يرى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي، الذي دعا إلى هدنة وممرات إنسانية ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة، جاء «متأخراً»، وأنه «ما زال بعيداً عن المطلوب تحقيقه»، وهو وقف إطلاق نار كامل في القطاع، الذي وصف رفض وقفه بأنه «رخصة للقتل».
وكان مجلس الأمن، الذي يواجه انتقادات لفشله في اتخاذ أي خطوة ملموسة حيال الحرب التي اندلعت قبل أكثر من شهرين، طالب في قرار أصدره (الجمعة)، بزيادة «واسعة النطاق» للمساعدات، دون الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.
وقال الأمين العام، السبت، إن القرار هو محاولة لمنع مجاعة في القطاع، وإنقاذ البشر وبخاصة النساء والأطفال، من وضع كارثي، إلا أنه ليس كافياً لوقف آلة الاعتداء الإسرائيلية، خاصة أنه لا يتضمن وقفاً لإطلاق النار.
وأضاف في بيان له، أن القرار جاء بعد مماطلة وتسويف نزولاً على رغبة إسرائيل، مشدداً على أن المطلوب ليس فقط إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وإنما بالأساس حماية المدنيين من القصف المُستمر، وتحقيق وقف مُستدام لإطلاق النار، والبدء مباشرة في عملية إغاثية كبرى تشمل مئات الآلاف الذين صاروا يفتقدون للحد الأدنى من المقومات الضرورية للحياة.
وأشار أبو الغيط إلى أن «كل خطوة لتخفيف معاناة المدنيين في غزة هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن معالجة الكارثة الإنسانية لا تكون بإجراءات جزئية، أو مسكنات لامتصاص غضب الرأي العام العالمي على ما يجري في غزة».
وشدد الأمين العام للجامعة على أن «رفض الوقف الفوري لإطلاق النار هو رخصة للقتل، وأن المساعي العربية لن تتوقف من أجل الوصول إلى إنهاء الحرب»، مطالباً الولايات المتحدة بأن «تُعيد قراءة الموقف وتتخذ القرار الصحيح من الناحيتين الإنسانية والسياسية بدلاً من الانسياق وراء رغبة اليمين الإسرائيلي المتطرف في إنزال عقاب جماعي وانتقام شامل من 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة».
وتغيّر نص قرار مجلس الأمن عن الصيغة التي كانت الإمارات طرحتها، خشية استخدام واشنطن مجدداً حق النقض (الفيتو). وأزيلت الإشارة إلى «وقف عاجل ودائم للأعمال العدائية»، ومثلها الدعوة إلى «تعليق عاجل للأعمال العدائية».
وطلبت موسكو طلب تعديل لإعادة إدراج الدعوة إلى «تعليق عاجل للأعمال العدائية»، عارضته واشنطن.
وهذه هي المرة الثانية الذي ينجح مجلس الأمن بإصدار قرار بعدما دعا في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى «هدن إنسانية». ورُفضت خمسة نصوص أخرى خلال شهرين، من بينها اثنان بسبب الفيتو الأميركي، آخرهما في 8 ديسمبر (كانون الأول) إزاء دعوة إلى «وقف إطلاق نار إنساني».