساسية برزت على السطح هي مكانة ألمانيا وحساباتها السياسية والاقتصادية مع ملف اللجوء واللاجئين، وبالأخص بعدما أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استعداد بلادها لاستقبال مئات الألوف من اللاجئين، ووضعت بالتالي ضغطا غير مسبوق على ما بات يعرف بـ«دول المعبر» بين تركيا وألمانيا، مثل صربيا وكرواتيا والمجر.

خاطرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سياستها المتعلقة بأزمة اللاجئين، والمخاطرة ليست أمرا اعتياديا بالنسبة لميركل، لكن قراراتها في هذا الملف كانت ضرورية. هذا هو الموقف الذي عبرت عنه الألمانية ريبيكا هارمس، رئيسة كتلة أحزاب «الخضر» في البرلمان الأوروبي، في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» ببروكسل. ودافعت البرلمانية الأوروبية عن قرارات ميركل بفتح الحدود للاجئين، وقالت: «لقد أرادت ميركل أن تكون ألمانيا مثالا يحتذى به، وأرادت أن تتبعها دول أخرى في الاتحاد الأوروبي بخطوات مماثلة».
المستشارة الألمانية دافعت عن سياستها المتعلقة بأزمة اللاجئين، وانتقدت عيوب إدارة هذه الأزمة من قبل الاتحاد الأوروبي. وقالت إن رد فعل الاتحاد الأوروبي على أزمة اللاجئين «مخيّب للآمال»، مضيفة أنه لا يوجد «توزيع عادل للأعباء». وأوضحت أنه إذا كانت أوروبا ترغب في أن تكون قارة تضامنية، فعلى جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ28 أن تأخذ هذا الأمر مأخذ الجد، وليس أربع أو خمس دول فقط. وأعربت عن اقتناعها بإمكانية التغلب على تدفقات اللاجئين، وقالت «سننجز هذا»، مشيرة إلى أن هذا الأمر أصبح مهمة عالمية، في ظل وصول عدد اللاجئين إلى 60 مليون شخص على مستوى العالم.
موقف ميركل أثار العديد من التساؤلات والجدل أيضا، وتساءل البعض من المراقبين عما تريده ميركل بالتحديد.. هل تريد أن تحقق نجاحات داخلية في ألمانيا باستغلال هذا الملف؟ أم تريد أن تشعل نار الانقسامات في القارة العجوز؟
المفوضية الأوروبية في بروكسل رفضت الإجابة عن هذين السؤالين، واكتفى تيم ماكفي، المتحدث باسم المفوضية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بالتأكيد على أن الجهاز التنفيذي للاتحاد لم يعتد أن يعلق على سياسات الدول الأعضاء خاصة السياسات الداخلية.
مجلة «فوربس» الأميركية المعروفة كانت قد سمت ميركل «أقوى امرأة في العالم لعام 2011»، وهي بذلك حازت الصدارة في قائمة «أقوى امرأة في العالم» في خمس سنوات. وعن اعتبارها امرأة قوية، يقول الصحافي والمحلل السياسي الهولندي كريس ألبرت، إن اعتبار ميركل شخصية قوية أم لا يتوقف على مدى إقناع الآخرين، فمثلا لو تراجعت ميركل عن قراراتها الأخيرة بشأن اللاجئين سيرميها الناس بالضعف والتردد.. أما إذا تمسكت بها وحققت نجاحا من دون تأثيرات سلبية فسيعترف الناس بشخصيتها القوية.
وأضاف ألبرت، في تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط»، أن ميركل «معروفة في هولندا جيدا، خاصة بعد موقفها من مساعدة اليونان ماديا أثناء الأزمة المالية، وهو موقف معارض لتمرير مساعدات بشكل تلقائي لليونان، إلا أنها اليوم تتخذ قرارات سريعة ولم تظهر أي معارضة لمسألة استقبال اللاجئين، ولكن لا يمكن إنكار النجاحات التي حققتها ميركل في سياستها الداخلية».
وأكد الصحافي الهولندي أن «قرارات ميركل لم تكن إيجابية، لأن الدول الموجودة في المسافة الجغرافية التي تفصل ما بين ألمانيا وتركيا تضرّرت بسبب القرار الألماني، الذي يمكن أن تكون له تداعيات سلبية بل وأزمات».
وعن إمكانية حدوث انقسامات أوروبية بسبب القرار الألماني وإثارته غضبا للدول الشرقية، قال ألبرت: «..هذا أمر حقيقي، وليست فقط الدول الشرقية وحدها التي أغضبها القرار، بل هناك دول أخرى في غرب أوروبا لم يعجبها القرار، منها هولندا، ففيها يرى المواطنون أن أي قرار يتعلق بأوروبا يجب أن يتخذ بشكل جماعي وليس من خلال تحرك فردي».
وعلى العكس من ذلك، ترى ريبيكا هارمس أنها زارت بنفسها المجر، ورأت الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين كانوا ينتظرون القرار الألماني بفتح الحدود.. «لكن ألمانيا وحدها لا تستطيع أن تفعل كل شيء، ولا بد من التضامن في هذا الملف».
وحول وجود شعور بالغضب لدى دول شرق أوروبا، قالت البرلمانية الأوروبية، وهي ألمانية الجنسية: «ليس فقط في شرق أوروبا بل هناك أيضا دول في غرب القارة لا تتحرك بالشكل المطلوب.. والأخرى غاضبة من التحرك الألماني».

