إرث أم كلثوم يُشعل أزمة بين منتجَين مصريَّين

«جمعية المؤلفين والملحنين» تدعم «صوت القاهرة» في نزاعها مع «ستارز»

 مدحت العدل مع مجلس إدارة «المؤلّفين والملحّنين» (صور الجمعية)
مدحت العدل مع مجلس إدارة «المؤلّفين والملحّنين» (صور الجمعية)
TT

إرث أم كلثوم يُشعل أزمة بين منتجَين مصريَّين

 مدحت العدل مع مجلس إدارة «المؤلّفين والملحّنين» (صور الجمعية)
مدحت العدل مع مجلس إدارة «المؤلّفين والملحّنين» (صور الجمعية)

أشعل الخلافُ بشأن الأحقية بتراث المطربة الراحلة أم كلثوم، أزمةً بين شركتَي «صوت القاهرة»، التابعة للحكومة المصرية، و«ستارز» لصاحبها المنتج المصري محسن جابر، بعدما دعّمت جمعية «المؤلّفين والملحّنين والناشرين» المصرية شركةَ «صوت القاهرة» بمستندات وأوراق جديدة لكسب الدعاوى القضائية في هذا النزاع.

وأعادت جمعية «المؤلّفين والملحّنين» القضية إلى الواجهة إعلامياً، بعدما أعلنت في بيان، دعمها شركة «صوت القاهرة» التابعة لعضويتها، ولعضوية الجمعية العالمية الأم بفرنسا (ساسيم)، مؤكدة أنها «الناشر الأصلي للتسجيلات الصوتية للمطربة أم كلثوم».

وتوعّدت الجمعية التي يترأس مجلس إدارتها السيناريست مدحت العدل، في بيانها، أي شخص يتعدّى على حقوق شركة «صوت القاهرة» بالحبس والغرامة.

وفي المقابل، رفض جابر، مالك «ستارز»، التي تؤكد أيضاً أحقيتها في ملكية تراث أم كلثوم الغنائي، بيانَ «المؤلّفين والملحّنين»، واتَّهم العدل بدعم شركة «صوت القاهرة»؛ بسبب خلافات شخصية بينهما. ورأى جابر أنّ «مدحت العدل يخلط بين رئاسته لجمعية (المؤلّفين والملحّنين)، وبين أعماله الخاصة».

من جهته، ردَّ العدل على بيان جابر، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما فعله هو خلطٌ معيب بين العام والخاص. لذا لن أدخل في مهاترات معه، وإن كان لديه حق ضدّ (العدل جروب)، فعليه أن يقاضيها. أما اتهامه لي، فسيكون ردّي عليه بالقانون أيضاً».


مقالات ذات صلة

«سرابيوم الإسكندرية» يوثق اندماج «الإغريق» في الحضارة المصرية القديمة

يوميات الشرق فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)

«سرابيوم الإسكندرية» يوثق اندماج «الإغريق» في الحضارة المصرية القديمة

يوثق فيلم «سرابيوم الإسكندرية» حالة الاندماج بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإغريقية، خصوصاً فترة الحكم اليوناني لمصر التي بدأت في عهد خلفاء الإسكندر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا أسرة سودانية فرت من الحرب إلى مصر (منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف)

مصر: تصاريح الإقامة وصعوبات التعليم تدفعان سودانيين للمغادرة

دفعت تصاريح الإقامة وصعوبات التعليم سودانيين إلى مغادرة مصر و«العودة طوعية» إلى بلادهم مرة أخرى.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا مشروع إسكان اجتماعي حكومي في منطقة حدائق أكتوبر (الشرق الأوسط)

مصر: ارتفاع الإيجارات يغير العناوين والشرائح الاجتماعية

تضاعفت أسعار الإيجارات العام الحالي بمتوسط نسبة 250 في المائة في السوق العقارية المصرية مقارنةً بالربع الأول من عام 2023.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحد أعمال متحف الكاريكاتير للفنان مصطفى حسين  (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

احتفاء مصري بأول متحف أكاديمي لفن الكاريكاتير

بعد أن مهّد يعقوب صنّوع الطريق لفن الكاريكاتير بظهوره على صفحات مجلة «أبو نظارة» قبل 145 عاماً، يشهد هذا الفن ميلاداً جديداً بتدشين أول متحف أكاديمي.

