جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الشخص القوي يُستهدف أكثر من غيره

تطلّ في «عرّابة بيروت» ضمن شخصية مركبة

تقول إن مفجآت مثيرة تواكب {عرابة بيروت} حتى حلقاته الأخيرة (جوليا قصار)
تقول إن مفجآت مثيرة تواكب {عرابة بيروت} حتى حلقاته الأخيرة (جوليا قصار)
TT

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الشخص القوي يُستهدف أكثر من غيره

تقول إن مفجآت مثيرة تواكب {عرابة بيروت} حتى حلقاته الأخيرة (جوليا قصار)
تقول إن مفجآت مثيرة تواكب {عرابة بيروت} حتى حلقاته الأخيرة (جوليا قصار)

من يتابع مسلسل «عرّابة بيروت»، لا بد أن تلفته جوليا قصّار في شخصية جولييت. فالدور جديد عليها، ولم يسبق أن رآها المشاهد بواحد من هذا النوع. جولييت تدير «أولد بيروت» وهو نادٍ ليلي في الستينات، وتتحكم بحياة عدد من الفتيات العاملات فيه. طبيعة الدور لا تشبه جوليا قصّار بتاتاً، ولكنها عرفت كيف تُقولِبه بأدائها الأنيق والمحترف المعروفة بهما، حتى أزياء جولييت وماكياجها وتسريحة شعرها تقدم قصّار في إطارٍ مختلف تماماً.

تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن الدور كان بمثابة تحدٍ كبيرٍ بالنسبة لي ولأي ممثلة غيري كانت ستؤديه. فشخصية جولييت مركبة وتخرج عن المألوف، وتركيبتها بين الأرستقراطية وإدارة نادٍ ليلي، وقساوة مشاعر تكتنفها، كلها تغنيها».

أستاذة في كلية الفنون لا تجد الوقت الدائم لتطل عبر الشاشة (جوليا قصار)

مؤخراً لاحظ المشاهد بداية، تفلت الأمور من بين يدي جولييت. فالضربات تراكمت وباتت تأتيها من كل حدب وصوب. تعلق قصّار: «دائماً الشخص القوي يُستهدف أكثر من غيره. وجولييت امرأة متسلطة وقوية وتستخدم هذا النادي لأهدافها ومصالحها. أما قساوتها فتبرز بشكل واضح في تصرفاتها، وفي كيفية تعاملها مع الآخرين، معها ممنوع الغلط ولا سيما في المكان الذي تديره. ولكنها في الوقت نفسه لديها نقطة ضعف، وهي ابنتها ريما».

لا شيء يربط بين جوليا وجولييت، لا من بعيد ولا من قريب، ولكنها تدافع عنها «وإلا كيف أستطيع أن أتقمص دورها؟ فالممثل عندما يجسد شخصية ما، عليه أن يجد لها مبررات لتصرفاتها. جمال شخصية جولييت يكمن في التناقضات التي تحملها. وهو ما يحفز الممثل عامة على تقديم أي دور من هذا النوع. فكلما حمل صعوبات، استمتع بأدائه أكثر».

تؤكد جوليا قصّار أن الحلقات القليلة المقبلة من المسلسل، تحمل المفاجآت والكثير من التشويق. «ستحارب جولييت من أجل الحفاظ على مكانتها وعلى ابنتها، وهو أمر طبيعي. ولكنني لن أفصح عن نهاية المسلسل، وأتمنى أن تكون على قدر آمال المشاهد».

تشيد بطاقم العمل وشركة ايغل فيلمز صناع عرابة بيروت (جوليا قصار)

تقول قصّار إن شخصية جولييت أغرتها، وتم البحث فيها طويلاً مع فريق الإعداد والمخرج. «لقد تمت كتابتها بدقة متناهية كغيرها من شخصيات العمل. فخصص لها قالب خاص، تألف من مظهر خارجي وأحاسيس وعواطف. الأدوار برمتها تطلبت الجهد لولادتها على المستوى المطلوب. إنتاج (إيغل فيلمز) كان ضخماً والقصة تحمل حبكة من زمن بيروت في الماضي. فالديكورات كما الإكسسوارات حازت على جهد الفريق المنتج أيضاً، فشددوا على أدق التفاصيل كي لا يسهوا عن أي منها».