من هي ميركل؟
خلفية أنجيلا ميركل توضح الكثير من جوانب مفاهيمها السياسية، فهي ولدت بمدينة هامبورغ في شمال ألمانيا، أما أبوها فهو قسيس بروتستانتي لوثري اسمه هورست كاسنر. وعام 1954، وبعد ولادة ابنته أنجيلا ببضعة أسابيع، انتقل والدها ومعه العائلة للعمل في شرق ألمانيا (حينها جمهورية ألمانيا الديمقراطية) وبقيت أنجيلا مع عائلتها في بلدة تمبلين حتى بعد انهيار «سور برلين» وتوحيد الألمانيتين عام 1990.
ميركل، التي ما زالت تحمل اسم عائلة زوجها الأول، الذي كان زميلا لها أيام الدراسة الجامعية حيث حصلت على إجازة في الفيزياء من جامعة لا يبزيغ، عملت في المركز الرئيسي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم في برلين حتى عام 1990. وكانت في عام 1984 قد تعرفت في الأكاديمية على زوجها الحالي الكيميائي يواخيم زاور، الذي تزوجته في عام 1998. وقبل انهيار جمهورية ألمانيا الديمقراطية في أواخر الثمانينات، نما حسها السياسي وبدت نشيطة أكثر في هذا المجال، تدعو لحرية سياسية أكثر لمواطني ألمانيا الشرقية. وانضمت لحزب نهضة الديمقراطية اليميني، وشاركت عام 1989 في أول انتخابات حرة تجرى في البلاد. وأصبحت متحدثة باسم الحكومة المنتخبة تحت رئاسة لوثر دي ميزيير، وانضمت بعد الوحدة الألمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي اليميني.
وبعد إجراء أول انتخابات حرة في عموم ألمانيا الموحدة (الغربية والشرقية) عام 1990، أصبحت وزيرة لشؤون المرأة والشباب في حكومة المستشار هيلموت كول (1990 - 1994). وبعد هزيمة كول في انتخابات عام 1998 أمام الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) بزعامة غيرهارد شرودر، استقال كول، وصعدت ميركل لتصبح أمينة عامة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. بعد سلسلة من الفضائح المالية التي هزت حزب الاتحاد، فسح العديد من ساسة الحزب، أهمهم فولفغانغ شويبله، المجال لميركل للصعود إلى سدة الحزب. انتخبت في سابقة تاريخية في 10 أبريل (نيسان) 2000 كرئيسة للحزب، كأول امرأة وأول بروتستانتية تتولى مثل هذا المنصب في حزب جذوره مسيحية كاثوليكية متشددة.
ومع أنها أفسحت المجال في انتخابات عام 2002 لإدموند شتويبر، رئيس وزراء ولاية بافاريا، كي يرشح نفسه عن اليمين في الانتخابات النيابية العامة، أدت خسارة شتويبر بفارق بسيط أمام شرودر إلى خلو الطريق خاليا تماما أمام ميركل لأن تصبح الشخصية الأولى عند الديمقراطيين المسيحيين. وفعلا قادت الحزب اليميني للفوز بفارق بسيط على «اشتراكيي» شرودر في الانتخابات النيابية التي حصلت في 18 سبتمبر (أيلول) 2005. ولكن لم يتمكن أي من الحزبين الكبيرين من الحصول على غالبية مطلقة تمكنه من تشكيل الحكومة. وبعد مفاوضات شاقة مع الاشتراكيين تمكن الحزبان في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2005 من الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلاف تقودها ميركل التي باتت يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 أول امرأة تتولى المستشارية، وأول مستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية من شرق ألمانيا.
