قضت محكمة إيرانية بسجن المغني والملحن مهدي يراحي، وجلده 74 جلدة، بسبب نشره أغنية مؤيدة لحركة النساء المطالبات بحرية الحجاب، قبل أسابيع من الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفادت محاميته، الثلاثاء.
وأثارت أغنية يراحي (42 عاماً) الذي يغني باللغتين العربية والفارسية، تفاعلاً واسعاً في الشارع الإيراني، ونالت إشادة الأوساط الفنية في أغسطس (آب).
وأصدر المدعي العام في طهران حينها، حكماً بتوقيف يراحي، لتوزيعه أغنية «مخالفة للقانون» شكلت تحدياً «لأخلاق وأعراف مجتمع إسلامي»، وأُفرج عنه بكفالة في أكتوبر (تشرين الأول).
وقضت المحكمة الثورية في طهران بسجن يراحي «مدة يبلغ مجموعها عامين وثمانية أشهر» بعدة تهم، وفق ما ذكرت محاميته زهرا منويي على منصة «إكس».
لكن أحكام السجن في القانون الإيراني تُحتسب بشكل متزامن، ما يعني أنه سيسجن لمدة عام، وفق المحامية.
وأطلق المغني أغنية بعنوان «روسريتو دربيار»، وتعني بالعربية: «اخلعي وشاحك»، وسط إجراءات أمنية مشددة، سبقت حلول ذكرى وفاة مهسا أميني.
وتوفيت الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً) بينما كانت محتجزة لدى الشرطة في 16 سبتمبر (أيلول) 2022، بعد توقيفها بدعوى «سوء الحجاب». وقُتل مئات المحتجين في حملة الأجهزة الأمنية، لإخماد الاحتجاجات التي شكلت أكبر تحدٍّ للسلطات بعد ثورة 1979.
كما أوقفت السلطات آلاف المحتجين الذين اتّهمتهم بالمشاركة في «أعمال شغب» بتشجيع من الغرب.
وفي تسجيل مدته 3 دقائق رافق إطلاق الأغنية، أعرب يراحي عن تأييده حق النساء في اختيار وضع الحجاب أو عدمه، وأهدى الأغنية إلى «النساء الإيرانيات الشجاعات» اللواتي شاركن في الحراك الاحتجاجي.
سبق ليراحي أن فاز بجائزة أفضل مغني «بوب» في مهرجان «فجر» الذي يعد أهم حدث موسيقي ينظّم بدعم من الحكومة الإيرانية.
وتحوّلت أغنيته «سرود زن» (نشيد النساء) التي صدرت في أكتوبر إلى نشيد احتجاجي، تم ترداده خصوصاً في الجامعات. وفازت بجائزة «غرامي» العالمية لأفضل أغنية أحدث تغييراً اجتماعياً.
اقرأ أيضاً
وينحدر يراحي من مدينة الأحواز ذات الأغلبية العربية، واشتهر خلال السنوات الماضية بأغانيه الاحتجاجية؛ خصوصاً دعمه للعمال والمحتجين، ومعارضة الحرب. وكثيراً ما انتقد السلطات في حفلات غنائية عدة، بسبب التمييز ضد العرب في جنوب إيران.
وفي عام 2018، نال مهدي يراحي جائزة أفضل مغنّي «بوب» في مهرجان «فجر»، الحدث الموسيقي الأهم الذي تنظمه الحكومة الإيرانية.
وفي عام 2019، أصدرت السلطات أوامر بمنع أنشطة يراحي، بعدما نشر أغنية تنتقد إحياء ذكرى حرب الخليج الأولى التي امتدت 8 سنوات بين إيران والعراق في ثمانينات القرن الماضي. وسلّطت الأغنية الضوء على مشكلات تعاني منها المناطق العربية التي ينحدر منها يراحي، وشهدت معارك بين البلدين في جنوب غربي إيران.