محمد عجم (القاهرة )
العالم العربي جانب من إحدى فعاليات شركات المحمول (حساب الشركة على فيسبوك)

«أصبحت واجبة»... مصر لتطبيق زيادة جديدة في أسعار الاتصالات

يترقب المصريون زيادةً جديدةً في أسعار الاتصالات، خلال الفترة المقبلة، مع تأكيدات رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات محمد شمروخ أن الزيادة «أصبحت واجبة».

أحمد عدلي (القاهرة)

افتتاح عالمي لـ«منتدى الأفلام السعودي»... حيث تتخطى السينما حدود الصورة

استضافت الجلسة الأولى للمنتدى الأمير تركي الفيصل
استضافت الجلسة الأولى للمنتدى الأمير تركي الفيصل
TT

افتتاح عالمي لـ«منتدى الأفلام السعودي»... حيث تتخطى السينما حدود الصورة

استضافت الجلسة الأولى للمنتدى الأمير تركي الفيصل
استضافت الجلسة الأولى للمنتدى الأمير تركي الفيصل

«هنا، حيث تتخطى السينما حدود الصورة»، كانت الكلمات الأولى لافتتاح منتدى الأفلام السعودي، الذي انطلق مساء الأربعاء في الرياض، بحضور حشد كبير من صناع الأفلام من مختلف دول العالم، من بينهم ضيف النسخة الثانية من المنتدى الممثل والمنتج الأميركي ويل سميث.

ومع انطلاق الحفل ألقى وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان كلمة قال فيها: «نؤسس من خلال منتدى الأفلام السعودي لمرحلة جديدة تتجاوز حدود الإبداع... لصناعة سينمائية متكاملة، تمثل جسراً للتواصل الثقافي والاقتصادي مع العالم».

ولأن بين «الأفلام» و«الدبلوماسية» علاقة وطيدة، استضافت الجلسة الأولى للمنتدى، الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي يرى أن دور الأفلام كبير جداً في التلاقح بين البشر وثقافاتهم المتعددة، مستذكراً بدايات المملكة مع فتح مجال مشاهدة الأفلام عبر التلفزيون، قبل نحو 50 عاماً، مشيراً إلى أنه كان لذلك أثر كبير على تعريف المجتمع السعودي بالآخرين، وتعريف الآخرين بهم.

إحدى فقرات الحفل

تجربة تركي الفيصل

في مستهلها، وجه مدير الجلسة رئيس تحرير جريدة عرب نيوز فيصل عباس سؤالاً للفيصل، قال فيه: «لو كانت لديك عصا سحرية كي تختار فيلماً عن المملكة لإنتاجه، فماذا تختار؟». ليرد الفيصل: «هذا صعب، لكن من خلال تجربتي الخاصة في إنتاج بعض الأفلام كان لمجموعة منها أثر كبير، ليس فقط التعريف بالمملكة والدين الإسلامي، بل وأيضاً انتشار المعرفة بالمملكة وما تقوم عليه».

وخلال حديثه، استرجع الفيصل ذكريات أول فيلم أُنتج بتمويل سعودي وطاقم عمل دولي قبل نحو 20 عاماً مضت عن المؤرخ العربي ابن بطوطة، الذي كان أشبه بالفيلم الوثائقي، لافتاً إلى أن ذلك العام صادف إنتاج فيلم سعودي آخر عن الحج، وانتشر الفيلمان في أرجاء المعمورة من خلال دور السينما التي عرضت فيها.

واستدرك الأمير تركي قائلاً: «لكن لا أخفيكم أن فيلمي المفضل هو الفيلم الذي شاركت بإنتاجه (ولد ملكاً)، وهو عن الملك فيصل، ويتناول أول رحلة قام بها الفيصل وهو بعمر 13 سنة للخارج، بتكليف من الملك عبد العزيز... وأعتقد أنه من أوائل الأفلام الروائية التي صورت في المملكة، بممثلين سعوديين».

وعن رأيه في الأعمال العربية، قال الفيصل: «كثير مما شاهدت من إنتاجات عربية فيها الكثير من الكآبة التي تُعرض على المشاهد... من ناحية الصورة والقصة والدراما، مما يجعلني أتردد في مشاهدتها»، مؤكداً ضرورة أن تقدم الأفلام ما يسعد المشاهد، بدلاً من أن تتسبب له بالضيق والكآبة.