ومع أن ميركل زعيمة الحزب المحافظ المعروف بكونه ضد الإنفاق الحكومي ومع تضييق الخناق على العاطلين عن العمل، فإن سياستها تتميز بتسامح نسبي ومراعاة للطبقات الفقيرة وللعاطلين عن العمل، بخلاف التيار اليميني المتشدد داخل الحزب، كما أن خططها الإصلاحية في الاقتصاد تراعي الطبقات الفقيرة أيضا.
وفي الآونة الأخيرة تحولت أزمة اللاجئين إلى مأزق يورّق المستشارة ميركل، التي تعيش راهنا فترة عصيبة بسبب تزايد ردود الأفعال على الصعيد الداخلي، وارتفاع الأصوات المعارضة داخل حزبها إزاء سياساتها في مسألة اللاجئين. وحقا، سجل التأييد الشعبي الذي حظيت به ميركل من الرأي العام الألماني - بعد فتحها الحدود لأسباب إنسانية - خلال الشهر الماضي، تراجعا في الأيام الماضية، إذ أظهرت استطلاعات الرأي ارتفاع نسبة الألمان القلقين من موجة اللاجئين من 38 في المائة في سبتمبر إلى 51 في المائة في أكتوبر الحالي. كذلك تشير سجلات الشرطة إلى تجاوز الاعتداءات المنفذة ضد مآوي اللاجئين 490 اعتداءً.
من جهة ثانية، بدأ الشارع الألماني التساؤل حول سياسة الحكومة تجاه قضية اللجوء تحت تأثير أنباء تناقلتها وسائل الإعلام تفيد بأن الأرقام القياسية للاجئين ستشكل حملا ماليًّا على الاقتصاد الألماني يبلغ مقداره 10 مليارات يورو. وحسب استطلاع للرأي نشره التلفزيون الحكومي (ARD)، في الأول من أكتوبر، فإن الدعم الشعبي لميركل تناقص بـ9 نقاط، وتراجع إلى مستوى 54 في المائة، خلال الشهر الماضي. كذلك تراجعت نسبة أصوات حزبي الاتحاد المسيحي، بزعامة ميركل، نقطتين وأصبحت 40 في المائة. بيد أن التطور المثير للقلق بالنسبة لميركل هو تزايد الدعم لحزب «البديل من أجل ألمانيا» المناهض للاجئين نقطتين في الأسابيع الأخيرة، ليبلغ 6 في المائة، وهو ما يرشحه لتجاوز العتبة الانتخابية.
ولكن على الرغم من الانتقادات الشعبية المتزايدة تدافع ميركل عن السياسة التي تتبعها، وتؤكد أن بلادها قادرة على القيام بأعباء اللاجئين، الذين تقبلهم. وتعقد المستشارة الألمانية آمالها للخروج من هذه الأزمة على إقناع شركائها الأوروبيين وإقامة تعاون مع تركيا.
واليوم، تضع ألمانيا نصب عينيها إجبار جميع بلدان الاتحاد الأوروبي على تحمّل المسؤولية على المدى المتوسط، وتعتمد الخطة الألمانية لحل أزمة اللاجئين على فتح مخيمات لهم في إيطاليا واليونان، بدعم من الاتحاد، وتقييم طلبات اللجوء فيها، ومن ثم توزيع اللاجئين الذين قُبلت طلباتهم على بلدان الاتحاد الأوروبي، بشكل عادل وفقًا لنظام حصص يصار إلى تحديدها حسب معايير معينة تبعًا لحالة كل بلد.