تتابع جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط» بأنها لم تشعر بالخوف من جراء تقديم هذه الشخصية. «إنها مكتوبة بدقة بحيث إن أي ممثلة كانت ستحب لعب الدور. فهو ليس متشحاً بأكمله بالسواد بل فيه مشاعر وإنسانية. لم أتردد أبداً في لعبه كما كنت سعيدة بأنهم فكروا باختياري للقيام به».

جولييت هو اسم الشخصية التي تجسدها في {عرابة بيروت} (جوليا قصار)

في «عرّابة بيروت» تتعاون قصّار لأول مرة مع المخرج فيليب أسمر. «لطالما لفتتني طريقته في العمل، إذ يتمتع بعين نظيفة ورؤية حلوة وغنية في آن. وأعتبر لكل مخرج أسلوبه، وكأنه يعيد كتابة العمل بكاميرته. فكانت التجربة جميلة، وشكلت فرصة للتعاون مع أسمر».

تغيب جوليا قصّار عن الشاشة لوقت طويل، لتعود متوهجة في دور يؤثّر في المشاهد. «أحياناً لا أجد الوقت الكافي لأمارس مهنتي على الشاشة، لا سيما أنني أستاذة في كلية الفنون. وغالباً ما يكون وقتي مأخوذاً في عملي التعليمي. فأنا أدرس الفنون والمسرح، ومرات كثيرة الإنتاجات الدرامية تكون ملحة، فتتطلب السرعة في التنفيذ، فيما أكون منشغلة ومرتبطة بأمور عدة. هذه المرة توفرت لي الفرصة كي أشارك في هذا العمل. وجاء توقيت تصويره مناسباً لي».

تصف تجربة «عرابة بيروت» بالجيدة وأنها أحبتها واستمتعت بها كثيراً. وعن مجموعة الممثلين والممثلات المشاركة فيه تقول: «جميعهم كانوا رائعين، وعندما أوافق على عرض ما لا أفكر سوى بالنص. والفريق بأكمله كنت متشوقة للعمل معه، مما زاد العرض تألقاً بالنسبة لي. فأهمية العمل تكمن بظروفه وبكيفية تنفيذه».

تعطي قصّار رأيها بالجيل الجديد من الممثلين، وترى أنهم يدركون أهدافهم جيداً. «إنهم يعرفون ماذا يريدون، ويجتهدون من أجل تحقيق أهدافهم». وعن النصيحة التي تقدمها لهم تقول: «المهم في هذه المهنة أن يعشقها صاحبها، وإلا فالأفضل عدم الدخول فيها».

تدور أحداث مسلسل «عرابة بيروت» في حقبة الستينات عندما كانت بيروت تعيش أيام العز. فهل نقلتها ديكورات وأجواء العمل إلى تلك الفترة بالفعل؟ «بالكاد أتذكر بيروت القديمة النابضة بالحياة. كانت يومها بألف خير، وكانت الحياة بسيطة والناس مرتاحة. هكذا أتذكر بيروت في الماضي، والجميل في هذا العمل استحضار بيروت تلك بكل تفاصيلها. لقد تفاجأت بقدرة المعدين للعمل. وتلقيت اتصالات كثيرة من خارج لبنان تشيد بهذا الأمر. لقد نقلونا بالفعل إلى زمن بيروت الذهبي إن بالشوارع والسيارات أو بالأزياء والبيوت وأثاثها».

المهم في هذه المهنة أن يعشقها صاحبها وإلا فالأفضل عدم الدخول فيها

رغم أن قصة العمل تدور في زمن الستينات فإن قصّار تصر على أنها تشبه ما نشهده اليوم. «ولو أنها تدور في ذلك الوقت، ولكن القصص تتكرر اليوم في عصرنا، ونتابعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفزة. فوراء كل فتاة في نادي (أولد بيروت) قصة إنسانية تستحق الإضاءة عليها. هي تشبه قصص الحاضر وتجري ضمن 10 حلقات فقط. فقوة المسلسل تكمن في نسبة التركيز العالية، من دون اللجوء إلى التطويل والتكرار. كما يلقي الضوء على موضوعات ومشاكل اجتماعية لا نزال نعاني منها حتى الساعة. فالأحداث تجري بسرعة وتحمل الإثارة والتشويق. وهو ما سيرافق المسلسل حتى الحلقة الأخيرة منه».

