السعودية تطوي «عام الشعر العربي» متوَّجة بإنجازات عن قيمة الشعر ودوره الحضاري

سلسلة من الاحتفاء بعناصر الثقافة العربية بدأت بالحرف وتستمر مع الإبل في 2024

احتفاءً بديوان العرب وذاكرتهم الحية ومستودع أيامهم القديمة انطلقت مبادرة «عام الشعر العربي» على عام 2023 (وزارة الثقافة)
احتفاءً بديوان العرب وذاكرتهم الحية ومستودع أيامهم القديمة انطلقت مبادرة «عام الشعر العربي» على عام 2023 (وزارة الثقافة)
TT

السعودية تطوي «عام الشعر العربي» متوَّجة بإنجازات عن قيمة الشعر ودوره الحضاري

احتفاءً بديوان العرب وذاكرتهم الحية ومستودع أيامهم القديمة انطلقت مبادرة «عام الشعر العربي» على عام 2023 (وزارة الثقافة)
احتفاءً بديوان العرب وذاكرتهم الحية ومستودع أيامهم القديمة انطلقت مبادرة «عام الشعر العربي» على عام 2023 (وزارة الثقافة)

طوت السعودية «عام الشعر العربي»، متوَّجة مبادرتها بأثر عكسته الأنشطة والفعاليات التي احتفت بديوان العرب وذاكرتهم الحية ومستودع أيامهم القديمة، منذ أطلقت مبادرة «عام الشعر العربي» على العام المنصرم 2023، لإلقاء الضوء على ما يحويه ويضمّه من تاريخ عريق وتراث رصين، وتجلية الرابطة التاريخية بين الجزيرة العربية بشعرائها ونوابغها، مع هذا العنصر الثقافي والإرث التاريخي الذي يمد جسوراً بين الماضي والحاضر. أمسيات وفعاليات ومهرجانات ثقافية مكّنت المجتمع من الاستمتاع بتجارب ثقافية فريدة، واحتفت برموز في تاريخ الأدب العربي، وثقت مجتمع الحاضر بكل فئاته بتراث وإبداع الشعر العربي العريق.

ومنذ صدور موافقة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مطلع العام الماضي، على تسمية عام 2023 «عام الشعر العربي»، تعميقاً للاعتزاز بالتراث والإبداع، وتأصيلاً لدور الجزيرة العربية وطناً لثقافة العرب وإنجازهم الحضاري؛ عزّزت المبادرات على مدار العام مكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، وأضاءت الأماكن والمواقع السعودية التي عاش بها الشعراء العرب، أو وردت في قصائدهم، مع إبراز المكانة الحضارية للجزيرة العربية، ودورها المؤثر في نشأة الشعر العربي ونهضته الكبرى التي جعلت من هذا الفن البديع ديواناً للعرب، ومكسباً للعقول، ببحوره وفنونه وأساليبه وقصائده التي نقلت مآثر العرب، وتجلّت فيها مشاعرهم وأفكارهم وتطلعاتهم نحو الخير والحياة والحب والجمال.

يظل ستار الزمن مفتوحاً على أطلال شعراء خلدها موطن الشعر في الجزيرة العربية (وزارة الثقافة)

شهد عام 2023 إلقاء الضوء على ما يحويه الشعر العربي ويضمّه من تاريخ عريق وتراث رصين (وزارة الثقافة)

قيمة محورية للشعر تاريخياً

واحتفت وزارة الثقافة بختام فعاليات «عام الشعر العربي» التي امتدت طيلة عام 2023، وأشرفت على الفعاليات هيئة الأدب والنشر والترجمة، خلال حفل أقيم (السبت) في قاعة ميادين الدرعية، بحضور عدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة المشاركة في إثراء مبادرة عام الشعر، وأسهمت في تنفيذ وتنشيط برامج «عام الشعر العربي» التي أعادت تقديمه إلى المجتمع العربي في إطار تفاعلي وابتكاري فريد.

وجاءت مبادرة «عام الشعر العربي» اعتزازاً بمضامينه العربية الأصيلة، بوصفه قيمة محورية في الثقافة العربية، على امتداد تاريخ العرب، وانطلاقاً من تأثير الجزيرة العربية التي كانت ولا تزال موطناً للشعر والشعراء، ومصدراً لروائع أدبية راسخة في الحضارة الإنسانية. وكانت وزارة الثقافة قد عملت خلال «عام الشعر العربي» على دعم الحالة الشعرية العربية، والاحتفاء بمبدعيها السابقين والمعاصرين، إلى جانب تسليطها الضوء على الأنواع والأغراض الشعرية، وتعزيز حضورها في الحياة والمجتمع، وذلك من خلال مبادرات وأنشطة وفعاليات أقيمت على مدار العام في قالبٍ ثقافي متنوع وثريّ، وتجربةٍ شاملة ومتكاملة عززت من مكانة الشعر العربي.