وفي سبتمبر الماضي، أظهر استطلاع لشبكة «إيه آر دي» التلفزيونية تراجع شعبية المستشارة الألمانية بشدة بسبب طريقة تعاملها مع أزمة اللاجئين إلى أوروبا. وعلى الرغم من أن ميركل أصبحت بطلة في أعين العديد من المهاجرين ومناصريهم، فإن الحلفاء المحافظين قالوا إنها بعثت «برسالة خاطئة تماما» بالسماح باستيعاب المهاجرين الآتين من المجر. وفي الوقت نفسه، رحب مواطنون بوصول الأعداد الجديدة من المهاجرين واستقبلوهم بحفاوة في محطات القطارات في أنحاء البلاد.
في هذه الأثناء، ليست ألمانيا كلها سعيدة بوصول المهاجرين، وأيضا على الصعيد الخارجي تعرضت سياسة ميركل حيال اللاجئين لانتقادات. إذ قال دونالد ترامب، المرشح الجمهوري اليميني المتشدد للانتخابات الرئاسية الأميركية، أخيرا على قناة «سي بي إس إن» التلفزيونية، إن ما تفعله المستشارة ميركل من أجل طالبي اللجوء «ضرب من الجنون». وتابع ترامب القول: «أنا لا أحب حركات الهجرة. لا أحب الوافدين (...) ستكون هناك اضطرابات في ألمانيا. ما فعلته (ميركل) في ألمانيا ضرب من الجنون.. لكن استقبال 200 ألف شخص سيكون كحصان طروادة (...) إذا تبين أنهم من تنظيم داعش». وللعلم، يتوقع أن تستقبل ألمانيا بين 800 ألف ومليون طالب لجوء هذا العام، أكدت ميركل أن بلادها قادرة على استقبالهم.
ومحليا، أعلن حزب «الخيار البديل من أجل ألمانيا» الشعبوي، أنه قدّم بالفعل شكوى ضد المستشارة ميركل بتهمة «الاتجار بالبشر» بعد قرارها فتح حدود بلادها أمام مئات آلاف اللاجئين. وقال كريستيان لوث، وهو متحدث باسم الحزب، إن «ميركل انتهكت بقرارها فتح الحدود المادة 96 (من قانون العقوبات) التي تنص على عقوبة السجن 5 سنوات أو غرامة مالية». وأضاف: «نحن نأمل بأن تؤتي هذه الشكوى ثمارها، لكننا نريد أيضا لفت النظر إلى أن ميركل استخدمت نفوذها لمخالفة القانون في ألمانيا وأوروبا»، مشيرا إلى أن هذه الشكوى ستتيح «للمواطنين طرح الأسئلة حول ما إذا كانت الهجرة غير المنظمة تصب في مصلحتهم». وبحسب الحزب، تم إرسال الشكوى إلى النيابة العامة في العاصمة برلين.
أخيرا، اعتبرت المستشارة ميركل أمام البرلمان الأوروبي أن القوانين الأوروبية الحالية التي تنظم كيفية التعامل مع طالبي اللجوء باتت «بالية» ويجب إبدالها «بإجراء جديد». وقالت أمام النواب الأوروبيين المجتمعين في ستراسبورغ، إلى جانب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «لنكن صريحين بأن اتفاقية دبلن (التي تنص على وجوب أن يطلب اللاجئون اللجوء في أول بلد أوروبي يصلون إليه) بشكلها الحالي باتت بالية». ثم أردفت: «أنا أدعو إلى اعتماد إجراء جديد» لتوزيع طالبي اللجوء بين الدول الأوروبية بإنصاف». وتوقعت أن يؤدي التدفق «المذهل» للمهاجرين إلى ألمانيا إلى تغيير البلاد في السنوات المقبلة.



أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
TT

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)
Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

على خلفية ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الهندية بذلت جهداً استثنائياً للتواصل مع الدول الأفريقية عبر زيارات رفيعة المستوى من القيادة العليا، أي الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء، إلى ما مجموعه 40 بلداً في أفريقيا بين عامي 2014 و2019. ولا شك أن هذا هو أكبر عدد من الزيارات قبل تلك الفترة المحددة أو بعدها.

من ثم، فإن الزيارة التي قام بها مؤخراً رئيس الوزراء الهندي مودي إلى نيجيريا قبل سفره إلى البرازيل لحضور قمة مجموعة العشرين، تدل على أن زيارة أبوجا (في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي) ليست مجرد زيارة ودية، وإنما خطوة استراتيجية لتعزيز القوة. مما يؤكد على التزام الهند ببناء علاقات أعمق مع أفريقيا، والبناء على الروابط التاريخية، والخبرات المشتركة، والمنافع المتبادلة.

صرح إتش. إس. فيسواناثان، الزميل البارز في مؤسسة «أوبزرفر» للأبحاث وعضو السلك الدبلوماسي الهندي لمدة 34 عاماً، بأنه «من خلال تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتعزيز التعاون الدفاعي، وتعزيز التبادل الثقافي، تُظهِر الهند نفسها بصفتها لاعباً رئيسياً في مستقبل أفريقيا، في الوقت الذي تقدم فيه بديلاً لنهج الصين الذي غالباً ما يتعرض للانتقاد. إن تواصل الهند في أفريقيا هو جزء من أهدافها الجيوسياسية الأوسع نطاقاً للحد من نفوذ الصين».

سافر مودي إلى 14 دولة أفريقية خلال السنوات العشر الماضية من حكمه بالمقارنة مع عشر زيارات لنظيره الصيني شي جينبينغ. بيد أن زيارته الجديدة إلى نيجيريا تعد أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي لهذه الدولة منذ 17 عاماً. كانت الأهمية التي توليها نيجيريا للهند واضحة من حقيقة أن رئيس الوزراء الهندي مُنح أعلى وسام وطني في البلاد، وسام القائد الأكبر، وهو ثاني شخصية أجنبية فقط تحصل على هذا التميز منذ عام 1969، بعد الملكة إليزابيث الثانية؛ مما يؤكد على المكانة التي توليها نيجيريا للهند.

نجاح الهند في ضم الاتحاد الأفريقي إلى قمة مجموعة العشرين

كان الإنجاز الكبير الذي حققته الهند هو جهدها لضمان إدراج الاتحاد الأفريقي عضواً دائماً في مجموعة العشرين، وهي منصة عالمية للنخبة تؤثر قراراتها الاقتصادية على ملايين الأفارقة. وقد تم الإشادة برئيس الوزراء مودي لجهوده الشخصية في إدراج الاتحاد الأفريقي ضمن مجموعة العشرين من خلال اتصالات هاتفية مع رؤساء دول مجموعة العشرين. وكانت جهود الهند تتماشى مع دعمها الثابت لدور أكبر لأفريقيا في المنصات العالمية، وهدفها المتمثل في استخدام رئاستها للمجموعة في منح الأولوية لشواغل الجنوب العالمي.

يُذكر أن الاتحاد الأفريقي هو هيئة قارية تتألف من 55 دولة.

دعا مودي، بصفته مضيف مجموعة العشرين، رئيس الاتحاد الأفريقي، غزالي عثماني، إلى شغل مقعده بصفته عضواً دائماً في عصبة الدول الأكثر ثراء في العالم، حيث صفق له القادة الآخرون وتطلعوا إليه.

وفقاً لراجيف باتيا، الذي شغل أيضاً منصب المدير العام للمجلس الهندي للشؤون العالمية في الفترة من 2012 - 2015، فإنه «لولا الهند لكانت مبادرة ضم الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين قد فشلت. بيد أن الفضل في ذلك يذهب إلى الهند لأنها بدأت العملية برمتها وواصلت تنفيذها حتى النهاية. وعليه، فإن الأفارقة يدركون تمام الإدراك أنه لولا الدعم الثابت من جانب الهند ورئيس الوزراء مودي، لكانت المبادرة قد انهارت كما حدث العام قبل الماضي أثناء رئاسة إندونيسيا. لقد تأثرت البلدان الأفريقية بأن الهند لم تعد تسمح للغرب بفرض أخلاقياته».

التوغلات الصينية في أفريقيا

تهيمن الصين في الواقع على أفريقيا، وقد حققت توغلات أعمق في القارة السمراء لأسباب استراتيجية واقتصادية على حد سواء. بدأت العلاقات السياسية والاقتصادية الحديثة بين البر الصيني الرئيسي والقارة الأفريقية في عهد ماو تسي تونغ، بعد انتصار الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية الصينية. زادت التجارة بين الصين وأفريقيا بنسبة 700 في المائة خلال التسعينات، والصين حالياً هي أكبر شريك تجاري لأفريقيا. وقد أصبح منتدى التعاون الصيني - الافريقي منذ عام 2000 المنتدى الرسمي لدعم العلاقات. في الواقع، الأثر الصيني في الحياة اليومية الأفريقية عميق - الهواتف المحمولة المستخدمة، وأجهزة التلفزيون، والطرق التي تتم القيادة عليها مبنية من قِبل الصينيين.