اجتمعت جوليا في هذا العمل مع زميلات تلتقي بهن لأول مرة. «كارول عبود سبق وعملت معها. كما تضمن المسلسل أسماء ممثلين لديهم تجارب تشبه تجاربي، كبديع أبو شقرا وعمار شلق ورندة كعدي وغبريال يمين. وهناك مجموعة تعرفت إليها في هذا المسلسل. وجود هذه الأسماء زاد من حماسي للمشاركة. ولا بد من القول إن أجواء العمل كانت متجانسة وحلوة، لأن كل من يشارك فيه يملك خلفية تمثيلية غنية. لا شك أن ضغط العمل كان حاضراً دائماً، وعملية التصوير متعبة، ولكنني كنت أتوجه إلى موقع العمل بسعادة وأستمتع بكل لحظة فيها».

سبق وشاركت جوليا قصّار في عمل واحد مختلط منذ عام 2011، وهو «الشحرورة». واليوم ومع «عرابة بيروت» تخوض تجربتها الثانية، في هذا الإطار. وعن أعمالها المنتظرة تقول: «يوجد مسلسل من إخراج سامي كوجان بعنوان (روحي) أنتظر عرضه. أما مشاريعي المستقبلية فستتوضح صورتها بشكل أفضل في الربيع المقبل وبينها سينمائية».


مقالات ذات صلة

«القدر»... مسلسل جديد يقتحم عالم الأمهات البديلة

يوميات الشرق قصي خولي وديمة قندلفت في مسلسل «القدر» (إنستغرام)

«القدر»... مسلسل جديد يقتحم عالم الأمهات البديلة

جذب المسلسل العربي «القدر» الاهتمام عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن استطاع أن يقتحم عالم الأمهات البديلة، ويظهر حجم المشكلات والأزمات التي يتسبب فيها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان محمد هنيدي (حسابه بفيسبوك)

دراما رمضانية تراهن على فناني الكوميديا و«المهرجانات»

يراهن عدد من الأعمال الدرامية المقرر عرضها في الموسم الرمضاني المقبل خلال عام 2025 على عدد من فناني الكوميديا و«المهرجانات».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يراهن صناع مسلسل «إقامة جبرية» على جاذبية دراما الجريمة والغموض لتحقيق مشاهدات مرتفعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

هشام المياني (القاهرة)

حنان ماضي لـ«الشرق الأوسط»: لا أشبه مطربي التسعينات

تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
TT

حنان ماضي لـ«الشرق الأوسط»: لا أشبه مطربي التسعينات

تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})

«عصفور في ليلة مطر»، و«في ليلة عشق»، و«شباك قديم»، و«إحساس»... بهذه الألبومات التي أصبحت فيما بعد من علامات جيل التسعينات الغنائي في مصر، قدمت حنان ماضي نفسها للجمهور، واستمرت مسيرتها الغنائية حتى اليوم، سواء عبر تترات المسلسلات أو الحفلات الموسيقية.

ترى حنان أن ارتداءها الحجاب ليس عائقاً أمام مواصلة مشوارها الغنائي، كما أعربت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» عن رغبتها وأمنيتها في تقديم سيرة حياة الفنانة المصرية الراحلة شادية في عمل درامي، كما حكت قصتها مع أم كلثوم وكيف أهدتها «كوكب الشرق» 5 جنيهات هدية (الجنيه وقتها كان يساوي أكثر من دولارين).

حنان مع والدها محمد ماضي {عازف الكمان} في فرقة {كوكب الشرق} أم كلثوم ({الشرق الأوسط})

وأكدت حرصها على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في «ساقية الصاوي»؛ لأنها تشعر بالود والدفء وسط الجمهور الحاضر من مراحل عمرية مختلفة، الذي وصفته بـ«السميعة»؛ لحرصه على الاستماع لأغنيات بعينها.