احتفاء بالعناصر الثقافية العربية

ودأب القطاع الثقافي السعودي على الاحتفاء بعناصر الثقافة العربية، وتسمية كل عام بواحدة من القيم والرموز العربية احتفاءً بتأثيرها وتثميناً لقيمتها في المكون العربي وإنجازها الحضاري في الثقافة الإنسانية. وبدأت مسيرة الاحتفاء بالعناصر الثقافية العربية في السعودية، بالحرف العربي عندما أطلقته اسماً لعام 2021، واحتفت بما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، وبوصفه مخزوناً ثقافياً إبداعياً يعكس ثراء الثقافة العربية. بينما حمل عام 2022 اسم القهوة السعودية، والاحتفاء بها عنصراً ثقافياً وطنياً يرتبط بالإرث الثقافي للسعودية، عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات. وتزين عام 2023، باسم الشعر العربي؛ انعكاساً لما احتلّه وعلى مدى عقود مضت من مكانة ثقافية بوصفه من أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية.

أمسيات وفعاليات ومهرجانات ثقافية مكّنت المجتمع من الاستمتاع بتجارب ثقافية فريدة واحتفت برموز في تاريخ الأدب العربي (وزارة الثقافة)

ويطلّ العام الجديد 2024، باختيار السعودية الاحتفاء بالإبل وما تمثله في حياة أبناء الجزيرة العربية من قيمة ثقافية وتاريخية أصيلة، وذلك بعد صدور موافقة مجلس الوزراء في السعودية، منتصف ديسمبر (كانون الأول)، على تسمية 2024 «عام الإبل»، ليشكّل هذا القرار امتداداً للرعاية الملكية للتراث والثقافة، والحرص على إنسان الوطن وتاريخه وثقافته وتراثه. وثمّن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، الموافقةَ على الاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثّلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية، وتأصيل مكانتها الراسخة، وتعزيز حضورها محلياً ودولياً، بوصفها موروثاً ثقافياً أصيلاً، ومكوناً أساسياً في البناء الحضاري. وأشار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، إلى أن ما تحظى به الثقافة والمثقفون من رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ودعمهما غير المحدود «منَحَ الثقافة السعودية حقَّها من الاعتزاز والفخر، والاحتفاء بجذورها الراسخة وقيمِها وعناصرها الثقافية الأصيلة، وتقديمها إلى العالم».


مقالات ذات صلة

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

تكنولوجيا غالبية القُرَّاء يرون أن الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد شعر أفضل من البشر (رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

أكدت دراسة جديدة أن قصائد الشعر التي تكتب بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي أفضل من تلك التي يكتبها البشر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
ثقافة وفنون «اخترعت الشعر»... مختارات لأفضال أحمد سيد

«اخترعت الشعر»... مختارات لأفضال أحمد سيد

«اخترعت الشعر» عنوان لافت لمختارات نقلها عن الأردية المترجم هاني السعيد للشاعر الباكستاني أفضال أحمد سيد الذي يُعد أحد رواد قصيدة النثر في باكستان.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

كان لا بد أن تعود الأغنية لتنبض في حنجرة جاهدة وهبة بعد صمت صدمة الحرب. وها هي الفنانة اللبنانية تحمل أغنيتها وتجول العواصم الأوروبية والعربية رافعةً صوت وطنها.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون الشعر حين يتحول إلى فعل مقاومة

الشعر حين يتحول إلى فعل مقاومة

يحتضن الشاعر المصري كريم عبد السلام، فلسطين، في ديوانه الذي وسمه باسمها «أكتب فلسطين - متجاهلاً ما بعد الحداثة»، ويكشف أقنعة المواقف والسياسات المتخاذلة.....

