تونس: اعتقال أرملة زعيم حزب سياسي بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي

صدر ضدها حكم غيابي بالسجن 6 أعوام

قوات الأمن التونسية في حالة استنفار تحسباً لأي عمل إرهابي (أرشيف وسائل الإعلام التونسية التونسية)
قوات الأمن التونسية في حالة استنفار تحسباً لأي عمل إرهابي (أرشيف وسائل الإعلام التونسية التونسية)
TT

تونس: اعتقال أرملة زعيم حزب سياسي بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي

قوات الأمن التونسية في حالة استنفار تحسباً لأي عمل إرهابي (أرشيف وسائل الإعلام التونسية التونسية)
قوات الأمن التونسية في حالة استنفار تحسباً لأي عمل إرهابي (أرشيف وسائل الإعلام التونسية التونسية)

أكدت مصادر قضائية وإعلامية تونسية لـ«الشرق الأوسط» خبر اعتقال زوجة المرشح البارز في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 2019، رجل الأعمال والسياسي المثير للجدل ورئيس حزب «الوفاء والانفتاح» البحري الجلاصي، الذي توفي فجأة في 2021.

وحسب المصادر نفسها، فإن أرملة البحري الجلاصي سبق أن حوكمت غيابياً بالسجن لمدة 6 أعوام بتهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي».

ويسمح لها القانون التونسي بالاعتراض على الحكم الغيابي الصادر ضدها. ومن المقرر أن تجتمع هيئة محكمة جديدة بحضور المتهمة لتأكيد الحكم أو تعديله، عبر تغيير مدة العقوبة ونوعيتها أو تبرئتها.

منذ أكثر من 5 أعوام

وتعود القضية التي اتهمت بها أرملة البحري الجلاصي إلى أكثر من 5 أعوام، ومرحلة ما قبل وفاة زوجها في 2021.

واتهمت وقتها بـ«الانضمام إلى تنظيم إرهابي» في أبحاث وقضايا رفعت ضدها وضد أسرتها بعد تحقيقات رفعت ضدها وضد زوجها السياسي ورجل الأعمال بسبب إرسالها بصفة منتظمة أموالاً إلى ابنتيها اللتين سافرتا إلى «بؤر التوتر» و«وكر إرهابي في سوريا» واستقرتا فيها مع زوجيهما وأفراد أسرتيهما هناك.

وشملت الأبحاث والإيقافات في هذه القضية عام 2018 ابنة شقيقة زوجة الزعيم السياسي ورجل الأعمال الجلاصي، التي أفرج عنها بعد أسبوعين من الإيقاف، لأنها أنكرت الانتماء إلى «تنظيم إرهابي»، وفسرت نقل الأموال إلى ابنتي خالتيها بعلاقات القرابة العائلية.

سلفيون متشددون تونسيون في مظاهرات غير قانونية بتونس قبل أعوام (أرشيف وسائل التونسية)

زيارات إلى سوريا

واستدل المحامون بكون رجل الأعمال والسياسي البحري الجلاصي زار بدوره ابنتيه وعائلتيهما وقدم لهما المال مباشرة بحكم العلاقة العائلية، قبل وفاته «في ظروف غامضة» عام 2021.

لكن المحققين في هذه القضية شككوا في «الرواية العائلية» وفتحوا تحقيقاً حول كميات الأموال التي وقع تحويلها إلى «بؤر التوتر» ورجحوا فرضية أن تكون ابنتا الجلاصي تمولان «تنظيماً إرهابياً» في سوريا تحت «غطاء عائلي».

وأورد محامون أن المقربين من السياسي الراحل البحري الجلاصي وزوجته نفوا تهمة الضلوع في الإرهاب، وفي إقامة علاقات مع تنظيمات إرهابية.

واعتبر بعضهم أن سفر ابنتيهما إلى سوريا والاستقرار مع «مجموعات سلفية جهادية» كانا بهدف مرافقة زوجيهما وأفراد عائلتيهما، وهي وضعية مماثلة لآلاف «الشباب والنساء التونسيين ممن تأثروا بحملات وسائل الإعلام الغربية والعربية في العشرية الماضية التي شجعتهم على السفر بنية (الجهاد في سبيل الله) إلى بؤر التوتر في ليبيا والعراق سوريا... ودعم (الثورة الشعبية السورية)».

مواقف مثيرة للجدل

وكان لرجل الأعمال وزعيم حزب «الوفاء والانفتاح» البحري الجلاصي حضور كبير في وسائل الإعلام التونسية طوال العشرية الماضية بسبب «مواقفه المثيرة للجدل».

وقد تعرض إلى حملة انتقادات واسعة في تونس عشية انتخابات 2019 وبعدها بسبب برنامجه الانتخابي الذي وعد بـ«العودة إلى اعتماد نظام تعدد الزوجات في تونس». واتهمه خصومه، خاصة من نشطاء المنظمات النسائية والحقوقية، بـ«السلفية والتطرف» وبـ«التراجع عن مكاسب مجلة الأحوال الشخصية التي صدرت في 1956» وبينها منع تعدد الزوجات.

كما برز الجلاصي بانتقاداته القوية لـ«العلمانيين» وللمنظمات الحقوقية التي تبنت المواقف الغربية للحريات وحقوق الإنسان، من بينها «الحق في إقامة علاقات جنسية خارج مؤسسة الزواج» و«الزواج بين المثليين». لكنه كان في الوقت نفسه يعتبر نفسه «حداثياً وتقدمياً» ومعارضاً للمتشددين دينياً وسياسياً بكل ألوانهم.


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية

عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
TT

ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية

عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)

رحب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، اليوم (الثلاثاء)، بإعلان رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أمس، السماح لمنظمات الأمم المتحدة بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات بالبلاد.

وقال فليتشر عبر حسابه على منصة «إكس»، إن زيادة الرحلات الجوية الإنسانية ومراكز الإغاثة «سيسمح لنا بالوصول إلى مزيد من السودانيين لتقديم الدعم لهم».

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، اليوم، إنه التقى مع فليتشر وأبلغه بأن المجلس لديه «معلومات مؤكدة» عن استخدام قوات «الدعم السريع» لمعبر أدري الحدودي مع تشاد لأغراض عسكرية.

وأضاف عقار عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه طالب فليتشر خلال اللقاء «بتعزيز إيصال المساعدات إلى دارفور، لا سيما أننا بحاجة لمزيد من الدعم في غرب السودان».

وأشار إلى أنه طلب من المسؤول الأممي أيضاً بأن يبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «بعدم وجود مجاعة في السودان كما يزعم البعض»، واصفاً إياها بأنها «دعاية سياسية».

كما بعث المسؤول السوداني برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مفادها «أنهم إذا أرادوا التعاون وبناء الثقة والعمل المشترك مع حكومة السودان، فعليهم أن يكونوا أكثر دقة في تناول القضايا التي ترتبط بالأوضاع الإنسانية» في البلاد.

وأعلن مجلس السيادة السوداني، أمس، أن البرهان وجه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام مطار مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومطار مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق «مراكز إنسانية لتشوين مواد الإغاثة».

كما سمح رئيس المجلس بتحرك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.