كانت الصين متسقة مع سياستها الأفريقية. وقد عُقدت الدورة التاسعة من منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في سبتمبر (أيلول) 2024، في بكين.

كما زوّدت الصين البلدان الأفريقية بمليارات الدولارات في هيئة قروض ساعدت في بناء البنية التحتية المطلوبة بشدة. علاوة على ذلك، فإن تعزيز موطئ قدم لها في ثاني أكبر قارة من حيث عدد السكان في العالم يأتي مع ميزة مربحة تتمثل في إمكانية الوصول إلى السوق الضخمة، فضلاً عن الاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة في القارة، بما في ذلك النحاس، والذهب، والليثيوم، والمعادن الأرضية النادرة. وفي الأثناء ذاتها، بالنسبة للكثير من الدول الأفريقية التي تعاني ضائقة مالية، فإن أفريقيا تشكل أيضاً جزءاً حيوياً من مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث وقَّعت 53 دولة على المسعى الذي تنظر إليه الهند بريبة عميقة.

كانت الصين متسقة بشكل ملحوظ مع قممها التي تُعقد كل ثلاث سنوات؛ وعُقدت الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي في سبتمبر 2024. وفي الوقت نفسه، بلغ إجمالي تجارة الصين مع القارة ثلاثة أمثال هذا المبلغ تقريباً الذي بلغ 282 مليار دولار.

الهند والصين تناضلان من أجل فرض الهيمنة

تملك الهند والصين مصالح متنامية في أفريقيا وتتنافسان على نحو متزايد على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

في حين تحاول الصين والهند صياغة نهجهما الثنائي والإقليمي بشكل مستقل عن بعضهما بعضاً، فإن عنصر المنافسة واضح. وبينما ألقت بكين بثقلها الاقتصادي الهائل على تطوير القدرة التصنيعية واستخراج الموارد الطبيعية، ركزت نيودلهي على كفاءاتها الأساسية في تنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم، والرعاية الصحية.

مع ذلك، قال براميت بول شاودهوري، المتابع للشؤون الهندية في مجموعة «أوراسيا» والزميل البارز في «مركز أنانتا أسبن - الهند»: «إن الاستثمارات الهندية في أفريقيا هي إلى حد كبير رأسمال خاص مقارنة بالصينيين. ولهذا السبب؛ فإن خطوط الائتمان التي ترعاها الحكومة ليست جزءاً رئيسياً من قصة الاستثمار الهندية في أفريقيا. الفرق الرئيسي بين الاستثمارات الهندية في أفريقيا مقابل الصين هو أن الأولى تأتي مع أقل المخاطر السياسية وأكثر انسجاماً مع الحساسيات الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بقضية الديون».

ناريندرا مودي وشي جينبينغ في اجتماع سابق (أ.ب)

على عكس الصين، التي ركزت على إقامة البنية التحتية واستخراج الموارد الطبيعية، فإن الهند من خلال استثماراتها ركزت على كفاءاتها الأساسية في تنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، والأمن البحري، والتعليم، والرعاية الصحية. والحقيقة أن الشركات الصينية كثيراً ما تُتهم بتوظيف أغلب العاملين الصينيين، والإقلال من جهودها الرامية إلى تنمية القدرات المحلية، وتقديم قدر ضئيل من التدريب وتنمية المهارات للموظفين الأفارقة. على النقيض من ذلك، يهدف بناء المشاريع الهندية وتمويلها في أفريقيا إلى تيسير المشاركة المحلية والتنمية، بحسب ما يقول الهنود. تعتمد الشركات الهندية أكثر على المواهب الأفريقية وتقوم ببناء قدرات السكان المحليين. علاوة على ذلك، وعلى عكس الإقراض من الصين، فإن المساعدة الإنمائية التي تقدمها الهند من خلال خطوط الائتمان الميسرة والمنح وبرامج بناء القدرات هي برامج مدفوعة بالطلب وغير مقيدة. ومن ثم، فإن دور الهند في أفريقيا يسير جنباً إلى جنب مع أجندة النمو الخاصة بأفريقيا التي حددتها أمانة الاتحاد الأفريقي، أو الهيئات الإقليمية، أو فرادى البلدان، بحسب ما يقول مدافعون عن السياسة الهندية.