حنان التي تحضّر لطرح إحدى أغنياتها «السينغل» خلال أيام قالت إنها «لا تشبه مطربي جيل التسعينات كثيراً هي وأكثر من اسم فني ظهر في ذلك الوقت»، مشيرة إلى أن «الاختلاف يكمن في كثير من التفاصيل، مثل الموسيقى والكلمات، فقد تميزنا بلون مختلف وسط موجة مطربي التسعينات».

تحضر حنان ماضي حالياً لعمل فني لطرحه قريباً ({الشرق الأوسط})

وكانت شارات الأعمال الدرامية التي قدمتها حنان على مدى مشوارها علامة فارقة في مسيرتها على غرار شارات مسلسلات «المال والبنون»، و«اللقاء الثاني»، و«البحار مندي»، و«الوسية»، و«على نار هادية»، و«قصة الأمس»، و«آسيا»، وكذلك مسلسل «ضرب نار» أخيراً، لافتة إلى أن «الشارات تصنع مسيرة قوية للفنان وتضعه في مرتبة متقدمة، بشرط أن يكون المسلسل على مستوى عالٍ في صناعته وفريق عمله».

وعن كواليس غنائها لشارة مسلسل «اللقاء الثاني» الذي قدم أواخر ثمانينات القرن الماضي وحقق نجاحاً كبيراً وبات بمنزلة «نوستالجيا» لجيلي السبعينات والثمانينات، قالت حنان: «كنت موجودة في الاستوديو للعزف على آلة الكمان، وطلب مني عمر خيرت الغناء، وعندما حضر علي الحجار وسيد حجاب واستمعا لصوتي، قرروا تثبيت الأغنية لشارة العمل برغم عدم الترتيب المسبق للأمر، وأصبحت الصدفة أجمل ما بمشواري».

الفنانة المصرية حنان ماضي ({الشرق الأوسط})

ونفت حنان أن تكون ابتعدت عن الساحة الغنائية، مؤكدة أنها أصدرت خلال السنوات الماضية أكثر من أغنية «سينغل» من بينها «حنين لماضي»، و«رمانك حداق»، و«مين هي» وهي أغنية وطنية، كما أوضحت أنها تحضر حالياً لعمل فني لطرحه قريباً، لكنها تعرضت لآلام مُبرحة في قدمها منعتها من مواصلة العمل عليه، مشيرة إلى أن الأعمال الفنية أصبحت مقتصرة على «السينغل» للتركيز على جودة العمل، كما أن فكرة الألبوم انتهت؛ نظراً للتكلفة الباهظة.

وعن الفرق بين فترة بدايتها في ثمانينات القرن الماضي والفترة الراهنة، تقول إن «تقنية الذكاء الاصطناعي الآن وصلت لتلحين الأغنيات بما يليق بالكلمات»، مؤكدة ترحيبها بتقديم أعمال تستعين فيها بهذه التقنية، وستعمل على ذلك في أعمالها التي تحضر لها.

أكدت ماضي رغبتها وأمنيتها في تقديم سيرة حياة الفنانة المصرية الراحلة شادية في عمل درامي ({الشرق الأوسط})

ورغم عدم خوضها تجربة التمثيل الاحترافي خلال مشوارها الفني فإن حنان ماضي تحلم بتقديم «السيرة الذاتية» للفنانة الراحلة شادية في عمل درامي، خصوصاً أن شادية أبدعت في التمثيل والغناء والمسرح وكل ألوان الفنون، وأن أعمالها لها طابع خاص منذ بدايتها وحتى اعتزالها الفن، وفق قولها.

وتطمح حنان للغناء باللهجة الخليجية، لكنها ترى أن «العمل لا بد أن يأخذ حقه بالتحضيرات واختيار تفاصيل مميزة كي يصل للناس سريعاً».