يعد المنتدى منصة تجمع صناع الأفلام والمنتجين والموزعين والمستثمرين من السعودية والعالم

حديث ويل سميث

الجلسة التالية من المنتدى التي أدارها الممثل السعودي حكيم جمعة عن الممثل العالمي ويل سميث، جاءت تحت عنوان «مسيرة ويل سميث المهنية ووجهة نظره حول صناعة الأفلام ومستقبل السينما»، تضمنت نظرة متعمقة في مسيرة ويل سميث، وتتبعت رحلته من مغني راب ونجم تلفزيوني إلى أحد أكثر الممثلين المحبوبين في هوليوود، تحدث فيها سميث عن مسيرته الفنية، وكذلك تطرق إلى أفكاره حول الوضع الحالي لصناعة الأفلام.

وقال سميث: «السعودية لديها فرصة فريدة لبناء الجسور من خلال صناعة الأفلام، كما أن المنطقة غنية جداً بالقصص التي لم تُروَ بعد، ونحن متحمسون لذلك!». وأكد سميث على ما ذكره الأمير تركي الفيصل، قائلاً: «الناس تذهب إلى السينما لقضاء وقت ممتع أثناء المشاهدة، كما أن هناك الكثير من الاتصال العميق بالأفكار من خلالها».

وفي ختام الجلسة الحوارية، وجّه ويل سميث كلمة لصناع الأفلام السعوديين، قائلاً: «أنتم في مرحلة غير مسبوقة لصناعة الأفلام في تاريخ السينما، أمامكم فرص فريدة ونادرة، والعالم ينتظر رؤية ما ستفعلون، لذا أنصحكم بأن تأخذوا الأمر بجدية... لديكم الموارد والتاريخ لتقديم ما لديكم إلى العالم».

بعدها توالت جلسات المنتدى الذي يستمر حتى 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بمشاركة حشد من خبراء صناعة الأفلام من مختلف أنحاء العالم يجتمعون لدعم هذه الصناعة في المنطقة وتعزيز مكانتها على النطاق الدولي.

برنامج حافل

ويعد المنتدى الذي تنظمه «هيئة الأفلام» التابعة لوزارة الثقافة منصة تجمع صناع الأفلام والمنتجين والموزعين والمستثمرين من السعودية والعالم تحت سقف واحد؛ بهدف الترويج لمواقع التصوير التي تتميز بها السعودية، ولجذب الاستثمارات، وتعزيز العلاقات بين الشركات المحلية والعالمية، وتطوير البنية التحتية لقطاع الأفلام في المملكة.

كما يسلّط الضوء على دور السعودية بوصفها مركز دعم وتمكين لصناعة الأفلام في الشرق الأوسط، وإبراز الفرص الواعدة لصناع الأفلام محلياً، وأخيراً، بناء مجتمع مختص للعاملين والمهتمين بصناعة الأفلام لتبادل الخبرات والمعارف.

وتضم النسخة الثانية من منتدى الأفلام السعودي التي تأتي امتداداً للنجاح الذي تحقق في نسخته الأولى 2023، مؤتمراً دولياً ومعرضاً نوعياً، إلى جانب ورشات عمل مختصة، وفعاليات أخرى مصاحبة.

وعلى مدى يومين متتاليين، يغطي المؤتمر مجموعة واسعة من الموضوعات الحيوية؛ من إنتاج الأفلام إلى تطويرها، مستفيداً من أحدث التقنيات لتعزيز التجربة والمحتوى التفاعلي للحضور.

كما يناقش الاتجاهات المبتكرة، مثل الاستدامة ودور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل صناعة الأفلام، ما يجسّد التزامه بدفع عجلة التقدم والابتكار في هذا المجال.

أمّا المعرض المصاحب، فيستمر طيلة أيام المنتدى، ويضم مشاركة واسعة من عارضين وقطاعات متعددة؛ بما فيها شركات محلية وعالمية وجهات حكومية من سلسلة القيمة لصناعة الأفلام، لتبادل الخبرات والتعارف؛ بهدف تحقيق التكامل بين القطاعات المتنوعة.