ويقول هوما صديقي، الصحافي البارز الذي يكتب عن الشؤون الاستراتيجية، إن الهند قطعت في السنوات الأخيرة شوطاً كبيراً في توسيع نفوذها في أفريقيا، لكي تظهر بوصفها ثاني أكبر مزود للائتمان بالقارة. شركة الاتصالات الهندية العملاقة «إيرتل» - التي دخلت أفريقيا عام 1998، هي الآن أحد أكبر مزودي خدمات الهاتف المحمول في القارة، كما أنها طرحت خطاً خاصاً بها للهواتف الذكية من الجيل الرابع بأسعار زهيدة في رواندا. وكانت الهند رائدة في برامج التعليم عن بعد والطب عن بعد لربط المستشفيات والمؤسسات التعليمية في كل البلدان الأفريقية مع الهند من خلال شبكة الألياف البصرية. وقد ساعدت الهند أفريقيا في مكافحة جائحة «كوفيد – 19» بإمداد 42 بلداً باللقاحات والمعدات.

تعدّ الهند حالياً ثالث أكبر شريك تجاري لأفريقيا، حيث يبلغ حجم التجارة الثنائية بين الطرفين نحو 100 مليار دولار. وتعدّ الهند عاشر أكبر مستثمر في أفريقيا من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما توسع التعاون الإنمائي الهندي بسرعة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكانت البلدان الأفريقية هي المستفيد الرئيسي من برنامج الخطوط الائتمانية الهندية.

قالت هارشا بانغاري، المديرة الإدارية لبنك الهند للاستيراد والتصدير: «على مدى العقد الماضي، قدمت الهند ما يقرب من 32 مليار دولار أميركي في صورة ائتمان إلى 42 دولة أفريقية، وهو ما يمثل 38 في المائة من إجمالي توزيع الائتمان. وهذه الأموال، التي تُوجه من خلال بنك الهند للاستيراد والتصدير، تدعم مجموعة واسعة من المشاريع، بما في ذلك الرعاية الصحية والبنية التحتية والزراعة والري».

رغم أن الصين تتصدر الطريق في قطاع البنية التحتية، فإن التمويل الصيني للبنية التحتية في أفريقيا قد تباطأ بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. برزت عملية تطوير البنية التحتية سمةً مهمة من سمات الشراكة التنموية الهندية مع أفريقيا. وقد أنجزت الهند حتى الآن 206 مشاريع في 43 بلداً أفريقياً، ويجري حالياً تنفيذ 65 مشروعاً، يبلغ مجموع الإنفاق عليها نحو 12.4 مليار دولار. وتقدم الهند أيضاً إسهامات كبيرة لبناء القدرات الأفريقية من خلال برنامجها للتعاون التقني والتكنولوجي، والمنح الدراسية، وبناء المؤسسات في القارة.

وتجدر الإشارة إلى أن الهند أكثر ارتباطاً جغرافياً من الصين بالقارة الأفريقية، وهي بالتالي تتشاطر مخاوفها الأمنية أيضاً. وتعتبر الهند الدول المطلة على المحيط الهندي في افريقيا مهمة لاستراتيجيتها الخاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ووقّعت الهند مع الكثير منها اتفاقيات للدفاع والشحن تشمل التدريبات المشتركة. كما أن دور قوات حفظ السلام الهندية موضع تقدير كبير.

يقول السفير الهندي السابق والأمين المشترك السابق لشؤون أفريقيا في وزارة الخارجية، السفير ناريندر تشوهان: «إن الانتقادات الموجهة إلى المشاركة الاقتصادية للصين مع أفريقيا قد تتزايد من النقابات العمالية والمجتمع المدني بشأن ظروف العمل السيئة والممارسات البيئية غير المستدامة والتشرد الوظيفي الذي تسببه الشركات الصينية. ويعتقد أيضاً أن الصين تستغل نقاط ضعف الحكومات الأفريقية، وبالتالي تشجع الفساد واتخاذ القرارات المتهورة. فقد شهدت أنغولا، وغانا، وغامبيا، وكينيا مظاهرات مناهضة للمشاريع التي تمولها الصين. وهناك مخاوف دولية متزايدة بشأن الدور الذي تلعبه الصين في القارة الأفريقية».