ورغم طابعها الخاص الأقرب للطرب المحافظ الأصيل في الغناء، لا ترفض حنان أغنيات المهرجانات التي تستمع إليها يومياً عبر «المراكب النيلية» من شرفة منزلها بجزيرة المنيل (وسط القاهرة)، مؤكدة على تنوعها وحضور بعض مطربيها على الساحة، لكنها في المقابل ترفض الابتذال في الكلمات.

وتوضح المطربة المصرية الفوارق بين الأغنيات الشعبية، التي قدمها مطربون بارزون على غرار محمد رشدي، ومحمد العزبي، ومحمد طه، وأحمد عدوية وغيرهم، وبين «أغنيات المهرجانات»، مشيرة إلى أن «كل شخص من حقه تقديم ما يروق له، ولكن بشرط أن يكون بالمستوى اللائق»، كما لفتت إلى أن «مهنة الفن لا تكفي لسد الاحتياجات بشكل كبير»، وأوضحت أنها لا تستند عليه فقط، وأن وجود عمل تجاري بجانب الفن أمر طبيعي.

أستمع لأغنيات المهرجانات يومياً عبر «المراكب النيلية»

حنان ماضي

وعن ارتدائها الحجاب وتأثيره على حضورها بالساحة الغنائية، قالت حنان: «ارتديت الحجاب فعلياً قبل عامين فقط، وقبل ذلك لم أتوقف عن الغناء مثلما ردد البعض، لأنني لم أقدم طوال مسيرتي ما يدعوني للخجل، كما أن الحجاب ليس عائقاً للاستمرارية في الغناء والمشاركة في إحياء الحفلات، وتقديم شارات لأعمال درامية».

تقنية الذكاء الاصطناعي الآن وصلت لتلحين الأغنيات بما يليق بالكلمات

حنان ماضي

وتحكي ماضي ذكريات وجودها بصحبة والدها محمد ماضي «عازف الكمان» في فرقة «كوكب الشرق» أم كلثوم، في مطلع سبعينات القرن الماضي، وتقول: «ذهبت ذات يوم مع والدي لاستوديو 46 بالإذاعة، وبعد حضور أم كلثوم بوقت قليل انقطعت الكهرباء فجأة من الاستوديو، لكنها ضمتني بحب وأمومة، وحينها شعرت بالأمان، ولم تملّ رغم طول الوقت حتى لا أشعر بالخوف بسبب الظلام، وقبل انصرافي أعطتني 5 جنيهات، وذهبت للمنزل وأنا أشعر بسعادة بالغة، رغم عدم إدراكي بقيمة المبلغ الذي يعتبر كبيراً في ذلك الوقت، وكان سبباً في اقتنائي حينها مجموعة كبيرة من الفساتين».

الشارات تصنع مسيرة قوية للفنان وتضعه في مرتبة متقدمة بشرط أن يكون المسلسل على مستوى عالٍ في صناعته وفريق عمله

حنان ماضي

وعن أهم نصائح والدها في بداية مشوارها، قالت: «كان ينصحنا جميعاً بالاعتماد على النفس مثله، فقد كان عصامياً»، كما ذكرت حنان ما كان يحكيه والدها عن عمله مع أم كلثوم وتضيف: «هي شخصية مختلفة تقدر قيمة الوقت ودقيقة جداً، والبروفة لا بد أن تبدأ في موعدها بالثانية، كما كانت تقف لضبط كل آلة على حدة، وترفض الخروج عن النص، وتمنع الأحاديث الجانبية، ودخول أي شخص سوى فرقتها فقط».

وعن نجوم الغناء المفضلين لديها، قالت حنان: «كنت أحب الاستماع للجميع، ولم تكن أم كلثوم في البداية قدوتي مثلما يعتقد البعض، فقد كنت أعشق صوت عايدة الشاعر، وليلى نظمي، وصفاء أبو السعود، وعفاف راضي، وكل ما هو سهل وخالٍ من التفاصيل والمواويل، لكنني فيما بعد عرفت معنى الغناء وأحببت أم كلثوم، وعبد الحليم، وصباح، وشادية، وفيروز، وهدى سلطان، وفايزة أحمد، وعرفت معنى الطرب، وأدركت أن لكل مرحلة ذوقها وتغيراتها».