في شهر أغسطس (آب) من عام 2022، قال محافظ الدقهلية إن «توجيهات رئاسية صدرت بتحويل منزل المطربة أم كلثوم في مسقط رأسها بقرية طماي الزهايرة إلى متحف كبير مفتوح أمام محبيها من المنطقة العربية».
وأضاف المحافظ أنّ «حياة كريمة»، وهي المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل 4 أعوام، هي المسؤولة عن تحويل منزل أم كلثوم إلى متحف كبير، موضحاً أن «المحافظة تدعم هذه الخطوة، كما تعمل على توفير الخدمات اللازمة وإزالة أي معوقات».
جاء ذلك بعد استغاثة أسرة أم كلثوم من تدهور حال منزل «كوكب الشرق»، الذي شهد طفولتها، قبل أن تغادره في عمر الـ15، وتستقر في القاهرة وتنطلق رحلتها في الغناء.
لكن هذا المشروع لم يحدث فيه أي جديد حتى الآن، وفق الفنان التشكيلي عدلي سمير حفيد الشيخ خالد، شقيق أم كلثوم، الذي طالب بالاهتمام بمقتنياتها، وتنفيذ قرار ترميم منزلها في القرية: «نطمح في إكمال التنمية في مسقط رأسها، خصوصاً بعدما اطلعنا على مخططات تفيد بإقامة متحف في منزلها بعد ترميمه ليضم مقتنياتها، وإضافته لسجلات الآثار المصرية ووضعه على خريطة السياحة، وكذلك إنشاء سينما وفندق».
وحصلت «الشرق الأوسط» على صور لمنزل أم كلثوم، الذي شهد نشأتها، والذي تزينه صور «كوكب الشرق» راهناً من الداخل والخارج.
ولفت عدلي إلى أن «مسقط رأسها يشهد زيارات متكررة لشخصيات عربية وعالمية بارزة تأتي خصيصاً للتعرف على طبيعة البيئة التي نشأت فيها».
وتعليقاً على الخلاف الذي أثير خلال الأيام الماضية حول تراث «أم كلثوم» الغنائي بين شركتي «صوت القاهرة» التابعة للحكومة المصرية، و«ستارز» التي يملكها المنتج المصري محسن جابر، قال إن السيدة إبراهيم، شقيقة أم كلثوم، وابنيها محمد وممدوح الدسوقي، وزوجها الدكتور حسن الحفناوي، باعوا حق الأداء العلني للمنتج محسن جابر.
ويوضح عدلي الذي يقيم في مسقط رأس «كوكب الشرق»، في قرية طماي الزهايرة، مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية (دلتا مصر)، أن الخلاف بين شركة «صوت القاهرة»، وجابر يحسم لصالح الأخير، مؤكداً على استعداده للشهادة لصالحه في حال طلب ذلك، ويضيف حفيد «كوكب الشرق» في حديث لـ«الشرق الأوسط» تزامناً مع الاحتفال بذكرى ميلادها الـ125 (1898- (1975)، أن ورثتها كانوا يتقاضون مقابلاً مادياً نظير الأداء العلني لأعمالها، لكنهم توقفوا بعد بيع حقوق الملكية.
ويكشف عدلي أن الأمر لم يتوقف عند أعمالها الفنية فقط، بل باع ورثتها كل ما كانت تملكه على غرار فيلا أم كلثوم في حي الزمالك وسط العاصمة القاهرة، التي تحوّلت إلى فندق «أم كلثوم» حالياً، بدلاً من تحويلها لمزار سياحي ومتحف يضم مقتنياتها من قبل وزارة الثقافة.
وردّ قريب أم كلثوم على ما أثير مؤخراً عن استعداد الفنانة منى زكي لتقديم سيرة «كوكب الشرق» في فيلم سينمائي قائلاً: «زكي لا تصلح لتقديم سيرتها، فهي لا تشبهها في الملامح والسمات الشخصية»، وطالب عدلي في حال تقديم العمل باختيار فنانة أخرى، كما طالب بتسليط الضوء على دور أم كلثوم الوطني وصولاتها وجولاتها العربية والعالمية من أجل دعم وطنها في الحروب والأزمات، موضحاً أن ذلك سيكون عوضاً عن مسلسل «أم كلثوم» الذي قُدم في أواخر تسعينات القرن الماضي، ولم يتطرق لكثير من تفاصيل حياتها، وتجاهل التواصل مع أسرتها في مسقط رأسها للتعرف عليها عن قرب.
ويرى المؤرخ الفني محمد شوقي أن «كوكب الشرق» أم كلثوم شخصية متفردة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنها الفنانة الوحيدة التي حصلت على تكريمات لم يحصل عليها فنان في العالم، والوحيدة التي تُستقبل بشكل رسمي، والوحيدة التي حصلت على جواز سفر دبلوماسي، كما حصلت على جائزة الدولة التقديرية، ولقب «فنانة الشعب»، ونيشان «الكمال» عام 1944 الخاص بالأميرات وهي الفلاحة المصرية، والوحيدة التي استقبلت الدولة برقيات وتلغرافات تعزية رسمية عقب رحيلها من كل دول العالم.