القواعد العسكرية الصينية والهندية في أفريقيا

قد يكون تحقيق التوازن بين البصمة المتزايدة للصين في أفريقيا عاملاً آخر يدفع نيودلهي إلى تعزيز العلاقات الدفاعية مع الدول الافريقية.

أنشأت الصين أول قاعدة عسكرية لها في الخارج في جيبوتي، في القرن الأفريقي، عام 2017؛ مما أثار قلق الولايات المتحدة؛ إذ تقع القاعدة الصينية على بعد ستة أميال فقط من قاعدة عسكرية أميركية في البلد نفسه.

تقول تقارير إعلامية إن الصين تتطلع إلى وجود عسكري آخر في دولة الغابون الواقعة في وسط أفريقيا. ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ» عن مصادر قولها إن الصين تعمل حالياً على دخول المواني العسكرية في تنزانيا وموزمبيق الواقعتين على الساحل الشرقي لأفريقيا. وذكرت المصادر أنها عملت أيضاً على التوصل إلى اتفاقيات حول وضع القوات مع كلا البلدين؛ الأمر الذي سيقدم للصين مبرراً قانونياً لنشر جنودها هناك.

تقليدياً، كان انخراط الهند الدفاعي مع الدول الأفريقية يتركز على التدريب وتنمية الموارد البشرية.

في السنوات الأخيرة، زادت البحرية الهندية من زياراتها للمواني في الدول الأفريقية، ونفذت التدريبات البحرية الثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول الأفريقية. من التطورات المهمة إطلاق أول مناورة ثلاثية بين الهند وموزمبيق وتنزانيا في دار السلام في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022.

هناك مجال آخر مهم للمشاركة الدفاعية الهندية، وهو الدفع نحو تصدير معدات الدفاع الهندية إلى القارة.

ألقى التركيز الدولي على توسع الوجود الصيني في أفريقيا بظلاله على تطور مهم آخر - وهو الاستثمار الاستراتيجي الهندي في المنطقة. فقد شرعت الهند بهدوء، لكن بحزم، في بناء قاعدة بحرية على جزر أغاليغا النائية في موريشيوس.

تخدم قاعدة أغاليغا المنشأة حديثاً الكثير من الأغراض الحيوية للهند. وسوف تدعم طائرات الاستطلاع والحرب المضادة للغواصات، وتدعم الدوريات البحرية فوق قناة موزمبيق، وتوفر نقطة مراقبة استراتيجية لمراقبة طرق الشحن حول الجنوب الأفريقي.

وفي سابقة من نوعها، عيَّنت الهند ملحقين عسكريين عدة في بعثاتها الدبلوماسية في أفريقيا.

وفقاً لغورجيت سينغ، السفير السابق لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي ومؤلف كتاب «عامل هارامبي: الشراكة الاقتصادية والتنموية بين الهند وأفريقيا»: «في حين حققت الهند تقدماً كبيراً في أفريقيا، فإنها لا تزال متخلفة عن الصين من حيث النفوذ الإجمالي. لقد بذلت الهند الكثير من الجهد لجعل أفريقيا في بؤرة الاهتمام، هل الهند هي الشريك المفضل لأفريقيا؟ صحيح أن الهند تتمتع بقدر هائل من النوايا الحسنة في القارة الأفريقية بفضل تضامنها القديم، لكن هل تتمتع بالقدر الكافي من النفوذ؟ من الصعب الإجابة عن هذه التساؤلات، سيما في سياق القوى العالمية الكبرى كافة المتنافسة على فرض نفوذها في المنطقة. ومع ذلك، فإن عدم القدرة على عقد القمة الرابعة بين الهند وأفريقيا حتى بعد 9 سنوات من استضافة القمة الثالثة لمنتدى الهند وأفريقيا بنجاح في نيودلهي، هو انعكاس لافتقار الهند إلى النفوذ في أفريقيا. غالباً ما تم الاستشهاد بجائحة «كوفيد - 19» والجداول الزمنية للانتخابات بصفتها أسباباً رئيسية وراء التأخير المفرط في عقد قمة المنتدى الهندي الأفريقي».