جمال القصاص
ثقافة وفنون قصيدتان

قصيدتان

متحف العائلة رغم رحيلها لم تخسر الفتاة غرفتها في بيت العائلة المزدحم لم تسمح الأم أن يتوارث الباقون مكانها، حولت غرفتها إلى متحف: احتفظت بالبوسترات…


حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
TT

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

يستضيف أحد أفخم فنادق باريس، آخر الشهر الحالي، المناسبة السنوية الدورية المعروفة بـ«حفل المبتدئات». وهي سهرة راقصة وباذخة لتقديم فتيات ما يُسمَّى بالطبقة المخملية إلى المجتمع. بعد ذلك تصبح كل واحدة منهنّ وجهاً حاضراً في حفلات المشاهير وهدفاً للمصوّرين وللصحافة الشعبية.

تشارك في الحفل هذا العام 17 شابة تراوح أعمارهن بين 16 و21 عاماً، وفق الشرط الخاص بهذا التقليد؛ ينتمين إلى 12 دولة. وتراوح صفات المشاركات ما بين بنات الأمراء والأميرات، وبين كبار الصناعيين وأثرياء العالم، مع ملاحظة حضور عدد من بنات وحفيدات نجوم السينما، أبرزهنّ لوتشيا صوفيا بونتي، حفيدة النجمة الإيطالية صوفيا لورين وزوجها المنتج كارلو بونتي.

جرت العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا. كما تقتضي المناسبة أن ترتدي المُشاركات فساتين للسهرة من توقيع كبار المصمّمين العالميين. وأن تكون مجوهراتهن من إبداع مشاهير الصاغة. وبهذا فإنّ الحفل تحوَّل في السنوات الأخيرة إلى مباراة في الأناقة والمنافسة بين الأسماء البارزة في الخياطة الراقية، على غرار ما يحدُث في حفلات جوائز «الأوسكار» وافتتاح مهرجانات السينما. ورغم أنّ رائحة النقود تفوح من الحفل، فإنّ الفتيات لا يشترين مشاركتهن بمبالغ مدفوعة، وإنما يُختَرن وفق ترتيبات خاصة.

تعود أصول هذا الحفل إلى البلاط البريطاني في القرن الـ18، إذ كان من الطقوس التي سمحت للشابات الصغيرات بالاندماج في محيطهن. والهدف طمأنة الخاطبين الشباب إلى أنّ هؤلاء الفتيات من «الوسط عينه». فقد كانت بنات الأرستقراطية يتلقّين تربيتهن في الأديرة، ويجدن صعوبة في العثور على عريس مناسب عند الخروج من الدير. لذا؛ جرت العادة أن يُقدَّمن إلى الملكة مرتديات فساتين وقفازات بيضاء طويلة وعلى رؤوسهن التيجان. بهذا؛ فإنّ الحفل كان يعني الدخول إلى عالم الكبار، وبمثابة بداية الموسم الذي يسمح للنُّخب الإنجليزية بالالتقاء في مناسبات خاصة بها.

وعام 1780، نُظِّم أول حفل راقص من هذا النوع بمبادرة من الملك جورج الثالث، وذلك بمناسبة عيد ميلاد زوجته الملكة شارلوت. وساعد ريع الحفل في تمويل جناح الولادة في المستشفى الذي يحمل اسم الملكة. كما دُعم هذا التقليد البريطاني من الأرستقراطيين الفرنسيين المنفيين إلى بريطانيا خلال الثورة، لأنه كان يذكّرهم بحفلات بلاط قصر فرساي. واستمر الحفل سنوياً حتى عام 1958، عندما ألغته الملكة إليزابيث الثانية. وعام 1957، أعادت فرنسا الاتصال بالتقاليد البريطانية، إذ تولّى الراقص جاك شازو تقديم المبتدئات ذوات الفساتين البيضاء والقفازات والتيجان إلى كونتيسة باريس، وذلك على مسرح الأوبرا.

وكانت مجلة «فوربس» قد صنفّت «حفل المبتدئات» المُقام سنوياً في العاصمة الفرنسية واحداً من بين أفخم 10 سهرات في العالم. وبفضل دوراته السابقة، تعرَّف العالم على سليلة أحد ماهراجات الهند، وعلى كيرا ابنة روبرت كيندي جونيور، وابنة رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلسكوني، وابنة المنتج ورجل الأعمال التونسي الطارق بن عمار، وبنات كل من الممثلَيْن كلينت إيستوود وسيلفستر ستالون. أما في حفل 2024، فمن المقرَّر مشاركة أونا ابنة الممثل البريطاني بيتر فينش، ومن هونغ كونغ إيلام يام ابنة الممثل سيمون يام، وإنجيل ابنة المخرج الصيني زيانغ ييمو؛ إذ لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع نسبة المُشاركات سليلات أثرياء القارة الآسيوية.